الشرطة الفرنسية تفرق مئات المتظاهرين تضامنًا مع فلسطين
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
بدأت الشرطة الفرنسية تفريق مئات من طلاب معهد العلوم السياسية الشهير في باريس بعد أن أغلقوا مداخل إحدى مباني المعهد امس الجمعة، واعتصموا أمام المبنى تضامنا مع فلسطين واحتجاجا على الحرب في قطاع غزة.
ووفقا لوكالات، بدأت عملية إخلاء موقع اعتصام الطلاب أمام المبنى التاريخي للمؤسسة في شارع سان-جيوم بالدائرة السابعة بباريس و"تسير بشكل جيد".
وعلى غرار تحركات الطلاب في الجامعات الأمريكية، قام عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، باعتصام داخل المبنى التاريخي لمعهد العلوم السياسية في باريس منذ مساء أمس /الخميس/ بينما أغلق عشرات آخرون منذ صباح الجمعة، مداخل المبنى، بعد يوم من إخلاء الشرطة لموقع آخر للمؤسسة.
وعلى مدار اليوم، قام عدد كبير من الطلاب المؤيدين لفلسطين بغلق الطريق أمام المبنى وتم تعليق الدراسة اليوم، ورددوا هتافات "حتى لو لم يرغب معهد العلوم السياسية، نحن هنا. من أجل فلسطين ومن أجل جميع من يُقتلون"، وهتافات أخرى داعمة لفلسطين "تحيا تحيا فلسطين" رافعين الاعلام الفلسطينية.
وكان هناك ما بين 200 إلى 300 شخص أمام مبنى معهد العلوم السياسية في مواجهة قوات الأمن بينما لايزال نحو عشرات الطلاب متواجدين حتى اللحظة داخل المبنى ولم تحدث أي أضرار.
ونظمت لجنة فلسطين بمعهد العلوم السياسية هذا الحراك مطالبة خصيصا بإدانة واضحة لتصرفات إسرائيل من قبل معهد العلوم السياسية، و"إنهاء التعاون" مع جميع "المؤسسات أو الكيانات" المتواطئة "في القمع المنهجي للشعب الفلسطيني"، ووضع حد "لقمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين داخل الحرم الجامعي".
كما طالب الطلاب بوقفة او دقيقة صمت تخليدا لذكرى الأبرياء الفلسطينيين ووقف إجراءات تأديبية يفرضها جزء من الإدارة بهدف ترهيب الطلاب.
وقبل يوم، شاركت الشرطة ليل الأربعاء/ الخميس في إخلاء مدرج للمعهد اعتصم فيه عشرات من الطلاب المؤيدين لفلسطين، حيث قامت مجموعة من ستين طالبا ملتزمين بالقضية الفلسطينية بغلق المدرج الخارجي لحرم المعهد في الدائرة السابعة.
وأفادت إدارة المعهد بأنه: "بعد تبادل مع إدارة معهد العلوم السياسية، وافق معظمهم [الطلاب المعتصمين] على مغادرة المكان خلال الليل"، لكن "مجموعة صغيرة من الطلاب رفضت ذلك وتقرر أن تقوم قوات الأمن بإخلاء الموقع".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشرطة الفرنسية معهد العلوم السياسية طلاب الطلاب الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
بدء استخراج جثث مئات الأطفال من مقبرة جماعية بإيرلندا.. راهبات متورطات
كشفت المؤرخة كاترين كورليس في العام 2014 عن دفن 796 طفلا ولدوا في دور للأمهات العازبات في إيرلندا، في مقابر جماعية، لكن أبحاثها لم تلق حينها آذانا صاغية، واليوم بعد أكثر من عشر سنوات، تقرر بدء أولى عمليات استخراج الجثث.
في بلدة توام الواقعة بالقرب من المكان في غرب إيرلندا، تقول المؤرخة (71 عاما) لوكالة فرانس برس "عندما بدأت، لم ينصت إلي أحد ... كانت معركة ضارية".
الاثنين، فرض الخبراء طوقا حول المقبرة الجماعية لمؤسسة أدارتها راهبات كاثوليكيات، من أجل البدء في عملية البحث بحلول تموز/يوليو.
وبدأت القضية في العام 2014 عندما كشفت كورليس عن أدلة تُثبت وفاة 796 طفلا، من حديثي الولادة إلى تسع سنوات، في هذه الدار الواقعة في بلدة صغيرة تبعد 220 كيلومترا عن دبلن.
وأضافت المؤرخة التي خلصت بحوث أجرتها إلى وجود مقبرة جماعية "لم تكن هناك سجلات دفن ولا مقبرة ولا نُصب، ولا صليب، لا شيء على الإطلاق".
وأكدت "عندما بدأت العمل، لم يرغب أحد في الانصات (...) وتوسلت إليهم كي يخرجوا هؤلاء الأطفال من هذه المجاري، وإقامة دفن مسيحي لائق حرموا منه"، ولكن من دون جدوى.
وفي العام 1972، تم هدم المؤسسة لإنشاء مجمع سكني لكن المقبرة الجماعية بقيت على حالها.
"غير شرعيين"
أثارت بحوث كورليس لدى نشرها صدمة في إيرلندا، فقد كشفت عن المعاملة القاسية التي كان يتلقاها الأطفال الذين أنجبتهن الأمهات خارج إطار الزواج.
طوال عقود، درجَ المجتمع والدولة والكنيسة الكاثوليكية التي لطالما فرضت رقابة صارمة على السلوك في إيرلندا، على إحالة الأمهات العازبات إلى "دور رعاية الأم والطفل".
واعتبر الأطفال المولودون هناك غير شرعيين وغالبا ما جرى فصلهم عن أمهاتهم ثم تم عرضهم للتبني.
وفتح تحقيق عقب نشر البحوث التي أجرتها المؤرخة والتي خلصت إلى أن 56 ألف أم عازبة و 57 ألف طفل أدخلوا إلى 18 دار رعاية بين عامي 1922 و1998. توفي منهم نحو 9 آلاف طفل.
كانت بعض هذه الدور تُمول وتُدار من قبل السلطات الصحية المحلية، وأخرى من قبل الراهبات الكاثوليكيات، لا سيما دار الرعاية في توام.
وأشارت كورليس إلى أن "جميع هؤلاء الرضع تم تعميدهم لكن الكنيسة غضَّت الطرف عنهم. بالنسبة لها الأمر غير مهم، فهم أطفال غير شرعيين، نقطة على السطر".
"أسرار صغيرة قذرة"
على الرغم من العثور على أولى الرفات بين عامي 2016 و2017، لم يصدر قانون للتنقيب رسميا إلا في العام 2022.
ودانت هذا التأخير آنا كوريغان التي كانت في الخمسينيات من عمرها عندما اكتشفت أن والدتها المتوفاة في العام 2012، أنجبت في توام ولدين، سمّتهما جون وويليام.
وانتقدت بشدة ما وصفته بـ "العدالة على الطريقة الإيرلندية". لم تصدر شهادة وفاة لويليام ولم تخضع تلك المتعلقة بجون لإشراف طبي. تُثير الوثائق القليلة التي تمكنت آنا من الاطلاع عليها، الكثير من الشكوك.
واطلعت آنا وكالة فرانس برس على تقرير يعود لعام 1947، يفيد بأن جون كان "طفلا حزينا وهزيلا" على الرغم من أنه وُلد بصحة جيدة قبل عام من ذلك.
أما ويليام، فمن المرجح أنه تم تبنيه بشكل غير قانوني في الخارج.
وقالت "ثمة أسرار صغيرة قذرة في إيرلندا نفضل إخفاءها. تتمتع البلاد بسمعة طيبة في الخارج، ولكن لديها أيضا جانب مظلم وكئيب" متهمة السلطات بـ"التسويف".
في العام 2023، تم أخيرا تعيين فريق لقيادة العمليات في توام مكلف العثور على الرفات وتحديد هويتها والعمل على دفنها بشكل لائق.
وسيتم أخذ عينات الحمض النووي من الأشخاص الذين يمكنهم إثبات صلة عائلية بالأطفال الذين توفوا في هذه الدار.
وقالت كورليس: "لم أتخيل يوما أن يأتي هذا اليوم. لقد تم التغلب على العديد من العقبات".
لكنها تدرك أن أعمال التنقيب لن تقدم كل الإجابات، موضحة "حتى لو تمكنا من تحديد هوية بعض الرفات، إلا أن ذلك لن يجلب السلام للجميع".