مؤرخ مصري يستذكر حكما تاريخيا بشأن ملكية المسلمين وحدهم لحائط البراق
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
أعاد المؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي التذكير بحكم تاريخي صادر لجنة تحكيمية بريطانية حول ملكية الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي يطلق عليه المسلمون حائط البراق، فيما يطلق عليه اليهود "حائط المبكى".
يذكر أن هذا الحائط اليوم تحت سيطرة اليهود، ويزوره الرؤساء الأمريكيون ويمارسون عنده الطقوس اليهودية، فيما لا يتحدث عن ملكيته الإسلامية أحد.
الخفاجي تناول الحكم التاريخي تحت عنوان "نظرات في حكم اللجنة القضائية التحكيمية 1930/1931 بملكية كامل الحرم القدسي الشريف بالحائط الغربي والقدس للمسلمين".
ويرى الخفاجي أن هذا الحكم الذي لم يعد يعرفه أحد، صدر عن ثلاثة قضاة أوروبيين بعد (23) جلسة و(52) شاهداً و(61) وثيقة وخلصت إلى أن حائط البراق حق وملك للمسلمين ولا يوجد حائط مبكى لليهود، وزيارة اليهود له كانت منحة مؤقتة بأوامر الدولة العثمانية.
ودعا خفاجى العلماء والمفكرين العرب والمسلمين في العالم لترجمة الحكم لعدة لغات إعلانًا للحقيقة.
بداية القصة مع "ثورة البراق"
يقول الدكتور محمد خفاجي: "المرة الأولى التي تسيطر فيها قوة غير إسلامية على مدينة القدس المقدسة ومقدساتها منذ نهاية الحروب الصليبية عشية الغزو البريطاني لفلسطين عام 1917م، أثيرت قضية الأماكن المقدسة في القدس، خاصة المسجد الأقصى، وكان ذلك أيضًا بجانب وعد بلفور، الذي وعد بالمساعدة في إنشاء دولة يهودية في فلسطين ذات الأغلبية المسلمة، وواجهت السلطات البريطانية قوة ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى، وكان ذلك هو السبب الرئيسي وراء قبول بريطانيا في البداية لتشكيل المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عام 1921م".
ويضيف: "أدركت بريطانيا العظمى أهمية المسجد الأقصى للمسلمين، وأن المساس به يؤدي إلى عواقب خطيرة للغاية، فقامت أعمال الشغب وكثرة الضحايا خلال ثورة البراق، ففي أبريل 1920م، اندلعت أول انتفاضة فلسطينية ضد الانتداب البريطاني؛ كان ذلك نتيجة مضايقة اليهود للمسلمين ثم كان فى 1929م إحدى أكبر الانتفاضات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني، المعروفة باسم "ثورة البراق"، وكانت تلك الثورة كنتيجة مباشرة لمحاولة يهودية لتغيير الوضع الراهن في حائط البراق، وهو الذي يشار إليه عادة بالحائط الغربي أو حائط المبكى في الكتابات الغربية".
يذكر الدكتور محمد خفاجي أنه عقب ثورة البراق عام 1929 ضد المستعمر البريطاني بسبب ما قدمه الأخير من تسهيلات لليهود للوصول والصلاة عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى سقط مئات الضحايا، وهى الثورة التي ظلت نارًا تلظى لم تهدأ إلا بعد رضوخ الإنجليز لأسباب الثورة، فقامت بإحالة النزاع بين المسلمين واليهود إلى محكمة دولية للبت فى مدى ملكية الحائط، وهل هو حائط البراق الإسلامي كما يذكر المسلمون، أم هو حائط المبكي اليهودي كما يزعم اليهود؟!".
ويضيف:"وكان من نتاج ثورة البراق عام 1929 أن قامت حكومة صاحب الجلالة في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، بموافقة مجلس عصبة الأمم بتشكيل لجنة خاصة عام 1930م، بدراسة مطالبات كل من المسلمين واليهود بالجدار، وهى لجنة دولية قضائية تحكيمية محايدة من ثلاثة قضاة من أعلى مستوى قضائي وفقهي وتحكيمي في العالم برئاسة إلييل لوفغرين، وزير الخارجية السويدي السابق، وعضو المجلس الأعلى للبرلمان السويدي رئيساً، وعضوية كل من تشارلز باردي، نائب رئيس محكمة العدل في جنيف، ورئيس محكمة التحكيم المختلطة النمساوية الرومانية المختلطة عضواً، وجي فان كيمبين، الحاكم السابق للساحل الشرقي لسومطرة، وعضو البرلمان العام لهولندا عضواً".
ويوضح:"اجتمع أعضاء اللجنة لأول مرة في جنوة في 12 حزيران/ يونيو 1930م وأبحروا بالسفينة إلى فلسطين في اليوم التالي، وبدأت اللجنة بالفعل عملها القضائي والتحكيمي بوصولها إلى القدس بفلسطين في 19 حزيران/ يونيو 1930، حيث أقامت شهراً كاملاً هناك، وسجلت عدسات التاريخ أن تلك اللجنة المحايدة كانت تعمل بمبدأ حياد القاضي دون أي اعتبارات سياسية".
عقدت اللجنة القضائية التحكيمية الدولية جلساتها التي بلغ عددها 23 جلسة خلال شهر واحد، وعقدت جلسة واثنتين في كل أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت، واستمعت خلالها إلى شهادة (52) شاهداً هم (21) شاهداً من الحاخامات اليهود، و(30) شاهداً من علماء المسلمين، وشاهد واحد بريطاني، وقدم أطراف الخصومة (61) وثيقة، منها (26) وثيقة من المسلمين و(35) من اليهود".
يضيف الخفاجي: "وبعد أكثر من خمسة أشهر من بدء جلسات اللجنة الدولية في القدس، عقدت جلستها الختامية في باريس، وأصدرت اللجنة القضائية التحكيمية حكمها عام 1931 بأن للمسلمين الملكية الوحيدة وحق الملكية الوحيد للحائط الغربي (باللغة العربية البراق، وبالعبرية كوثيل معرافي) وأنه لا وجود لحائط مبكى لليهود، وشيدت قضاءها بحيثيات تهم كل المسلمين على وجه الأرض بأن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يعد جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وليس هذا فقط بل للمسلمين أيضاً ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً بحسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير وقد تم تخصيصه لأغراض خيرية".
وتوجت الحكومة البريطانية الحكم بكتاب أبيض اعترفت فيه بملكية المسلمين للحائط الغربي كجزء من مساحة الحرم القدسي الشريف التي هي من أملاك الوقف الإسلامي، وأصدر الملك جورج الخامس ملك بريطانيا العظمى وأيرلندا، تأسيساً على ما تقدم مرسوماً ملكياً باسم مرسوم الحائط الغربي لسنة 1931 نُشر في الجريدة الرسمية لحكومة فلسطين بالجريدة الاستثنائية القدس 8 حزيران/ يونيو 1931".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حائط البراق القدسي المسجد الأقصى فلسطين القدس فلسطين المسجد الأقصى حائط البراق المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حائط البراق
إقرأ أيضاً:
يوسف زيدان يثير جدلًا: صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس وأول من أدخل اليهود
كتب - محمد شاكر:
جدد الدكتور يوسف زيدان، هجومه على صلاح الدين الأيوبي، مؤكدًا أن الصورة الذهنية السائدة عنه "أُنتجت سينمائيًا"، وليست موثقة تاريخيًا بالشكل الكافي، على حد قوله.
وفي السنوات الأخيرة، أثارت تصريحات الكاتب والمفكر يوسف زيدان جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية، بشأن صلاح الدين الأيوبي، متهمًا إياه بارتكاب جرائم طائفية ضد الفاطميين في مصر، وبهدم المكتبات العلمية في القاهرة.
قُوبلت بموجة انتقادات لاذعة من مؤرخين ومثقفين، اعتبروها تشويهًا لتاريخ شخصية تعد رمزًا للنضال ضد الحملات الصليبية، بينما دافع آخرون عن "حق إعادة قراءة التاريخ" خارج القوالب البطولية المتوارثة.
هذه المرة قال زيدان، في بث مباشر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء: "نجد في الكتب والمصادر الموثوق بها، وليس في الفيلم، أن صلاح الدين كل ما يتخانق مع حد يموت فجأة، كما أنه نهب البلد ليبني قلعة حصينة".
وأضاف: "كان صلاح الدين ركيكًا، وسلط على المصريين أحد أقاربه الأتراك، وهو تركي وليس كردي، ولد فقط في الموصل لكن عائلته تركية، ومنهم قراقوش الذي يضرب به الناس المثل في الظلم"، حسب قوله.
وأكمل زيدان حديثه قائلًا: "صلاح الدين كان أعرج في الحقيقة، بينما جسّده أحمد مظهر في الفيلم كضابط من سلاح الفرسان، وكان وجهه مشوّهًا.. وما أقوله ليس خزعبلات، لأن عدد صفحات كتبي تجاوز 40 ألف صفحة، وتجاوز عدد الرسائل الجامعية حول أعمالي في العالم 50 رسالة علمية بين ماجستير ودكتوراه".
وشدد زيدان على أن صلاح الدين لم يحرر القدس، مشيرًا إلى أن قلاوون وأولاده هم من أعادوا فتحها لاحقًا، وقال: "اقروا التاريخ بقى.. معركة حطين واحدة من ثلاث معارك خاضها صلاح الدين، انهزم في الأولى والأخيرة، وكان انتصاره في حطين مجرد بداية للدخول إلى القدس صلحًا، بشرط الحفاظ على كنيسة القيامة، ثم أُعيدت القدس للصليبيين في عام 626 هـ على يد ابن أخيه".
وتابع زيدان: "ريتشارد قلب الأسد لم يكن كما تصوره الأفلام، بل وصفه الإنجليز بأنه أسوأ ملك في تاريخهم، والغرب يحب صلاح الدين لأنه أول من أدخل اليهود إلى القدس، رغم أن العهدة العمرية نصّت على ألا يساكن اليهودُ المسيحيين في المدينة".
وأشار إلى أن طبيب صلاح الدين الخاص كان موسى بن ميمون، اليهودي الشهير.
وفي منشور لاحق له على "فيس بوك"، علّق زيدان على حوار جمع الإعلامي عمرو أديب بالشاعر فاروق جويدة، قائلًا: "ليلة أمس، وبلا أي مناسبة، استضاف الإعلامي عمرو أديب الشاعر فاروق جويدة، وسبح اللقاء في بحر من الأوهام والخزعبلات، انطلاقًا من دعوى عجيبة أن مصر لم يعد فيها مثقفون! ثم عرجا إلى الهجوم الناعم عليّ شخصيًا، بسبب تصحيحي لخرافة (الناصر أحمد مظهر)."
من جانبه، علّق الشاعر فاروق جويدة خلال حواره، قائلًا: "انقسم المبدعون على أنفسهم"، مستشهدًا بما وصفه بـ"الجدل غير المنطقي" حول شخصيات تاريخية مثل صلاح الدين الأيوبي.
وأضاف: "الآن تجد من يشكك في صلاح الدين الأيوبي، الذي أُلّف عنه مئات الكتب، وآخر يعتبر خالد بن الوليد، الذي يُدرّس كقائد عسكري عالمي، مجرد أكذوبة ثانية!"
فيما رد الإعلامي عمرو أديب قائلًا: "أنا أرى أن في التاريخ وقائع وثوابت وخزعبلات، عندما تتجه إلى الخزعبلات فأنت اخترت طريقك"، مشيرًا إلى أن من يشكك في الصحابي خالد بن الوليد يتجاهل شهادات تاريخية كبرى، منها قول الخليفة عمر بن الخطاب: "عجزت النساء أن يلدن مثل خالد".
كما استنكر جويدة "الأحكام الجزافية"، وقال: "سمعنا مؤخرًا من يقول إن أحمد شوقي لم يكن شاعرًا!".
اقرأ أيضًا:
قطارات مكيفة وأنظمة إشارات.. خطة مترو الأنفاق لتطوير الخط الأول
بعد إلغاء شهادة حلال.. الزراعة تكشف موعد تراجع أسعار الألبان بالأسواق
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
يوسف زيدان القدس المحتلة فلسطين صلاح الدين الأيوبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: نقابة الأطباء توضح موقفها بعد إحالة الأمين العام المساعد للتحقيق الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
يوسف زيدان يثير جدلًا: "صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس وأول من أدخل اليهود"
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك