عربي21:
2024-06-02@23:39:15 GMT

المتصهينون.. ومظاهرات أمريكا !

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

حتى والمظاهرات تنطلق من رحاب واحدة من أرقى وأعرق جامعات العالم وجدنا من المتصهينين العرب من يشكك بها وبدوافعها وأهدافها، فقط لأنها من أجل التضامن مع غزة والتنديد بالإبادة الجماعية.

وحتى والعالم كله يشهد تلك المظاهرات على الهواء مباشرة، ويعرف كيف بدأت، وكيف تطورت الأمور داخل وخارج الجامعة، في مجتمع مكشوف إعلاميا، نجد من المتصهينين العرب من يصف ما حدث بالمؤامرة ضد أمريكا ونظامها التعليمي!

وحتى وغزة تقاوم لما يزيد على ستة أشهر أعتى آلة عسكرية، وتدفع ضريبة الصمود من دماء أبنائها، نجد من المتصهينين العرب من يتهمها بأنها عقبة في طريق السلام، وأنها هي من بدأت شرارة العدوان وعليها وحدها أن تنهي ما حدث! أحد هؤلاء المتصهينين العرب الذين لم يعودوا يخجلون مما يقولون، كتب في حسابه على منصة إكس أن جماعة الإخوان المسلمين هي المسؤولة عن المظاهرات الطلابية العارمة في جامعة كولومبيا الأمريكية! وهذا يعني وفقاً لمنطقه الأعمى أن جماعة الإخوان المسلمين بلغت من قوة التأثير العالمي حد أنها تستطيع تجييش نخبة الطلاب الأمريكيين الدارسين في هذه الجامعة المرموقة، وتحشيدهم والتأثير عليهم وتوجيههم لتنظيم هذه المظاهرات في الجامعة! ولا يعلم هذا الكاتب المتصهين، وهو بالمناسبة كاتب صحفي وروائي معروف، أنه يقدم لهذه الجماعة بمثل هذا الاتهام الساذج دعاية مجانية لا تنطبق عليها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجماعة على أكثر من صعيد في أكثر بلدان العالم منذ سنوات! فماذا يمكنها أن تفعل لو أتيحت لها الفرصة الطبيعية لأن تكون حزبا نظامياً معلناً في أي بلد في العالم.

. وليكن على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية؟

ثم من قال إن قضية فلسطين تخص جماعة الإخوان المسلمين وحدهم، حتى يكونوا هم المسؤولين عنها الساعين لإثارتها سواء كانوا داخل فلسطين أم خارجها؟ هذا إجحاف بحق كل الفصائل والأحزاب والتيارات والتوجهات والقوى الفلسطينية والعربية والعالمية الأخرى في كل مكان.

وكتب كاتب آخر لا شك أنه ينتمي لطائفة المتصهينين العرب أيضا أن الهدف هو رأس رئيسة الجامعة نعمات شفيق لأنهم يعتقدون أنها مسيحية وليست مسلمة.. تخيلوا أنه كتب هذا الكلام المرسل فعلا، وكأن طلبة جامعة كولومبيا وما يقرب من أربعين جامعة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا، وهي الجامعات التي انتقلت إليها شرارة المظاهرات الطلابية من أجل غزة حتى الآن، كلهم أو أغلبهم من المسلمين! وهذا بالتأكيد غير صحيح! ولا يمكن أن يكون صحيحا بأي حال من الأحوال، وحتى لو كان صحيحا، جدلا، فلا يمكن لطلبة جامعة من جامعة كولومبيا أن ينطلق من ذلك المنطلق الديني البحت. ونظرة سريعة لطبيعة المظاهرات وشكلها العام ونوعية الأنشطة والخطابات فيها تدل هذا الكاتب على خطل ما يقول، لو كان فعلا يؤمن بما قاله أو كتبه!

وكتب ثالث ينتمي للطائفة نفسها، أن تلك المظاهرات ليست سوى مؤامرة! مؤامرة ضد من؟ من حماس التي جيرت الموضوع لمصالح حزبية! ولا أدري كيف خرج لنا هذا المتصهين، وهو بالمناسبة أستاذ جامعي، بهذه النتيجة العجيبة! المهم لديه أن حماس هي المسؤولة وأنها هي من تسيطر على طلاب جامعات أمريكا وهي التي تحركهم كيف ما تشاء لمصلحتها فقط!

 أختم بتفسير متصهين رابع للمظاهرات التي رأى أن الطللاب المشاركين فيها ليسوا سوى مجموعة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأمريكية متناسيا أن كولومبيا وهارفارد وجورج واشنطن وغيرها من الجامعات التي انطلقت منها المظاهرات في البداية هي من أرقى وأعرق بل وأغلى الجامعات العالمية على صعيد تكاليف الدراسة فيها، ولا ندري كيف يمكن أن يكون أغلبية طلبتها من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. وحتى وإن كان الأمر كذلك فهذا لا يقلل أصلا من أهمية تلك المظاهرات ولا قيمتها في معادلات الرأي العام في أمريكا والعالم كله.
ولكنهم... يعمهون!

(الشرق القطرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جامعات الإخوان فلسطين امريكا فلسطين الإخوان جامعات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أمريكا والكيان.. عين الرضا!

 

 

-بخلاف كل الناس على كوكبنا، رأت أمريكا شيئا جميلا، في المذبحة المروعة التي ارتكبتها آلة القتل الصهيونية، في مخيم للنازحين برفح، مؤخرا، وأكدت على لسان أكثر من مسؤول لديها، أنه يستحق الإشادة والثناء، ذلك أن حكومة الاحتلال تفكّر في إجراء تحقيق، مع أن إدارة بايدن، كما يقولون، لم تر شيئا مما قيل حول العالم، عن هذه المجزرة، وعمّا سفكته من دماء أعداد كبيرة، من الباحثين عن لقمة عيش وشربة ماء وخيمة مأوى، وما أسالته من دموع غزيرة، وأحدثته من صدمة في نفوس الملايين، من حملة الضمائر الإنسانية.
-تعمدت دولة الاحتلال والإرهاب، اقتراف جريمتها البشعة، باستهداف المدنيين العزّل، في خيام النزوح برفح، بالتزامن مع صدور قرار محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية في العالم- المتضمن إدانة الكيان وضرورة وقفه الهجوم على رفح، لتقول لكل المعترضين والحالمين، بشيء من العدالة والإنصاف، أن لا شيء فوق نزعات ورغبات ونزوات قادتها، وأن من يركن إلى شريك مخلص ومتفانٍ مثل أمريكا، فليفعل ما يحلو له، وليعبث بالإنسانية ومبادئها كما يريد، ولينتهك حياة وأرواح البشر كما يشاء، وسيبقى في مأمن من العقاب، ولن تطاله يد العدالة بمختلف أشكالها ومسمياتها ومستوياتها.
-إسرائيل أبادت وتبيد- على مرأى ومسمع من العالمين- عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والحوامل وكبار السن والشباب والشيوخ، من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمرت ما يزيد عن 250 ألف منزل، وأحرقت مخيمات النازحين وهدمت 53 مستشفى وحولت كثيراً منها إلى مقابر جماعية لمئات الأبرياء، وتواصل إبادتها الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، بصورة غير مسبوقة من الوحشية والكبر والغطرسة والغرور والعنجهية، وكل تلك الفظائع، لم تحرك ضمير واشنطن وحلفاءها في الغرب والمنطقة العربية، وما زالت توفر للقتلة الحماية والدعم والتبرير والغطاء السياسي والعسكري والدبلوماسي، وكل ما تحتاج إليه من أدوات ووسائل للتمادي في جرائمها.
– لم يعد يقض مضجع القاتل الصهيوني وشريكه الأمريكي، غير عمليات مجاهدي المقاومة في الداخل الفلسطيني، وعمليات الدعم والإسناد القادمة من اليمن ولبنان والعراق على قلة إمكانياتها، وكذلك مظاهرات واحتجاجات عائلات الأسرى الصهاينة في الأراضي المحتلة، والاعتصامات المناهضة لمجازر الكيان في جامعات وشوارع الدول الغربية، وهي التي تغيب بشكل غريب ومريب في كثير من البلدان العربية والإسلامية مع أنها المعنية بالقضية الفلسطينية أكثر من الآخرين.
– في غياب التضامن العربي الإسلامي المأمول، مع شعب فلسطين في محنته هذه، وما قبلها، تحضر بوضوح البصمة الأمريكية، التي حوّلت كثيراً من تلك الأنظمة وشعوبها، إلى مجرد دمى منزوعة الإرادة والقرار والهوية، لا تتحرك ولا تنبس ببنت شفة، إلا وفقا لأهواء وأوامر حكّام البيت الأبيض، الذين جعلوا من أنفسهم وإمكانياتهم، رعاة أمناء للكيان الصهيوني، وحضنا دافئا للقتلة والمجرمين، من أبناء صهيون وعيونا ساهرة على حمايتهم، ولا ترى في جرائمهم، إلّا الجميل والإحسان.

مقالات مشابهة

  • أمريكا والكيان.. عين الرضا!
  • أين المثقفون العرب؟
  • موسم جدة 2024| 23 حفل غنائي وعروض عالمية في المصارعة والسيرك .. فعاليات خارج الصندوق
  • توافد الإسرائيليين أمام مقر وزارة الدفاع للمطالبة بصفقة تبادل الأسرى
  • دراسة إنشاء فرع للجامعة الفنلندية في برج العرب بالإسكندرية
  • كيف عادت فلسطين أم القضايا؟
  • بالفيديو.. اقتحام متحف أميركي شهير دعما لغزة
  • شرطة نيويورك تعتقل نشطاء خلال مظاهرة رافضة للعدوان على غزة
  • أمريكا.. الشرطة تطوّق مؤيدين لغزة في جامعة كاليفورنيا وتعتقل طلابا
  • 5 أشياء تؤرق منام حكومة بنيامين نتنياهو.. منها المظاهرات الليلة