فاتورة الكهرباء المرتبطة بالزمن بين المزود ودافع الثمن
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
فاتورة الكهرباء المرتبطة بالزمن بين المزود ودافع الثمن
أ.د. محمد حسن الزعبي
لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يعيشها المواطن الأردني البسيط لتوفير متطلبات حياته اليومية ومنها فاتورة الكهرباء التي تثقل كاهله يوما بعد يوم. وكلما حاول التكيف مع متغيرات هذه الفاتورة تبشره شركات الكهرباء بتعرفة كهربائية جديدة فيعيش حالة من عدم الاستقرار تهز ميزانيته الشهرية وتعبث بأولويات النفقات لديه فلا يعرف من أي مصدر سيسدد به عجزه المالي ومن أي بنك سيقترض.
عالميا”، تحاول شركات توزيع الكهرباء تقديم مفهوم التعرفة المرتبطة بالزمن ( Time of use Tariff) والذي يعني تغير سعر الكهرباء مع الوقت خلال اليوم لغايات فنية واقتصادية تتعلق بوثوقية واستقرارية النظام الكهربائيتوليدا” ونقلا” وتوزيعا” . فلقد تم السير بهذا النهج أصلا” لتشجيع المشتركين على الاستهلاك الليلي والذي تباع فيه الكهرباء بسعر أرخص من السعر النهاري الذي يتميز بوجود حركة تجارية وصناعية لجميع مرافق الحياة ويكون الطلب فيه على الكهرباء في ذروته. ولهذا تعمد شركات توزيع الكهرباء على تبني تعرفة كهربائية عالية في هذه الساعات لأنها مضطرة لتأمين كميات كبيرة من الكهرباء لمشتركيها. وللتخفيف على المشتركين تتغير ساعات الذروة في الدول المتقدمة حسب نوع العداد والشركة المزودة للكهرباء وفصول السنة وغيرها من العوامل المدروسة مسبقا”. يغلب تطبيق هذا النظام في الدول التي تتعامل مع الطاقة الكهربائية كسلعة متغيرة الثمن في اليوم والشهر والسنة ولهذا يسهل على المواطن اختيار الأوقات التي تناسبه للاستهلاك.
مقالات ذات صلة عطلة رسمية الاحد المقبل بمناسبة رأس السنة الهجرية 2024/07/01لم تتبنى الدول التعرفة المرتبطة بالزمن إلا بعد أن أدركت فائدتها المشتركة لكلا الطرفين: النظام الكهربائي والمشتركين. لقد أثبتت الدراسات أن المواءمة بين فترات استهلاك المشتركين والتشغيل الاقتصادي للنظام الكهربائي هو الضامن الوحيد لتحقيق الفائدة للطرفين. بالمقابل، فإن التباين بين فترات استهلاك المشتركين والتشغيل الاقتصادي للنظام الكهربائي يرفع تكلفة انتاج الكهرباء ويؤدي إلى مزيد من الخسائر. ولهذا لا بد من توضيح تأثير معاملي الحمل والتنوع الكهربائي( Load and diversity factors )على تكلفة انتاج الكهرباء. إن جميع فئات المستهلكين الذين سيشملهم تغيير التعرفه لا يقعون ضمن مجموعة واحدة بل ضمن مجموعات فرعية لهم قاسم مشترك. الدراسات في علم التوزيع الكهربائي لا تتعامل مع الفئات العريضة من المشتركين بنفس السياسة بل بمنهجية مختلفة تراعي كل مجموعة من المستهلكين. إن علم التوزيع الكهربائي لا ينظر مثلا” إلى القطاع التجاري بمنظار واحد فهناك عشرات المجموعات الفرعية من القطاع التجاري التي لها خصوصيتها والتي إن أخذت كفئة واحدة ستؤدي الى خسارة كبرى.
كلما زادت قيمة معامل الحمل كلما قلت تكلفة انتاج الطاقة الكهربائية من محطات التوليد لأن المولدات الكهربائية يتم تشغيلها أطول فترة ممكنة. أما تأثير معامل التنوع الكهربائي فيظهر من خلال تقليل الحمل الأقصى والذي بدوره ينزل من تكلفة محطة التوليد وتكلفة الطاقة المولدة. لذا فإن دراسة العلاقة بين نمط الاستهلاك والتوليد قضية في غاية الأهمية لتحقيق المصلحة المشتركة بين المستهلكين والموردين. من هنا دعونا نقرأ التعديلات التي طرأت على التعرفة ومدى توافقها مع نمط الاستهلاك للمشتركين الذين شملهم هذا التغيير.
يلاحظ من الجدول أعلاه أن استحداث فترات الذروة الرئيسية والجزئية وخارج الذروة له تأثير جيد في الفترة النهارية للصناعات المذكورة أعلاه ولكنهذه الاحمال لا تشكل أكثر من 15% من الحمل اليومي للنظام الكهربائي أما شحن المركبات فقد تلقى الضربة الكبرى بزيادة كبيرة في تعرفة الذروة لا سيما المركبات التي يتم شحنها في البيوت وهذا سيكون في صالح محطات الشحن التي ستستقطب مركبات التطبيقات وسترفع بدورها ما تتلقاه من سائقي المركبات من رسوم على الشحن. أما من ناحية توزيع الحمل الأقصى على الشبكة فلن يجدي تغيير التعرفة نفعا” لأن معظم فترات الشحن مسائية حيث التعرفة الأعلى. أما بالنسبة لقطاع ضخ المياه والذي يشكل من 14% إلى 17% من الحمل اليومي للنظام الكهربائي فلن يستفيد من تعديلات التعرفة ولن يفيد الشبكة في توزيع الحمل الكهربائي وتشغيل المولدات أطول فترة ممكنة وذلك لأن توزيع المياه على المناطق له اعتبارات أخرى تتعلق بالموسم المطري وجدول الضخ الذي يتعدل بين فترة وأخرى.
أما فيما يتعلق بالأحمال المنزلية والتي تشكل النسبة الأعلى من الحمل اليومي للشبكة الكهربائية والذي يتجاوز 45% فلم يدخل في التعديلات إلى حد الآن وسيكون المعضلة الأكبر لتباين نمط الاستهلاك بين فئة سكانية وغيرها ووجود الطاقة المتجددة بشكل واضح في كثير من المناطق. ستتداخل تأثيرات تعديل التعرفة لشحن المركبات المنزلية مع قضايا سكانية لا سيما في البنايات ذات الشقق السكنية في المدن الكبرى مثل العاصمة عمان واربد والزرقاء.
وفي الختام أوجه النصح للمسؤولين عن قطاع الطاقة بإعادة النظر في التفاصيل الدقيقة لتعديلات التعرفة وعدم اقحام المواطنين بتعقيدات فنية ومالية واعتماد فترة تجريبية ومن ثم عمل تغذية راجعة لأثر هذه التعديلات قبل اعتمادها اعتمادا” كاملا”. إن الدول التي سبقتنا في هذا المجال قد عملت دراسات معمقة في هذا الموضوع وخلصت الى نتائج قيمة يمكن الاستفادة منها.
والله من وراء القصد.
أ.د. محمد حسن الزعبي
0795632899
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المرتبطة بالزمن
إقرأ أيضاً:
الكهرباء تشيد بمبادرة قياس كفاءة الطاقة وتؤكد: خفض الاستهلاك 15% هدف استراتيجي
أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال كلمته في احتفالية إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة "قياس كفاءة الطاقة" التي تنفذها شنايدر إلكتريك، أن تحسين كفاءة الطاقة أصبح ضرورة وطنية وأداة فعّالة لخفض الاستهلاك وتقليل التكلفة، موضحًا أن تكلفة إنشاء ميجاوات واحد من الكهرباء تتراوح بين 5 و7 أضعاف تكلفة توفير نفس القدرة عبر الترشيد.
وأضاف:"الكفاءة واحدة من أهم الأولويات التي نعمل عليها. كان أحد أعضاء فريقي يقود مشروع تدقيق كفاءة الطاقة، وسعدنا كثيرًا ببدء شنايدر إلكتريك تنفيذ المبادرة والمراجعة الدقيقة للبيانات في عدد كبير من القطاعات الحيوية، سواء في المباني أو المستشفيات أو المنشآت الصناعية. نستهدف خفض تكاليف الطاقة بأكثر من 15%، وهي فائدة حقيقية تعود على الجميع، وأنا على ثقة بأن النتائج ستكون مُرضية".
وأشار الوزير إلى تحديث استراتيجية الطاقة حتى عام 2040 وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة لتصل إلى 42% بحلول 2030 وأكثر من 65% بحلول 2040، مع استهداف خفض الاستهلاك بنسبة 18% في مختلف القطاعات، موضحًا تنفيذ مشروعات ضخمة لمحطات بقدرة 14.4 جيجاوات عالية الكفاءة، وتحويل محطات الدورة البسيطة إلى مركبة بما وفر 1850 ميجاوات دون وقود إضافي.
وأكد أن حملة "كفاءة الطاقة 2025" جاءت نتيجة تعاون ناجح مع شنايدر إلكتريك، وستكون بداية لمبادرات أوسع تدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات وأكثر استدامة.
واستعرضت شنايدر إلكتريك، خلال الاحتفالية التي أقيمت بمتحف الحضارة بالقاهرة بحضور السفير إريك شوفالييه، نتائج المرحلة الأولى من مبادرة "قياس كفاءة الطاقة"، والتي قامت خلالها الشركة بتمويل 25 عملية تدقيق داخل منشآت صناعية كبرى.
وشملت عمليات القياس تقييم أنظمة التبريد والهواء المضغوط والتهوية والتكييف (HVAC) وأنظمة إدارة المباني، بهدف وضع حلول قابلة للتنفيذ تدعم خفض الاستهلاك وتقليل البصمة الكربونية.
وأظهرت النتائج إمكانية تحقيق وفورات تتراوح بين 10% و15%، وخفض نحو 47 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع عائد استثماري يتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، مما يعكس جدوى الاستثمارات في كفاءة الطاقة وأثرها المباشر على البيئة والتشغيل. وتؤكد النتائج قدرة شنايدر على تقديم حلول متكاملة تشمل التقييم الفني والتخطيط الاستراتيجي والتحول الرقمي وإدارة الطاقة في المنشآت.
وأعرب السفير الفرنسي إريك شوفالييه عن تقديره لجهود الشركة في دعم مسار الطاقة النظيفة في مصر، مؤكدًا أن المبادرة تمثل نموذجًا متقدمًا للتكنولوجيا المستدامة.
وتستعد شنايدر إلكتريك لإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة، والتي ستركز على تحويل التوصيات إلى مشروعات تنفيذية داخل المنشآت عبر حلول فنية ورقمية واستشارية، بالتعاون مع عدد من البنوك وعلى رأسها كريدي أجريكول مصر وبنك قناة السويس، لتوفير حلول تمويل أخضر تسهم في سد الفجوة بين التقييم والتنفيذ.
كما أكدت أهمية رفع وعي فرق التشغيل داخل المصانع حول أفضل ممارسات إدارة الطاقة لضمان استدامة الأثر الإيجابي للمبادرة.
ومن جانبه قال سيف الدمرداش، نائب الرئيس لقطاع الخدمات الهندسية في شنايدر إلكتريك شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي"أهمية هذه المبادرة لا تقتصر على التوصيات الفنية فقط، بل تشمل بناء وعي حقيقي داخل المنشآت حول أفضل الممارسات التشغيلية. خلال الزيارات الميدانية، حرصنا على نقل الخبرات لفرق العمل بما يضمن استدامة النتائج بعد انتهاء مرحلة التدقيق".
وعلى نفس السياق أضافت أسماء الشيمي، مديرة الاستدامة في شنايدر إلكتريك:"المرحلة الأولى أسست قاعدة بيانات دقيقة حول فرص تحسين كفاءة الطاقة، بينما تركز المرحلة الثانية على تحويل التوصيات إلى مشروعات قابلة للتنفيذ. التمويل الأخضر سيكون عنصرًا محوريًا في مساعدة الشركات على الاستثمار في مشروعات الكفاءة والتحول نحو التشغيل المستدام".
واختتمت بالتأكيد على استمرار التزامها بدعم مسار الاستدامة في مصر، خاصة بعد حصولها على لقب "أكثر شركة مستدامة في العالم 2025" من مؤسسة Corporate Knights، وتصدرها قائمة الشركات الأكثر استدامة لعام 2024 وفق مجلة التايم.