أعلن عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، انتظام عملية توريد محصول القمح لصوامع وشون وبناكر القليوبية، وذلك مع انطلاق بدء موسم الحصاد الزراعي للأقماح بنطاق المحافظة، مشيرا إلى أنه إجمالي ما جرى حصاده حتى الآن على مستوى المحافظة  بلغ 12 ألف فدان قمح، وأن إجمالي الكمية الموردة حتى الآن بلغ 358 طنا.

متابعات يومية ومستمرة

وأشار  إلى أن هناك متابعات يومية ومستمرة على أرض الواقع للاطمئنان على انتظام عملية توريد القمح، وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة أمام المزارعين، وذلك حتى الانتهاء من موسم الحصاد لتحقيق المُستهدف تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن.

عدم السماح بأي تقصير أو تهاون 

ولفت محافظ القليوبية إلى أن عملية التوريد تُعد بمثابة مهمة قومية، مؤكدا أنه لن يسمح بأي تهاون أو تقصير في عملية التوريد، مُطالبا جموع المزارعين بالالتزام بتوريد القمح للصوامع والشون المخصصة حفاظا على الصالح العام، مجددا التأكيد بأن الدولة تولي اهتماما بالغا بعملية توريد الأقماح وأنها لا تدخر جهدا في تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين بهدف تحسين المستوى المعيشي والاقتصادي لهم.

وأوضح الهجان آليات ومراحل توريد القمح بالصومعة بدءً من استقبال السيارات والحمولات وأخذ عينة من قبل اللجنة المُشكلة للوقوف على درجة نقاوة وجودة المحصول ومن ثم ميزان البسكول وصولا إلى منطقة النقرة لتفريغ الحمولة.

وتصرف مستحقات المزارعين في مدة أقصاها 48 ساعة من عمليات التوريد، وتختلف أسعار التوريد وفقا لجودة القمح، إذ بلغ سعر التوريد 2000 جنيه لأردب القمح درجة 23 ونصف، و1950جنيه لأردب القمح 23 درجة، و1900جنيه لأردب القمح درجة 22 ونصف.

تزويد الصوامع والشون بخدمات أمنية

وتضمنت توجيهات محافظ القليوبية، التأكيد على ضرورة تذليل كافة المعوقات التي تعوق عملية استلام محصول القمح موسم 2024 إلى كافة الصوامع والشون ونقط التجميع، حتى يمكن الوصول إلى أعلى كمية موردة لتخفيف العبء على استيراد القمح من الخارج، مشيرا إلى أهمية تأمين الصوامع والشون التي تخزن بها الأقماح بخدمات أمنية وعمل دوريات مرورية لتنظيم حركة دخول وخروج السيارات المحملة بالقمح من وإلى الصوامع والشون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القليوبية قمح القليوبية محصول القليوبية توريد القليوبية محافظ القلیوبیة

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • محافظ القليوبية يتابع الاستعدادات النهائية لتجهيز مقار انتخابات مجلس الشيوخ.. صور
  • محافظ القليوبية يتابع الاستعدادات النهائية لتجهيز المقار الانتخابية
  • قناطر ديروط الجديدة.. سويلم: تحسين عملية الري لـ1.60 مليون فدان بالصعيد
  • شواطئ بورسعيد تستقبل آلاف الزوار خلال عطلة نهاية الأسبوع
  • محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص
  • محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات ومظاهر التعدي بالخصوص
  • محافظ القليوبية يكرم 44 طالبا من أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية
  • محافظ القليوبية يناقش الاستعدادات النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • حصاد 24 ساعة في سوهاج.. نشاط ميداني وتعليمي وطبي مكثف وحادث غرق مأساوي