د. جواد التونسي يتذوق العراقيون طعم المر بصعود قيمة الدولار الامريكي وتأثر الدينار العراقي بالهبوط  , مما تسبب في ازدياد اسعار السلع الغذائية والمنزلية التي تهم معيشة الفرد العراقي , مما ولّد قلق المواطنين واتجاههم لشراء الدولار من المصارف الحكومية والاهلية , لأنه كلما زاد الطلب ارتفع سعر الدولار, وإن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على قطاعات الدولة وخاصة في مجال الاستيراد, حيث ان معظم عمليات الاستيراد تكون بالدولار الأمريكي ,  مما يؤثر على ارتفاع العملة,  ولكن الدولة تعمل على تأمين أسعار المنتجات الغذائية, ولكن خبرات الحكومة محدود للسيطرة على تلك الارتفاعات , ولكنهم يجتهدون للوصول إلى ما يمكن القيام به , وان هذه الزيادة انعكست على أسعار السلع المستوردة بالدولار ومن ثم بيعها للمواطنين , لذا سيكون المستورد هم التجار الكبار واصحاب رؤوس الاموال  الذين يضطرون أن يرفعوا الاسعار لتعويض الفارق , يقابل ذلك كله تدهور الزراعة بسبب نقص المياه والجفاف وتوقف اغلب المصانع والشركات الصناعية منذ احتلال وغزو العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية عام 2003.

ولكن هناك جملة أمور وعوامل دولية ومحلية سببّت بارتفاع الدولار ومن أهمها : ” ان البنك الفدرالي الامريكي بدأ بالفعل بتطبيق اجراءات أكثر تشدداً  لمتابعة بيع الدولار من خلال نافذة العملة وسيقوم ” الفدرالي الامريكي ” بالتدقيق الشديد بمصادر الاموال التي يتم دفعها من قبل المصارف والشركات المالية العراقية لشراء الدولار من خلال نافذة العملة , وقد يحد هذا الاجراء من قدرة الكثير من الكيانات المصرفية العراقية للوصول الى الدولار الامريكي من خلال تلك النافذة , على اعتبار ان جزء مهم من مصادر اموال تلك الكيانات لا يمكن الافصاح عنها او انها جاءت بطرق غير شرعية . وخير دليل على ذلك , تلك العقوبات الامريكية التي وضعتها على  ” 14 ” مصرفاً عراقياً على القائمة السوداء نتيجة تهريبهم للدولار وقيامهم بعملية غسيل الأموال والتي تم إيقافها من قبل البنك المركزي العراقي بعد ان كانت تدخل لنافذة بيع العملات الأجنبية , وكانت سبباً رئيسياً وراء انخفاض مبيعات البنك المركزي من الدولار, حيث ان الانخفاض لا يتعلق بالوضع الاقتصادي العام ولا يتعلق بالموازنة العامة إلا أنه يتعلق بعقوبات البنك الفدرالي الأمريكي بإصداره أوامر وتعليمات للبنك المركزي العراقي بعدم التعامل مع هذه المصارف الخاصة, مما تسبب بقلة المبيعات التي أدت الى حدوث شح في المعروض من الدولار الأمريكي للسوق العراقية, وان سعر الدولار الموازي بدأ يقترب من 1500 دينار مقابل الدولار الواحد, علماً ان البنك المركزي يقوم ببيع الدولار في مزاد ينظمه يومياً للمصارف وشركات التوسط من أجل تمويل التجارة الخارجية وتمويل السوق الداخلي بالدولار, الا ان الكثير من خبراء الاقتصاد والسياسيين اشروا  فساداً في مبيعات البنك المركزي من خلال تهريب العملة الصعبة للخارج دون إيجاد حلول لذلك, ولكن اللجنة المالية في البرلمان العراقي أكدت بانها لم تجد عملاً واضحاً دقيقاً لدى البنك المركزي العراقي على ضبط الاسعار. وهذا يعني ان هناك شبه اتفاق شعبي وبرلماني على ان البنك المركزي العراقي يسير بالاتجاه الخاطيء ولم ينفذ سياسات واجراءات فعالة لضبط حركة العملة والمحافظة على قيمة عادلة للدينار العراقي , وينتظر المواطن العراقي كيف ومتى سيتصرف البنك المركزي العراقي باستعادة استقرار النظام النقدي وحركة الاسواق , وعلى ما يبدو ان تشديدات “الفدرالي الامريكي ” يمكن أخذها في سياق رغبة واشنطن التشديد أكثر على ايران بعد تعثر المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الايراني.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: البنک المرکزی العراقی الفدرالی الامریکی من خلال

إقرأ أيضاً:

محافظ البنك المركزي: توافر المُكون الدولاري لتنفيذ خطة الدولة بالمنتجات البترولية وسداد مستحقات الشركاء الأجانب

أكد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، توافر المُكون الدولاري اللازم لتنفيذ خطة الدولة في تحقيق احتياطي آمن من المنتجات البترولية.

وأشار إلى التزام الدولة بخطط سداد مستحقات الشركاء الأجانب في الوقت المحدد، بما يعكس استقرار السياسات المالية والاقتصادية للقطاع.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، لمتابعة توافر الاحتياطي الإستراتيجي من المنتجات البترولية، بحضور محافظ البنك المركزي، وأحمد كُجوك، وزير المالية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.

وخلال الاجتماع قدم وزير البترول والثروة المعدنية عرضًا شاملًا للكميات المتوافرة من المنتجات البترولية المختلفة، بالإضافة إلى الخطة المستقبلية لتوفير هذه المنتجات، إلى جانب استعراض موقف سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول.

فيما أكد وزير المالية توفير جميع الاحتياجات المالية اللازمة لقطاع البترول، لضمان استمرار الوفرة الحالية من المنتجات البترولية عند مستوياتها الآمنة، بما يضمن تلبية احتياجات الأسر والشركات على حد سواء، ويحافظ على استقرار السوق المحلية.

وأوضح محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الاجتماع أكد حرص الحكومة على توافر الاحتياطي الإستراتيجي من المواد البترولية عند مستويات آمنة، بما يضمن استقرار الأسواق واستمرارية توفير هذه المنتجات الأساسية لكافة القطاعات الانتاجية والخدمية، وكذا استخدامات المواطنين.

اقرأ أيضاًالمالية: 73 مليار و 923 مليون جنيه مدفوعات فوائد دين خارجي خلال 4 أشهر

سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025

وزير التموين يجتمع برئيس الشركة العامة لتجارة الجملة لمتابعة استعدادات شهر رمضان المبارك

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي العراقي يعيد رسم حدود اقتصاد المؤثرين
  • طرح أذون خزانة دولارية.. البنك المركزي يجمع 961 مليون دولار لصالح وزارة المالية
  • اليوم.. البنك المركزي يطرح أذون خزانة دولارية وصكوكا سيادية
  • ستاندرد آند بورز تتوقع تخفيض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 6% وتراجع التضخم لـ 7.8%
  • محافظ البنك المركزي: توافر المُكون الدولاري لتنفيذ خطة الدولة بالمنتجات البترولية وسداد مستحقات الشركاء الأجانب
  • تراجع سعر الدولار في البنك المركزي بختام تعاملات اليوم الأحد
  • البنك المركزي: طرح أذون خزانة بقيمة 950 مليون دولار غدًا الإثنين
  • كم تسجل العملة الأمريكية؟.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 30-11-2025
  • سعر الفائدة في مصر: قرارات البنك المركزي وأفضل شهادات الادخار والذهب
  • تفاصيل توجيه البنك المركزي للجهاز المصرفي بدعم الشمول المالي والإبتكار