د. مزمل أبو القاسم: دي المناظر.. الفيلم في الداخل!
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
* لم تفاجئنا المسيرات الغاضبة والهتافات الحانقة التي لاحقت قادة (تقدم) في العاصمة الفرنسية باريس، وفي مدينة مونتيرو الفرنسية أمس، ونجزم أن جموع السودانيين سيلاحقونهم في أي مكان يظهرون فيه إلى العلن، مع ملاحظة أنهم ظلوا يتجنبون ذلك الظهور منذ بداية الحرب التي أوعدونا بها، وساندوا من قتلوا أهلنا وسحلوهم فيها.
* لكل فعل رد فعل، والمؤكد أن مظاهرة الجنجويد ومساندتهم إعلامياً ودعمهم سياسياً بعد كل الجرائم المروعة والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبوها في حق ملايين السودانيين لن تمر من دون حساب، لا على المستوى العدلي والقانوني فحسب، بل على المستوى الجماهيري أولاً، فالشعب السوداني لن يسامح ولن يغفر لجنجويد قحت وتقدم وقوفهم المخزي مع جنجويد ومرتزقة المجرم الأثيم حميدتي وشقيقه الباغي الشقي عبد الرحيم دقلو وبقية فلول وإرهابيي الدعم الصريع.
* ما يفاجئنا حقنا استغراب قادة (تقدم) للغضب الجماهيري الهادر الذي لاحقهم مؤخراً، ولا ندري ماذا كانوا ينتظرون من جموع السودانيين بعد أن أداروا ظهورهم لشعبهم (الأسمر)، وتنكروا لمعاناته وآلامه، ولم يكتفوا بمساندة الجنجويد على المستويين السياسي والإعلامي فحسب، بل سعوا بكل قوتهم لإنكار جرائمهم ومحاولة تخفيفها وربطها بانتهاكات مزعومة للجيش، مع تمام علمهم بأن جيش الوطن لا يستهدف شعبه، ولا يقتل مواطنيه، وأن الخسائر التي تقع بين المدنيين بسبب بعض عملياته ليست مقصودة في ذاتها، لأن القصف الجوي الذي يحاولون إدانة الجيش بسببه لا يستهدف المدنيين أصلاً، بقدر ما يستهدف المتمردين الذين يحولون بعض الأعيان المدنية إلى منصات عسكرية، ينطلقون منها لمهاجمة الجيش في كل مكان!
* لو كان الجيش يقتل شعبه كما يزعمون لما هرب ملايين السودانيين من مناطق انتشار الجنجويد إلى مناطق سيطرة الجيش بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة والخدمات المستقرة.
* انحياز المتقزمين للمليشيات المجرمة لا ينحصر في محاولات إنكار أو تخفيف الجرائم المنكرة التي ارتكبها المتمردون في حق ملايين السودانيين، ولا في استهداف الجيش ومحاولة مساواته بمجرمين استعانوا بمرتزقة من كل دول الجوار للتنكيل بأهل السودان، بل يمتد لاستهداف كل من يعلن مساندته للجيش، وكل من يجاهر برفض انتهاكات المليشيا ويجتهد في توثيقها (أمجد فريد مثالاً)!
* أسوأ من ذلك أنهم (أي جماعة تقدم) يتبنون أي رواية يرددها مرتزقة الدعم السريع ويجاهدون لترسيخها في أذهان العامة، فإذا زعم الدعم الصريع أنه لم يبدأ الحرب واتهم الجيش بإشعال نارها ساندوه في مقاله الكذوب، ورددوا ترهاته بجرأة تثير الحنق في النفوس، وإذا ادعى أن الجيش يمثل مليشيا مليشيات كيزانية نسجوا على منواله وكرروا مقاله، وإذا ولولت المليشيات من ضربات الجيش لها وادعت أنه يستهدف المدنيين ولولوا معها، وفاقوها في البكاء والنحيب مثلما تفعل النائحة المستأجرة!
* وإذا أنكر المجرم حميدتي شرعية قيادة الدولة قلّدوه في الإنكار، مع ثبات سعيهم للجلوس مع تلك القيادة بحثاً عن السلطة بانتهازية يحسدون عليها!
* أعجب من ذلك أنهم (أي قادة تقدم) يتهمون مساندي الجيش بتسعير الحرب وإزكاء نارها، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد الدول التي توفر الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي والدعم اللوجستي للمتمردين، بجسر جوي أثبتته كبريات الصحف ووسائل الأنباء العالمية، وأنىّ لهم أن يفعلوا ما يُغضب الكفيل؟
* الحقيقة أنهم ولغوا في العمالة وشربوا من كؤوس الخيانة حتى الثمالة، ح قطعوا كل وشيجة تربطهم بشعبهم المنكوب، سيما بعد أن أقدموا على توقيع اتفاق سياسي قبيح المعالم، قميء التفاصيل مع قائد المرتزقة في أديس، وتمسكوا به ورفضوا إلغاءه أو التخلي عنه حتى بعد أن سار عليه المجرم بالممسحة، وفعل بالملايين من أهل ولاية الجزيرة الأفاعيل بعد التوقيع!
* سنهرق حبراً كثيفاً إذا أردنا أن نعدِّد ونحصي أوجه خيانة ومساندة المتقزمين للمرتزقة، إذا تفرسنا حقيقة مواقف قادة (تقدم) والمتحدثين باسمها، سنجدهم أشدُّ تطرفاً من المتمردين أنفسهم، وأوفر دعماً للجنجويد وأكثر حرصاً على تبرئتهم من جرائمهم ومحاولة إلصاقها جملةً وقطاعي بالجيش ومسانديه، وبعد ذلك كله يدعون أنهم محايدون.. وأنهم حريصون على السلام!
* أعجب من ذلك أنهم يتمسكون بذلك الحياد الزائف الكاذب المخادع، حتى ولو أنكره عليهم أكبر أحزاب تقدم (الأمة القومي) ودمغهم بتهمة الانحياز الصارخ للجنجويد، ولو نسج على منوال (الأمة) المكتب القيادي للتجمع الاتحادي.. الذي ينتمي إليه بابكر فيصل وجعفر سفارات وود الفكي وبقبة جنجويد المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي.
* ستستمر الملاحقة الشعبية في كل مكان، ولن تتوقف مطاردة السودانيين لمساندي المليشيات في أي جحرٍ في الكوكب، وستنتقل إلى السودان لاحقاً لو امتلكوا الجرأة اللازمة للعودة إلى وطنٍ باعوه بأبخس ثمن، ونجزم أنهم لن يفعلوا لأنهم باتوا يعلمون ما ينتظرهم في الداخل، بعد أن شاهدوا (المناظر) خارج السودان!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بعد أن
إقرأ أيضاً:
لقاء ترامب مع قادة 5 دول أفريقية الغنية بالثروات
البوابة - واعدا إياهم بتعزيز التجارة مع بلاده، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بقادة 5 دول من غرب أفريقيا ( ليبيريا والسنغال وموريتانيا وغينيا بيساو والغابون) الغنية بالمعادن، في إطار سعي واشنطن لتعميق العلاقات التجارية مع القارة.
بدورهم أشادوا قادة الدول الأفريقية بموارد بلدانهم الطبيعية، وبالجهود الأمريكية في مساعدتهم في تسوية النزاع الطويل الأمد بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي إطار الاجتماع الذي يركز على المعادن والثروات في إفريقيا، قال ترامب لقادة الدول: "أماكن نابضة بالحياة، لديها تربة ثمينة للغاية، ومعادن عظيمة، واحتياطيات نفطية هائلة، وشعوب رائعة"، وهو تحول واضح عن نهجه في ولايته الأولى، عندما استخدم تعبيرا بذيئا لوصف الدول الأفريقية.
وأكد ترامب خلال مأدبة الغداء مع القادة الأفارقة في البيت الأبيض على رغبته في زيارة أفريقيا دون أن يحدد الدول التي قد يزورها.
ترامب يلهث نحو الثرواتوتعتبر الدول الخمس التي اجتمع قادتها مع ترامب جزءا صغيرا من التجارة بين الولايات المتحدة وأفريقيا، لكنها تمتلك موارد طبيعية غير مستغلة، وهي غنية بالمعادن كالذهب أو المعادن النادرة، وهي مكوّنات حيوية للاقتصاد العالمي وخصوصا لصناعة الأجهزة الإلكترونية والمركبات الكهربائية.
ولم يتطرق الجزء المفتوح للصحافة من اجتماع الغداء إلى تداعيات التخفيضات الواسعة في المساعدات الأميركية الشاملة، التي يقول النقاد إنها ستؤدي إلى ملايين الوفيات.
وقد ترك تفكيك ترامب للوكالة الأميركية للتنمية الدولية البلدان الأفريقية في حالة من الارتباك. فعلى سبيل المثال، كانت المساعدات الأميركية لليبيريا تشكل 2.6% من الدخل القومي الإجمالي للبلاد قبل تقليصها، وهو أعلى معدل لأي دولة في العالم وفقا لمركز التنمية العالمية.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن