بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
غداة إدانته الجنائية في نيويورك في حكم تاريخي أدخل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في المجهول، شن الرئيس السابق دونالد ترامب هجوما عنيفا من برجه في مانهاتن، منددا بمحاكمة “غير عادلة” ومهاجما خصومه الديمقراطيين.
وإن كانت إدانة ترامب تاريخية، إلا أنها لا تمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية، ومن الصعب التكهّن بوطأتها على نتيجة الاقتراع.
فرغم كشف المحاكمة تفاصيل تتعلق بالجنس والمال والفضائح، إلا أنها لم تؤثّر حتى الآن في استطلاعات الرأي، إذ بقيت نتائج ترامب وبايدن متقاربة، مع تقدّم طفيف للمرشح الجمهوري في بعض الولايات الرئيسية.
فبالنسبة للترشيح فإن الإدانة بارتكاب جناية لا تمنع ترمب من الترشح للرئاسة، وذلك بموجب المادة الثانية من الدستور الأميركي.
إلا أن السؤال الأبرز: هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات ووصل إلى البيت الأبيض في نهاية السباق الرئاسي في نوفمبر القادم؟
فبحسب القوانين الأميركية، فإن ترامب لا يستطيع العفو عن نفسه وفقا للمادة الثانية، للقسم 2، من الدستور، فصلاحيات العفو الرئاسي لا تشمل جرائم الدولة وتقتصر على الجرائم الفيدرالية فقط.
والسؤال الثاني: هل يستطيع ترامب التصويت لنفسه؟ وفي حالة الحكم بالسجن فهل سيكون بمقدور ترمب الإدلاء بصوته؟
الرئيس السابق سيكون بإمكانه التصويت، فحسب قوانين التصويت في ولاية نيويورك فإن المدانين لا يصوتون عندما يكونون في السجن، ومن غير المرجح أن يكون ترامب خلف القضبان خلال فترة الانتخابات.
وبما أن ولاية فلوريدا المسجل فيها ترامب تحترم قوانين التصويت في الولاية التي حدثت فيها الإدانة فإن الرئيس السابق سيكون قادرا على التصويت.
يذكر أن ترامب أثبت في السنوات الأخيرة قدرته على مقاومة محن كانت قضت على الحياة السياسية لكثيرين غيره. فرغم إدانته مرتين أمام الكونغرس في إجراءات عزل حين كان رئيسا، واتهامه في 4 قضايا جنائيّة بينها قضية نيويورك، تمكن من فرض نفسه سريعا وبفارق كبير على خصومه مرشحا عن الحزب الجمهوري للبيت الأبيض.
لكن الحكم الصادر يحتمل أن يصب في مصلحة بايدن الذي يعتزم تعزيز صورته كرجل دولة جدّي يلاحق قضايا الدولة الكبرى، فيما يَلزم خصمه قاعات المحاكم.
ويُصدر القاضي خوان ميرشان الحكم بحق ترامب في 11 يوليو، تزامنا مع قمة للحلف الأطلسي في واشنطن، ما يمنح بايدن فرصة لإثبات حضوره على الساحة الدولية.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز تكشف استعداد خامنئي لاحتمال اغتياله.. وعراقجي يتهم ترامب بقيادة الحرب ضد بلاده
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، اتخذ سلسلة من الإجراءات الاستثنائية تحسبًا لاحتمال اغتياله، في ظل التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وتزايد احتمالات التدخل الأميركي المباشر.
وبحسب ثلاثة مسؤولين إيرانيين تحدّثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، فإن خامنئي يقيم حاليًا في ملجأ محصن ويتواصل مع القيادة العسكرية عبر مساعد موثوق فقط، بعد أن علّق استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية لتقليل مخاطر التتبع.
وأكدت المصادر أن المرشد الأعلى قام بتسمية ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين لخلافته، وسلّم الأسماء إلى مجلس خبراء القيادة، في خطوة تهدف إلى ضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة في حال مقتله، في ظل ما وصفه مسؤولون بأنه لحظة مفصلية للنظام الذي يقوده منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وبينما لم يُكشف عن هوية المرشحين الثلاثة، أكدت الصحيفة أن مجتبى خامنئي، نجل المرشد، لم يكن من بينهم، رغم التقارير السابقة التي كانت تُرشحه لخلافة والده. كما خرج من دائرة الترشح الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، بعد مصرعه في حادث تحطم مروحية عام 2024.
وبحسب التقرير، يُبدي القادة الإيرانيون قلقًا بالغًا من ثلاثة تهديدات رئيسية: احتمال اغتيال خامنئي، تدخل أمريكي مباشر، وتدمير ممنهج للبنية التحتية الحيوية في البلاد بفعل الهجمات الإسرائيلية، التي تستهدف منشآت نووية وقواعد عسكرية ومرافق للطاقة، إلى جانب عمليات اغتيال تنفذها خلايا إسرائيلية على الأرض، داخل أحياء سكنية.
الصحيفة نقلت عن المسؤولين قولهم إن خامنئي يعتبر مقتله “شهادة”، وهو ما دفعه لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة تهدف إلى حماية النظام وضمان استمرارية القيادة. وفي هذا الإطار، جرى تعيين بدلاء ضمن سلسلة القيادة العسكرية، تحسباً لفقدان المزيد من القادة المقربين.
وتنقل الصحيفة أن خامنئي ظهر مرتين منذ بداية الحرب في رسائل مصورة موجهة إلى الشعب، أكد فيها أن إيران تواجه “حربًا مفروضة”، وأنها لن تستسلم، بينما أشار مسؤولون إلى أن لجوءه إلى ملجأ تحت الأرض يعكس حجم الخطر الذي تتعرض له القيادة الإيرانية.
ويُذكر أن خامنئي عادة ما يدير شؤون البلاد من مجمع “بيت القيادة” المحصن وسط طهران، الذي نادرًا ما يغادره إلا في مناسبات دينية أو سياسية كبرى، حيث تجرى الاجتماعات مع القادة والمسؤولين داخله، وتُبث خطاباته منه.
وتشير الصحيفة إلى أن المخاطر التي تواجهها إيران باتت مزدوجة، حيث تخوض طهران حربًا في الجو، وضربات متزامنة على الأرض ينفذها عملاء يُعتقد بانتمائهم إلى جهاز “الموساد” الإسرائيلي، ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل الأجهزة الأمنية وإثارة المخاوف من اختراقات خطيرة وصلت إلى أعلى المستويات.
وفي سياق آخر، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقيادة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد إيران منذ 13 يونيو، مؤكدًا أن الدعم الأمريكي لتل أبيب يمثل “خيانة للمسار الدبلوماسي”، في وقت نجا فيه المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي شمخاني من محاولة اغتيال خلال قصف إسرائيلي على العاصمة طهران.
وقال عراقجي في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول: “الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في الاعتداء علينا، وخانت مسار المحادثات التي كنا على وشك استئنافها عبر الجولة السادسة”، مضيفًا: “من الواضح أن الرئيس الأمريكي يقود هذه الحرب ضدنا”.
وشدد الوزير الإيراني على تمسك بلاده بحق الدفاع عن النفس، مؤكداً أنه “لا يمكن إجراء أي مفاوضات جديدة في ظل استمرار الهجمات”، معربًا عن أمله في أن تنجح الدبلوماسية مجددًا كما حدث سابقًا في الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب.
بدوره، نشر علي شمخاني، المستشار السياسي والعسكري للمرشد الأعلى، أول تعليق له بعد نجاته من محاولة اغتيال استهدفته خلال غارة إسرائيلية على طهران، قائلاً على منصة “إكس”: “قدّر الله أن أبقى بجسدٍ جريح، وسأظل دائمًا سبب عداء الأعداء… قتال أمة مليئة بالأمل والعزة هو لعبٌ بنارٍ لن تترك للعدو إلا الرماد”.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” بأن شمخاني تجاوز مرحلة الخطر بعد خضوعه لإجراءات طبية دقيقة، مشيرة إلى استمرار بعض المضاعفات في أعضائه الداخلية.
يُذكر أن شمخاني يُعد من أبرز الشخصيات المؤثرة في دوائر صنع القرار العسكري والأمني في إيران، ويشغل منصب المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي سياق متصل، كشف وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على بلاده منذ 13 يونيو الجاري استهدفت حتى الآن ثلاث مستشفيات وست سيارات إسعاف، ما أسفر عن سقوط ضحايا من الطواقم الطبية.
وأوضح ظفرقندي، في تصريح صحفي اليوم السبت، أن طبيبة نسائية وطبيب أطفال قُتلا أثناء تأدية عملهما، مشيرًا إلى أن الطبيب كان برفقة ابنه الذي لقي حتفه أيضًا.
وفي السياق ذاته، قُتل خمسة عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني في هجوم استهدف مدينة خرم آباد بمحافظة لرستان، وفق ما أفادت به مصادر رسمية.
وكان الوزير الإيراني قد أعلن في وقت سابق أن عدد المصابين جراء الهجمات الإسرائيلية بلغ 1800 شخص، مؤكداً أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين ولا تربطهم أي صلة بأنشطة عسكرية.