تستضيف دبي المؤتمر السنوي الـ 19 لأكاديمية الشرق الأوسط لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في الفترة من 19 إلى 21 أبريل الجاري بفندق “انتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي” و دورة” TSESI ” الـ 21 للجيوب الأنفية التي ستقام خلال الفترة من 22 إلى 24 أبريل الجاري في مستشفى الأعصاب والعمود الفقري في مجمع دبي للعلوم بمشاركة.

يشارك في الحدثين أكثر من 1000 طبيب ومتخصص من31 دولة وذلك بهدف تعزيز مهاراتهم السريرية وعرض أعمالهم البحثية وتعزيز جودة رعاية المرضى.

وقال الدكتور معاذ الطرابيشي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إن جراحة الأذن والأنف والحنجرة كتخصص تطورت بشكل هائل في السنوات القليلة الماضية وتميزت بتنوع الحالات الدقيقة والمعقدة التي تخدم جميع فئات المرضى من جميع الأعمار.

وأوضح أن المؤتمر سيناقش مجموعة متنوعة من المواضيع تتراوح من أحدث التقنيات التشخيصية إلى التطورات الجراحية الرائدة وأساليب العلاج الناشئة حيث سيتم إلقاء محاضرات متنوعة حول جراحة الأطفال للأذن والأنف والحنجرة وجراحة تجميل الأنف وجراحة الرأس والرقبة و جراحة الأذن والتثبيت الدهليزي وعلم الأنف والجيوب الأنفية والسمعيات وورشة عمل حول اضطراب التوازن

وأشار الدكتور الطرابيشي إلى أن البرنامج العلمي يتكون من محاضرات لنخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين في جميع التخصصات الفرعية مثل جراحة الأنف والقاعدة الجمجمية بالمنظار وجراحة الأذن والزرع السمعي وطب الأنف والحنجرة الخاص بالأطفال وجراحة التجميل الوجهي وجراحة النوم وجراحة الرأس والرقبة والطب السمعي الدهليزي وكل ما يتعلق بطب الأنف والأذن والحنجرة.

بدوره قال الدكتور إسلام حرز الله أستاذ جراحة الأنف رئيس المؤتمر الـ 19 لأكاديمية طب الأذن والأنف والحنجرة في الشرق الأوسط إن اللجنة العلمية والتي تضم 11 طبيبا حرصت هذا العام عل اختيار أطباء يحاضرون في مجالاتهم التخصصية حيث وصل عدد المتحدثين إلى 141 محاضرا إقليميا ودوليا من 31 دولة حول العام .

وأضاف أن فعاليات دورة” TSESI ” الـ 21 تضم 49 جلسة علمية و 235 محاضرة علمية و217 بحثا علميا إلى جانب ورش عمل متخصصة وندوتان للقطاع الصناعي و 30 مسابقة “هاينز شتامبرغر” للبحوث والمخصصة للأطباء المقيمين من جميع أنحاء العالم والتي يشارك فيها أيضا أكثر من .22 شركة من أهم شركات صناعة الأدوية و الأجهزة الطبية كرعاة للمؤتمر.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

لماذا على الشرق الأوسط عدم السماح بانتصار إسرائيل؟

هل يمكن أن نتخيل شرقا أوسطيا بلا إيران؟ ليس فقط بلا نظامها، بل بلا حضورها الاستراتيجي، وبلا عمقها التاريخي، وبلا موقعها من معادلة الردع؟ من سيملأ الفراغ الكبير الذي يمكن أن تتركه؟

الإجابة على مثل هذا السؤال من شأنها أن تفتح سيناريوها الفوضى التي يمكن أن تعم المنطقة فيما لو انتصرت إسرائيل/ الغرب في الحرب التي تدورها الآن بينهم وبين إيران.

والحقيقة المهمة أنه لا يمكن إعفاء الدول العربية من مسؤولية المآلات التي تنتظر المنطقة فيما لو نجحت إسرائيل في أهدافها.. رغم أن الحديث عن مثل هذه المسؤولية أو أي مستوى من مستويات الندم سيكون بلا أي معنى ولا قيمة في اللحظة التي تكون الهيمنة الكاملة فيها لإسرائيل وحدها.. وعلى البقية الطاعة المطلقة للحقبة الجديدة بكل معطياتها.

والسؤال الجوهري الآن لا يكمن في قدرة إسرائيل على إلحاق هزيمة عسكرية بإيران، فهي لا تخوض هذه الحرب وحدها، بل تستند إلى دعم غربي مطلق، وصمت عالمي إلى حد التواطؤ.. ولذلك فإن السؤال الأكثر خطورة في هذه المرحلة هو: هل تستطيع المنطقة تحمّل تبعات هذه الهزيمة فيما لو تحققت؟! الإجابة التي أرها حاضرة بوضوح كامل: لا. بل إن تبعات هذه الهزيمة هي أكبر خطر يمكن أن يهدد العرب في لحظتهم الحالية.

أخطأ العرب طويلا في فهم إيران حين اقتصرت قراءتهم لها على الزاوية المذهبية/ الطائفية، رغم أنها، سواء في زمن الشاه أو في عهد الثورة، لم تكن ظاهرة طارئة في الإقليم، فهي حضارة عريقة مختزلة في دولة، ولها عمقها التاريخي ورؤيتها للمنطقة وفهمها الخاص بها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال استبعادها من أي نظام إقليمي متوازن.. ورغم ما طرأ على خطابها السياسي بعد ثورة 1979، إلا أن تلك الثورة مهما كانت نظرة العرب والعالم لها لم تكن نتاج تصدير ديني فقط، ولكنها كانت انفجارا داخليا عميقا، جاء استجابة لتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية.. وكان من الحكمة أن تتحاور الدول العربية، خاصة، معها بناء على هذا المنطق لا تبني الرؤية الغربية في تحويل تلك الثورة وما صاحبها من تحولات عميقة إلى ذريعة يعاد وفقها صياغة التحديات الجيواستراتيجية للمنطقة.. وبناء جدران عالية من العداء السياسي والأيديولوجي مع إيران، وتجاهل حقوق الجوار الجغرافي والفهم التاريخي للإمكانيات الحضارية والتأثيرات المتبادلة بين الطرفين.

ورغم العقود الطويلة وما صاحبها من أحداث كانت كفيلة ببناء تصورات مختلفة ما زال الكثير من صُنّاع السياسات في الشرق الأوسط، إلى هذه اللحظة، يعتقدون أن انتصار إسرائيل على إيران من شأنه أن يقود المنطقة إلى استقرار حلمت به طويلا.. وهذه القناعة، التي صاغتها مراكز التفكير الغربية وروّجت لها دوائر النفوذ، تقوم على قراءة سطحية جدا للتاريخ، وتُغفل حقيقة أن مثل هذا الانتصار سيدخل المنطقة في حقبة جديدة تكون الهيمنة الكاملة فيها لإسرائيل فيما لن يبقى لدولة سواها، مهما كانت مكانتها الحالية، أي دور حقيقي.. وقد يتحول الجميع إلى دول وظيفية تؤدي خدمة للمشروع الإسرائيلي الكبير. بل إن الأمر قد يتحول إلى ما هو أسوأ حينما يعاد إنتاج عشرات النماذج من «داعش» والتي ستؤدي مع الوقت إلى اختفاء بعض الدول مع الخريطة العربية.

لا يعني هذا الحديث أنه كان على الدول العربية تجاهل الطموحات الاستراتيجية لإيران، ولا يفترض أن يحدث ذلك مع غيرها على أية حال، لكنّ التعاطي مع مثل هذه الطموحات ومن دولة مثل إيران في حجم جوارها الجغرافي وتأثيراتها الحضارية، كان ينبغي أن يكون ضمن توازن إقليمي صحي، لا ضمن منطق إسقاط إيران أو تفكيكها؛ فهذا لن يُنتج شرقا أوسطيا مستقرا، بل إن المؤكد أنه سيخلق فراغا جيوسياسيا ضخما ستكون دول الخليج أول من يدفع ثمنه كما حدث بعد سقوط بغداد عام 2003، وقد يمتد تأثيره على تركيا وعلى باكستان.

لا تسعى إسرائيل في هذه الحرب إلى مجرد نزع قدرة إيران على الردع، كما هو الخطاب الترويجي، فطموح إسرائيل لمن يفهم مشروعها ومشروع الغرب في المنطقة أكبر من ذلك بكثير وعنوانه الهيمنة الكاملة على إيران وتفكيك تأثيرها العسكري والإيديولوجي والاقتصادي، لتستطيع إسرائيل، بمعرفة وتعاون غربي، تطويع النظام الإقليمي لمصلحتها وحدها في طريق استكمال مشاريعها «التاريخية».

وحين يكتمل ذلك الطموح الإسرائيلي سيكون الحديث عن «التطبيع» السائد اليوم، أمرا ساذجا جدا، فالحقبة كلها ستكون حقبة إسرائيل، والثقافة ثقافتها والأمر أمرها، ومن أراد غير ذلك فعليه أن يكون جزءا من الفوضى الكبرى التي ستعم المنطقة.

ومما يؤسف له أن المشهد الحالي في العالم العربي/ الإقليم، مهيأ للدخول في مثل هذا السيناريو الخطير، واللحظة الحالية هي أحد أسوأ اللحظات التي مرت على العرب في تاريخهم الطويل المتخم بالصراعات والنكسات والنكبات التي لم يتبلور عنها وعي جمعي ولا وعي سياسي يمكن أن يكون مرجعا لهذه اللحظة الصعبة.

ورغم حجم الخطر الذي يحيط بالعرب من هذه الحرب ومآلاتها فيما لو انتصرت إسرائيل بشكل خاص إلا أن الأمر له تداعيات كثيرة على العالم أجمع حيث ستكون ثمة رسالة مفادها أن الدبلوماسية لم تعد وسيلة لحل النزاعات، والتفوق العسكري وحده من يستطيع فرض شروطه. وهنا يمكن ملاحظة مفارقة «الفراغ ـ الهيمنة»، ففي اللحظة التي ستتفكك فيها إيران، لا قدر الله، لن يصعد بديل طبيعي لها، بل تُملأ المساحة المتبقية بنفوذ إسرائيلي غير مقيّد، يتحكم بالمنظومات الأمنية، وشرايين الاقتصاد، والتكنولوجيا.

وهذا النمط من الهيمنة لا يستطيع بناء أي مستوى من الاستقرار، كما تذكر تجارب التاريخ، بل يولد مقاومة أشد، ويغذي شعورا بالإحباط والعداء في المجتمعات التي شكّلت هويتها حول فكرة المقاومة ـ من جنوب لبنان إلى العراق إلى غزة. والأسوأ، أن انهيار الدولة المركزية الإيرانية قد يُطلق قوى لا مركزية متطرفة، لا يمكن احتواؤها، بأي حال من الأحوال كما حدث في التجربة العراقية.

كما أنه يمكن أن يحول الشعور بالغبن وغياب العدالة وازدواجية المعايير إلى دوامة عنف لا تنتهي خاصة أنه يأتي في ظل وعي راسخ أن إيران تدفع ثمن دعمها لغزة وللقضية الفلسطينية بشكل عام الأمر الذي من شأنه أن يحرك العنف والصدام في كل مكان.

بهذا المعنى، فإن منع إسرائيل من تحقيق نصر في هذه الحرب يتجاوز فكرة تأييد إيران في سيادتها على مشاريعها العسكرية والاستراتيجية إلى كونه دفاعا مستميتا عن مبدأ التعددية الإقليمية في منطقة كانت تعيش على الدوام على كف عفريت.. وحيث لا يجب أن يسمح لطرف واحد بإعادة صياغة المنطقة وفق مشروعه الخاص. وعلى الدول العربية، والخليجية منها بشكل خاص، أن تستخدم كل نفوذها من أجل منع إسرائيل من الانتصار، لا أن تدعمها في السر والعلن، وأن يعاد هندسة العلاقات الإقليمية على أسس التوازن، والشراكة، والحوار، لا على منطق الغلبة العسكرية.. وخلاف ذلك سيجعل العرب يندمون ندما عظيما على تفكيك إيران لصالح الهيمنة الإسرائيلية، كما ندموا على سقوط العراق.. وفي الحقيقة كما ندموا على أشياء كثيرة جدا حصلت بعد سقوط العراق.

تحتاج منطقتنا في هذه اللحظة التاريخية إلى مزيد من العقل والحكمة والفهم لبناء التوازن والقدرة على رسم معادلة الاستقرار.. ولذلك لا يجب السماح بأي حال من الأحوال لإسرائيل أن تنتصر في هذه الحرب لأن ذلك سيكون على حساب استقرار المنطقة وقدرتها على الحفاظ على هويتها وثقافتها وأمنها.

عاصم الشيدي رئيس تحرير جريدة «عمان»

مقالات مشابهة

  • اليوم.. مؤتمر للإعلان عن تفاصيل تمثال جراح مصر العالمي الدكتور مجدي يعقوب
  • الرهانات الفاشلة والناجحة في الشرق الأوسط!
  • لماذا على الشرق الأوسط عدم السماح بانتصار إسرائيل؟
  • ما شكل الشرق الأوسط بعد الحرب؟
  • إعلام أمريكي: مجموعتان من قاذفات بي 2 تتجهان إلى الشرق الأوسط
  • نحن على شفا كارثة في الشرق الأوسط ولا بد من إيقاف ترامب
  • حرب إيران وخطر بلقنة الشرق الأوسط
  • أمريكا تسحب طائراتها من أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط
  • وزيرا خارجية أمريكا وإيطاليا يبحثان الوضع في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط بين حربين.. تحوّلات ربع قرن وصدامات تتجدد