أطلقت عليه الأميرة البريطانية الراحلة ديانا، ذات يوم، لقب «ملك القلوب»، بينما منحته الملكة إليزابيث لقب «سير»، وكرّمته بلاده بمنحه «قلادة النيل العظمى»، أعلى وسام فى مصر.
إنه جراح القلب الاستثنائى، الدكتور مجدى يعقوب، الذى يحتل مكانة علمية رفيعة فى العالم، ليس فقط لنبوغه وتميّزه فى مجال طب القلوب فحسب، وإنما لما يحمله من قيم إنسانية عُليا، ينطلق من خلالها للتعامل مع المرضى الفقراء فى مختلف أرجاء العالم، حتى أصبح «أيقونة» عالمية فى مجال طب وجراحة القلب.
وتخليداً لمسيرة «ملك القلوب»، صدر مؤخراً كتاب بعنوان «مذكرات مجدى يعقوب.. جراح خارج السرب»، عن الدار المصرية اللبنانية، حيث فتح جراح القلب العالمى قلبه فى هذا الكتاب، الذى يتحدث فيه عن مشواره كإنسان وزوج، قبل أن يكون طبيباً ماهراً، فتح ولمس بيديه عشرات القلوب، واطلع على آلامها، ومنح أصحابها الأمل، وأعاد إليها الحياة من جديد، بينما ظل قلبه مغلقاً على ما يطويه من أسرار، خاصة أنه أوقف حياته على العمل والعطاء، دون السّعى وراء الكاميرات أو الظهور الإعلامى، إلا فى أضيق الحدود، وفى نطاق الدعوة للمؤسسة التى تحمل اسمه، وهى «مؤسسة مجدى يعقوب للقلب»، بهدف منح الأمل للآلاف من مرضى القلب فى مصر والعالم العربى.
«مذكرات مجدى يعقوب» من تأليف اثنين من كبار الصحفيين فى مجلة «تايمز»، وهما سيمون بيرسن، وفيونا جورمان، اللذان أجريا حوارات مطوّلة مع «ملك القلوب» على مدار ما يقرب من 3 سنوات، حتى أنهيا تأليف الكتاب، الذى صدرت عنه نسخة باللغة الإنجليزية عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، برعاية مكتبة الإسكندرية، وتمّت ترجمة المذكرات إلى اللغة العربية من قِبل المترجم والكاتب أحمد شافعى. اعتمد المؤلفان على أكثر من 25 ساعة مسجّلة، روى خلالها «يعقوب» قصة حياته، وقد دقّقها بنفسه، رغم انشغاله، ورافق كتابتها على مدار السنوات الثلاث السابقة على صدور النسخة الأولى من الكتاب باللغة الإنجليزية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ملك القلوب حياة السير مجدى یعقوب
إقرأ أيضاً:
أيهما أفضل: الكتاب الورقي أم الإلكتروني؟
منذ ظهور الكتب الإلكترونية وانتشار الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، أصبح القارئ المعاصر أمام خيارين رئيسيين؛ الكتاب الورقي التقليدي والكتاب الإلكتروني الرقمي. وبين محبّي الورق وأنصار التكنولوجيا، يتجدد السؤال: أيهما أفضل؟ الحقيقة أن لكل منهما مزايا وعيوبًا، وأن المفاضلة تعتمد على هدف القارئ وظروفه واحتياجاته. حيث إن الكتاب الورقي من مميزاته؛ حيث تجعل تجربة القراءة أكثر دفئًا وقربًا من النفس. يشعر القارئ أنه يعيش في جو ممتع بالقراءة.
وتشير دراسات عديدة إلى أن القراءة من الورق تساعد على الفهم العميق والتذكّر بشكل أفضل مقارنة بالشاشات، خاصة عندما تكون النصوص طويلة أو معقدة. وجود الكتاب كجسم مادي يجعل إدراك بنية النص أسهل.
أما الكتاب الإلكتروني فهو يجهد العين والإضاءة المزعجة، ويشتت الانتباه بسهولة بسبب التطبيقات والإشعارات، كما يقلل من جودة الفهم العميق، كما لا يشعر القارئ بملكية حقيقية للكتاب؛ حيث إن بعض الدول مثل السويد أعادت خلال السنوات الأخيرة الاعتماد على الكتب الورقية في المدارس بعد ملاحظة تراجع مهارات القراءة، والتركيز لدى الطلاب بسبب الإفراط في الأجهزة الإلكترونية. هذا مثال على أنّ الورق لا يزال أداة تعليمية فعّالة، خاصة في السنوات الأولى من العمر.
هناك بالفعل بيانات وأبحاث حديثة تشير إلى أن السويد لجأت مجدداً إلى الكتب الورقية في التعليم بعد ملاحظة تراجع في بعض مهارات الطلاب في مهارات القراءة والأداء؛ ما أثار القلق في التقييم الدولي PISA 2022، سجّلت السويد انخفاضًا في نتائج القراءة ( وأيضاً في الرياضيات ) مقارنة بتقييم 2018.
تحديدًا، حوالي 24% من طلاب الصف التاسع (15-سنة تقريبًا) في السويد لم يصلوا إلى”المستوى الأساسي” في مهارات الفهم والقراءة أي قرابة رُبع الطلبة.
موجة من”أزمة القراءة” طفت إلى السطح في 2024-2025: حسب تقارير، بعض طلاب الجامعات في السويد يشتكون من صعوبة في قراءة نصوص طويلة، وطلاب في اختصاصات طبية أو أدبية يجدون صعوبة في التعامل مع الكتب المدرسية الكثيفة.
كما أن انخفاض معدلات”القراءة اليومية / المنتظمة” بين الأطفال والشباب – ويرجع بعض الخبراء هذا إلى الإفراط في الشاشات وقضاء وقت طويل على الأجهزة بدلاً من القراءة مما ساهم في تفاقم المشكلة ، فالسؤال الذي يفرض نفسه هل سنعود إلى الكتاب الورقي؟
drsalem30267810@