ما سِرّ تبرُّع شركة مساهمة لنقابة عُمّالية ب “282” ألف دينار.؟!
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
لماذا يصمت الضمان.؟
ما سِرّ تبرُّع شركة مساهمة لنقابة عُمّالية ب “282” ألف دينار.؟!
كتب..#خبير_التأمينات والحماية الاجتماعية _ #موسى_الصبيحي
إحدى الشركات المساهمة العامة التي تمتلك مؤسسة #الضمان_الاجتماعي حوالي 29% من رأسمالها، ولديها مُمثّلان في مجلس إدارتها، تتبرّع للسنة الثالثة على التوالي لإحدى #النقابات_العمالية بمبالغ وصل مجموعها إلى ( 282 ) ألف دينار.
فقد تبرعت لها في عام 2021 بمبلغ (96) ألف دينار وفي عام 2022 بمبلغ (93) ألف دينار وفي عام 2023 بمبلغ (93) ألف دينار. وذلك في إطار ما تقول بأنه ضمن مسؤوليتها المجتمعية.!!!
فيما تبرّعت الشركة ذاتها خلال العام 2023 لجمعية خيرية بمبلغ ألف دينار، ولجمعية خيرية أخرى تقوم على رعاية الأيتام بمبلغ ( 800 ) دينار، ولجمعية خيرية ثالثة بمبلغ ( 500 ) دينار فقط لا غير.
وكانت في سنة سابقة قد تبرّعت للجنة الاجتماعية لموظفي إحدى الوزارات بمبلغ ( 33600 ) وهذه أيضا. عليها علامة تعجب واستفهام.! وتبرّعت لجمعية خيرية لرعاية كبار السن بمبلغ ( 800 ) دينار، ولجمعية تدريب وتوعية وعمل تطوعي بمبلغ ( 800 ) فقط لا غير.!
من اللافت جداً اهتمام الشركة بتقديم تبرع سخي جداً لإحدى النقابات العمالية ما يثير إشكاليات عديدة غير مبرَّرة وغير مُفسَّرة، ولا أدري ما هو السند القانوني لذلك، وكيف يوافق مجلس إدارة الشركة على مثل هذا التبرّع، وما موقف صندوق استثمار أموال الضمان من الموضوع وكيف وافقَ مُمثّلاه في مجلس إدارة الشركة على هذا التبرع، وهل قاما بالرجوع إلى الصندوق وأخذ موافقته..؟!
والسؤال الأهم من ذلك كله؛ هل تابعت الشركة أين أنفقت النقابة إياها المبالغ التي تم التبرع بها إليها وهل التبرع لنقابة عمّالية، من المفترض أن تُموَّل نشاطاتها من اشتراكات أعضائها، أهم وأكثر أولوية من التبرع لجمعيات تُعنى بتقديم خدمات وخيرية متنوعة لسكان مناطق فقيرة.
على الضمان أن يتدخّل فوراً، وقناعتي أنه لن يفعل، فما يحصل يدخل في باب إنفاق من أموال الضمان دون وجه حق، وهذا مع الأسف ما تمارسه أيضاً شركات أخرى يمتلك فيها الضمان أسهماً بالملايين، وهو ما يجب أن يتوقف، مثلما توقّف التبرع الذي كانت مؤسسة الضمان تقدّمه للاتحاد العام لنقابات عمال الأردن قبل عام 2012 بمقدار (250) ألف دينار سنوياً، بعد أن ثبت أنه بلا سند قانوني.!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضمان الاجتماعي النقابات العمالية ألف دینار
إقرأ أيضاً:
الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُمانية
في تجمّع أقيم في صلالة في جنوب سلطنة عمان، يردد رجال بلباسهم التقليدي قصائد قديمة باللغة الجبّالية الشحرية التي لا يفهمها إلا 2% من سكان البلاد ويتمسكون بتوارثها وحمايتها من الاندثار.
من أعالي جبال ظفار، المحافظة التي تضم صلالة، انبثقت هذه اللغة. ويقول الباحث في التراث الشعبي علي بن سهيل المعشني لوكالة فرانس برس إن عدد الذين يتكلمون اليوم الجبّالية الشحرية "لا يتجاوز 120 ألفا"، مضيفا "إنها لغة مهددة"، ومشيرا إلى مخاوف من انقراضها بحكم أنها لم تدوّن جيّدا ولم تدرج في المناهج الدراسية.
وتعود أصول الجبّالية الشحرية إلى اللغات السامية، وتفرّعت عنها السامية العربية الجنوبية ثم لغات قديمة عاشت في ظفار، من بينها الشحرية، وأخرى باتت شبه منقرضة اليوم مثل البطحرية التي "يتحدثها 3 أو 4 أشخاص فقط"، وفق المعشني.
ويختلف أهلها على تسميتها بين من يصرّ على "الجبّالية" فقط ومن لا يمانع باسم "الشحرية". ويقول المعشني إنه اختار موقف الوسط بعبارة "الجبّالية الشحرية"، مضيفا أنها "لغة متكاملة الأركان" تضم قواعد صرف ونحو كاملة، واستخدمت عبر التاريخ في الأشعار والأمثال والأساطير، لكنها بقيت "لغة خام لم تُهذّب".
وضعت الجغرافيا الجبلية المميزة لظفار هذه اللغة في بيئة شبه مغلقة، ينشأ فيها الأطفال على لسان الأجداد، ويكبرون على أنغام الفنون الشعبية والقصائد المتوارثة التي تحفظ في طيّاتها كلمات عتيقة اندثرت من الحياة اليومية.
ويقول المعشني إن الجبالية الشحرية "لغة تاريخية قديمة جدا موغلة في عمق التاريخ (…)، حمتها العزلة في ظفار".
الجبّالية وتحديات العصر الرقميلكن العزلة اليوم لم تعد كافية لحماية هذا الموروث اللغوي أمام الزخم الهائل للتكنولوجيا.
فبرغم تمسّك القبائل بعاداتها وتقاليدها ولغتها، فإن معظم أفرادها يملكون هواتف ذكية ويتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتقل كثير من أبناء الجبال الى المدن أو خارج ظفار، مما أفقد بعضهم القدرة على تحدث اللغة بطلاقة.
إعلانومع ذلك، أكّد جميع من حاورتهم فرانس برس إصرارهم على الحفاظ على هذه اللغة ومخاطبة أطفالهم بها دائما.
ويوضح سعيد شماس، وهو ناشط على منصات التواصل الاجتماعي من ظفار، لفرانس برس أن تعلّم اللغة يبدأ من نشأة الطفل في البيت فهو "يجد أن من في بيئته يتكلمون الجبّالية، من الأب والجد والأم، فيفهم مباشرة أنها اللهجة أو اللغة التي سيتكلمها".
وقال طفل في الخامسة وآخر في الثامنة إنهما "يفضّلان التحدث بالجبّالية على العربية"، وإن العربية تبقى بالنسبة لهما لغة المدرسة.
ويتمسّك أهل ظفّار بتوريث لغتهم عبر الفنون الشعبية للحفاظ عليها، في حين يتجه اليوم باحثون إلى صونها بمبادرات توثيقية.
في خيمة في مدينة صلالة في محافظة ظفار، يقول الشاعر والفنان الظفاري خالد أحمد الكثيري (41 عاما)، بعد أن أنهى إنشاد قصيدة بالجبالية الشحرية خلال فعالية ثقافية، "القصيدة الجبّالية وسيلة نحافظ بها على هذه اللغة ونعلّم من خلالها الأجيال الجديدة".
وانضم له شماس البالغ من العمر 35 عاما قائلا "نحافظ على الموروث وعلى الكلمات القديمة أيضا من خلال فنون النانا والدبرارت (الاسمان باللغة الجبالية لهذه القصائد) التي تستخدم كلمات لا تُستخدم في الحوارات اليومية".
وتتكثف الجهود في محافظة ظفار لحماية اللغة ومحاولة تدوينها وتوثيقها.
ويؤكد المعشني وجود "جهود حثيثة من المهتمين والباحثين والجهات الحكومية" لذلك "ضمن خطة عُمان 2040" التي تنص على "التركيز على مثل هذه اللغات والموروثات الشعبية".
ويقود المعشني فريقا لإنجاز أول معجم شامل لهذه اللغة، يضم نحو 125 ألف مفردة مترجمة إلى العربية والإنجليزية.
ومن المتوقع أن تكون للمعجم نسخة إلكترونية تضم خاصية النطق الصوتي لحفظ مخارج الحروف والأصوات المميزة في الجبّالية الشحرية.