بغداد اليوم - بغداد

استبعد الباحث والمحلل السياسي الإيراني المتخصص في الشؤون العراقية، علي موسوي خلخالي، اليوم الخميس (18 نيسان 2024)، ان تكون هنالك اي علاقة بين توقيت زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن وتصاعد التوترات بين طهران وتل ابيب.

وتحدث خلخالي، لـ "بغداد اليوم" عن أهمية زيارة السوداني إلى الولايات المتحدة في ظل التوتر الحاصل بين إيران وإسرائيل، مشيرا الى دخول العراق مرحلة التطوير وتنفيذ المشاريع الكبيرة، قائلا ان "السوداني يحاول تثبيت حكومته من خلال الحصول على موافقة أمريكا وتحقيق الانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية في 

وعن موعد هذه الزيارة، أوضح خلخالي "هذه الزيارة كان مخططا لها قبل 3 أشهر وتم الإعلان عن موعدها قبل شهر، وتزامنها مع التوتر بين إيران وإسرائيل هو محض صدفة تماماً".

وبشأن أهمية هذه الزيارة بالنسبة للسوداني شخصيا وللإطار التنسيقي قال خلخالي: أمريكا عارضت زيارته لواشنطن في السنتين اللتين تولى فيه السوداني منصبه، وحتى خلال رحلته السابقة لأمريكا لم يتم عقد اللقاء مع بايدن وكان مقررا لوقت آخر.

وأشار خلخالي إلى أن رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي طلب السفر إلى أمريكا ثلاث مرات على الأقل خلال فترة رئاسته للوزراء، وهو ما رفضته واشنطن في كل مرة، وأوضح: أن سبب عدم قبول عبد المهدي هو علاقاته الوثيقة مع إيران، وبالطبع في ذلك الوقت، كانت إدارة ترامب المتشددة تعمل على التعامل مع كل القضايا بطريقة صفر ومائة.

 وذكر أن أجواء حكومة بايدن مختلفة ورغم وجود حكومة ديمقراطية، لم يسمح للسوداني بالسفر لمدة عام ونصف، وان حكومة السيد السوداني واستطاعت أن تثبت مكانتها في العراق وتحظى برضا الرأي العام.

ويرى الخبير في الشأن العراقي أن القرار الأمريكي بقبول رئيس الوزراء يعود إلى واقع المجتمع العراقي، وبهذا المعنى يمكن أن يكون انتصارا لبداية علاقات العراق مع الدول الغربية الأخرى. 

وأشار إلى أن الدول الغربية الأخرى تنتظر تقييم نوع التفاعل الأمريكي مع حكومة السوداني وبعد ذلك ستبدأ مرحلة جديدة من العلاقات مع بغداد. 

وبحسب موسوي، فإن السوداني زار ألمانيا عدة مرات من قبل، لكن لم تكن هناك نتائج ملموسة، ويبدو أن هناك انقطاعاً في علاقات العراق مع الغرب.

وأشار إلى أن هذه الرحلة يمكن أن تخلق اتجاها للأمام في علاقات العراق مع الغرب، وقال: إن أحد أهم أهداف السوداني هو طلب الدعم السياسي الأمريكي من لحكومته؛ لأن هناك وجهة نظر في العراق مفادها أن المواجهة الامريكية مع حكومة عبد المهدي تسببت في سقوطه وحدوث صراعات داخلية في هذا البلد، ولذلك يحاول السيد السوداني وحكومته حل مخاوفهم بشأن أمريكا وتحقيق الاستقرار لحكومتهم لمدة 4 سنوات على الأقل.

وأوضح موسوي: الانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية من بين الأهداف الأخرى لزيارة السوداني إلى أمريكا، ونظراً لدخول العراق مرحلة التطوير وتنفيذ المشاريع الكبيرة فإن ذلك ضروري؛ ومن مشاريع النفط والغاز وتطوير الممر الجنوبي الشمالي الذي يبدأ من ميناء البصرة ويمتد إلى تركيا والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا. 

وأضاف: هذه المشاريع أصبحت الآن مشاريع وطنية ومرموقة للعراق وقد جذبت كل الاهتمام، ويتوقع العراقيون المساعدة في تنمية بلدهم من خلال الحصول على موافقة الولايات المتحدة لتنفيذ هذه المشاريع.

وبحسب هذا الخبير الإيراني، فإن استثمار الشركات الأمريكية في العراق يمكن أن يوفر منصة لدخول المستثمرين من الدول الأخرى. 

انسحاب القوات الامريكية من العراق ليس من أهداف الزيارة

وردا على سؤال حول التشاور بشأن انسحاب القوات الامريكية من العراق، قال: حتى الآن لم تجر أي مناقشات بهذا الشأن وهو ليس من المحاور التي يجري التحقيق فيها. 

وبحسب موسوي، لا يوجد إجماع عام حول انسحاب الجنود الأمريكيين بين الجماعات السياسية العراقية، ولا يريد ذلك سوى التيارات الشيعية الداعمة لإيران؛ بينما يريد التياران السني والكردي استمرار تواجد الأمريكيين ويعتبران رحيلهما مضراً لهما.

وأضاف: في المقابل، أصبح الوجود العسكري الأمريكي أداة موازنة لبعض التيارات العراقية في مواجهة منافسين آخرين، إضافة إلى ذلك، ترى مجموعة أن تجربة خروج الجنود الأمريكيين تسببت في ظهور تنظيم داعش في العراق وتسببت في عودتهم، وبناء على تفكير هذه المجموعة فإن وجود الجنود الأمريكيين يقلل من التهديدات والمخاطر الأمنية في العراق. 

وبحسب هذا الخبير السياسي الإيراني، لهذه الأسباب اختار السوداني عدم الحديث عن ذلك خلال رحلته الأخيرة إلى أمريكا.

تعزيز موقف الحكومة المركزية ضد إقليم كردستان

وقال موسوي خلخالي ردا على سؤال آخر حول تأثير هذه الزيارة على التوازن بين الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان: لقد ضعف الإقليم مؤخراً بشكل كبير أمام الحكومة المركزية وبعد قرار عدم تصدير النفط من الإقليم لعدم قانونيته، ألغت العديد من الشركات عقودها مع إقليم كردستان ووقعت عقوداً أخرى مع وزارة النفط في الحكومة المركزية، وتم تدمير الموارد المالية المستقلة لإقليم كردستان، وثانياً، تعليق صادرات النفط من المنطقة إلى تركيا وضعتهم تحت ضغوط مالية.

وأضاف: مع إنشاء معابر الحكومة المركزية، حتى الدخل من الاستيراد والتصدير أصبح متاحاً للحكومة بشكل مباشر، وهذا ما قلل من قوة المنطقة إلى حد كبير، وحتى في حالة كركوك لم يتمكن الإقليم من فعل أي شيء، وفي موضوع تخصيص الموازنة نفذت الحكومة المركزية قراراتها، ومن الآن فصاعداً، وبحسب حكم المحكمة الاتحادية، سيتم صرف رواتب موظفي الإقليم مباشرة من قبل الحكومة المركزية، لذلك من الآن فصاعداً، ستعمل الحكومة المركزية بصلاحيات أكبر من إقليم كردستان.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة المرکزیة هذه الزیارة فی العراق

إقرأ أيضاً:

في ظل تصاعد التوتر مع روسيا: الناتو والاتحاد الأوروبي يسرّعان بناء جدار المسيرات ويوسعان دعم كييف

وزراء دفاع الناتو يجتمعون في بروكسل لمناقشة تحسين الدفاع ضد الطائرات المسيّرة الروسية، مع خطة لإنشاء "جدار مسيرات". اعلان

اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل يوم الأربعاء لمناقشة تعزيز الرد على التهديدات الجديدة، بعد سلسلة اختراقات جوية روسية للأجواء الأوروبية. وركز الاجتماع على استراتيجية مواجهة الطائرات المسيّرة وتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، في ظل التوتر الأمني في المنطقة.

"جدار المسيرات" لحماية الدول الأعضاء

أعلن الأمين العام للناتو، مارك روته، أن الحلف والاتحاد الأوروبي يعملان معًا على إنشاء ما يعرف بـ"جدار المسيرات" لحماية الدول الأعضاء من اختراق الطائرات المسيّرة. وأوضح أن الناتو سيوفر القدرات العسكرية، بينما يمتلك الاتحاد الأوروبي النفوذ الاقتصادي والتمويل اللازم، بما في ذلك ضمان توفر الموارد ضمن السوق الداخلية الأوروبية.

وقال روته إن دول الحلف تعهدت بالفعل بتقديم ملياري يورو ضمن برنامج المشتريات الدفاعية الموجّهة لأوكرانيا، مؤكداً أن الهدف هو استمرار الدعم العسكري لكييف عند مستويات مماثلة للعام الماضي، وضمان بقائها في المعركة "بأقوى شكل ممكن".

وسائل "أكثر كفاءة" لإسقاط الطائرات المسيّرة

شدّد وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز على ضرورة إيجاد وسيلة "أكثر كفاءة" للتعامل مع الطائرات المسيّرة بدلاً من الاعتماد على مقاتلات F-35 المكلفة.

وأوضح أن هولندا ستخصص 90 مليون يورو لتزويد أوكرانيا بطائرات مسيرة، ودعا باقي الدول الأعضاء إلى زيادة مساهماتها ضمن "قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية".

Related وسط اتهامات بانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين.. روسيا تنسحب من معاهدة منع التعذيب الأوروبيةأوروبا تتحصّن: قمة كوبنهاغن تبحث إنشاء "جدار مسيّرات" لمواجهة روسياالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تلزم روسيا بدفع 253 مليون يورو لجورجيا

وأضاف بريكلمانز أن الابتكار في أساليب إسقاط الطائرات المسيّرة أصبح أمرًا حيويًا بعد الاختراقات الأخيرة للأجواء البولندية والإستونية، والتي اعتبرها عدة "إنذارًا حقيقيًا لقدرة روسيا على اختبار حدود دفاعات الحلف".

تشديد المراقبة على الحدود الشرقية

في رد فعل سريع على هذه التطورات، أطلق الناتو عملية "الحارس الشرقي" لتقوية المراقبة على الحدود الشرقية للحلف. وتستهدف العملية تكثيف القدرات الدفاعية للحلف ضد الطائرات المسيّرة والهجمات المحتملة على البنية التحتية الحيوية في الدول الأعضاء.

وأكد وزراء الدفاع أن هذه الخطوات تهدف إلى ضمان قدرة الحلف على اتخاذ إجراءات عاجلة ومرنة، وتخفيف القيود التي تحد أحيانًا من رد الفعل السريع بسبب تعدد أنظمة الدفاع والقواعد المعقدة في الدول الأعضاء.

دعم أوكرانيا.. التمويل والأسلحة ذات الأولوية

خلال الاجتماع، التقى وزراء الدفاع بنظيرهم الأوكراني دينيس شميغال لمناقشة الدعم العسكري، بما في ذلك مبادرة أمريكية تتيح لكييف شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي. وقال السفير الأمريكي لدى الناتو، ماثيو ويتاكر، إن البرنامج "حيوي" ويجب تكثيف الجهود لضمان قدرة أوكرانيا على مواجهة موسكو.

وتلقت كييف دفعتين من المساعدات بقيمة نحو ملياري دولار، بدعم من هولندا ودول اسكندنافية، فيما تعهدت ألمانيا وكندا بتمويل دفعتين إضافيتين بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما.

كما أكد وزراء الدفاع الأوروبيون أهمية مساهمة كل دولة بنصيبها العادل من الدعم العسكري لأوكرانيا، في وقت يدرس الرئيس دونالد ترامب إمكانية تزويد كييف بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى.

روسيا تواجه ضغوطا متزايدة

أشار وزير الدفاع الفنلندي إلى أن روسيا استنزفت جزءًا كبيرًا من مواردها العسكرية وأصبحت أكثر اعتمادًا على الصين. من جانبه، قال وزير الدفاع الإستوني إن بلاده ستساهم في الحزمة الرابعة من الأسلحة ذات الأولوية لأوكرانيا، مع ملاحظة "تراجع المساعدات العسكرية المقدمة مؤخرًا".

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الحلف "يتعلم تطبيق السلام من خلال القوة"، في إشارة إلى النهج الذي يتبعه الرئيس دونالد ترامب في دعم أوكرانيا وتقوية الردع ضد موسكو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • النفط يصعد مع تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين وتوقعات بفائض المعروض
  • تراجع حاد في العملات المشفّرة وسط تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
  • في ظل تصاعد التوتر مع روسيا: الناتو والاتحاد الأوروبي يسرّعان بناء جدار المسيرات ويوسعان دعم كييف
  • محمد كنو يكشف لـ«عاجل» سر تجاوز عقبة العراق والتأهل للمونديال
  • أسهم المعادن النادرة تقفز مجددًا مع تصاعد التوتر بين أمريكا والصين
  • النفط يتراجع مع تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين
  • خبير: ترامب وجه رسالة لإيران بأن نافذة التفاوض مفتوحة
  • مجلس ديالى يكشف خفايا خصخصة الكهرباء: تدار من منزل صغير وسنوقف أعمالها
  • الذهب عند مستوى قياسي جديد وسط تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين
  • الذهب يعاود الارتفاع مع تصاعد التوتر بين أمريكا والصين