تعرض صالة كريستي للمزادات بمدينة نيويورك الأمريكية، واحدة من أقدم المخطوطات القبطية في العالم، وهي مخطوطة «كروسبي شوين» التي تمت كتابتها في فجر المسيحية في مصر، تعرض المخطوطة بالصالة في إبريل الجاري وسيتم بيعها في مزاد بلندن في 11 يونيو القادم، بمبلغ مُحتمل يتراوح من 2.6 إلى 3.8 مليون دولار.

خبير آثار يفتح ملف استرداد مخطوط التوراة السينائية والعهدة النبوية من ألمانيا وتركيا خبير آثار يرصد حكاية الفانوس من إياحة إلى تحت الربع

ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية   إلى أن المخطوطة كانت في الأصل جزءًا من نماذج في مكتبة الإسكندرية القديمة في القرن الثالث الميلادى ثم تم نقلها إلى دير الرهبنة الباخومية في دشنا، ما بين القرن الرابع والسابع الميلاديين، وتم اكتشافها عام 1952، وتوالت ملكياتها من حسن محمد السمان ورياض جرجس 1952، ثم فوسيون ج.

تانو وتاجر الآثار السلطان مجيد صميدة في القاهرة حتى عام 1955.

وفي عام 1955، تم نقل المخطوطة إلى جامعة ميسيسيبي في أكسفورد، وبقيت هناك حتى عام 1981 ثم تم نقلها إلى إتش بي كراوس في نيويورك في الفترة من 1981 إلى 1983، ومن ثم إلى فينسور تي سافري في هيوستن، تكساس من عام 1983 إلى 1988، وفي عام 1988 تم عرض المخطوطة في مزاد سوذبيز وتم بيع41 ورقة منها ثم درسها الدكتور مارتن بودمر في جنيف من عام 1952 إلى 1967. ومن ثم البروفيسور ويليام إتش ويليس في دورهام، كارولاينا الشمالية منذ عام 1967.

وأخيرًا، تم نقل المخطوطة إلى جامعة ديوك في دورهام، كارولاينا الشمالية حتى عام 1990، وفي إبريل 1990 تم الحصول على المخطوطة من جامعة ديوك عن طريق التبادل وتم إعادتها إلى المخطوطة الرئيسية في يونيو 1990

وفى ضوء هذا يوضح الدكتور ريحان أن المخطوطة مصرية ضمن أملاك دير الرهبنة الباخومية في دشنا وتخضع للحماية بقانون المخطوطات رقم 8 لسنة 2009 الخاص بحماية المخطوطات، ونص المادة الأولى من هذا القانون: يعد مخطوطًا في تطبيق أحكام هذا القانون كل ما دّون بخط اليد قبل عصر الطباعة أيًا كانت هيئته متى كان يشكل إبداعًا فكريًا أو فنيًا أيًا  كان نوعه وكذلك كل أصل لكتاب لم يتم نشره أو نسخة نادرة من كتاب نفدت طباعته إذا كان له من القيمة الفكرية أو الفنية ما ترى الهيئة (الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية) أن في حمايته مصلحة قومية وأعلنت ذوي الشأن به"، ويحق لمصر وقف البيع والمطالبة باستردادها.

وبناءً على واقعة هذه المخطوطة الهامة وخروج مخطوط أقدم نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية بشكل غير شرعى عام 1859م من دير سانت كاترين بسيناء والمحفوظة حاليًا بالمتحف البريطانى والذى طالب الدكتور عبد الرحيم ريحان بعودتها بمذكرة علمية قانونية عام 2012 وجب توفير الحماية القانونية لكل مقتنيات الأديرة والكنائس المصرية المسجلة فى عداد الآثار

وينوه الدكتور ريحان إلى أن هذه الحماية لا تتوفر إلا بحصر كل مقتنيات الكنائس والأديرة المسجلة فى عداد الآثار من أوانى وثياب مقدسة وأيقونات ومخطوطات وغيرها وتشكيل لجان فنية لتسجيل ما يستحق التسجيل منها وفقًا لتأريخها وقيمتها الفنية طبقًا للمادة 1 أو 2 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 ، وخضوع المخطوطات لقانون حماية المخطوطات رقم 8 لسنة 2009 ورقمنتها وإيداع نسخة رقمية منها بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية مع حق الأديرة والكنائس فى الاحتفاظ بملكيتها طبقًا لما يجرى الآن فى مقتنيات دير سانت كاترين 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن الكنائس والأديرة تمتلك مقتنيات هامة وبعضها نادرة مثل دير العزب بالفيوم الذى يضم قاعة عرض متحفى لمقتنياته داخل الدير منها أصغر أيقونة في العالم لرحلة العائلة المقدسة وهى من الأيقونات النادرة، كما تمتلك الأديرة مخطوطات ذات أهمية كبرى تحتاج إلى تحقيق ودراسات علمية لعدة سنوات ربما تكشف عن الجديد فى تاريخ المسيحية فى مصر ومظاهر الحياة فى مصر عامة فى فترات عديدة منذ القرن الثالث الميلادى وحتى الآن 

وأضاف الدكتور ريحان بأن تسجيل هذه المقتنيات الهامة والمخطوطات يوفر لها الحماية بقانون حماية الآثار وقانون حماية المخطوطات، كما يتيح لهذه الأديرة خروج المقتنيات فى معارض داخل وخارج مصر على غرار دير سانت كاترين التى خرجت مقتنياته فى معارض بعدة دول فى العالم منها اليونان والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا، كما يتيح هذا التسجيل الفرصة لإنشاء قاعات عرض متحفى داخل الأديرة نفسها تفتح للزيارة بشكل رسمى، وتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أى عائد مادى مما يسهم فى تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن، كما يتيح الفرصة للباحثين لدراسة هذه المقتنيات والمخطوطات الهامة وييسر عملية رقمنتها وإتاحتها للباحثين، كما يضمن استردادها فى حالة خروجها من مصر بأى شكل من الأشكال ما دامت مسجلة وتخضع للقانون   

ويلقى الدكتور ريحان الضوء على تجربة متحفية ناجحة داخل دير سانت كاترين تحظى بزيارات محلية ودولية، وقد بدأت الفكرة فى إنشاء متحف دير سانت كاترين عام 2001 حين استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج  يطلق عليه (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى مقدسة وثياب مقدسة ومخطوطات فهو بمثابة متحف الدير القديم ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير.

ويتابع الدكتور ريحان بأن تسجيل مقتنيات الكنائس والأديرة يساهم أيضًا فى تعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة لتمثل معرضًا دائمًا  للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز دوره الحضارى على أن تكون تابعة للمكان نفسه خاضعة لإشراف وزارة السياحة والآثار


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنائس عداد الآثار خبير الآثار الکنائس والأدیرة دیر سانت کاترین الدکتور ریحان

إقرأ أيضاً:

9 قطع أثرية من تاريخ اليمن القديم للبيع في مزاد بسويسرا بيونيو القادم

كشف الخبير في علم الآثار عبدالله محسن، عن عرض 9 قطع من آثار اليمن القديم للبيع في مزاد مدينة لوغانو السويسرية.

 

وأضاف محسن -في منشور بصفحته على فيسبوك- في مدينة لوغانو السويسرية تقيم دار أستارتي للمزادات في 11 يونيو القادم مزاد الآثار والمجوهرات القديمة، والذي يضم 219 قطعة أثرية منها 9 قطع من آثار اليمن يعود بعضها إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

 

وذكر الباحث أن من الآثار المعروضة مائدة قرابين من المرمر مستطيلة الشكل مكتملة، من القرن الأول الميلادي، ترتكز على أربع أرجل قصيرة. يحيط بها من جوانبها الأربعة نقش مسند يتعلق ب "كرب عثت ولحي عثت". سطحها العلوي مزين بحافة بارزة. وفي مقدمتها صف من سبعة وعول متصلة متكئة، لكل منها أنف طويل، وعيون بارزة، وقرون حلزونية كبيرة. طولها 99 سم وعرضها 60.5 سم وارتفاعها 8 سم.

 

 

وأفاد "المائدة في غاية الجمال دون أي كسور، والنقش واضح وربما لم يدرس من قبل، الأمر الذي يجعل من المهم البحث عن مصدرها، حيث يزعم المزاد أن مالكها الأول مجموعة أ.ك الخاصة اقتناها قبل 1971م، وفي ديسمبر 2011م أصبحت ضمن مجموعة تاجر آثار أوروبي، ثم انتقلت بالوراثة إلى ملكية البائع الحالي".

 

وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في اليمن للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية وزادت حدتها منذ بدء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، حيث تعرضت الآثار اليمنية للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية في العواصم الغربية وعلى شبكة الإنترنت.

 

 


مقالات مشابهة

  • محكمة مصرية تُقرّ ملكية دير سانت كاترين للدولة... وأثينا قلقة وتؤكد التزامها بالتفاهم
  • رئاسة الجمهورية تصدر بيانًا بشأن الالتزام بالمكانة الدينية لدير سانت كاترين
  • عاجل- رئاسة الجمهورية: دير سانت كاترين رمز ديني مقدس.. والحكم القضائي الأخير يرسخ مكانته ويحترم العلاقات الدولية
  • عاجل.. مصر تؤكد التزامها الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية المقدسة لدير سانت كاترين
  • رئاسة الجمهورية: نؤكد الالتزام الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة لدير سانت كاترين
  • 9 قطع أثرية من تاريخ اليمن القديم للبيع في مزاد بسويسرا بيونيو القادم
  • مديرية آثار ومتاحف حلب: أكثر من 750 وفداً أجنبياً زاروا الأوابد الأثرية منذ بداية العام
  • أحمد موسى يوضح تفاصيل حكم محكمة الاستئناف بشأن الأراضي المتنازع عليها في سانت كاترين
  • الأعلى للثقافة: حكم القضاء لـ سانت كاترين تاريخي
  • استئناف الإسماعيلية: أحقية تابعي دير سانت كاترين بالانتفاع بالمواقع الدينية بالمنطقة