أكدت صحيفة (الأهرام) أن تضحيات الشهداء سبب استقرار وأمان مصر وسط منطقة تموج بالعنف والمؤامرات والإرهاب.

وكتبت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم /الخميس/ تحت عنوان "تحية لشهدائنا الأبرار في العيد" - إن شهداءنا هم قرة أعيننا، فلولا تضحياتهم ما كنا ما نحن عليه اليوم، من استقرار وأمان، وسط هذه المنطقة التى تموج بالعنف والغضب والمؤامرات والإرهاب".

وأشارت إلى أنه - في صباح أمس، أول أيام العيد - كان أول ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاحتفاء والاحتفال بأبناء هؤلاء الشهداء الأبرار، الذين جادوا بالدم والروح؛ حفاظا على أمن هذا الوطن الحبيب وأمانه. وخلال الاحتفال قام الرئيس السيسى بتكريم مجموعة من أهالى وأبناء الشهداء، وتوجيه التحية إلى أرواح الشهداء، وكذلك لأسرهم وأبنائهم، وقال الرئيس إن الوطن لن ينسى تضحيات هؤلاء الأبطال، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.

وأضافت أنه لعل ما كان لافتا في هذا اللقاء، حضور عدد من أبطال غزة، وذلك فى إشارة من الرئيس السيسي إلى أن مصر لن تتخلى أبدا عن أشقائها الفلسطينيين، وسوف تواصل جهودها لإيقاف نزيف الدم فى قطاع غزة، وأيضا ستواصل سعيها لوصول المساعدات الإنسانية، والعمل على الوقف الدائم لإطلاق النار، مع استمرار التواصل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية للعودة إلى المفاوضات؛ تمهيدا لبدء تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولفتت إلى أن لقاء الرئيس، صباح أمس، مع أسر الشهداء مناسبة للتذكير بالثمن الغالى الذى دفعه الشهداء، وهو الروح، لكى تبقى مصر عزيزة وكريمة وحرة، لا يتحكم فيها فصيل أحمق، أو يفرض إرهابى غاشم إرادته على شعبها الطيب، وربما يكون من المفيد فى هذا السياق استعادة ذكريات السنوات الماضية، عندما أوشك الإرهاب الأثيم على تحقيق غايته وأهدافه للنيل من استقرار هذا الوطن العزيز، وكيف أن أرض سيناء شهدت ملحمة من أشرف ملاحم الفداء والتضحية، لمواجهة جماعات الإرهاب الأسود هناك. وإذا أردنا التذكير بأسماء هؤلاء الأبطال الشهداء، فلن تكفينا صفحات وصفحات، وسوف يظل التاريخ المصرى المعاصر يذكر هذه التضحيات، وسيكتبها بحروف من ذهب.

وتابعت (الأهرام) :"بطبيعة الحال، فإن احتفاء الدولة المصرية بأسر الشهداء، هو أقل ما يمكن تقديمه لذكرى هؤلاء الأبطال، وما حِرص الرئيس السيسى على الالتقاء بأبنائهم وإشعارهم بأنهم جميعا كأبنائه، إلا رسالة لكل من يخدم هذا الوطن، بأن الوطن لن ينسى خدماته، فما بالنا وهذه الخدمة هى الجود بالروح؟ وفى الوقت نفسه فإن فى إحياء ذكرى أي شهيد بطل رسالة لأي متآمر آثم خبيث، بأن لهذا الوطن أبناء مستعدين للتضحية بالروح والدم، حفاظا على كل حبة رمل من رمال الوطن".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هذا الوطن

إقرأ أيضاً:

ثقافة بلا روح.. وكتابة بلا قداسة!

المراهنة كانت ولا تزال دوما على جودة البضاعة المعروضة للقراءة لا على كذب الباعة المنفقين للسلعة باليمين الكاذبة، فـ "شر البقاع الأسواق" ولو كانت في عالم الطباعة والنشر. وليست الظاهرة تعني الروائي أو الناقد الأدبي وحدهما بل تعني المثقف على العموم، و"أكرم" بهذا إذا كان يخدم دوائر أجنبية لها بما يقول أو يكتب أغراض أخر. وعلى كل حال، فالشعبوية الثقافية صرعة معاصرة سرعان ما تتلاشى وتزول، لتبقى في الوادي أحجاره علامة فارقة على مجرى الحياة الطبيعية. "فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

الكتابة موهبة وحرية والتزام

عندما تكون الكتابة موهبة، والمعاني فتوحا، والغاية خالصة، والشجاعة الأدبية سجية، فمعالجة التعبير ساعتها مخاض ولادة لنصوص تحيا ما بقيت أنفاس البشر.

من الشرف الذي لا ينال بالمناصب والتشريفات ورضا السلطان أن يلج علماء وسياسيون ومؤرخون السجون، لأنهم قالو رأيا خالف المعهود. ولقد عبر أعلام كبار من هذا المكان وبقي سجانوهم في سجن العار مدى الليل والنهار. وأشير على بعض هؤلاء الأفاضل المعتقلين عندما تنقضي زيارتهم هذا المكان أن يطلبوا اللجوء الثقافي في أي دولة تقدر العلم وتحتفي بالعلماء.

سؤال من الأجدى بنا طرحه على الأفارقة أنفسهم، حيث تكثر الهشاشة الثقافية، لماذا غفلوا عما يقوله مفكروهم فيما هم فيه من تبعية وقابلية لسطوة الآخر عليهم؟ ومن المفيد كذلك تسليط الضوء على مفارقة صارخة لدى الآخر في رفضه استيعاب هؤلاء المفكرين المهاجرين من الشرق والجنوب إلى الغرب والشمال ضمن مؤسساته التعليمية من دون الاستفادة منهم في توجيه سياساته الخارجية، كما الشأن مع مالك بن نبي وإدوارد سعيد.

من الشرف الذي لا ينال بالمناصب والتشريفات ورضا السلطان أن يلج علماء وسياسيون ومؤرخون السجون، لأنهم قالو رأيا خالف المعهود. ولقد عبر أعلام كبار من هذا المكان وبقي سجانوهم في سجن العار مدى الليل والنهار. وأشير على بعض هؤلاء الأفاضل المعتقلين عندما تنقضي زيارتهم هذا المكان أن يطلبوا اللجوء الثقافي في أي دولة تقدر العلم وتحتفي بالعلماء.الكتابة في حد ذاتها متعة حقيقية لا تضاهيها أخرى، خاصة إذا كانت موصولة بالملأ الأعلى، وهذه المزية ليست مفهومة لدى كتاب لا يؤمنون بها. أما جهالة الكاتب وشهرته فأمران لا علاقة لهما بالفكر والإبداع، كي لا أقول هما حالتان طفوليتان تنتابان البعض حينما يفرحون بالذيوع ويحزنون من الغمور، والحرص الشديد على الجوائز والتكريمات ابتذال لما في يد الكاتب من كرامة.

يتساءل أحدهم عن سر الأجواء التي ألهمت الكاتب أن يكتب كتابا كاملا عن لندن في إبان عشرة أيام أقام فيها بالمدينة، وحرمته من كتابة مقال واحد عن دولة خليجية رغم إقامته بها عشر سنوات تامة، والجواب عن ذلك كامن في كنه الثقافة المشاعة في حواضر الغرب على جاهليتها، والمضيق عليها عن جهل في مدن الشرق رغم وضاءتها، إن الثقافة ليست في معرض كتاب يقام أو في قناة داخلية وأخرى خارجية، يتم توجيههما خدمة لولاة الأمر.

في الثقافة

واضح بأن مغني الراب التونسي "كافون" ـ الذي هلك منذ أيام ـ  ومريديه على منصات التواصل الاجتماعي يعيشون أزمة روحية حادة، ولعل ذلك ما يفسر المحن والابتلاءات التي تعرض لها المتوفى وهو في أشده. السلطات التونسية تتحمل مسؤولية هذا الخواء الروحي المردي، بل إنها لتتسبب في إذكائه حين تتجاهل الغذاء الكامل للإنسان السوي، ومنها الثقافة، التي تحتاج إلى تعريف راق يمنع عنها ما داخلها من فساد وتدني، ويحمي الشباب في الشمال الإفريقي من فتنة الحياة الغربية، التي لم يستطع أن يفقه حقيقتها وهو يرى الفوارق الصارخة بينها وبين واقعه الذي يحياه.

واقع الثقافة في المغرب الشقيق هو عينه في كل الدول التي لدى ساستها عقد من المثقفين وثارات، لذلك لا يطلب الكاتب في المعارض رواجا لما يكتب في ظل هذه الرداءة المستحكمة في المشهد الثقافي كافة. من واجب المثقف اليوم أن ينزوي في محرابه متعبدا بقلمه، وليكتب كل ما يراه نافعا مستعينا بخلوته، وليترك أمر القبول إلى القدر، فلعل الله أن ينفعه بما كتب وهو بجواره.

ماذا يوجد وراء "ثقافة" الشكل والجسد؟ وماذا عند فرنسا لتقدمه للعالم غير هذا التفاهات وهي التي تمسك بمشعل الحرية في أوربا؟ لا يمثل كل هؤلاء المتجنسين بالفرنسية من أصول جزائرية واللاهثين وراء الشهرة، ولو بالعرض المهتوك، المجتمع الذي منه خرجوا، ولا تستحق كل حكاياتهم التافهة وقفة تضيع فيها أوقات، هي أثمن ما يملك الإنسان.

في التأويل والأدب

لا يجدي نفعا ما يسميه البعض قصة الخطاب القرآني وخطاب القصص القرآني وكذا الطريقة التي يقاربون بها هذا النص الإلهي في فهم الظاهرة القرآنية بتاتا، إنه كمن يقطع طعاما غير طازج ويقدمه للناس. القرآن الكريم يحتاج إلى بعد روحي في مقاربته لا تملك المناهج النقدية الحديثة إمكانياته؛ لذلك تفقد المنهجية قدرتها على فهم الموضوع، ويفتقد الموضوع إلى قارئ يفقه روحيته التي أنزل بها؛ ولهذا أشاد المولى تبارك وتعالى بهؤلاء المستشعرين لحديثه حين مدحهم في قوله: "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد".

القرآن الكريم يحتاج إلى بعد روحي في مقاربته لا تملك المناهج النقدية الحديثة إمكانياته؛ لذلك تفقد المنهجية قدرتها على فهم الموضوع، ويفتقد الموضوع إلى قارئ يفقه روحيته التي أنزل بها؛فعندما تكون "الدراسة قيد التطور" فما تنتجه سيكون عملا غير ناضج أيضا، وإلى متى سيظل الراغب في فهم كلام الله منتظرا؟ عموما التفاسير التي كتب لها القبول معمدة كليا في ذلك البعد، حتى التي تبحث في المفردات والتي طبعت على هامش المصحف لا تخلو من حلاوة وطلاوة. وآليات المنهج النقدي الحديث غربية الطابع والروح، وليس بإمكانها أن تقارب النص القرآني لسببين: أن واضعيها لا يؤمنون أصلا بقول إله فضلا عن الإيمان بالإله نفسه، وثانيا أن كتب التفسير عندنا نبعت من إيمان راسخ لدى أصحابها بصحة المنزل، وانبنت مناهجها على فكرة الإعجاز التي حاولت أن تطاول أسرارها.

الزواج بين القصيدة والأغنية فشا مع الحداثة الشعرية، كان الشاعر بحاجة إليه أكثر من المغني ومن المغنية، لأن الشعر الذي كسر أوزان الخليل لم يعد مقروءا كما الشعر الأصيل لتماهيه مع النثر وفقدانه الإيقاع الشعري الذي تحبذه الذائقة العربية، فتوسل بالغناء ليكون مسموعا. ومن جهة ثانية، فإن في القصائد ألفاظا لا تقع موقعا حسنا في الأذن الموسيقية وتصعب على الملحن كما المغني، فاستبدالها بأخرى لا يضر القصيدة الأصلية ولا يحتاج إلى إذن من الشاعر إذا ما كانت ملائمة وجميلة.

كثير من الكتاب يتخذ الرواية نصا مرجعيا يستدر منه المعاني، وربما وجد فيها ضالة يبحث عنها، أو قبسا ينير دروبه الموحشة، والغريب أن تجد أكثر هؤلاء لا يشعرون بأنهم يستندون إلى وهم من الخيال أبدعته يد كاتبة ووضعت قراءها على ناعورة تعيدهم في كل مرة إلى نقطة البداءة. في مقابل ذلك يتخذ مثقفون آخرون النص القرآني والحديث النبوي وقواعد استنبطت منهما مرجعا للأفكار وموردا للتفكير. ينكر أكثر الصنف الأول على الثاني مرجعيته، ولا يبادله الثاني النظرة ذاتها، رغم أنه يراه واقعا فيها وهو لا يدري.

قلما تجد المترجمين راضين عن أعمال الترجمة عند غيرهم بخلاف ما يدعونه لأنفسهم، وليس معيار نفوق الطبعات في السوق كاف للحديث عن نجاح الكتاب أو ترجمته، هنالك القيمة المعنوية التي يحملها العمل وشكله الأدبي. تعدد الأصول العرقية والثقافية للكاتب مهم إذا نسجت من خلاله أعمال تختزن رؤية إنسانية، ومن هنا جدلية المحلي والعالمي في ما ينشر من كتابات روائية. وعلى كل حال، لا تزال في مجتمعاتنا الشرقية بقايا من "الكولونيالية" السياسية والثقافية ذات نفوذ مؤثر، لم تصف تركته بعد.

مقالات مشابهة

  • رئيس الشيوخ: الرئيس السيسي قاد سفينة الوطن وسط أمواج عاتية بثبات وحكمة
  • تشييع جثامين ثلاثة شهداء بمحافظة حجة
  • في وجه العنف والإرهاب.. مجلس كنائس مصر يصلي من أجل السلام في سوريا
  • استشهاد 3 من عناصر الحرس الثوري الايراني بعدوان صهيوني على زنجان
  • التقاعد المبكر اتجاه بين شباب الـ 30 والـ 40
  • تشيّع جثمان الشهيد ياسر زوم في مديرية الزهرة بالحديدة
  • "بصل بصل.. بما حصل"
  • إيران على خط المواجهة
  • زلّة لسان تثير العاصفة: سفيرة واشنطن تتهم إسرائيل بـالفوضى والإرهاب | فيديو
  • ثقافة بلا روح.. وكتابة بلا قداسة!