التضامن مع غزة عنوان مسيرة ليلة القدر في صيدا
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
صيدا- في مدينة صيدا اللبنانية، تتفرد ليلة القدر في رمضان المبارك بطقوسها الروحية الخاصة التي تميزها عن باقي ليالي الشهر الفضيل، حيث تشهد المدينة مسيرة حاشدة سنويا احتفالا بهذه الليلة التي هي خير من ألف شهر، كتقليد صيداوي تعود جذوره لعشرات السنين.
المسيرة التي تجمع المراجع الروحية والقوى والفاعليات السياسية وأبناء المدينة، شارك فيها، مساء أمس السبت، المئات من فرق الكشافة من مختلف الجمعيات ومنها كشافة الفاروق، ولبنان المستقبل، إضافة إلى جمعية الكشافة الفلسطينية والمرشدات الفلسطينية، وفوج التطوع في الدفاع المدني.
وقد انطلقت المسيرة من أمام مبنى دار الأوقاف في صيدا، ثم جابت شوارع المدينة الداخلية وصولا إلى ساحة النجمة. ورُفعت خلالها الرايات الكشفية ولافتات تحمل آيات قرآنية تركز على أهمية ليلة القدر، ومجسمات ومشاهد تعبيرية من وحي الليلة المباركة والشهر الفضيل.
وبخلاف السنوات الماضية، تحولت المسيرة إلى نشاط تضامني مع أهالي قطاع غزة، مع دخول الحرب الإسرائيلية على القطاع نصف عام، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية ورسائل الدعم مع الشعب الفلسطيني والمقاومة.
يقول رئيس جمعية كشافة الفاروق إبراهيم الحريري للجزيرة نت إن مسيرة ليلة القدر تُعد بمثابة مسيرة وداع لشهر رمضان وتحمل رمزية قيمة لمدينة صيدا بمشاركة كافة جمعيات الكشافة الموجودة في المدينة والمناطق المجاورة لها.
ويضيف "اللافت هذا العام هو المشاهد التي تحملها الجمعيات الكشفية التي تعبر عن تضامننا مع أهلنا في فلسطين، وخاصة مع غزة، الذين يتعرضون لظلم وحصار ومجازر".
ويتابع الحريري "قلوبنا مع فلسطين ومع غزة، وإن شاء الله سيكون النصر حليفهم ويتخلصون من هذا الظلم ويعيشون حياة طبيعية، والتي يجب أن تكفلها كل الحقوق الإنسانية في دول العالم".
من جانبه، يشير مفوض الجنوب في جمعية كشافة لبنان المستقبل القائد مصطفى حبلي إلى أن أهالي مدينة صيدا، الكبار والصغار، ينتظرون هذه الفعالية السنوية بفارغ الصبر بعدما أصبحت عرفا في المدينة منذ عشرات السنين.
ويوضح حبلي للجزيرة نت "ينتظر المسيرة جميع الأهالي لمشاهدة أبنائهم وهم يشاركون فيها. نؤكد اليوم تضامننا مع الشعب الفلسطيني في غزة. ونحن سعداء بالاحتفال بهذا الحدث، ونأمل أن يكون الفرح مزدوجا، إذ نتمنى أن يحل عيد الفطر السعيد بفرح النصر في فلسطين، إن شاء الله".
بدوره، يتحدث مفوض منطقة الجنوب في جمعية الكشاف اللبناني القائد أحمد بديع عن أهمية هذه المسيرة وما تحمله من معانٍ ثقافية ودينية.
ويقول للجزيرة نت "أصبحت هذه المسيرة جزءا من طابع المدينة وتراثها، ونحن نشارك فيها بعدد يتراوح ما بين 300 إلى 350 عضوا. كما نعمل جاهدين على نجاح واستمرار هذا العرف الصيداوي".
ويضيف بديع "يحضر أصدقاء وزوار من خارج المدينة لمشاهدة هذه المسيرة المميزة بكل ما تحمله من معانٍ وقيم إنسانية ودينية".
من جهته، يقول القائد في جمعية الكشاف المسلم صلاح الدين أغا "تتشارك كافة الجمعيات الكشفية والاجتماعية والإسعافية في صيدا لإحياء هذا الحدث".
ويتابع "تحمل هذه المسيرة طابعا إيجابيا على المدينة، حيث تعمل كل الجمعيات على نشر الفرح، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها جنوب لبنان وفلسطين. نحن هنا نرسل تحية إلى أهل الجنوب الصامدين، وأهلنا في غزة ونقول لهم إن قلوبنا معكم".
ومن ناحيته، يشير القائد محمد عوض من جمعية الكشاف الفلسطينية للجزيرة نت، إلى أن تقليد مراسم ليلة القدر جزء لا يتجزأ من تراث مدينة صيدا في شهر رمضان، مع مشاركة الفرق الكشفية في تنظيم أنشطة تثقيفية تسلط الضوء على أهمية هذه الليلة المباركة في حياة المسلمين.
ويضيف "جمعيتنا تشكل جزءا أساسيا من الجمعيات الكشفية الموجودة في صيدا، ومشاركتنا في هذه المسيرة هي أولوية لأهلنا، وتحمل رسائل تضامن ودعم لشعبنا في غزة ونتمنى ألا ينتهي هذا الشهر الفضيل إلا وقد انتصر شعبنا وانتهت حرب الإبادة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات هذه المسیرة للجزیرة نت فی صیدا
إقرأ أيضاً:
«جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء
خولة علي (أبوظبي)
في إطار سعي جمعية الإمارات للمتقاعدين إلى تعزيز جودة حياة أعضائها، وإبراز دورهم الفاعل في خدمة المجتمع، قدمت الجمعية مبادرة تعليم الحرف التراثية والمهنية، التي تهدف إلى تمكين المتقاعدين من استثمار مهاراتهم ومواهبهم بما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتوفير مصادر دخل مستدامة، وتعزيز روح المشاركة المجتمعية، بما يجعلهم جزءاً فاعلاً في مسيرة التنمية الوطنية، ويعزز الترابط والتواصل.
جودة الحياة وقالت لطيفة خلفان الحافري الكتبي، عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم التمكين بالجمعية، إن الجمعية عملت منذ تأسيسها على إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تحقيق الرفاه للمتقاعدين وتمكنهم من المساهمة الإيجابية في المجتمع. وأوضحت أن مبادرة تعليم الحرف جاءت استجابة لرغبات الأعضاء واهتماماتهم، حيث تم توزيع استبيان لتحديد أكثر الحرف اليدوية المطلوبة، ومن خلاله تم تنفيذ عدد من الورش التدريبية المميزة مثل ورشة صناعة النسيج والقبعات، وورشة صناعة الدخون والعطور العربية، وورشة فن الكونكريت التي تتضمن تصميم قطع فنية وديكورات منزلية مثل الفازات والمباخر، بالإضافة إلى دورة صناعة الطاولات.
هذه الورش لم تكن مجرد تدريب على مهارة، بل مساحة للإبداع، وبوابة لإحياء الموروث الإماراتي بطريقة معاصرة. وأضافت: هذه الورش تركت أثراً إيجابياً واضحاً في نفوس المتقاعدين، إذ ساهمت في تعزيز التواصل الاجتماعي بينهم، ووفرت بيئة محفزة على الإبداع والعطاء، كما أتاحت لهم فرصة تبادل الخبرات وتنشيط الذهن واستعادة الثقة بالنفس. وأشارت إلى أن الإقبال المتزايد على المشاركة في هذه الدورات يعكس مدى نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها، حيث وجد المتقاعدون فيها فرصة للتعبير عن أنفسهم، ومواصلة العطاء بروح جديدة. وكشفت الكتبي عن توجه الجمعية لتوسيع نطاق المبادرة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة أن هناك خططاً للاستعانة بالخبرات الوطنية والمؤسسات الحكومية المتخصصة لتطوير الحرف اليدوية بما يواكب متطلبات العصر.
كما سيتم إدخال حرف جديدة تناسب الرجال والنساء، ونقل هذه الورش إلى الجمهور وطلاب المدارس من خلال فريق الحرفيين في الجمعية، إضافة إلى المشاركة في المعارض المحلية والعالمية لإبراز إبداعات المتقاعدين، وتعزيز حضورهم المجتمعي، بما يترجم قيم العطاء والاستدامة. تجارب إيجابية وتحدثت فاطمة سعيد عبدالله السلامي، وهي إحدى المشاركات في المبادرة، عن تجربتها قائلة: إن انضمامي جاء بدافع رغبتي في استثمار عضويتي في الجمعية التي تتيح لأعضائها المشاركة المجانية في أنشطتها وورشها المختلفة. وأشارت إلى أن ورشة الكروشيه كانت من أكثر الأنشطة قرباً إلى قلبها، حيث أتاحت لها فرصة التعرف إلى مجموعة من الصديقات اللواتي تشاركهن الشغف نفسه.
وأضافت أن هذه التجربة كان لها أثر إيجابي كبير في حياتها بعد التقاعد، إذ ساعدتها على استعادة الشعور بالعطاء والإنتاج، كما تعلمت من خلالها صناعة القبعات والأغطية بطريقة بسيطة، مؤكدة أن الاستمرار في التدريب يسهم في تطوير مهاراتها للوصول إلى مستوى احترافي. تحقيق الاستدامة وأوضحت العضوة والمنتسبة للمبادرة الدكتورة فاطمة عيسى أن انضمامها إلى المبادرة جاء انطلاقاً من إيمانها بأن جمعيات النفع العام لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات لأعضائها، بل أصبحت تركز على تنمية القدرات وتحقيق الاستدامة في العطاء.
ووصفت تجربتها في تعلم الحرف التراثية بأنها تجربة ثرية وممتعة أضافت إلى ثقافتها مهارات جديدة تنعكس إيجاباً على حياتها الشخصية والأسرية. وقالت: المبادرة أحدثت تحولاً إيجابياً في حياتي بعد التقاعد، إذ غيرتها نحو الأفضل، وجعلتني أستثمر وقتي فيما ينفع، مما ساعدني على تجاوز تحديات هذه المرحلة واستعادة الثقة بالنفس. وأضافت أن تعلم المهارات الجديدة حفز ذاكرتها ونشط تفكيرها، وفتح أمامها المجال لتبادل الخبرات وبناء شبكة اجتماعية جديدة من الزملاء المتقاعدين. وذكرت أن التدريب على الحرف اليدوية كان بمثابة بذرة لتمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً، حيث تعلمت حياكة الكروشيه والسدو وصناعة الدخون والعطور، وتخطط للاستفادة من هذه المهارات في تنفيذ مشروع صغير للأسر المنتجة يهدف إلى تحقيق دخل إضافي، والمساهمة في تنمية المجتمع من خلال العطاء والعمل التطوعي.