سر تغير نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي مؤخرا.. هل التخبط الاقتصادي السبب؟
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
كشف تفوق أحزاب اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي مقابل اليسار عن تغيرات حادة في مزاج المواطن الأوروبي، وهو الأمر الذي سجلته مراكز الاقتراع الأوروبية، فقد سجلت انتخابات البرلمان الأوروبي إدلاء 400 مليون شخص في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بأصواتهم على مدار 4 أيام، لاختيار 720 نائبًا للبرلمان الأوروبي، بحسب «فرانس 24».
تعليقًا على ذلك، قال الباحث السياسي عمر رأفت إنَّ هناك 5 أسباب يراها سببًا في تغير نتائج الانتخابات الأوروبية من اليسار لتميل لصالح أحزاب اليمين، وهي الوضع الاقتصادي المتأزم في أوروبا وضعف اليسار وأزمة الهوية الثقافية في أوروبا وانخفاض ثقة الأوروبي في الدولة وتزايد أعداد المهاجرين.
وأوضح أنَّ دول الاتحاد الأوروبي تشهد تخبطًا اقتصاديًا في ظل زيادة الدعم المادي والعسكري المقدم من قبل مختلف دول الاتحاد الأوروبي لدولة أوكرانيا في حربها المستمرة ضد روسيا واليمين المتطرف هو الطرف الوحيد القادر على المطالبة برفض الدعم الاقتصادي الأوروبي لأوكرانيا.
وأشار الباحث السياسي إلى أنَّ السبب الثاني في تغير انتخابات البرلمان الأوروبي هو ضعف قادة اليسار الأوروبي الذي لم يقدم برامجًا طموحة تناسب الواقع والمزاج الأوروبي أيضا في نفس الوقت وهو الأمر استغله اليمين الأوروبي لصالحه لحشد الأصوات، أما السبب الثالث من وجهة نظر الباحث فهو انخفاض ثقة المواطن الأوروبي في دولته في ظل تخبط سياسي تشهده أوروبا منذ بداية حرب أوروبا وقبلها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، حيث ظهر قصور الدولة بشكل كبير في مواجهة هذه الأزمات.
وأرجع السبب الرابع إلى تزايد أعداد المهاجرين لدول الاتحاد الأوروبي وسط رفض نسبة ليست قليلة من مواطني الاتحاد الأوروبي للهجرة، وتواجد المهاجرين في مناصب قيادية مثل الوزراء وغيرها من الوظائف، مشيرًا إلى أنَّ السبب الخامس يعود إلى أزمة الهوية الثقافية في أوروبا، إذ تعاني أوروبا من صعود تيارات إسلامية ويسارية لذا فسيكون من الطبيعي أن يصعد تيار اليمين المتطرف كتيار ثالث مواجه وسط هذه التيارات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبي انتخابات أوروبا أوروبا انتخابات البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أمس الخميس أن 9 دول في الاتحاد الأوروبي دعت المفوضية الأوروبية إلى تقديم مقترحات بشأن كيفية وقف تجارة الاتحاد مع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووقّع على الرسالة الموجهة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس وزراء خارجية بلجيكا وفنلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصندوق السيادي النرويجي يراجع استثماراته في بنوك إسرائيليةlist 2 of 2حي بلندن يسحب استثمارات من شركات متورطة بأنشطة استيطانيةend of listوالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، إذ يمثل حوالي ثلث إجمالي تجارتها من البضائع. وبلغت قيمة تجارة البضائع بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل 42.6 مليار يورو (48.91 مليار دولار) العام الماضي، على الرغم من أنه لم يتضح مقدار ما يتعلق بالمستوطنات من هذه التجارة.
وأشار الوزراء إلى رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري الصادر في يوليو/تموز 2024 الذي نص على أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بما في ذلك إقامة المستوطنات، غير قانوني.
وذكر الرأي الاستشاري أن على الدول اتخاذ خطوات لمنع العلاقات التجارية أو الاستثمارية التي تساعد في الحفاظ على الوضع القائم.
وكتب الوزراء "لم نر اقتراحا لبدء مناقشات حول كيفية وقف تجارة البضائع والخدمات مع المستوطنات غير القانونية بشكل فعال".
وأضافوا "نحن بحاجة إلى أن تضع المفوضية الأوروبية مقترحات لتدابير ملموسة لضمان امتثال الاتحاد الأوروبي للالتزامات التي حددتها المحكمة".
وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو إن على أوروبا أن تضمن توافق السياسة التجارية مع القانون الدولي.
وذكر الوزير في بيان لرويترز "لا يمكن فصل التجارة عن مسؤولياتنا القانونية والأخلاقية".
وأضاف "يتعلق الأمر بضمان ألا تسهم سياسات الاتحاد الأوروبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة في استدامة وضع غير قانوني".
وتأتي رسالة الوزراء قبل اجتماع في بروكسل يوم 23 يونيو/حزيران الجاري من المقرر أن يناقش خلاله وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي علاقة التكتل بإسرائيل.
إعلانومن المتوقع أن يتلقى الوزراء تقييما حول ما إذا كانت إسرائيل تمتثل لبند يتعلق بحقوق الإنسان في اتفاق يحكم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أوروبا، بعد أن قرر التكتل مراجعة مدى التزام إسرائيل بالاتفاق بسبب الوضع في غزة.
أيرلندا تسبق
والشهر الماضي أصبحت أيرلندا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ خطوات تشريعية لحظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. حيث وافق مجلس الوزراء الأيرلندي على مشروع قانون يهدف إلى منع استيراد السلع والخدمات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ومن المتوقع أن يُعرض المشروع على البرلمان للمراجعة خلال الصيف، مع إمكانية دخوله حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام.
يُذكر أن أيرلندا اعترفت بدولة فلسطين في عام 2024 إلى جانب كل من إسبانيا والنرويج وسلوفينيا.
وتأتي الخطوات الأيرلندية نتيجة تفاعل عدة عوامل سياسية وإنسانية وإستراتيجية، أبرزها:
رد فعل على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما خلفه من ضحايا مدنيين ودمار واسع أثار موجة استياء شعبي ورسمي في أيرلندا. ازدادت الضغوط على الحكومة الأيرلندية من الشارع ومنظمات المجتمع المدني وحتى من بعض أعضاء البرلمان لاتخاذ موقف أكثر حزما. الشعب الأيرلندي تاريخيًا يُظهر تعاطفا قويا مع القضية الفلسطينية، ويرى أوجه تشابه بين الاحتلال الإسرائيلي والتجربة الاستعمارية البريطانية في أيرلندا. الرد على الإجراءات الإسرائيلية ضد الأونروا التي حظرتها إسرائيل في قطاع غزة، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس بأنه "تصرف دنيء وشائن". رأت أيرلندا أن استمرار العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل في ظل هذه السياسات يمثل تواطؤًا غير مباشر.