سكان غزة: الشيء الوحيد الذي نحتفل به هو أننا ما زلنا على قيد الحياة
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
خيم الحزن والأسى العميقان على مناسبة عيد الفطر السعيد في غزة، التي مزقتها الحرب. تحتفل العائلات في غزة، مثل تلك الموجودة في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، بهذا اليوم تقليديًا من خلال زيارة أحبائهم، وتبادل الهدايا، والاستمتاع بالحلويات الاحتفالية. ومع ذلك، بعد ستة أشهر من الصراع المستمر، لا يزال المزاج قاتماً حيث يكافح الناس من أجل البقاء وسط الأنقاض.
مع فايننشال تايمز، تحدثت إيمان عبد الشافي الفياض، خبيرة التجميل في الأربعينيات من عمرها، عن صعوبة العثور على ما تحتفل به هذا العام. وأعربت عن حزنها العميق بينما كانت تراقب سرير والدها المصاب في مستشفى مدينة العريش المصرية، حيث لجأت بعد غارة جوية إسرائيلية: لقد ترك الدمار الذي سببته الحرب العديد من سكان غزة في حداد على أحبائهم ويكافحون من أجل العثور على الأمل.
وكانت حصيلة الصراع هائلة. لقد تم تهجير غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وأفاد مسؤولو الصحة بأن أكثر من 33.000 شخص فقدوا حياتهم منذ بدء الأعمال العدائية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة، فإن بعض الأفراد في غزة مصممون على رفع الروح المعنوية وجلب لحظات من الراحة. وفي مدينة رفح الجنوبية، تقوم نيفين المدهون وفريقها من الطهاة بعمل الحلويات وتوزيعها على الأسر التي تعيش في الخيام. وإلى جانب الأموال المتبرع بها، قاموا أيضًا بتوفير الملابس وخططوا لتقديم الهدايا للأطفال المتضررين من الحرب.
ومع ذلك، فإن حقيقة محنة غزة لا تزال صارخة. وتلوح المجاعة والمرض في الأفق بالمنطقة، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن ثلث الأطفال الرضع في الجزء الشمالي من غزة يعانون من سوء التغذية الحاد. وكما عبرت أم موسى، التي لجأت إلى أحد مستشفيات العريش، فإن التركيز تحول من الفرح والاحتفال إلى البقاء والأمل في رؤية يوم آخر.
في مخيمات اللاجئين القريبة من بيروت، بلبنان، تركزت الأفكار والصلوات على شعب غزة منذ أشهر. وشككت مريم محمود أسعد، وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في مخيم برج البراجنة، في وجود عيد هذا العام، في ظل المقابر الجماعية والمعاناة المستمرة في غزة. ويرسل سكان هذه المخيمات بانتظام الملابس والأموال لدعم نظرائهم في غزة، حيث يشعرون بآثار الحرب بشدة.
بالنسبة لمنذر شبلاق، المدير السابق لسلطة المياه في غزة، فإن هذا العيد هو بمثابة تذكير مؤلم بكل ما فقده. بعد انفصاله عن عائلته التي بقيت في غزة بينما يبحث عن ملجأ في مصر، عبر شبلاق عن الفراغ وانعدام الهدف الذي يصاحب هذا اليوم.
ومع مرور العيد مرة أخرى، يجد سكان غزة العزاء في حقيقة أنهم ما زالوا على قيد الحياة، على الرغم من الصعوبات التي لا يمكن تصورها والتي يتحملونها. لقد أعادت الحرب تشكيل حياتهم، وتركتهم في حالة من الحداد والبقاء، حيث يبدو الاحتفال مستحيلاً.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
وزارة الكهرباء: وعود بتحسين الخدمة… هل تصمد أمام اختبار الصيف؟
مايو 27, 2025آخر تحديث: مايو 27, 2025
المستقلة/- في وقتٍ يتصاعد فيه القلق الشعبي من تكرار معاناة الصيف مع تردي خدمة الكهرباء، أعلنت وزارة الكهرباء عن تحقيق نسب إنجاز متقدمة في مشاريع محطات التوليد وخطوط النقل وتنصيب المحولات في عدد من المحافظات، في خطوة وصفتها بـ”الاستباقية” استعداداً لموسم الذروة.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد موسى العبادي، فإن الجهود شملت تأهيل أربع وحدات توليدية في كهرباء الشمال، فضلاً عن تكثيف أعمال الصيانة في محطات الجنوب وخاصة في البصرة وذي قار وميسان والمثنى، إلى جانب مشروع لخط ضغط عالٍ في المثنى، وأعمال شطر مغذيات لمعالجة الاختناقات في بابل.
لكن هذه التصريحات، وإن بدت مبشرة، تطرح تساؤلات مشروعة: هل تكفي هذه الإجراءات لتحسين واقع الكهرباء الذي يعاني منه العراقيون كل صيف؟ أم أننا أمام حملة علاقات عامة تهدف لتهدئة الشارع الغاضب قبيل اشتداد حرارة الصيف؟
يرى مراقبون أن تكرار الوعود الحكومية دون تغيير ملموس في ساعات التجهيز بات سبباً لفقدان الثقة، خاصة أن الخطط المعلنة غالباً ما تصطدم بعقبات التنفيذ، أو ما يُعرف بالـ”الروتين القاتل”. كما يشير آخرون إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالإنتاج، بل أيضاً بضعف منظومة التوزيع وتهالك البنى التحتية، وغياب العدالة في توزيع الأحمال.
وفي المقابل، تؤكد وزارة الكهرباء التزامها بإنجاز المشاريع ضمن السقوف الزمنية المحددة، مع التركيز على الوقاية والسلامة المهنية والبيئية، خاصة عبر منظومات الإنذار المبكر والإطفاء، كجزء من خطة شاملة لمواجهة الضغط الصيفي المرتقب.
ويبقى السؤال: هل تكون هذه التحركات بداية فعلية لحل أزمة الكهرباء المزمنة، أم أننا سنعود مجدداً إلى سيناريو “المولدات” و”الوعود المؤجلة” مع أول موجة حر؟
دعونا ننتظر ونرَ، فالصيف على الأبواب، والمواطن لم يعد يثق بالكلمات… بل بالأمبيرات.