فى عيد القيامة المجيد تتوجه أنظار العالم نحو كنيسة القيامة، حيث تشكل طقوس «سبت النور» لحظة مهمة تجمع المؤمنين بنور المسيح، فتنطلق معجزة النور المقدس من تلك الكنيسة لتُنير العالم بشعائر تستقطب المسيحيين من جميع أنحاء العالم، يتوجهون إلى القدس محتفلين بقيامة المسيح على مدار ما يقارب ألفى عام، إلا أن العام الحالى يشهد ظروفاً مغايرة، إذ أعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تقييد الاحتفالات بـ«سبت النور»، واقتصارها على ترتيبات الوضع القائم «الستاتيكو»، المعمول بها منذ قرون فى القدس وهى الصلوات الدينية فقط.

«الأقباط الأرثوذكس»: الأسر القبطية رفضت الخروج من غزة

مشيرة إلى أن الاحتفالات فى باقى المناطق سيتم تسليم النور المقدس على أبواب الكنائس دون شعائر احتفالية خارجة عن الشعائر الدينية، نظراً للظروف الراهنة التى تشهدها الأراضى المقدسة جراء الحرب المستمرة على غزة، والحزن العميق الذى يسود الأراضى المقدسة، وأهمية مشاركة ضحايا الحرب آلامهم، وتخصيص الوقت الكافى للصلاة والتأمل فى المعنى الروحى لأسبوع الآلام وعيد القيامة.

بطريركية الروم بالقدس: الحرب اغتالت فرحتنا

يقول الأب عيسى مصلح، المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس فى القدس، إن قرار قصر الاحتفال على الشعائر الدينية فقط داخل الكنائس جاء بسبب الحرب المؤلمة على أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة، على الرغم من أن عيد الفصح المجيد له طابع احتفالى خاص يبدأ من أحد الشعانين حتى سبت النور وعيد القيامة المجيد، وكانت تقام الاحتفالات على مدار الأسبوع بمشاركة أهالى البلدة والمسئولين والمجموعات الكشفية والمسيحيين من كافة أنحاء العالم، إلا أن هذا العام أعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أن ترتيب الاحتفالات سيقتصر فقط على إقامة الشعائر الدينية والمحافظة على الستاتيكو المعروف منذ القدم فى الكنائس.

وأكد «مصلح»، لـ«الوطن»، التنسيق مع الأمن باستقبال كل الكنائس «النور المقدس»، أمام أبواب الكنائس دون المسيرات الاحتفالية التقليدية التى تحدث كل عام، لتقتصر المراسم على الصلوات والمراسيم الدينية بسبب الحرب الأليمة التى اغتالت ابتسامة أبناء الشعب الفلسطينى المتألم جراء الحرب الأليمة، متابعاً: «البطريرك ثيوفيلوس الثالث يصلى يومياً ويرفع التضرعات والابتهالات من داخل القبر المقدس القابل للحياة من أجل وقف العنف والحرب وسفك الدماء والعيش بكرامة وحرية كحق أصيل لجميع الشعوب فى تقرير مصيرها».

وتابع المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس أن المدينة المقدسة حزينة كشعبها هذا العام، بعد أن كانت مليئة ومكتظة بالمصلين فى كل عام، وسيكون هذا العام مختلفاً عن باقى الأعوام دون حجيج أو زوار، مشيراً إلى أن رسالة الكنيسة هذا العام خلال الأسبوع العظيم اقتصرت على الصلاة من أجل إيقاف الحرب والعيش فى طمأنينة وسلام، وأنهم كرعاة للكنيسة بدأوا قبل شهر بتهيئة أبناء الكنيسة لعيد الفصح المجيد من خلال الصوم الأربعينى المقدس وإقامة الصلوات الخاصة فى هذا العيد خلال الحرب الأليمة: «أعطينا توجيهات وإرشادات لأبناء كنيستنا لتقديم التبرعات والمساعدات التى تخفف من أوجاع أهالى غزة، وأتمنى أن يكون عيد القيامة المقبل من قلب كنيسة القيامة فى القدس بعد إعلان دولة فلسطينية عربية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أتمنى أن يحل السلام فى العالم: (طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون)، وأن ينال كل فلسطينى الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا لأننا لسنا دعاة تعصب ولا تطرف.. نحن نريد الحق والعدل والإنصاف، وأناشد أحرار العالم والزعماء وحكام العالم أن يضغطوا على إسرائيل لإيقاف الحرب».

والتزمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقدس بالقرار الذى يأتى حزناً على ما يحدث فى غزة، وفقاً لتصريحات الراهب ثاؤفيلس الأورشليمى، سكرتير بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس والمتحدث الإعلامى عن البطريركية، التى أكد خلالها أن العام الحالى مختلف بالطبع عن الأعوام السابقة، فظروف الحرب فرضت أجواءً جديدة على عيد القيامة، من بينها خلو كنيسة القيامة من المصريين الأقباط الذين كانوا يتسارعون لنيل بركة النور المقدس من القدس، موضحاً أن البطريركية كانت تستعد لدخول النور المقدس منذ الجمعة، خلال السنوات الماضية، وبعدها يكون دخول كنيسة القيامة لتسلم النور بتذاكر توزع وتقسم على أبناء طائفة الأقباط الموجودين فى البلد والمصريين.

 

و«الأقباط الأرثوذكس»: الأسر القبطية رفضت الخروج من غزة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جرائم الاحتلال الضفة الغربية بطریرکیة الروم الأرثوذکس الشعائر الدینیة کنیسة القیامة النور المقدس عید القیامة هذا العام

إقرأ أيضاً:

إجراء فرنسي عاجل ضد سلطات الاحتلال بسبب جرائم حرب.. ماذا حدث؟

وجهت النيابة العامة الفرنسية لـمكافحة الإرهاب بضرورة فتح تحقيق في "جرائم حرب" بعد مقتل طفلين فرنسيين بقصف إسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.

وقُتلت جنى أبو ضاهر (6 سنوات) وعبد الرحيم أبو ضاهر (9 سنوات) بقصف إسرائيلي في 24 أكتوبر 2023، بعد 17 يوما من الهجوم  الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل.

واشارت فرانس برس إلى أن جاكلين ريفولت، جدة الطفلين، رفعت دعوى قضائية  تتهم فيها إسرائيل بـ"القتل" و"الإبادة الجماعية"، فيما انضمت رابطة حقوق الإنسان إلى القضية كطرف مدني.

فنزويلا تتهم وزير الخارجية الإسرائيلي بجرائم حرب وتتوعده بالملاحقة الدوليةالأمم المتحدة: التهجير الدائم للسكان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يرقى إلى جريمة حربتقارير استخباراتية أمريكية تكشف مخاوف داخل جيش الاحتلال بشأن أدلة على جرائم حرب في غزة

وجاء في الشكوى أن "القصف المتكرر" الذي نفذه الجيش الإحتلال الإسرائيلي دفع العائلة إلى اللجوء إلى منزل في "شمال قطاع غزة"، قبل أن يصيبه صاروخان، أحدهما أصاب غرفة النوم مباشرة، فقتل عبد الرحيم "فورا"، ثم توفيت جنى بعد وقت قصير.

وأُصيب شقيقهما الأصغر عمر ووالدتهما ياسمين ز. بجروح بالغة.

وتُعد ياسمين ز. معروفة لدى القضاء الفرنسي، إذ أُدينت غيابيا في باريس عام 2019 بتهمة تمويل الإرهاب ونقل أموال لأعضاء في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بين 2012 و2013، وصدر بحقها أمر توقيف.

وطلبت النيابة العامة، بعد ثلاثة أشهر من تقديم الشكوى، من قاضي تحقيق فتح تحقيق "ضد مجهولين" بتهمة ارتكاب جرائم حرب، مشيرة إلى "هجوم متعمد على السكان المدنيين" واستهداف ممتلكات مدنية "لا تشكل هدفا عسكريا".

طباعة شارك فرنسا النيابة العامة الفرنسية دولة الاحتلال مقتل طفلين فرنسيين جرائم حرب

مقالات مشابهة

  • جرائم الإبادة.. من غزة إلى الضفة
  • بقوة تقارب 2000 حصانًا.. ماذا تقدم أسرع سيارة كهربائية في العالم ؟
  • الرئيس السيسي: معاناة الفلسطينيين لا تقتصر على غزة بل تمتد إلى الضفة والقدس
  • الاحتلال يعتقل شابًا من القدس
  • إسرائيل تنسحب من طوباس بعد 4 أيام من الإصابات والاعتقالات
  • حماس: تصعيد اقتحامات واعتقالات الاحتلال بالضفة جرائم حرب
  • وفد أزهري يتوجه إلى مدريد للمشاركة في مؤتمر دولي حول دور المؤسسات الدينية في صناعة الوعي
  • إجراء فرنسي عاجل ضد سلطات الاحتلال بسبب جرائم حرب.. ماذا حدث؟
  • عمل عظيم يأتي بك في نور تام يوم القيامة .. لا تغفل عنه
  • جيش الاحتلال: مقتل 30 من المتحصنين في أنفاق رفح حتى الآن