تقرير مفصل .. ” انتلجنس ” يكشف خبايا وصول الطائرات الامريكية وقوات أمنتوم للوطية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
ليبيا – كشف موقع “أفريكا إنتلجنس” المقرب من المخابرات الفرنسية، أن الولايات المتحدة التي تواجه منافسة من روسيا في أفريقيا طرحت استراتيجيتها الأمنية في ليبيا حيث تعمل شركة “أمنتوم ” الأمريكية العسكرية على إضفاء الطابع المهني على الجماعات المسلحة في طرابلس.
الموقع وفي تقريره الذي ترجمته المرصد، أكد أن أفرادًا عسكريين أمريكيين وصلوا بهدوء إلى ليبيا خلال الأسابيع القليلة الماضية في وقت تركز فيه واشنطن مرة أخرى على القضايا الأمنية في البلاد، مشيرًا إلى أن إذاعة فرنسا الدولية أفادت بتواجد مزود الخدمة المفضل لدى البنتاغون، شركة الأمن الخاصة ” أمنتوم ” في ليبيا.
و رُصدت خلال الفترة الماضية أكثر من 5 رحلات جوية عسكرية بين قواعد أمريكية في المنطقة و قاعدة الوطية الجوية التي تسيطر عليها تركيا أقصى شمال غرب البلاد قرب حدود تونس.
وبحسب الموقع، يقوم مدربو أمنتوم منذ الشهر الماضي بتدريب الجماعات المسلحة في منطقة طرابلس وهي 3 ألوية ممن وصفهم بـ”الميليشيات” وهي: 444 بقيادة محمود حمزة، و111 بقيادة عبد السلام الزوبي، و166 بقيادة محمد الحصان وتم دمج الثلاثة في الجهاز الأمني التابع لحكومة تصريف الأعمال التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة.
وأوضح الموقع أن هذه الخطوة تتماشى لإضفاء الطابع المهني على الميليشيات مع خارطة طريق واشنطن، التي تعطي الأولوية لنزع سلاح الجماعات المسلحة الليبية وتسريحها وإعادة إدماجها حيث أعادت الولايات المتحدة إطلاق برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ديسمبر الماضي.
وأضاف التقرير:” على الرغم من أن المقصود من وجود هؤلاء المدربين هو أن يكون مبادرة خاصة، إلا أنه سيكون من الصعب على (أمنتوم) العمل على الأرض دون الضوء الأخضر من واشنطن، نظرًا لقربها من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث قالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) إن هذه العمليات لم يتم تنفيذها بالتنسيق معها”.
ووفقًا للتقرير :” يبدو هذا التباعد منطقيًا حيث تخضع المساعدة الفنية والتدريب المتعلق بالأنشطة العسكرية لحظر الأسلحة كجزء من العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويُسمح فقط بالتدريب الذي يهدف إلى مساعدة السلطات الليبية في مجال الأمن أو نزع السلاح”.
وبين الموقع في تقريره أن السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيريمي بيرندت يواصلان التأكيد للسلطات الليبية على ضرورة توحيد قواتها الأمنية وقد نقلوا هذه الرسالة مرة أخرى خلال اجتماع عقد في الـ 7 من مارس مع وزير داخلية الدبيبة عماد الطرابلسي وهو نفسه زعيم ميليشيا سابق، كما ركزوا على تأمين حدود ليبيا، وهو ما يقع في قلب اهتمامات الولايات المتحدة في سياق أوسع من عدم الاستقرار الإقليمي.
كما أشار الموقع إلى أن الطرابلسي يقاتل حالياً جماعات أمازيغية مسلحة عند معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس، وهي نقطة تهريب رئيسية بين ليبيا وتونس، مضيفًا:” وفي منطقة فزان الجنوبية، تسيطر على الحدود ميليشيات التبو التابعة لقوات الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي الذي يدير إدارة في الشرق تنافس الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد”.
وتابع التقرير:” ويشجع الدبلوماسيون الأمريكيون أيضًا المحادثات بين الأطراف الليبية لدمج هذه القوات في هيكل مشترك مع الجيش الوطني في الشرق وبدأت المحادثات حول هذا الموضوع باجتماع مفاجئ بين قادة الجماعات المسلحة من الغرب وأعضاء الدائرة الداخلية للجيش الوطني بقيادة حفتر في فندق ريكسوس بطرابلس في 26 مارس 2023.
ويصيف التقرير بأن هذا التقارب قد تحقق في سبتمبر الماضي عندما توجهت الألوية 444 و111 و166 إلى مدينة درنة شرق البلاد لمساعدة كتيبة طارق بن زياد بقيادة صدام حفتر في عمليات البحث والإنقاذ بعد أن تعرضت المدينة للدمار جراء الفيضان، لكن الجنرال خليفة حفتر يشعر بعدم ثقة شديدة تجاه ميليشيات طرابلس وميولها الإسلامية، ولم تنس القوات في طرابلس من جانبها أن حفتر قتل الكثير منهم في هجومه عليهم في طرابلس سنة 2019″.
وأفاد بأن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تدعم المناقشات التي تقودها لجنة 5+5 بقيادة محمد الحداد، الذي يمثل القوات التابعة لحكومة طرابلس، وعبد الرزاق الناظوري من طرف القوات المسلحة بالقيادة العامة ومن المفترض أن تنظم اللجنة إعادة توحيد القوات المسلحة للبلاد.
كما أكد الموقع أن دعم الولايات المتحدة للقوات الموالية للدبيبة يمكن أن يمنحه فرصة ثانية، حيث أصبح وضعه السياسي غير مستقر، مشيرًا إلى أن العديد من السياسيين الليبيين يريدون منه التنحي، كما تضغط فرنسا والمغرب ومصر، التي تتمتع ببعض النفوذ في ليبيا، من أجل تشكيل حكومة جديدة لكن الدبيبة متمسك بالمنصب الذي كان ينبغي أن يخلو منه بعد الانتخابات الرئاسية الفاشلة في ديسمبر 2021.
وزعم الموقع أن الاهتمام الأمريكي المتجدد بليبيا هو جزء من استراتيجية شاملة لاحتواء الوجود الروسي في أفريقيا، ويتجلى هذا الوجود في ليبيا من خلال دعم فلاديمير بوتين للجيش الوطني الليبي وكانت هذه القضية محورية في الزيارة التي قام بها رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى البلاد في يناير 2023 ،بحسب ما جاء في التقرير.
ونوه الموقع إلى أن مخاوف واشنطن تزداد تعقيداً نظراً لأن وجودها العسكري في النيجر المجاورة أصبح مهدداً من قِبَل المجلس العسكري الجديد في نيامي، الذي يغريه بدوره بالشراكة مع روسيا، لذا قررت الولايات المتحدة تخفيف قيودها المالية في أفريقيا كجزء من برنامج حفظ السلام الأفريقي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية حيث تلقت شوكة امنتوم 165 مليون دولار في أواخر عام 2023 لتقديم الخدمات في بنين والصومال.
وأفاد التقرير بأن توقعات ميزانية وزارة الخارجية لعام 2025 تتضمن خططًا لتمويل استئناف عمليات السفارة الأمريكية في ليبيا، مشيرًا إلى أنه من الحيوي مكافحة ما وصفه بـ”النفوذ الخبيث” لروسيا، وستكون هناك حاجة إلى 12.7 مليون دولار لإعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس وتغطية نفقات السفر للدبلوماسيين.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين يتمركزون في تونس منذ إغلاق سفارتهم في ليبيا في عام 2014، مشيرًا إلى أن ميزانية 2025 أيضًا تنص على استفادة ليبيا من برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجماعات المسلحة الولایات المتحدة مشیر ا إلى أن فی أفریقیا فی طرابلس فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
قصة الهدية الأمريكية الأولى
طلب البيت الأبيض الأمريكي في رسالة إلى إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية اقتراح هدية ملكية يقدمها الرئيس فرانكلين روزفلت للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بمناسبة لقائهما التاريخي، فكان الرد بأن تكون الهدية عبارة عن طائرة مدنية، جاء الرفض مباشرة من البيت الأبيض لتجاوز قيمة الطائرة الميزانية المخصصة للهدية!.
لكن الدكتور هاري سنايدر المستشار صاحب الفكرة ظل مُصرا على الهدية نفسها، لقد رأى المملكة ممتلئة بالكثبان الرملية أكثر من أي شيء آخر دون أن تتوافر فيها حتى وسائل المواصلات البدائية، فأدرك أن تلك الهدية بعينها سوف يكون لها شأن ومستقبل في بلد منطلق على دروب التطور والتنمية كالصاروخ.
عاد الدكتور سنايدر مجدداً إلى رئيسه ليعرض عليه المقترح بأسلوب مختلف، وكانت فكرته أن مصنع "دوغلاس" لديه عدد فائض من الطائرات ناقلة الجنود من نوع C-47 ، وبما أن الحرب العالمية الثانية قد انتهت، فلم لا يستعير البيت الأبيض إحدى تلك الطائرات ويسدد قيمتها لاحقاً لوزارة الدفاع عندما يتوافر لديه المبلغ كاملا.
بهذا المقترح استطاع سنايدر أن يحصل على موافقة البيت الأبيض، والذي بدوره أبلغ شركة دوغلاس بتحويل المقصورة الداخلية لإحدى تلك الطائرات إلى مجلس ملكي. بلغت قيمة الهدية الملكية ٨٥٠٠٠ دولار، غير أن المضحك في الأمر هو أنه وعند تقاعد الدكتور هاري سنايدر تسلم رسالة من البنتاغون في واشنطن من باب الدعابة، مفادها أن البيت الأبيض لم يقم بدفع قيمة الهدية الملكية رغم مرور ٣٠ سنة على الأمر، وأن الخزانة الأمريكية تطالبه هو بمبلغ ٣٥٠٠٠٠ دولار قيمة الطائرة وفوائد كل تلك السنين!.
وصلت الطائرة إلى جدة في 14 أبريل من عام 1945م واستلمها نيابة عن الملك المؤسس الأمير منصور بن عبدالعزيز رحمه الله. كانت الطائرة تعد الأداة الوحيدة لنقل أي شيء بسرعة لا يمكن مقارنتها بأي وسيلة أخرى في ذلك الزمان، وقد استشعر جلالة الملك المؤسس -مباشرة- أهميتها في ربط أرجاء الوطن، ففي نفس العام وكدليل واضح على اهتمامه رحمه الله بالطيران، قرر شراء طائرتين أخريين من نفس الطراز.
كان أكثر ما يميز ذلك الطراز هو أنه لا يتطلب للقيام برحلاته سوى أرض ترابية منبسطة، الأمر الذي كان متوافرا في البيئة الصحراوية للمملكة. وبهذا النوع من الطائرات تمكنت الدولة من ربط مناطقها الإدارية، وتوفير الإمدادات بجميع أنواعها لكل مناطق البلاد، كما ظلت متواصلة مع العالم تبتعث أبناءها لحصد العلوم وتستقبل الزوار والحجيج. لقد أسهم القرار الملكي للمؤسس طيب الله ثراه بالتوسع في شراء ذلك النوع من الطائرات "داكوتا DC3" في تحقيق رؤيته في توطين البادية وإنشاء الهجر، وهي الرؤية التي مكنت المملكة من الانطلاق إلى عهد جديد تدور فيه عجلة التنمية بسرعة فائقة.
ومنذ ذلك العام ظل الطيران ، ومازال، القطاع المُمكّن لرؤية الوطن.
قد يعجبك أيضاًNo stories found.