فريق الاحتلال في مسابقة يوروفيجن يواجه انتقادات لاذعة.. رغم مزاعم المظلومية
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
زعمت هيئة البث العبرية أن الوفد "الإسرائيلي" المشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) التي أجريت الأسبوع الماضي واجه "إظهارا غير مسبوق للكراهية" من جانب دول أخرى ومتسابقيها.
وذكرت الإذاعة، أن المزاج المتوتر جزئيا خيم وراء الكواليس إضافة إلى الاحتجاجات على المشاركة "الإسرائيلية" على المسابقة هذا العام وذلك بسبب التكلفة الإنسانية للحرب على غزة.
واتهم متحدث باسم هيئة البث العبرية في بيان، الدول الأخرى بانتهاج سلوك مناهض لدولة الاحتلال.
وقال "هذا العام، واجه الوفد الإسرائيلي ضغطاً هائلاً وإظهارا غير مسبوق للكراهية، خاصة من جانب الوفود الأخرى والفنانين، بصورة علنية وجماعية، وذلك مرده فقط إلى الحقيقة البسيطة وهي أننا إسرائيليون وكنا هناك".
وقال منظمو مسابقة يوروفيجن، عقب الحفل الختامي السبت، إن بعض الوفود "لم تحترم روح قواعد" المسابقة دون أن يسموا أي دولة.
وواجه الوفد "الإسرائيلي" انتقادات من قبل متسابقين من بينهم "بامبي ثاغ" الإيرلندية، التي كانت شاركت ذلك بصراحة.
واتهم مشاركون آخرون، من بينهم الفريق الهولندي، الوفد "الإسرائيلي" بتصويرهم ونشر مقاطع مصورة لهم على الانترنت بدون إذنهم.
ومثّل دولة الاحتلال في المسابقة التي أقيمت في مالمو بالسويد المغنية عيدن غولان، التي تلقت مزيجا من صيحات الاستهجان والتشجيع من الجمهور، وحلت في المركز الخامس في المسابقة.
وفي أعقاب الحفل الختامي، اتهمت "بامبي ثاغ" التي كانت صريحة في مواقفها المؤيدة للفلسطينيين، هيئة البث العبرية "بالتحريض على العنف" ضدها خلال تغطيتها.
وخلال التصفيات نصف النهائية الأولى، أشار أحد معلقي الشبكة العبرية إلى أن المتسابقة الإيرلندية "تحدثت بصورة سلبية عن إسرائيل"، وأبلغ المشاهدين أن "يحضّروا لعناتهم"- والتي يعتقد أنها إشارة إلى كلمات في أغنية "بامبي ثاغ".
وقالت ثاغ للصحفيين عقب المسابقة: "لقد خالفت هيئة البث قواعد المسابقة وآمل أن لا يتمكنوا من المنافسة العام القادم بسبب ذلك".
ويبدو أن غولان واجهت انتقادات من متسابقين آخرين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس، وفقا لشبكة بي بي سي.
وعندما أُبلغت المغنية الإسرائيلية بأنها غير مضطرة للإجابة على سؤال حول ما إذا كان وجودها "شكل خطراً قاطع المغني الهولندي جوست كلاين الحديث قائلاً: لم لا؟.
وعقل ذلك استُبعد كلاين من المسابقة بسبب شجار مزعوم مع موظفة في طاقم الانتاج للمسابقة، والتي تقدمت بشكوى ضده إلى الشرطة السويدية.
وأعلنت مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" للعام الحالي، السبت، عن فوز مغني الراب السويسري نيمو، بأغنيته "ذا كود" (الشيفرة)، التي تتحدث عن رحلته لاستكشاف الذات.
وبعد تسلمه جائزة يوروفيجن، على المسرح، قال نيمو: "آمل أن تفي هذه المسابقة بوعدها وأن تستمر في الدفاع عن السلام والكرامة لكل شخص في هذا العالم".
وفي المركز الثاني، جاء المغني الكرواتي، ماركو بوريشتش (28 عاما) المعروف باسم "بيبي لازانا"، بأغنية "ريم تيم تاجي ديم"، حول طموح شاب يغادر منزله ويسعى للعيش في المدينة حيث الفرص الأفضل.
وجاءت الإسرائيلية إيدن غولان (20 عاما) في المركز الخامس على الرغم من دعوات المحتجين إلى استبعادها. فيما كشف عدد من المراسلين الصحفيين، أن "صيحات الاستهجان انطلقت من الجمهور قبل وأثناء تأدية غولان لأغنيتها. وكان الصخب مسموعا نوعا ما أثناء البث الذي تابعه عشرات الملايين في أوروبا والعالم".
وقالت المسابقة، إنها احتفلت السنة الجارية بالتنوع الأوروبي، لكنها اكتسبت طابعا سياسيا، وذلك في ظل دعوات استبعاد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بسبب عدوانها الأهوج المتواصل على قطاع غزة المحاصر.
إلى ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص في مالمو السويدية، السبت، قبل نهائي المسابقة حيث لوّحوا بالأعلام الفلسطينية، هاتفين "الإبادة الجماعية توحد يوروفيجن" بدلا من الشعار الرسمي للمسابقة وهو "الموسيقى توحدنا".
كذلك، نظم مئات المحتجين، في وقت لاحق، احتجاجات أمام مقر المسابقة وهتفوا: "يوروفيجن، لا يمكنكم الاختباء، أنتم تدعمون الإبادة الجماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية يوروفيجن غزة الاحتلال تظاهرات غزة الاحتلال يوروفيجن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة البث
إقرأ أيضاً:
صمت أميركي وتصعيد أوروبي.. كيف زعزعت انتقادات الغرب كيان إسرائيل؟
القدس المحتلة- بعد نحو 600 يوم من الحرب على غزة، تواجه إسرائيل تدهورا غير مسبوق في مكانتها الدولية، بعد تصاعد الانتقادات من أقرب حلفائها، حيث هدّدت بريطانيا وفرنسا وكندا بفرض عقوبات، في حين اتخذت لندن خطوات فعلية، شملت إلغاء مفاوضات تجارية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية، وعقاب عدد من قادة المستوطنين.
ويزداد الوضع الداخلي في إسرائيل سوءا، وسط تحذيرات من انهيار اقتصادي قد تصل خسائره إلى مليارات الدولارات، وتنامي المخاوف من عزلة دولية خانقة، حيث وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية المشهد بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، في ظل تزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.
وهذا "التسونامي الدبلوماسي"، كما وصفته مصادر دبلوماسية في تل أبيب، يحرج الحكومة الإسرائيلية، ويثير تساؤلات جدية حول مستقبل علاقاتها الدولية، واحتمال حدوث قطيعة مع شركاء تقليديين.
عداء عالميوقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "نواجه موجة عداء عالمية، لا خطط، ولا حلول، فقط دمار، والعالم ضاق ذرعا"، بينما تتوسع المقاطعة الصامتة، وتتعمق العزلة، وتعيش إسرائيل أسوأ لحظاتها الدبلوماسية منذ عقود، على حد وصفه.
وداخليا، تتصاعد الأصوات المنتقدة لحكومة نتنياهو، بينها رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، والمسؤول العسكري السابق يائير غولان، في حين دعا إيهود باراك إلى عصيان مدني، كما امتنعت الأحزاب الحريدية (أحزاب اليهود المتدينين) عن التصويت مع الائتلاف الحكومي للأسبوع الثالث على التوالي، في مؤشرات تنذر بتفكك الحكومة.
إعلانوركزت التحليلات الإسرائيلية على ضغوط 3 دول أوروبية كبرى، أتبعتها بريطانيا بتحرك عملي مباشر، في رسالة واضحة مفادها: "كفى!".
أما الولايات المتحدة، الحليف الأقرب، فاختارت الصمت، مع تسريبات تشير لتراجع الدعم التقليدي، وسط أنباء عن "إحباط" الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أداء الحكومة الإسرائيلية.
ويعتقد مراسل الشؤون السياسية والدبلوماسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، أن الرأي العام في الغرب بات معاديا بشكل متزايد لإسرائيل، بسبب صور الدمار وسقوط المدنيين، وسط غياب خطة إسرائيلية لإنهاء الحرب أو إعادة إعمار غزة.
ولفت إلى أن تصريحات وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير زادت حدة الغضب الدولي، في ظل صمت أصوات إسرائيلية معتدلة؛ إذ يُتهم نتنياهو بإطالة أمد الحرب رغم مقترحات لوقف إطلاق النار، ويرى الغرب أن العمليات العسكرية تخدم أجندات داخلية أكثر من كونها تحقق أهدافا إستراتيجية واضحة.
وفي ظل هذه المعطيات، يضيف آيخنر "تجد إسرائيل نفسها محاصرة خارجيا ومهتزة داخليا، على شفا أزمة سياسية واقتصادية ودبلوماسية غير مسبوقة".
ضغوط العرب والغربوأكد أن إسرائيل تواجه ضغوطا اقتصادية خطيرة، وقال إن "بريطانيا وحدها تمثل شريكا تجاريا رئيسيا"، والاتحاد الأوروبي يلوّح بإلغاء اتفاقيات بمليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، تدرس دوله خطوات مثل سحب السفراء وتعليق التعاون العلمي والثقافي.
وأشار إلى أن فرنسا تقود تحركا للاعتراف بدولة فلسطينية، بدعم من السعودية، وقد تنضم إليها بريطانيا ودول أوروبية أخرى، في حين ترفض إسرائيل المشاركة في أي مؤتمر يبحث هذا الحل، وتلوح بردود حادة، مثل إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس.
إعلانوحيال ذلك، يقول آيخنر إن الولايات المتحدة، "الحليف الأهم"، تلتزم الصمت، ولم تصدر أي إدانة للضغوط الأوروبية، مما يثير الشكوك حول موقفها في حال طرحت مبادرة لإنهاء الحرب في مجلس الأمن.
ولا تقتصر الضغوط الدولية على إسرائيل من الدول الغربية، بل تمتد للعرب، وخاصة دول الخليج، التي تمارس ضغوطا على ترامب، لحثّه على التدخل وإنهاء الحرب على غزة.
وحسب محلل الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "هآرتس"، حاييم ليفينسون، فإن دول الخليج تحاول دفع واشنطن لتقديم مبادرة لوقف القتال، في ظل رفض نتنياهو الجدي أي مناقشة لإنهاء الحرب، وتعاطيه مع قضية المحتجزين الإسرائيليين قي غزة كـ"مأساة خاصة" لا كأولوية وطنية. ويرى أن استمرار هذا النهج يجعل مفاوضات الدوحة محكومة بالفشل.
يقول ليفينسون في أوروبا بدؤوا يدركون بأن اللحظة الحالية قد تكون "الفرصة الأخيرة" لوقف ما يعتبره البعض تطهيرا عرقيا واسع النطاق في غزة، وسط غضب أوروبي متزايد من تصريحات وزراء إسرائيليين، مثل سموتريتش، الذي دعا إلى تدمير غزة وتهجير سكانها وتجويعهم.
وأشار إلى أن تحالفا بين كندا وبريطانيا وفرنسا يتشكل للضغط على إسرائيل وإنهاء الحرب، مستفيدين من قوتهم الاقتصادية رغم محدودية تأثيرهم السياسي مقارنة بواشنطن.
صمت وشرخ الداخلفي المقابل، يتابع الكاتب الإسرائيلي، "تواصل واشنطن التردد"، ففي حين يبدي مسؤولوها رغبة بإنهاء القتال، يفضل ترامب البقاء على الحياد، مما يعيق طموحاته السياسية، ومنها حلم نوبل للسلام.
ويختم ليفينسون "إسرائيل تبدو معزولة دوليا، باستثناء دعم محدود من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، في حين يترقب الجميع ما إذا كان ترامب سيتحرك أخيرا لإنهاء هذه الأزمة".
وفي خضم "التسونامي الدبلوماسي" الذي تواجهه إسرائيل دوليا، تتفاقم أزماتها الداخلية ويتعمق الانقسام في المجتمع، في ظل استمرار الحرب وغياب اتفاق لتبادل الأسرى يضمن عودة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
إعلانوكتب المحلل السياسي شالوم يروشالمي في صحيفة "زمان يسرائيل" أن تصريحات غولان، التي دعا فيها إلى "دولة عاقلة لا تقتل الأطفال كهواية"، ألحقت ضررا كبيرا بمعسكره، رغم صحة تحذيراته من العزلة المتزايدة لإسرائيل، ووصف الكلمات بأنها "فظيعة"، حتى لو حملت مضامين صائبة.
في المقابل، يقول يروشالمي، إن نتنياهو سارع لوصف تصريحات غولان بأنها "انحلال أخلاقي"، رغم أن كثيرين يرون أن الانحلال الحقيقي يكمن في سياسات حكومته وخطواتها الفاسدة، التي عمَّقت الأزمة ووسعت رقعة الحرب.
ويعتقد يروشالمي أن تصريحات غولان أحدثت شرخا جديدا داخل المعارضة، التي تعاني أصلا من الانقسام والتشتت، مما قد يحد من قدرتها على تشكيل حكومة في المستقبل.
ومع استمرار القتال دون أفق واضح، يتابع الكاتب الإسرائيلي "تتزايد المخاوف من تآكل الدعم الشعبي"، خاصة في ظل خطر يهدد حياة الجنود والمحتجزين، وحرب تبدو في نظر كثيرين بلا جدوى أخلاقية أو إستراتيجية.
تطورات وترتيبات
وفي سياق الائتلاف الحكومي، قدّر الكاتب الإسرائيلي آفي بار إيلي، في مقال نشرته صحيفة "ذى ماركر" أنه "مع تعيين بيني غانتس للقضاة، يبدو أن زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، بدأ بالفعل في تشكيل الائتلاف المقبل"، وأن التطورات الأخيرة في الساحة السياسية تشير لإعادة ترتيب القوى تمهيدا لما بعد الحرب.
ورغم أهمية الحرب على غزة، وقضية المحتجزين، وتفاقم الضغوط والعزلة الدولية، والانكماش الاقتصادي الناتج عن استمرار القتال، انشغل السياسيون -هذا الأسبوع- يقول بار إيلي "بمعركة السيطرة على المحاكم الحاخامية"، في مشهد كشف ملامح محتملة لكيفية تعيين قضاة المحكمة العليا مستقبلا.
ويرى أن تعيين 21 قاضيا في المحاكم الدينية اليهودية تحول إلى استعراض للقوة السياسية، خرج منه درعي وسموتريتش منتصرين، بينما خسر الليكود نقاطا، وسجلت شخصيات من المعارضة مكاسب يمكن أن توظف لاحقا في مفاوضات تشكيل حكومة جديدة.
إعلانوربما يكون هذا التصعيد، وفق قراءة بار إيلي، بمثابة الطلقة الافتتاحية لمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، ما بعد الحرب.