نساء يمنيات على قيد الحلم.. يتعرضن للنبذ بسبب عدم إنجابهن..!
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من هيفاء المذحجي
تعتبر الأمومة من أقوى الغرائز الطبيعية الموجودة في المرأة. تشعرها باكتمال أنوثتها وعلو كيانها وتعزز مشاعرها العاطفية، لكن هناك نساء يمنيات وجدن أنفسهن في واقع مليء بالأسى، ويواجهن صعوبات في تحقيق هذه الرغبة، ومع ذلك الوجع. يتعرضن لمعاناة ومضايقات؛ نتيجة عدم قدرتهن على الإنجاب.
يعشن هؤلاء النسوة حالة من العنف المركب، يشوبه صمت يحيط به الكثير من الصبر. في مجتمع تقليدي يقدس الأمومة ويعظم من شأن الأم، ولا يحقن مشاعر من لا تمتلك طفلاً تداعب وجنتيه. حيث يتعرضن للنبذ والشتيمة والمعايرة والإساءة اللفظية والتهديدات المستمرة بتعدد الزوجات، من قبل الزوج ومعه عائلته غالبًا والمجتمع، إضافةً إلى الصراع الداخلي المتمثل بالتوجس والشعور بالوحدة والقلق الدائم من شبح عدم الإنجاب.
على قيد الحلم
تعيش ليلى البالغة 30 عامًا، في مدينة تعز، ومنذ ولادتها لم تعرف سوى حضن والدتها الدافئ وحنانها؛ لذلك باتت تتوق لأن تصبح أمًا، وبدأ ذلك الحلم يلاحقها منذ زواجها من حب حياتها قبل 11 عامًا من الآن. مرت تلك السنوات وليلى على أمل أن يلقي القدر طفلها الأول إلى حضنها، لكن مضت الأيام ومازلت هي على قيد الحلم.
تقول ليلى ل”يمن مونيتور”: “قمنا بتجربة كل طرق العلاج الطبية والشعبية وتنقلت من طبيب إلى آخر، ولكن دون فائدة، كان عندي أمل كبير في كل مرة أن أحصل على العلاج ولكنني أعود للمنزل بخيبة جديدة ووجع مضاعف”.
في البداية، كان زوج ليلى متقبل للأمر، والداعم الأول لها في كل المواقف. يحفزها على الاستمرار في العلاج والمتابعة وعدم الاستسلام؛ لكن سرعان ما تبدل الموقف مع مرور السنوات، وبدأت تشعر ليلى بإهمال في تعامله معها، وشعرت بتوقفه عن الإحساس بمعاناتها، وكأنه فقد الأمل من حدوث الحمل.
ومنذ زمن، كانت قد تجلت علامات الاستفهام في محيا المقربين منها وعائلة زوجها على وجه التحديد، وسرعان ما أصبحت تأخذ أشكالاً أخرى من التعبير الصريح من قبل والدة زوجها، بل كل المحيطين بها، والتساؤل مرارًا والتشكيك طوال ذلك الوقت عن إمكانية الحمل، ورميها بالتلميحات بتزويج ولدهم بامرأة أخرى قادرة على إنجاب الأحفاد.
تضيف ليلى، “عشت سنوات في بيت زوجي عانيت خلالها الأمرين، وساءت حالتي النفسية كثيرًا، ففضلت العودة إلى بيت أهلي، ولكن مع شعور بالنقص هذه المرة، فقد حرمت من أغلى حلم يراود المرأة، وهو الأمومة”.
مع زيادة الطلب عليها في اليمن.. مخاطر وتداعيات الاستخدام العشوائي لأقراص منع الحمل قهر المجتمعإن تحميل المرأة كامل مسؤولية عدم الانجاب، يعد نوعًا من أنواع القهر والعنف الذي يمارسه المجتمع ضد المرأة، ونادرًا ما يتم التسامح معها بحسب نوع، ودرجة القرابة، ومستوى الوعي والتعليم. وفقًا لأستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز، الدكتور محمود البكاري.
ويعتقد البكاري أن المجتمع ينظر للمرأة التي لا تنجب بنظرة قاصرة قد تهدد حياتها الزوجية بالفشل، خاصةً عندما لا يراعى أن يكون الزوج هو السبب في عدم الانجاب، ولكن تتحمل الزوجة المسؤولية بكل الأحوال؛ بسبب ذنب لم ترتكبه.
بطبيعته، المجتمع اليمني مجتمع محافظ كما يصفه البكاري. يهتم في الانجاب، خصوصًا إنجاب الذكور، حيث هناك نساء معرضات للعنف بسبب إنجاب الإناث، ويتحملن مسؤولية حصول ذلك، وغالبًا يجبر الأهل الرجل بالتعدد والزواج من امرأة أخرى في أحسن الأحوال، مع إبقاء الزوجة الأولى كنوع من الشفقة عليها.
وبحسب حديث البكاري مع “يمن مونيتور”، فإن الأسرة اليمنية، عريضة وكبيرة يسودها جو عائلي يقوم على تفضيل الزوجة التي تنجب، فضلًا على تفضيل إنجاب أكبر عدد من الأطفال، وعلى المرأة أن تحقق للزوج وأسرته هذه الغاية دون النظر لأهمية وضعها الصحي أو الاجتماعي أو امكانية قدرتها على التربية والعناية بجميعهم في وقت واحد.
ضغوطات نفسية
تقول الاخصائية النفسية، ريم العبسي، إن هناك علاقة وطيدة بين الصحة النفسية والصحة الانجابية، فشدة القلق والتوتر الناتج عن عدم حدوث الحمل عند المرأة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتأخر الحمل بشكل أكبر، بسبب الضغوطات الشديدة من قبل الزوج وعائلته والإصرار على سرعة الانجاب. ما يجعل الزوجة في حالة استعداد وانتظار دائم، وعند عدم حدوث الحمل تفقد الأمل.
وترى العبسي أن تساؤلات الناس الكثيرة عن الأمر، يشعرها وكأنها الوحيدة التي لم تنجب، وبالتالي يتولد لديها الخوف، بينما هناك الكثيرات مثلها، بالإضافة إلى الشعور بالنقص والشقفة ممن حولها، وبالتالي تبدأ مشاعر الاحباط واليأس بالتسلل إلى قلبها، وحينها تلجأ الزوجة للعزلة والانطواء والابتعاد عن كل ما هو متعلق بالأطفال والانجاب؛ هروبًا من الإحساس بالتجربة والفشل.
وتشير العبسي إلى أن الزوجة تصبح عصبية المزاج وتعاني من الحزن الدائم وتفقد الشعور بالأمان داخل منزلها ومع زوجها وكذلك مع أهلها أو المجتمع، بالإضافة إلى نقص تقديرها لذاتها ولقيمتها المجتمعية، والشعور بالذنب تجاه شريكها، وكل هذا قد يسبب الكثير من المشاكل الزوجية والاجتماعية مع أهل زوجها وفي أسوأ الحالات قد يؤدي إلى الطلاق.
التمسك بالأمل
ولمقاومة تلك الضغوطات والمشاعر السلبية، تنصح الاخصائية النفسية الزوجة ببقائها على الأمل الدائم والإيمان بالمستحيل، والاستمرار في المحاولات العلاجية أو الطبية المختلفة، ومواجهة اليأس بالأمل، مشيرةً إلى أنه ينبغي عليها ألا تشعر بالخجل وتبادر لطلب المساعدة من زوجها أو أهلها لمتابعة العلاج، وأن تتلقى الدعم المناسب منهم، ويجب أن تكون مهيأة نفسيًا لجميع التوقعات لتجنب الصدمات النفسية من عدم حدوث الحمل.
وتؤكد العبسي على أهمية الاستشارة النفسية عند طبيب مختص وتلقي الجلسات العلاجية المناسبة لتفريغ الطاقة السلبية الموجودة داخل المرأة، إلى جانب ممارسة أنشطة معينة تفضلها وتشغل وقتها عن التفكير بالإنجاب، وأن تدرك بأن هناك علاقة قوية بين الصحة النفسية والانجابية وأنهما وجهين لعملة واحدة.
وتقترح في حديثها ل”يمن مونيتور”، تجربة ممارسة الزوجة للأنشطة المرتبطة بالأطفال لتفريغ طاقة الأمومة في داخلها، فمشاعر الأمومة باعتقادها، تكمن في الممارسة وليس الولادة والانجاب فقط، محذرةً من قيام المرأة بجلد ذاتها ويجب وأن تتعامل برفق مع نفسها والابتعاد عن لوم الذات أو الشعور بالذنب تجاه الشريك وأن تواجه المجتمع بثقة لتعيش بسلام.
*تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی مهرجان المانجو یمن مونیتور نساء یمنیات حدوث الحمل
إقرأ أيضاً:
تسمم غذائي حاد بسبب الليستيريا يتزايد في أوروبا: تحذير من سلطات الاتحاد الأوروبي
يقول تقرير جديد إنه تم تسجيل في عام 2024 أكثر من 6.500 تفشٍ لأمراض منقولة عبر الغذاء. ارتفاع حالات التسمم الغذائي المرتبط بالليستيريا في أوروبا
حذرت سلطات الصحة وسلامة الغذاء من أن حالات التسمم الغذائي الخطير المرتبط ببكتيريا الليستيريا ارتفعت في أوروبا العام الماضي، على الأرجح بسبب تغيّر الأنماط الغذائية وتقدّم السكان في السن. وبحسب تقرير جديد صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) والهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA)، سُجل أكثر من 3.000 إصابة مؤكدة بالليستيريا في 2024، احتاج 70 في المئة منها إلى رعاية في المستشفى، فيما توفي واحد من كل 12 شخصا. الليستيريا نوع من البكتيريا يزدهر في البيئات الرطبة والباردة ويصعب القضاء عليه حتى مع جهود التعقيم المكثفة، والعدوى، وغالبا ما تنتقل عبر الغذاء، نادرة لكنها قد تكون قاتلة.
أظهر التقرير أن ما يصل إلى ثلاثة في المئة من الأغذية الجاهزة للأكل تحتوي مستويات تلوث بالليستيريا تتجاوز حدود السلامة الغذائية في الاتحاد الأوروبي، وكانت النقانق المخمّرة الأكثر تلوثا. وقال Ole Heuer، الذي يقود عمل ECDC في الربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة: "على الرغم من أن التلوث نادر، يمكن لليستيريا أن تسبب مرضا شديدا، ما يجعلها واحدة من أخطر التهديدات المنقولة بالغذاء التي نرصدها".
اتجاه تصاعدي في التفشيات وأسباب محتملةتتبّع التقرير حالات العدوى ببكتيريا الليستيريا والسالمونيلا والكامبيلوباكتر والإشريكية القولونية المنتِجة لذيفان الشيغا (STEC) وغيرها عبر الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وثماني دول أخرى من خارج الاتحاد. وسُجل 6.558 تفشيا منقولاً بالغذاء في 2024، بزيادة قدرها 14.5 في المئة عن العام الذي سبقه. وبينما ارتفعت الحالات وحالات الإدخال إلى المستشفى، انخفض عدد الوفيات العام الماضي. وأرجع التقرير هذا "الاتجاه التصاعدي" في العدوى المنقولة بالغذاء إلى مجموعة عوامل، منها تغيّر عادات الأكل، مثل زيادة الاعتماد على الوجبات الجاهزة للأكل، إضافة إلى ممارسات غير صحية في التعامل مع الطعام وتقدّم السكان في السن بما يجعلهم أكثر عرضة للمرض.
في 2024، ارتبطت الخضروات ومنتجات أخرى غير حيوانية بأكبر عدد من الوفيات في تفشيات التسمم الغذائي التي توافرت بشأنها أدلة قوية على مصادرها. لكن السالمونيلا كانت مسؤولة عن معظم التفشيات العابرة للحدود عموما، وكان البيض ومنتجاته الوسيلة الأساسية للانتقال. وقالت وكالات الاتحاد الأوروبي إن هناك "زيادة كبيرة" في عدوى السالمونيلا في مزارع الدواجن خلال العقد الماضي، وإن كثيرا من دول الاتحاد لا تبذل ما يكفي لمكافحتها. وقال فرانك فردونك، رئيس وحدة مخاطر العوامل البيولوجية وصحة ورفاه الحيوان في EFSA، في بيان: "هذا العام، فشل عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي في الوفاء بجميع الأهداف الخاصة بخفض السالمونيلا في الدواجن، إذ لم تحقق سوى 14 دولة عضو الامتثال الكامل".
Related "العاصفة المثالية" وراء تهديد متنامي لعدوى مقاومة للأدوية في أوروبا مسؤولو الصحة يحذرونوأوصت الوكالات بأن يتخذ الناس خطوات للحماية من العدوى المنقولة بالغذاء، منها ضبط درجة حرارة الثلاجة على خمس درجات أو أقل، وتناول الوجبات الجاهزة للأكل قبل تاريخ انتهاء الصلاحية، وطهي اللحوم جيدا، وفصل المطبوخ عن النيئ، وغسل الأيدي والأدوات وأسطح التحضير بعد التعامل مع الأطعمة النيئة. كما شددت على أن "الفئات الضعيفة"، وبينها كبار السن والحوامل وذوو المناعة الضعيفة، ينبغي أن "تتجنب استهلاك الأطعمة عالية الخطورة" مثل الوجبات الجاهزة للأكل والحليب غير المبستر والأجبان الطرية غير المبسترة. وقال Heuer: "حماية هذه الفئات تتطلب رقابة قوية وإنتاجا غذائيا آمنا واحتياطات أساسية في المنزل".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة