أكدت دار الإفتاء أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يـ صوم التسع من ذي الحجة؛ ففي "سنن أبي داود" وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".

وعن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.


وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، فقد قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 71-72): [قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله، وثبت في "صحيح البخاري" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها "لم يصم العشر" أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس" ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي وفي روايتهما: «وخميسَين»].

فضل العشرة الأوائل من ذي الحجة:

1. هذه العشرة أيام مباركة وفاضلة في الإسلام، كما قال تعالى في سورة البقرة: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [البقرة: 1-2].

2. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر.

3. هذه الأيام لها فضائل عديدة، منها: صيام هذه الأيام، إقامة النوافل والصلوات المستحبة، إكثار من التكبير والتهليل والتسبيح والدعاء.

4. من أعظم أعمال هذه الأيام هو حج بيت الله الحرام، حيث يقوم المسلمون بأداء مناسك الحج في هذه الأيام المباركة.

5. كما أن هذه الأيام لها ارتباط وثيق بعيد الأضحى المبارك، حيث يتم فيها ذبح الأضاحي وإطعام المساكين.

6. على المسلم أن ينتهز هذه الفرصة المباركة لتكثير الطاعات والعبادات والقربات إلى الله عز وجل.

بالإجمال، العشرة الأوائل من ذي الحجة هي أيام مباركة وفاضلة في الإسلام ينبغي على المسلم الاستفادة منها بشكل أفضل.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

يوم عاشوراء .. دار الإفتاء تكشف عن سنة نبوية ثابتة ومجمع عليها بين الفقهاء

مع حلول شهر المحرم اليوم الخميس، وبدء العد التنازلي لصيام يومي تاسوعاء وعاشوراء لما لهما من فضل عظيم، أعادت دار الإفتاء المصرية التذكير بسنة عظيمة يغفل عنها البعض، وهي التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء.

وقد ورد إلى دار الإفتاء سؤال من أحد المواطنين يستفسر فيه عن حكم هذه التوسعة، مشيرًا إلى أن البعض يشكك في مشروعيتها وينكر وجود أصل شرعي لها.

 وردًا على هذا، أوضحت الدار عبر موقعها الرسمي أن التوسعة على الأهل في هذا اليوم المبارك ليست فقط ثابتة، بل هي سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن صحابته الكرام والسلف الصالح من بعده، وأن العمل بها جرى عليه جمهور الأمة في مختلف العصور والبلدان.

وشددت الدار على أن فقهاء المذاهب الأربعة جميعهم أكدوا على استحباب هذه السنة دون خلاف ، واستشهدت بكلام الحافظ العيني الحنفي في كتابه "نخب الأفكار" حيث وصف يوم عاشوراء بأنه يوم عظيم معلوم القدر عند الأنبياء، وأن النفقة فيه مباركة ويخلفها الله عز وجل، كما نقل حديث جابر رضي الله عنه في هذا السياق.

موعد صيام يوم عاشوراء 2025.. متى يصادف العاشر من محرم؟

كما أوردت دار الإفتاء ما قاله ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" حيث أكد أن حديث التوسعة في عاشوراء حديث ثابت وصحيح، وهو ما أيّده الحافظ السيوطي أيضًا.

وفي السياق ذاته، ذكر الإمام ابن العربي المالكي في شرحه على موطأ مالك أن التوسعة في هذا اليوم مخلوفة، أي أن الله يعوض صاحبها ويبارك له فيها، بشرط أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، وأن الله تعالى يضاعف النفقة عشر مرات.

وأكدت دار الإفتاء  أن من ينكر هذه السنة خالف ما عليه جمهور العلماء وعمل الأمة، وأن التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء سُنة عظيمة ومحببة، ومظهر من مظاهر الرحمة والبركة في هذا اليوم المبارك، الذي نجّى الله فيه نبيه موسى عليه السلام، وخصّه النبي محمد ﷺ بمزيد من الفضل والصيام.

طباعة شارك دار الإفتاء يوم عاشوراء شهر المحرم صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء العام الهجري

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • حكم صيام الجمعة الأولى من شهر محرم منفردة .. دار الإفتاء تجيب
  • يوم عاشوراء .. دار الإفتاء تكشف عن سنة نبوية ثابتة ومجمع عليها بين الفقهاء
  • حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا إذا وافق يوم الجمعة.. الإفتاء تجيب
  • لماذا نحتفل بهجرة النبي فى شهر المحرم ؟
  • فعالية خطابية في ريمة بذكرى الهجرة النبوية
  • حكم الصيام في شهر المحرم .. الإفتاء تحسم الجدل الدائر
  • دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447
  • حكم صيام أول محرم وهل هو بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • متى يوم عاشوراء 2025؟.. «الإفتاء» توضح فضله وموعد صيامه