لا خطوطَ حمراءَ أمام الإسناد اليمني لغزة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
الأمر الذي يضع العدوّ مجدّدًا أمام حقيقة صعوبة التخلص من التأثير المتصاعد للجبهة اليمنية، وبالتالي صعوبة إزاحة هذه الجبهة عن حسابات المعركة، بما في ذلك تداعيات الاستمرار في الإبادة الجماعية، وتداعيات الذهاب نحو تصعيد عدواني جديد في غزة.
حديث قائد الثورة في خطابه الأخير عن الاستعداد لمراحل تصعيد جديدة مثّل توضيحًا مهمًّا لطبيعة المرحلة الرابعة التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع، فبالرغم من أن هذه الأخيرةَ لا تزالُ في بدايتها، فَــإنَّ التطلع إلى مراحلَ أبعدَ يؤكّـد بشكل واضح أن التدرج في التصعيد ليس مناورة سياسية، بل هو مسارٌ مرتبطٌ بعاملين وحيدين حرص السيد القائد على توضيحهما وهما: الضوابط الشرعية الأخلاقية، ومستوى الإمْكَانات والقدرات، معززاً ذلك بالتأكيد على أنه "لا توجد خطوطٌ حمراء" ولا "حساباتٌ سياسيةٌ" تحكم هذا المسار.
هذا التوضيح يجددُ مرةً أُخرى التأكيدَ على أن القيادة اليمنية تواصل الدفع بالموقف العسكري والشعبي إلى المستوى الذي يليق بمنطلقات ودوافع هذا الموقف وبما يفرضه من مسؤولية، وهو مستوى أن يكون اليمنُ جبهةً رئيسيةً في الصراع مع العدوّ الصهيوني، وألا تكون هذه الجبهة مقيدة بأية اعتبارات؛ لأَنَّ حجم المعركة يفرض الذهاب إلى أقصى حَــدٍّ من الانخراط الجاد فيها مهما كانت التحديات، وقد كانت هذه النظرة للمعركة واضحة في خطابات القائد منذ البداية وتجلت أَيْـضاً في طبيعة الخطوات التصعيدية الكبيرة وغير المسبوقة التي اتخذتها القوات المسلحة حتى الآن.
وفي هذا السياق جاء تأكيد قائد الثورة على وجود "خيارات استراتيجية حساسة ومهمة" ليوضح أَيْـضاً أن مسار الجبهة اليمنية يتضمَّنُ إعدادَ أكبر المفاجآت الممكنة للعدو لتثبيتِ معادلة الفعل العسكري التصاعدي والذي يمكّن من مواكبة المعركة المُستمرّة.
هذا الحرص المعلَن على وضع العدوّ أمام حقيقة الإسناد اليمني التصاعدي و"اللامحدود" يهدف لوضع العدوّ ورعاته أمام عدة حقائقَ مهمة أبرزها أن التصعيد في غزةَ، وبالذات في رفح التي تتصدر المشهد حَـاليًّا لن يكون مُجَـرّد حدث يمكن احتواء تداعياته، بل سيؤدي إلى حرائقَ لا يمكن السيطرة عليها، وهذا ما كانت معادلات المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني قد ترجمته؛ فالإعلان عن فرض عقوبات على كُـلّ الشركات التي تتعامل مع العدوّ وحظر عبور سفنها، هو زلزال هائل يوازي في قوته ضغطًا عالميًّا كَبيراً على الأعداء.
والحقيقة أن الأمر لا يتعلق برفح فقط، بل باستمرار العدوان الصهيوني على غزة بشكل عام؛ فتأكيد قائد الثورة على عدم وجود اعتبارات وخطوط حمراء تحكم مسار الجبهة اليمنية يعني أن خيارات التصعيد ستستمر بالتزايد بصفة عامة، وتخصيص معادلات معينة للرد على اجتياح رفح لا يناقض ذلك، بل يؤكّـد حرصَ القيادة اليمنية على إيجاد الكثير من الوسائل لإدارة المعركة والتعامل مع متغيِّراتها المتنوعة.
*المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
وقفات قبلية في ولد ربيع والعرش بالبيضاء تأكيدًا على ثبات الموقف المساند لغزة
الثورة نت/..
نظمّت قبائل آل مهدي قيفه بمديرية ولدربيع وقبائل وادي ثاه بمديرية العرش في محافظة البيضاء، اليوم وقفتين قبليتين تأكيدًا على ثبات الموقف المساند لغزة وتوقيع وثيقة الشرف القبلي.
وأكد المشاركون في الوقفتين، بحضور وكيل المحافظة ناصر العجي ومدير مديرية ولدربيع محمد العيدروس والشيخ صادق الذهب ومسؤولي التعبئة بولدربيع نصر القيري والعرش صلاح عميرات، استمرار الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى”، استعداداً للمواجهة المصيرية والفاصلة بين الحق والباطل، نصرة للأشقاء في غزة ودفاعًا عن اليمن.
وجدّدوا التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، باتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة والدفاع عن اليمن.
وأكد بيان صادر عن الوقفتين، التأكيد على موقف قبائل قيفة والعرش إلى جانب قبائل اليمن الداعم والمساند للقوات المسلحة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وأشار إلى الجهوزية العالية لرفد الجبهات بالرجال وقوافل الدعم، نُصرةً للشعب الفلسطيني ومواجهة العدو الصهيوني، والرد على تصعيد العدوان على اليمن.
وأعلنت قبائل آل مهدي قيفه ووادي ثاه، البراءة من المتورطين في الخيانة والعمالة لأمريكا وإسرائيل واتخاذ الإجراءات بحقهم وفق ما تقرره مختلف قبائل اليمن.
وحث البيان، كافة أبناء اليمن على رفع الجهوزية واليقظة والحس الأمني والإبلاغ عن كل من يتورط في زعزعة أمن واستقرار الوطن.
وجدّد البيان التفويض المطلق لقائد الثورة في اتخاذ أي قرارات لإسناد الشعب الفلسطيني ومواجهة العدو وأدواته، مستنكرًا استمرار جرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وبارك، عمليات القوات المسلحة في فرض حظر الملاحة على السفن الصهيونية والحظر الجوي على مطارات العدو الصهيوني وصولًا إلى فرض حظر بحري على ميناء “حيفا”.
وأشاد البيان، بدور قبائل اليمن في إعلان البراءة والمقاطعة لكل العملاء والجواسيس لأمريكا وإسرائيل وفقاً لما ورد في وثيقة الشرف القبلي.