غازي القصيبي والصعاليك الرقمية
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
تخيّل أن تستيقظ مرة في الصباح الباكر؛ لتجد الصحف اليومية السعودية بصورتها الورقية، وقد عادت إلى مراكز البيع في المراكز التجارية والبقالات والمكتبات والفنادق والمطارات، كما كانت عليه قبل الإنترنت. أين ذهبت تلك الأيام الخوالي؟ هل يعود الزمن إلى الوراء؟ كيف سيقتنع جيل الألفية بقراءة هذه الأوراق؛ في ظل وجود تويتر وتيك توك وإنستغرام وسناب شات؟ الأمر يتطلّب فقط وضع اصبعك على شاشة الجوال وتمريرها من أعلى إلى أسفل لترى العالم بقضه وقضيضه بين يديك.
أفسد الذكاء الصناعي كل شيء تقريباً. الخبر في تلك الصحيفة الورقية المعروفة مرتفع الموثوقية، ولا يمكن أن يكون مزيّفاً أو محض إشاعة، اخترعها صعلوك رقمي، أو حساب يخضع لمخابرات أجنبية تستخدم خوارزميات قاتلة للترويج والانتشار، كما هو الحال في الصحافة الرقمية، أو شبكات التواصل الاجتماعي. الذكاء الصناعي يروّج الكذبة ويصدّقها وينشرها بين هؤلاء الذين يفتقدون مهارات التفكير أو القراءة النقدية البسيطة، التي تميّز الغث من السمين. بل إن الذكاء الصناعي نفسه مسؤول عن تدهور مهارات التفكير الناقد وليس العكس كما يروّج لنا بعض دعاة الذكاء الصناعي والساعين إلى الصلاة في محرابه. في دراسة أجرتها جامعة تورنتو، وشملت 460 مشاركًا طُلِب منهم الإتيان بأفكار إبداعية توليدية في الاستخدامات المتخيّلة الإضافية لمجموعة من الأشياء، أو المواد اليومية التي يستخدمها الإنسان؛ كإطار السيارات أو مجرد بنطلون يلبسه الفرد. كانت الإجابات التي جاء بها الأفراد في المجموعة التجريبية، الذين كانوا يستخدمون الذكاء الصناعي التوليدي أقل إبداعاً وتنوّعاً من أولئك الذين لم يجرّبوا الذكاء الصناعي، أو سبق لهم أن تعرّضوا لأفكاره التوليدية.
بعيداً عن الصحافة الورقية، لك أن تتخيّل حجم الكارثة الإبداعية التي ستنزل بالطلاب عندما يعتمدون الذكاء الصناعي؛ مثل تقنية الشات جي بي تي، في كتاباتهم ومحاولاتهم الوصول إلى حل المشكلات بالاعتماد عليه. وماذا عن قصيدة كتبها الذكاء الصناعي، أو قطعة موسيقية ألّفها الذكاء الصناعي، أو صورة حرّفها الذكاء الصناعي، والقائمة تطول؟ أليس قراءة غازي القصيبي في صحيفة ورقية أكثر إثارة وفائدة ومتعة ألف مرة من مشاهدة مقطع فيديو في تيك توك لصعلوك مجهول، لا يعرفه أحد؟
khaledalawadh @
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذکاء الصناعی
إقرأ أيضاً:
جهاز النهر الصناعي يعقد اجتماع لمناقشة مقترح إيصال المياه إلى نالوت
اتفاق على إعداد تصاميم مشروع إيصال المياه إلى نالوت عبر الجويبية
ليبيا – عقد رئيس اللجنة الإدارية بجهاز النهر الصناعي، المهندس أحمد الذيب، اجتماعًا مع عميد بلدية نالوت، الدكتور عبدالوهاب الحجام، لمناقشة تنفيذ مقترح إيصال المياه من محطة الضخ الجويبية إلى مدينة نالوت.
مقترح سابق قيد التنفيذ
وبحسب المكتب الإعلامي للجهاز، فإن هذا المقترح تمّت دراسته في وقت سابق، ويهدف إلى تعزيز إمدادات المياه إلى بلدية نالوت، التي تعاني من نقص في الموارد المائية.
حضور إداري وفني رفيع
وشهد الاجتماع حضور عضو اللجنة الإدارية عبدالله المحمودي، والمدير العام المكلّف لمنظومة غدامس – زوارة – الزاوية، إضافة إلى مدير إدارة المشروعات بشركة النهر للهندسة المحدودة.
تكليف شركة النهر بإعداد التصاميم
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على تكليف شركة النهر للهندسة المحدودة، باعتبارها الاستشاري، بإعداد المقايسة الفنية وتصاميم خط نقل المياه من محطة الجويبية إلى نالوت، تمهيدًا لبدء تنفيذ المشروع.