البوابة نيوز:
2025-06-22@12:32:22 GMT

سليمان شفيق يكتب : أربعاء أيوب فيه شفاء للناس

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 
نحتفل بعد  أيام بعيد القيامة المجيد وشم النسيم، ومن قبلهما أسبوع الآلام الذي يحتوي على أحداث وتذكارات كثيرة، تأملت عادات المصريين الاحتفالية وعلاقتهم التحتية ببعضهم البعض، وكعادتي كنت أعيش تلك الأيام بمسقط رأسي بالمنيا (220 كيلو جنوب العاصمة)، في أربعاء أيوب كان البائع ينادي بصوت ريان: “،”رعرع أيوب بالشفا يا ناس“،” التف حول البائع الصبية يهتفون:“،”رعرع أيوب يشفي من المرض يخفف الذنوب“،” هرولت إلى الشارع سريعا كانت طفولتي تركض أمامي، ذلك الصباح اقتربت من الصبية، وقلبي يكرر الهتاف معهم سألت أحدهم، وهو يناول البائع جنيها ويأخذ حزمة “،”ما اسمك يا حبيبي؟“،” أجاب: “،”محمود“،” عاودت السؤال: ابن مَنْ؟ أجاب: ابن أحمد العجلاتي واشتري له الرعرع لأنه مريض، تركت الصبية، واتجهت إلى المنزل  فتحت كتاب: “،”مقدمة في الفولكلور القبطي“،” للصديق عصام ستاتي رحمه الله.

حيث يفسر الكتاب هذه الظاهرة بالقول:،”التسمية تعتمد على الاعتماد الشعبي السائد بأن أيوب اغتسل مدلكًا جسده بنبات أخضر يسمى الرعرع فشفي من أمراضه، وكان ذلك في يوم الأربعاء هذا فنسب له، وهو ما يعرف لدى الجماعة الشعبية بقصة أيوب المصري، والذي جمعها زكريا الحجاوي، وقدمتها خضرة محمد خضر بصوتها على الإيقاع المعروف بإيقاع أيوب، واعتادت مجتمعات البحث وخاصةً الريفية الاحتفال بهذا اليوم بالاغتسال والتدليك بنبات الرعرع، وأيضًا يقوم بعض الشباب بالاغتسال بـ“،”غطس“،” في النيل، ويقوم البعض الآخر بغسل وجهه فقط وباستخدام الأعشاب الخضراء الموجودة على الشاطئ، أما الأغلبية من الناس فيغتسلون في المنزل  مستخدمين نبات الرعرع أو النعناع أحيانًا يوضع في الماء المستخدم في الاغتسال، ولابد أن يرش ماء الاغتسال داخل المنزل  وخاصةً أمام الأبواب، مستخدمين في ذلك فروع النبات الأخضر تغمس (تغطس) في الماء ويذبل بها“، 
وقد ارتبط هذا اليوم ونسب إلى أيوب النبي، وهناك وجهتا نظر لتفسير هذا الارتباط، إحداهما وتمثل وجهة النظر الدينية، حيث تقرأ في الصلوات الكنسية التي تقام في مساء هذا اليوم قصة أيوب البار، كما ذكرها العهد القديم (التوراة)، وترمز قصة هذا البار إلى السيد المسيح، في الآلام والتجارب، وأيضًا في النهاية السعيدة، لذا ينسب هذا اليوم له فيُقال أربعاء أيوب، وتحرص الجماعات القبطية على أداء هذه الممارسة وتمسكهم بها، ولعل ذلك يرجع إلى إحساسهم بمشاركة أيوب أفراحه بالشفاء بعد طول مرض أو كأنهم بهذا الاغتسال، وبهذا العشب يطلبون الشفاء من أمراضهم واستكمال الصحة الجيدة، كما حدث مع أيوب، وهنا ليس شفاء جسديًا فقط بل شفاء معنويًا، شفاء بمعنى التخلص ليس من المرض ولكن من الذنوب، ولعل استخدام رموز لها مكانتها الشعبية يدعم هذا الاعتقاد ويقويه. كما أنهم لا يتخلصون من الماء بسهولة فهو يرش في المنزلليبقى أطول فترة ممكنة فيه طلبًا لقوته وفاعليته الصحية والمنوية.


وفي الخميس العهد والجمعة العظيمة كانت تعد زوجة أخي الفول والطعمية في أكياس وذهب ابن أخي الفنان والمونتير ميشيل يوسف لتوزيع هذه الأكياس على أصدقائنا من المسلمين الذين في سبت النور يردون التحية بإرسال الترمس واللحم، وفي شم النسيم البيض الملون، تذكرت والدتي رحمها الله التي أورثتنا عن أجدادنا تلك العادات النبيلة، تبادل التهنئة وتبادل الطعام اللحم في عيد الأضحى الحلو في عاشوراء الكحك في عيد الفطر، والشيء بالشيء يذكر، وفي يوم الأحد عيد القيامة لايكف التليفون عن الرنين ولا المنزل من الزوار للتهنئة وتبادل الذكريات، بالمناسبة كل المهنئين من أشقائنا المسلمين الذين غمرونا بالحب الغريزي الالهي، مع الاعتذار لفتاوى أشقائنا السلفيين الذين أفتوا عن جهل بالمصريين بعدم جواز تهنئة المسيحيين.


يزدحم   المنزل في يوم العيد جعلني أعتقد أن كل من أفتى تلك الفتاوى لا يجهل فقط الشعب المصري ولا الإسلام فحسب بل يجهل الفطرة الإنسانية، كل مهنئينا من أشقائنا المسلمين يدركون المعنى الحقيقي للقيامة، وهو قيامة الوطن والانتصار على الموت الذي تريد بعض أبواق الظلام فرضه علينا كشعب واحد وجسد واحد لا يعنيهم الخلاف العقيدي بل جاءوا ليؤكدوا أن الوطن لن يقوم من مواته إلا بالانتصار على الكراهية والفقر والظلم والمرض، هذا هو شعبنا العظيم الذي يؤكد دائما أن مثل تلك الفتاوى خطر حقيقي على مصر، وكل عام وأنتم بخير
سليمان شفيق

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شم النسيم أسبوع الآلام المنيا هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

أتمنى ألا يأتوا مرة أخرى!

أسرّ الزوج إلى زوجته بعدم رضاه عن زيارة أقربائهم، ليس لأنه يكرههم أو يحقد عليهم، ولكن ما يُخلّفه أولادهم من «عبث ودمار» على مسمع ومرأى من ذويهم، مؤكدًا لها أن شعوره بالغصّة والإحباط ينبع من ذلك السرّ الدفين في أعماقه والمترسّب في شرايين قلبه.

واسترسل الزوج في حديثه قائلًا: فلا الأب الزائر ينصح أبناءه بالصمت أو الهدوء، ولا الأم بدورها تنهاهم عن حالة العداء التي يخرجونها من عقولهم بتصرفات لا تُطاق وصخب لا يُحتمل!

وفي السياق ذاته، تصوّر بأنك تنفق المئات إن لم تكن آلاف الريالات من أجل أن تعيش في بيت نظيف ومرتب، تعمل على أن تزهو أركان تفاصيله بالألوان الزاهية الجميلة، تمكث وقتًا طويلًا في اختيارات الأثاث الذي يتناغم مع المكان، ثم ترفقه ببعض المقتنيات الثمينة قيمة ومعنى، التي تُضفي على المكان راحة نفسية، ثم يأتي إليك زائر -كائنًا من يكون- وعلى حين غرة، يملأ أطفاله المكان صراخًا وإزعاجًا، بل وتدميرًا لكل ما يصل إلى أيديهم، وكأنهم جنود يدخلون في حرب ضروس يشتعل وطيسها منذ البداية ولا تنتهي إلا بالخسائر.

وبعد أن يرحل المعتدون، أي «الزائرون»، تحاول أن تُحصي حجم الخسائر التي تكبّدتها من هذه الزيارة الغاشمة على منزلك، ضمنيًا الزوج والزوجة في قرارة أنفسهم «منزعجون جدًا» مما حصل لمنزلهم، الأم الزائرة تضحك لأن صغيرها الشقي بدأ في الحركة بنشاط في المكان دون مساعدة منها، بل واستطاع أن يكسر صمته، ولا تنهاه إذا امتدت يده إلى جهاز تحكم التلفاز أو التكييف، ولا تسلبه من يديه قبل أن يبدأ في تحطيمها، فهي فخورة بأنه أصبح قويًا يعتمد على نفسه.

بعض الأطفال يمسكون بأي أداة تصل أيديهم إليها، ثم يبدأون في تشويه جدران المنزل، كل هذه السيناريوهات المخيفة والتصرفات الخاطئة تحدث في حضور «الأم والأب» اللذين يجعلان أنفسهما غير مهتمّين بما يدور حولهما، بل يستمران في حديثهما عن إنجازات أبنائهما أو طريقة تربيتهما لهم!

بينما هذه التصرفات المزعجة تحدث فعليًا عندهم في المنزل، ولا يجدون لها حلولًا أو قدرة على إيقافها، من كل ذلك أصبح الناس لا يتمنّون أبدًا زيارة الآخرين لهم لأنهم يعلمون أن لديهم أطفالًا مدمّرين ومزعجين للغاية.

الزيارة لها آداب وأصول متعارف عليها، بعض الزوار يمكثون عند ذويهم يومًا أو يومين ثم يرحلون، وبعد ذهابهم يكتشف أرباب المنزل أن هناك كوارث حدثت دون أن يتم إعلامهم بها، عملية ترميم الأشياء المكسورة والمُدمّرة تحتاج إلى وقت ومال وحالة نفسية تستطيع أن تتجاوز المشاهد المحزنة التي أصبحت جزءًا من الواقع.

فن التعامل مع الأطفال له أسس وقواعد تربوية تبدأ من الاهتمام والتوجيه والمتابعة من الوالدين للأبناء، فليس من التربية أن تدع الطفل يفعل ما يريد أن يفعله، خصوصًا في منازل الآخرين، على الأم أو الأب مسؤولية كبيرة في التحكّم بتصرفات أبنائهم والحد من مستوى الضوضاء وأعمال التخريب التي يقوم بها الأطفال، فليس من المعقول أن أي زيارة تنتهي بكارثة أو خسائر مادية وضغوطات نفسية.

أصبح بعض الناس يتذمّر عندما يتمّ مكاشفته بالحقائق، ويعتبر أن ما يفعله أطفاله هو مجرد أمر طبيعي لا يستدعي كل هذه الملاحظات أو الانزعاج منهم، لأنها تصدر بتلقائية دون قصد منهم في إحداث ضرر بالآخرين.

بكل مصداقية، نرى أن المسؤولية ليست فقط منحصرة في شقّ الأطفال، بل أيضًا الوالدان اللذان عليهما مسؤولية عظيمة ومهمة، فالطفل كما تُعوّده يعمل، ولذا من الواجب أن تكون هناك ردّة فعل مناسبة تمنع استمرار إلحاق الأذى بالآخرين.

مقالات مشابهة

  • موقف رومانسي.. كارمن سليمان تفاجئ زوجها بحفل مهرجان موازين
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينقذ حياة طفل ولد بتضيق حاد في الصمام الرئوي
  • أورام الأقصر.. استقبال 3500 طفلا بالإقامة الداخلية للمستشفى خلال عام
  • شفاء الأورمان: استقبال 3500 طفل بالإقامة الداخلية للمستشفى خلال عام
  • «كارمن سليمان» تعلق على لقب «صوت مصر»: ليس حكرا على أحد
  • د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم
  • سليمان بعد لقائه الرئيس عون: وحدة الموقف اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة ضرورية
  • حل مبتكر لمواجهة ضعف الإمكانيات.. يوسف سليمان يروي بداياته في سينما الموبايل
  • أتمنى ألا يأتوا مرة أخرى!
  • عمر سليمان مرشح لتولي مهمة محلل أداء في سموحة بالموسم الجديد