سرايا - أعرب محلل عسكري إسرائيلي عن اعتقاده أن تل أبيب متجهة نحو ما وصفه بفشل ذريع متعدد الأبعاد، وأنها على المستوى الإستراتيجي "عالقة في جميع الجبهات، غزة ولبنان، ودوليا".

وقال المحلل بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، في تحليل نشره اليوم الجمعة، إنه مع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع، فإنه من الصعب الإعلان عن وجود أخبار جيدة في الأفق.



وأضاف أن "سلسلة من المناقشات أجريت الأسابيع القليلة الماضية مع شخصيات رفيعة المستوى في مؤسسة الدفاع تشير بشكل متزايد إلى أن إسرائيل تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد".

وقال المحلل إنه إستراتيجيا، "نحن عالقون في جميع الجبهات، أكبرها وأهمها جبهة حزب الله في لبنان المهددة بالتحول إلى حريق هائل، إذا حدثت، ستلقي بظلالها على كل ما حدث قبلها".

ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، مما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

إلا أن ذلك القصف المتبادل رغم تصاعده لم يصل حتى الآن لمرحلة الحرب المفتوحة رغم وعيد إسرائيل المتكرر.

وقال هارئيل إنه بالنسبة للحال في غزة، فإن إسرائيل لا تنجح في ترجمة ما وصفه بالتراكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى نصر إستراتيجي.

وأوضح أن "النشاط العسكري في قطاع غزة الذي يتركز الآن في رفح ومخيمات اللاجئين في الوسط، يفرض ثمنا باهظا على حماس، لكنه لا يحقق النصر في الحرب في المستقبل المنظور"، ووصف الوضع في غزة بالأكثر تعقيدا.

وحول صفقة تبادل أسرى، قال: "يبدو أن المحادثات حول صفقة الرهائن مع حماس دخلت أزمة جديدة، بعد أن بدا للحظة أن خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن قد يخرجنا من المستنقع".

وأعرب عن اعتقاده أنه "في ظل الظروف، يبدو أن الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله هو السعي قدر الإمكان إلى صفقة الرهائن، حتى على حساب وقف الحرب".

في السياق، حذر هارئيل من تبعات الحرب مع حزب الله في لبنان، وقال: "يبدو أن الجمهور لم يدرك بعد الفرق من حيث الضرر الذي يمكن أن تسببه صواريخ حزب الله مقارنة بصواريخ حماس".

وأضاف أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس في اليوم الأول من الحرب كان 5 آلاف، وهو عدد من الممكن أن يكرره حزب الله كل يوم لمدة شهر، والعديد من هذه الصواريخ أثقل، ولها مدى أطول وأكثر دقة أيضا.

وأردف هارئيل: "خلافا للانطباع الذي خلقته بعض التقارير الأخيرة، من الصعب القول إن القيادة الإسرائيلية متحمسة لحرب في الشمال. ومع ذلك، فإن الخطر قائم في أن يؤدي العرض المفرط لقدرات الجيش الإسرائيلي إلى عكس النتيجة المرجوة، ويجعل الحرب الشاملة أكثر احتمالا".

ورجح المحلل الإسرائيلي أن "تجد تل أبيب نفسها في حرب بلا شرعية دولية التي تلاشت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما اتضحت أبعاد الدمار والقتل في غزة، وكذلك بدون دعم أميركي قوي وفي ظل جيش منهك يكافح من أجل الحفاظ على إمدادات منتظمة من الذخائر وقطع الغيار".

وفسر الأسباب التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى استخدام تعبير "هجمات دقيقة" في بياناته الأخيرة. وقال: "أضيفت مؤخرا فقرة تفصيلية إلى البيانات العسكرية الرسمية حول مثل هذه الهجمات، تقول إن العمليات تمت بأقصى قدر من الحذر، ووفقا لقوانين الحرب الدولية".

وأضاف: "إن ظلال المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تلوح بالفعل في أفق الأحداث، وفي بعض المناقشات الأخيرة التي أجرتها الحكومة ومؤسسة الدفاع، ذهل المشاركون عندما اكتشفوا أن أوامر الاعتقال الدولية يمكن أيضا إصدارها سرا".

وتابع: "من الناحية النظرية، يمكن لضابط عسكري كبير أو وزير أن يزور دولة أجنبية ويجد نفسه مشتبها به ومطلوبا عند هبوطه في تلك الدولة".

ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية على أساس أنها انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

ولاحقا، تقدمت عدة دول بطلبات الانضمام إلى القضية، بينها فلسطين وتركيا وليبيا ونيكاراغوا وكولومبيا والمكسيك وإسبانيا.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلّفت أكثر من 120 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تطلب من الجنائية الدولية سحب أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

طلبت إسرائيل من قضاة المحكمة الجنائية الدولية سحب مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، في الوقت الذي تنظر فيه المحكمة في الطعون الإسرائيلية التي تدفع بعدم اختصاصها بنظر دعوى بشأن حرب غزة.

وأظهرت وثائق نُشِرت على موقع المحكمة الإلكتروني، في وقت متأخر من أمس الأحد، أن إسرائيل طلبت من المحكمة أن تأمر الادعاء بتعليق تحقيقاته في اتهامها بارتكاب جرائم وحشية في الأراضي الفلسطينية.

وتحمل الوثائق، التي وقعها نائب المدعي العام الإسرائيلي جلعاد نوعام، تاريخ التاسع من مايو/أيار.

وأصدرت المحكمة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، والقيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري (محمد الضيف) بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب غزة.

وقالت المحكمة في فبراير/شباط إن القضاة سحبوا أمر الاعتقال بحق الضيف بعد "تقارير موثوقة عن وفاته".

عدم الاختصاص

وتدفع إسرائيل بعدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوى، وتنفي ارتكاب جرائم حرب في غزة، وتطعن على أمري الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

إعلان

وقضت دائرة الاستئناف في المحكمة خلال أبريل/نيسان بأن قضاة دائرة ما قبل المحاكمة، التي أصدرت أوامر الاعتقال، يجب أن يراجعوا اعتراضات إسرائيل على اختصاص المحكمة وشرعية أمري الاعتقال.

ولم يتضح بعد شكل عملية المراجعة المطلوبة، ولم يتم أيضا تحديد مواعيد نهائية للبت في طلب إسرائيل سحب أمري الاعتقال ووقف التحقيق.

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة، خلفت 52 ألفا و862 شهيدا على الأقل، علاوة على 119 ألفا و648 مصابا وسط مجاعة متفاقمة تخيّم على القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: التوتر يزداد بين تل أبيب وواشنطن رغم محاولات نتنياهو
  • الشيخ نعيم قاسم: “إسرائيل” فشلت في كسر المقاومة وستُهزم سياسيًا كما هُزمت عسكريًا
  • محلل سياسي يوضح أسباب أفضلية المملكة لدى الإدارة الأمريكية
  • إسرائيل تطلب من الجنائية الدولية سحب أمري اعتقال نتنياهو وغالانت
  • بعد استهداف «الحوثيين» تل أبيب.. إسرائيل تقصف الحديدة
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب مستعدة لإرسال وفد للتفاوض مع حماس إذا وجدت الظروف مهيأة
  • خبير إسرائيلي يحذر من طوق عسكري تعمل تركيا على إحاطة الاحتلال به
  • قائد عسكري إسرائيلي سابق: نتنياهو يقودنا لحرب بلا نهاية
  • ضابط إسرائيلي سابق: الحرب على غزة حملة توراتية بغطاء عسكري
  • محلل عسكري صهيوني: هذه هي “إسرائيل نتنياهو” اليوم ..!