سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: إعلاء القانون ومراعاة حقوق أفراد المجتمع خالد بن محمد بن زايد: «أدنوك» مزود عالمي موثوق للغاز الطبيعي

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى دائماً للسلام والتسامح والتفاهم والاستقرار في العالم، وتقدم كل ما من شأنه تعزيز تلك القيم والمبادئ والأهداف.

 
وقال في كلمته أمس بافتتاح احتفالية مجمع الكنائس والمعابد في جبل علي بدبي: «نحن نعتقد أن توحيد الناس من ديانات مختلفة والبحث معاً عن نقاط مشتركة بين أولئك الذين يأتون من تقاليد دينية أخرى واستغلال القيم الأساسية التي تشترك فيها جميع الديانات، هي مبادئ مهمة». 
وأضاف: «هذه المبادئ يجب أن تقود الناس في كل مكان للعمل معاً من أجل عالم من الفهم المتبادل وعالم التسامح والتعاطف والعدالة - عالم بلا تطرف وعنف وكراهية - عالم من السلام والازدهار والأمان ومستقبل أفضل لجميع البشر».
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يؤكد دائماً على أن الإمارات تعتبر نموذجاً للتعايش بين الثقافات المختلفة التي يمثلها الملايين الذين يعيشون في البلاد.

توجيهات سامية 
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يرى أن التسامح والتعايش السلمي هما جزآن أساسيان من المجتمع الأخلاقي الجيد»، مشيراً إلى أن الفهم الثقافي والديني يعزز السلام العالمي ويعزز التعاون بين مجتمعات العالم المتنوعة، مؤكداً أنه بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، سيظل الجميع ملتزمين بمستقبل مستدام لعالمنا، مستقبل يحمل التعايش السلمي والازدهار للجميع.
وقال معاليه: «نحن محظوظون في أن نكون معاً اليوم في هذا الاحتفال للتآلف والوئام الديني، والتقدير للبلد الذي جعل هذا ممكناً، فاجتماعنا في كنيسة القديس مينا القبطية نيابةً عن جميع أماكن العبادة في جبل علي يعكس تقليدنا الطويل في التسامح والتعايش في دبي والإمارات العربية المتحدة». 
وأضاف معاليه: «فخرنا بهذا التقليد ينبع من قناعة قوية بأن الحوار الصادق والثقة بين الأفراد والمنظمات والدول التي تمثل الشعوب ذات الديانات والثقافات والمعتقدات والخلفيات المتنوعة سيجعل عالمنا أكثر سلاماً واستدامة وازدهاراً». 
وأشار معاليه إلى أن هناك مجالاً كبيراً وواسعاً يمكن من خلاله أن يعمل أتباع الديانات معاً في الدفاع عن القيم الأخلاقية وتعزيزها لكونها تشكل جزءاً من تراثنا الإنساني المشترك».
وقال: «الحدث اليوم هو احتفال وشكر مستحق لحكومة دبي، نحن نحتفل برؤية وإنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فسموه تجسيد حقيقي لقيم السلام والأمل والفهم والاستقرار والتعاون والازدهار في العالم». 
وأضاف معاليه: «فبالتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استضافت دبي وحكومتها أشخاصاً من مختلف الديانات، ودعمت المساواة والعدالة، ونشرت الحوار والتعاطف والمرونة والعمل الجماعي والانفتاح على الآخرين».

«احتفالية المحبة» 
وكان مجمع الكنائس والأديان، في جبل علي بدبي، قد نظم احتفالية لتعضيد المحبة والأخوة الإنسانية، تحت شعار: «معاً لمستقبل مستدام»، وذلك صباح أمس، في كنيسة القديس مينا القبطية، وبحضور ومشاركة ممثلي مختلف الطوائف. 
وأكد المتحدثون والمشاركون في الاحتفالية أن الإمارات أرست نموذجاً فريداً يحتذى به على مستوى العالم في التسامح والتعايش، حيث حرصت القيادة الحكيمة بصورة دائمة على ترسيخ قيم التسامح ليصبح نهجاً متجذراً في الهوية الإماراتية، وأولوية وطنية انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأهمية التسامح كركيزة أساسية لمجتمع متحضر ومستقبل مستدام. 
وأشاروا إلى أن رؤية القيادة الحكيمة وتوجهاتها الداعمة لكافة المبادرات الساعية لغرس مبادئ التسامح، أثمرت ترسيخ مكانة الدولة كموطن للسعادة والتسامح والسلام في العالم، ومكاناً آمناً للحياة الكريمة والسعيدة، وبيئة حاضنة لكافة الشعوب والأعراق والديانات الذين يعيشون بوئام وانسجام وتسامح.
وقالوا: إن شعب الإمارات يعتز بالتسامح باعتباره أحد أهم القيم الحضارية والإنسانية والثقافية الراسخة في دولة الإمارات، وهو واحد من أقوى الأسس التي قام عليها الاتحاد، وأرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأبنائه فكان نهجاً منيراً ساروا فيه على درب العطاء والخير حاملين رسالة التسامح والمحبة إلى جميع دول العالم.
ولفتوا إلى أن احتفالية اليوم هي تعبير عن فخرهم برسالة الإمارات المتسامحة إلى كل العالم في احترام التعددية الثقافية وقبول الآخر وتآلف الشعوب، إذ كان ولا يزال التسامح أحد أهم سمات الدولة، تقدم من خلاله مشروعاً أخلاقياً بامتياز يكرّس مكانتها كوجهة عالمية للتسامح والتعايش.

«وثيقة الأخوة» 
من جهته، قال السفير د. حسام حسين، القنصل العام الجديد لجمهورية مصر العربية في دبي والإمارات الشمالية: إن«جميع الشرائع والأديان تدعو وتحض على التعارف بين البشر، فالتسامح هو الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها».
وأكد أن تاريخ مصر خير دليل على الحفاظ على قيمة التسامح وانصهار المعتقدات، فعلى أرض مصر تتجاور المعابد والكنائس والمساجد في ترابط ووئام.
وأشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أكدت على معاني الأخوة الإنسانية من خلال اعتمادها يوم 4 فبراير من كل عام يوماً للأخوة الإنسانية، والذي يوافق ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019.
وشدد على أن التحديات التي تواجهها البشرية لا تفرق بين الأجناس أو الأعراق أو الأديان، إنما على البشرية مواجهتها كيد واحدة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نهيان بن مبارك دبي الإمارات التسامح الأخوة الإنسانية صاحب السمو الشیخ محمد بن التسامح والتعایش فی العالم آل نهیان إلى أن

إقرأ أيضاً:

باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!

اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.

بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".

في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!

وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".

وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..

استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.

أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.

في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!

دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.

أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".

قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يدعو خريجي جامعة زايد لخدمة الوطن
  • نواف العصيمي لياهلا بالعرفج: العناوين التي فيها ألوف وملايين تلفت النظر دائماً
  • محافظ المنيا والأزهر يطلقان حملة «من أحياها» لمواجهة «دم الثأر» وترسيخ التسامح
  • تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
  • نهيان بن مبارك: رئيس الدولة يؤكد الاعتزاز بلغتنا العربية وهُويتنا
  • رجل أعمال أسترالي: زرت 100 دولة وأريد البقاء في الإمارات دائماً
  • باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
  • محمد بن زايد: الإمارات متضامنة مع إيران وشعبها
  • وكيل وزارة الصحة: نسعى لبناء الشراكات مع المراكز البحثية من جميع أنحاء العالم
  • الشيخ محمد بن زايد وأردوغان يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية