مدير مكتبة الإسكندرية: روايات نجيب محفوظ أرّخ لنشأة الطبقة المتوسطة في مصر
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
نظمت إدارة معرض أبو ظبي للكتاب ندوة بعنوان «نجيب محفوظ مرآة للتاريخ والمجتمع»، شارك فيها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد عفيفي والدكتور سعيد العلوي والدكتور محسن الموسوي، وأدارتها الروائية المصرية ريم بسيوني، ضمن مشاركة مصر كضيف شرف في المعرض.
وزيرة الثقافة تحضر ندوة نجيب محفوظوشهدت الندوة حضور الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس هيئة الكتاب، والدكتور علي بن تميم رئيس معرض أبو ظبي للكتاب، وأم كلثوم ابنة نجيب محفوظ (الشخصية المحورية للمعرض في دورته الحالية).
وأكد الدكتور أحمد زايد أنّ نجيب محفوظ أديبًا عالميًا بكل المقاييس، وأن تأثير أدبه كان أيضًا عالميًا، مشيرًا إلى أنّنا إذا أردنا أن نبحث في تأثيره في المجتمع المصري وفي عالمنا العربي، فعلينا أن نبحث في تصور نجيب محفوظ نفسه عن المجتمع، وأن نضع في الاعتبار خياله ورؤيته وفلسفته، باعتباره دارسًا لها.
وقال إنّ نجيب محفوظ نجح نجاحا كبيرًا في تصوير حياة المصريين، وقدّم تصوراته عن الحارة المصرية بما فيها من صراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، وكل العواطف التي تربط الرجل بالمرأة، وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وأضاف زايد أنّ عبقرية أدب نجيب محفوظ تتبدى في نظره كأستاذ علم اجتماع، في أنّ رواياته شخصت وأرخت لنشأة الطبقة المتوسطة في مصر، من خلال الحارة المصرية في «الثلاثية» مثلًا، بل وفي تتبع تطور هذه الطبقة عبر عدة أجيال، ورصد عدم تجانس أبناء هذه الطبقة، لانتماء أفرادها الى إيديولوجيات مختلفة، وقال إنّ رواياته أطلقت أجراس إنذار ببدايات تشرذم الطبقة الوسطى وانتماء بعضها لتيارات فكرية متعارضة، ظهر ذلك في «ثرثرة فوق النيل» وفي «ميرامار» مثلا.
روايات نجيب محفوظ تعكس صراعات مجتمعية في زمن معينوطالب بالمزيد من الاهتمام من جانب علماء الاجتماع بأدب نجيب محفوظ، على اعتبار أنّ كل رواية من رواياته تعكس صراعات مجتمعية في زمن معين، فكل رواية هي رواية تاريخية، لافتا إلى أنّ عظمة أدب نجيب محفوظ في أنّه يجعلنا بحاجة إلى المزيد من تأمل أنفسنا على اعتبار أنّنا أبناء الطبقة الوسطى.
وأكد الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ أن الجانب التاريخي حاضر بقوة في أدب محفوظ لأنه ترعرع في الفترة الليبرالية بعد ثورة 19، لهذا بدأ رواياته بالروايات «الفرعونية».
وقال سعيد العلوي عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنّ المجتمع كان حاضرًا وبقوة في أدب محفوظ، ونرى ذلك في الحارة والعوامة، كما نلمس التصوف والروحانيات في أعماله.
وأضاف الدكتور محسن الموسوي أستاذ الأدب العربي بجامعة كولومبيا، أنّه وضع مؤلفًا تحدث فيه عن انفراط عقد الرواية العربية بعد نجيب محفوظ، وأكد أنّ تمرد الشباب في ذلك الوقت على أدب محفوظ إنما هو في الحقيقة اعتراف بأستاذيته.
وأشار إلى أنّ أديب نوبل لجأ إلى تجارب جديدة في أواخر عمره ليجاري الشباب، كما أنّ الغرب يأخذ عن أدب محفوظ عند دراسته للمجتمع المصري والعربي، ما يؤكد عظمة أدب نجيب محفوظ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية نجيب محفوظ معرض أبو ظبي روايات نجيب محفوظ أدب نجیب محفوظ أدب محفوظ
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تشهد افتتاح المعرض الفني الدولي "قصة مدينتين"
شهدت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة «آرت دي إيجيبت» Art D'Égypte الافتتاح الرسمي للنسخة الثانية من المعرض الفني الدولي «قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية» الذي يمتد حتى 4 نوفمبر المقبل، بحضور ممثلين عن هيئات فنية وثقافية دولية ودبلوماسيين وعدد من مسؤولي مكتبة الإسكندرية.
ويهدف معرض "قصة مدينتين" إلى تعزيز العلاقات بين مصر واليونان من خلال خلق حوار مرئي يستكشف النسيج الفني والثقافي الغنى للتراث المشترك بين البلدين، ومن خلال عرض أعمال الفنانين المعاصرين اليونانيين والمصريين والتي تستلهم الإرث الفني للشعبين يمكن تقديم فهم أعمق للروابط التي تجمع بين الحضارتين، واستمرارها حتى اليوم.
وقال جمال حسني؛ مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبة الإسكندرية، إنه منذ إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية في عام 2002، قامت المكتبة بتنظيم مئات من الفعاليات الثقافية، خاصة في مجال الفنون البصرية. وقد عملت المكتبة على أن تكون منتجًا وموزعًا للثقافة الأصيلة، حيث قامت بدور المقدم للفعاليات التي تنظمها جهات عاملة في المجال الفني التشكيلي من مصر وخارجها.
وأشار إلى أن مشروع قصة مدينتين يتعلق بمدينة الإسكندرية وله ارتباط وثيق بالمكتبة ومجال البحث الخاص بها.
من جانبها ذكرت نادين عبد الغفار؛ مؤسِّسة «آرت دي إيجيبت»، أن هذه النسخة من المعرض تكتسب أهمية خاصة لانعقادها في مدينة الإسكندرية، حيث تسلط الضوء على التاريخ الغني والحوار الثقافي بين الإسكندرية وأثينا. وأكدت أن المعرض يمثل فرصة للاحتفاء بالإرث الثقافي المشترك الذي لا يزال يؤثر في الحاضر ويعزز الروابط المستقبلية.
وتابعت أن الإسكندرية وأثينا كانتا دائمًا مرتبطتين بعلاقات ثقافية وتاريخية قوية، وهو ما يسعى معرض "قصة مدينتين" إلى إبرازه من خلال أعمال الفنانين التي تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية وتوضح التأثير الثقافي المتبادل بين الحضارتين في الأعمال الفنية المعاصرة.
وأوضحت عبد الغفار أن النسخة الأولى من "قصة مدينتين" أقيمت في متحف الأكروبوليس التاريخي، وكانت هذه المرة الأولى التي يستضيف فيها المتحف معرضًا للفن المعاصر، وتكتسب النسخة الثانية، التي تستضيفها مدينة الإسكندرية، أهميتها من انعقادها في مكتبة الإسكندرية، التي تعد رمزًا للثقافة والفنون في العالم القديم. يشارك في المعرض مجموعة من الفنانين المصريين واليونانيين الذين يقدمون أعمالًا فنية توضح العناصر المشتركة والمستمرة بين الحضارتين حتى اليوم.
وتأتي النسخة الثانية للمعرض المقام بمكتبة الإسكندرية، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولي لمعرض "قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية"، الذي استضافه متحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا في يونيو الماضي، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في اليونان.
يشارك في المعرض عددًا من الفنانين الدوليين، منهم: عمر طوسون، سعيد بدر، إزميرالدا كوزماتوبولوس، جان بوغوصيان، أنطونيلا ليوني، إميليو فيررو، حازم المستكاوي، كريم الحيوان، ارتور ليشر، كوستاس فاروستوس، راشد الخليفة، ميتشا كاتاوي. ولأول مرة، يشارك الفنان حسن رجب بفيديو معد بتقنية الذكاء الاصطناعي حول الروابط التاريخية والثقافية بين اليونان والإسكندرية، يستعرض فيه التأثير الواضح لإرثهما المشترك على الفن والعمارة والفلسفة على مر العصور.
يقدم المعرض للزوار فرصة لاستكشاف التراث الثقافي الغني لحضارتين عريقتين من خلال الفن الذي طالما كان جزءًا أساسيًا من النسيج الثقافي لمدينتي الإسكندرية وأثينا، بهدف تعزيز التبادل الثقافي واستلهام رؤى وأفكار وتفسيرات جديدة.
تُعرض الأعمال الفنية بمواقع مختلفة داخل مبنى مكتبة الإسكندرية وأيضًا بالساحة الخارجية. والمعرض مفتوح للجمهور حتى 4 نوفمبر 2024.