3 أسئلة حول تلويح قطر بالتخلي عن الوساطة بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
مع إعلان قطر عزمها على إعادة تقييم دور الوساطة الذي تقوم به بين حركة حماس وإسرائيل، ازدادت المخاوف بشأن التوصل لهدنة وإطلاق سراح الٍإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ومع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل عدوانا مدمرا على قطاع غزة أدى حتى الحين لاستشهاد نحو 34 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وطيلة الأشهر الماضية، أدت قطر دورا محوريا في المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
وقد نجحت قطر في انتزاع هدنة لأسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أتاحت إطلاق سراح 81 محتجزا إسرائيليا لدى المقاومة في غزة، مقابل تحرير نحو 280 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
غير أن كل المساعي لإحلال هدنة ثانية فشلت منذ ذلك الحين. وإزاء الانتقادات الصادرة بصورة خاصة عن إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -الأربعاء- أن الدوحة "تقوم بعملية تقييم شامل لدور" الوساطة الذي تقوم به.
ما الذي أثار استياء قطر؟
رفضت قطر مرارا انتقادات إسرائيلية ولا سيما من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما استنكرت السفارة القطرية في واشنطن -الثلاثاء- تصريحات للنائب الديمقراطي الأميركي ستيني هوير دعا فيها الولايات المتحدة إلى مراجعة علاقاتها مع قطر.
وفي تصريحاته، انتقد ستيني هوير عدم ممارسة ضغوط كافية على حماس للتوصل إلى إطلاق سراح الرهائن.
وفي المقابل، ندد الشيخ محمد بـ"استغلال وإساءة مرفوضة" وبـ"مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر"، مؤكدا أن قطر "ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب" بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها.
الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية جيمس دورسي، يرى أن قطر تسعى من موقفها "للردّ" على الانتقادات ولا "تنوي جديا التخلي عن دورها كوسيط"، وهو دور يعتبر "من الركائز الأساسية لسياسة القوة الناعمة التي يعتمدها البلد".
وقال إن قطر أرادت أن تستهدف بصورة رئيسية "إسرائيل وبنيامين نتنياهو وأنصاره في الكونغرس الأميركي" لكنها أرادت أيضا "الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لحضها على الدفاع عن قطر".
هل من بديل لقطر؟أما خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية كينغز كولدج في لندن أندرياس كريغ، فلفت إلى أن الدوحة لعبت "دورا حاسما" لانتزاع الهدنة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي "مستاءة لعدم اعتراف الجميع وخصوصا إسرائيل بذلك".
غير أنه من المستبعد برأيه أن "تنسحب من جهود الوساطة" بعدما "استأثرت بالعلاقة" مع حماس.
وقد باتت قطر قناة التواصل الرئيسية مع حماس التي تقيم مكتبها السياسي في الدوحة منذ 2012.
وقال أندرياس كريغ إن قطر "لا غنى عنها" في جهود الوساطة لأن المصريين لا يملكون "إمكان التواصل" ذاته مع حماس.
وأكد دورسي أنه "إن انسحبت قطر من المحادثات، فستخضع لمزيد من الضغوط لطرد حماس من أراضيها".
وفي حال خرجت حماس من قطر، تبدو الجزائر ولبنان وإيران مقرا محتملا لقيادتها السياسية.
وتساءل الخبير في حال انتقال المكتب السياسي إلى إيران: "إلى من سيتوجه الأميركيون والإسرائيليون للوصول إلى حماس؟".
ورأى أن تركيا التي يزورها في نهاية الأسبوع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قد تؤدي أيضا دور وساطة.
لماذا تعثرت المفاوضات؟تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بإحباط اقتراح طرحه الوسطاء ينص على هدنة لـ6 أسابيع وعلى إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح من 800 إلى 900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات.
واتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) حماس بأنها "لا تريد اتفاقا إنسانيا ولا عودة الرهائن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
ناشطون يتساءلون عن سر رفض إسرائيل إطلاق سراح مروان البرغوثي؟
رغم مرور أكثر من عقدين على اعتقاله، ما يزال الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، حاضرا بقوة في وجدان الشارع الفلسطيني، كأحد أبرز رموز الحركة الوطنية وأيقونات النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ومع اقتراب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، عاد اسم البرغوثي إلى الواجهة مجددا، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يتمسك برفض قاطع لإطلاق سراحه، في موقف يعكس البعد السياسي العميق للقضية أكثر من بعدها الأمني.
وقد أثار استثناء البرغوثي الملقب بـ "مانديلا فلسطين" موجة واسعة من التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل ناشطون عن أسباب رفض القادة الإسرائيليين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الإفراج عنه رغم مرور أكثر من 22 عاما على اعتقاله.
الأسرى الفلسطينيون المحكومون بالمؤبد لن يروا النور ألا بصفقات تبادل بالرغم من أن الإحتلال الفاشي"حرًف"بقوائم الأسرى ليرفض الإفراج عن قيادات محكومة بالمؤبد ك #مروان_البرغوثي أحمد سعادات وعبد الله البرغوثي وغيرهم.قضية الأسرى معتقلات الإحتلال قضية وطنية فلسطينية لاتسقط بالتقادم https://t.co/fB35Pvg1qn
— Maya rahhal (@mayarahhal83) October 12, 2025
ويرى مغردون أن رفض الاحتلال إدراج البرغوثي في أي صفقة تبادل يعكس خشية إسرائيل من عودته إلى المشهد القيادي في الضفة الغربية، لما يتمتع به من مكانة جماهيرية واسعة وتأثير سياسي قادر على إعادة تشكيل الخارطة الفلسطينية الداخلية.
#مروان_البرغوثي ليس ضمن الصفقة ولا كبار الاسرى الذي كان من المفترض ان يتم اطلاق صراحهم اليوم #تبادل_الأسرى #الأسرى
— السابقون (@yyyyyyymmmeeenn) October 13, 2025
واعتقد آخرون أن للبرغوثي دورا سياسيا محوريا في الساحة الفلسطينية، مشيرين إلى أن استبعاده من الصفقة لم يكن أمرا عابرا، بل جاء نتيجة تمسكه بفكرة توحيد الصف الفلسطيني واستمراره في الدعوة إلى حل الدولتين، وهو ما ينظر إليه على نطاق واسع كعامل مؤثر في المشهد السياسي الفلسطيني.
أبوس نعالكم يا حركة حماس، ماطلوا في صفقة تبادل الأسرى
أتوسل إليكم يا قيادة حركة حماس، وأبوس الأرض تحت نعالكم، وانحني لكم تذللاً وخشوعاً، وأنا أطالبكم باستغلال فرصة انعقاد المؤتمر العالمي في شرم الشيخ يوم غدٍ، وذلك بتأجيل موعد إطلاق سراح الجنود والضباط الإسرائيليين الأسرى في غزة،…
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) October 12, 2025
إعلانواعتبر مدونون أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح مروان البرغوثي لأنه يحظى بشعبية كبيرة تؤهله للفوز في أي انتخابات فلسطينية قادمة دون منافس، مؤكدين أن "البرغوثي يعني الوحدة والدولة"، وأن استثنائه سببه سياسي بامتياز وليس أمنيا.
وأوضح ناشطون أن نتنياهو يسعى من خلال الصفقة إلى تحقيق "صورة نصر" داخلية عبر استعادة أسراه، في الوقت الذي يقاتل فيه لمنع المقاومة من تحقيق صورة نصر مقابلة من خلال إطلاق قيادات فلسطينية بارزة.
نفسى أشوف مروان البرغوثى هذا الرجل
العظيم حر طليق ويتمتع بالحرية .
— سامي المالكي (@enpw5ywtYj5soQ5) October 12, 2025
وأضافوا أن في مقدمة هؤلاء الأسرى مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وهما اسمان سيبذل نتنياهو كل ما بوسعه لمنع خروجهما، لما يمثلانه من رمزية للوحدة الوطنية التي لطالما سعى إلى تقويضها وتكريس الانقسام السياسي والجغرافي.
الصفقة بين صورتَي نصر#نتنياهو يقاتل من أجل التقاط صورة نصر بإخراج أسراه، ويستقتل في المقابل لحجب صورة النصر عن #حماس عبر إفراغ القائمة التي قدّمتها من أسماء القيادات الفلسطينية الأسيرة.
في مقدمة هؤلاء الأسير #مروان_البرغوثي وأحمد سعدات، وهذان الاسمان تحديداً سيحول نتنياهو دون… pic.twitter.com/0zvWbAj8tk
— Maher Chawich ???????? (@ChawichMaher) October 11, 2025
كما لفت مغردون إلى أن نتنياهو قد يبدي مرونة محدودة في بقية الأسماء الكبيرة، فيسمح بإطلاق بعضهم بوصفهم أسرى تابعين لحماس، بحيث تظهر الصفقة في إطار فصائلي ضيق، أو ربما يرفض إطلاقهم بالكامل، ليضرب بذلك عصفورين بحجر واحد يحرم المقاومة من صورة نصر، ويرضي في الوقت نفسه اليمين الإسرائيلي المتطرف.