قالت وزارة الدفاع السعودية إن الرياض وأنقرة وقعتا اتفاقية ومذكرتيْ تفاهم بين شركات محلية متخصصة في الصناعات العسكرية ومؤسسات دفاعية تركية، تهدف إلى توطين صناعة الطائرات المسيَّرة والأنظمة المكونة لها بالمملكة.

ويعد هذا استكمالًا لعقدين بين وزارة الدفاع وشركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية من أجل رفع جاهزية القوات المسلحة بالمملكة، وفق وزارة الدفاع السعودية.

وفي نفس السياق، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية -أمس الأحد- على منصة "إكس" (تويتر) أن السعودية وقعت اتفاقية توطين إستراتيجية مع شركة "بايكار تكنولوجيز" التركية لتوطين صناعة الطائرات المسيرة في المملكة.

وقالت الشركة السعودية "ستعزز هذه الاتفاقية دورنا في دعم صناعة الدفاع الوطنية وتعزيز قدراتنا المحلية".

برعاية سمو #وزير_الدفاع؛ يسرنا أن نعلن عن توقيع اتفاقية توطين استراتيجية مع شركة @BaykarTech التركية، لتوطين صناعة الطائرات المسيَّرة "Bayraktar Akinci" والأنظمة المكونة لها داخل المملكة، إذ ستُعزز هذه الاتفاقية دورنا في دعم صناعة الدفاع الوطنية وتعزيز قدراتنا المحلية. pic.twitter.com/9mBWNBflh5

— SAMI (@SAMIDefense) August 6, 2023

زيارة أردوغان

وكانت الرياض قد وقعت اتفاقيات عديدة في مجالات الاستثمار المباشر والصناعات الدفاعية والطاقة والدفاع والاتصالات مع أنقرة خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة في يوليو/تموز الماضي، والتي كانت أول زيارة يقوم بها لبلد عربي بعد إعادة انتخابه.

وجاء التوقيع عقب محادثات جرت في جدة بالسعودية يوم 17 يوليو/تموز الماضي بين وفدي البلدين برئاسة كل من الرئيس التركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وركزت على تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وقتها إن المملكة وقعت عقدين مع شركة الصناعات الدفاعية التركية "بايكار" لشراء طائرات مسيرة "بهدف رفع جاهزية القوات المسلحة وتعزيز قدرات المملكة الدفاعية والتصنيعية" وأضاف أن البلدين وقعا أيضا خطة للتعاون الدفاعي.

وتُعد هذه الاتفاقية، الموقعة بين الرياض وأنقرة لشراء طائرات مسيرة تركية من شركة بايكار، أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا، وفق وكالة رويترز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: صناعة الطائرات

إقرأ أيضاً:

سكوربيون ستريك .. اعتراف أمريكي مرير بالهزيمة أمام اليمن يفرض عليها إعادة رسم استراتيجياتها الدفاعية

في إعلان وُصف بأنه الأكثر إثارة للجدل من جانب البنتاغون منذ حرب فيتنام، كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن برنامج دفاعي جديد يتمثل في إطلاق قوة مهام ’’سكوربيون سترايك’’، وهي وحدة عسكرية متخصصة في حروب الدرون منخفضة الكلفة والحرب الإلكترونية الشبكية. لكن خلف هذا الإعلان، تقف حقيقة استراتيجية لا تخفيها الأوساط العسكرية الأمريكية،
التحول الصارخ في العقيدة الدفاعية الأمريكية جاء نتيجة لفشل واشنطن في المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية التي قلبت موازين الحرب بكلفة زهيدة وبفعالية عالية، ما أجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر جذرياً في منظومة دفاعها.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

اليمن .. الاختبار الصعب الذي فاجأ واشنطن

منذ تصاعد المواجهات في البحر الأحمر وسواحل اليمن، وجدت الولايات المتحدة نفسها في معادلة لم تتوقعها، فهي أمام خصم يستخدم طائرات مسيّرة وصواريخ منخفضة التكلفة، لكنه قادر على استنزاف البحرية الأمريكية وتكبيدها خسائر بمليارات الدولارات، على الجانب الآخر، كانت واشنطن تستخدم، سفناً حربية عملاقة، وأنظمة رادار متطورة، وصواريخ اعتراض تزيد قيمة الواحد منها على ملايين الدولارات،

لكن كل ذلك لم ينجح في إنهاء تهديد القوات المسلحة اليمنية المرعب، ولا الحد من فعاليته، ومع استمرار الهجمات، بدأت تتضح الصورة، فالفجوة بين كلفة الهجوم اليمني وكلفة الدفاع الأمريكي غير قابلة للاستمرار، هذه المعادلة، بحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين سابقين، شكلت الصدمة العملياتية، التي دفعت واشنطن إلى الاعتراف بأن العقيدة الأمريكية التقليدية لم تعد مناسبة لحروب اليوم.

 

وزير الدفاع  الأمريكي يعترف .. أجبرتنا القوات اليمنية على التغيير لم يكن أمامنا خيار آخر

في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه إنشاء سكوربيون سترايك، لم يُخفِ وزير الدفاع أن الدافع الحقيقي لهذا التطور هو ما جرى في المواجهات مع القوات اليمنية، وقال بعبارات واضحة: نقف اليوم أمام حقبة جديدة فرضتها مواجهات غير متكافئة، الطائرات المسيّرة الرخيصة أصبحت عاملاً حاسماً في ساحات القتال، ولا يمكن أن نتغافل عن الدروس التي تعلمناها في البحر الأحمر.

وكان واضحاً أن دروس البحر الأحمر تعني ما تكبدته القوات الأمريكية من خسائر في مواجهتها مع القوات اليمنية في البحر الأحمر ، اليمن أجبر الولايات المتحدة على إعادة الحسابات.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي أن الجيش سيتسلم عشرات الآلاف من الطائرات المسيّرة الصغيرة، في عام 2026، في إطار ما وصفه بـخطة هيمنة الدرون منخفض الكلفة.

 

منظومة دفاعية متقدمة انهارت أمام سلاح لا يتجاوز ثمنه ألف دولار

وفق تقييمات داخلية في البحرية الأمريكية ،سربتها مراكز دراسات متخصصة، فإن المشكلة لم تكن في قلة إمكانات واشنطن، بل في عدم جاهزية منظومتها الدفاعية لمواجهة سلاح منخفض الكلفة وتقنية خاصة جداً لم تستطع أحدث الأجهزة الأمريكية من التعامل معها على نطاق واسع، القوات المسلحة اليمنية استخدمت، طائرات مسيّرة انتحارية، وصواريخ كروز منخفضة الكلفة، وتكتيكات تشتيت متقدمة، وهجمات متزامنة ترهق أنظمة الاعتراض، وأمام ذلك كانت الولايات المتحدة مضطرة إلى،

تشغيل مدمرات باهظة الثمن، واستخدام صواريخ اعتراض قيمتها مئات أضعاف قيمة الهدف، واستمرار عمليات الدفاع لساعات وأيام متواصلة، ما كشف هشاشة منظومة الردع الأمريكية أمام حرب غير متكافئة.

 

سكوربيون سترايك .. محاولة لتقليد ما نجح اليمن في تطبيقه

يؤكد محللون عسكريون أن الفكرة الأساسية وراء وحدة سكوربيون سترايك هي محاكاة النموذج اليمني، لكن بقدرات أمريكية متقدمة، فمن خلال إنتاج أعداد ضخمة من الطائرات المسيّرة، تريد واشنطن خفض كلفة الدفاع، وزيادة مرونة الهجوم، والانتقال من الدفاع الباهظ إلى الهجمات الشبكية، وكذلك نشر الطائرات المسيّرة مع كل وحدة قتالية صغيرة ،

بمعنى آخر، تحويل الجيش الأمريكي إلى قوة تعتمد على الكمّ الذكي، وليس فقط على التكنولوجيا الضخمة والباهظة.

 

برنامج اعتراف .. وليس ابتكاراً

على الرغم من محاولة بعض الأوساط السياسية الأمريكية تصوير البرنامج كابتكار جديد، إلا أن الواقع يشير إلى أنه اعتراف بتفوّقٍ تكتيكي فرضته القوات المسلحة اليمنية، التي تمكنت من تشتيت الدفاعات الأمريكية البحرية والجوية، وفرض تهديد مستمر على الملاحة رغم القدرات الهائلة لواشنطن، وخلق معادلة جديدة، السلاح الرخيص ينتصر عند الاستخدام الذكي.

وكذلك إظهار أن التكنولوجيا ليست معيار التفوق الوحيد، هذه الدروس كانت القاعدة التي بُني عليها برنامج ’’سكوربيون سترايك’’.

 

البنتاغون .. من هيمنة السماء إلى صدمة الدرون

لأول مرة، يتعامل البنتاغون مع احتمال أن تتقلص سيطرته الجوية التقليدية بسبب سلاح لا يتجاوز ثمنه عشرات أو مئات الدولارات، وفي هذا السياق، يأتي البرنامج الجديد ليعبّر عن تحول نفسي قبل أن يكون عسكرياً، فلم تعد واشنطن قادرة على تجاهل طبيعة الحرب الحديثة، وإعادة بناء للثقة الداخلية، ففشل الأنظمة الدفاعية أمام اليمن أحدث صدمة في الأوساط العسكرية، وكذلك محاولة لاستعادة الهيبة، من خلال الانتقال من الدفاع الباهظ إلى الهجوم الرخيص هو محاولة لإعادة المبادرة لواشنطن.

 

 اليمن فرض التغيير

يمكن القول إن الولايات المتحدة لم تبادر إلى هذا التحول بإرادتها الحرة، بل فُرض عليها بفعل المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، التي أثبتت أن امتلاك سلاح متطور ليس شرطاً للنصر، وأن التفوق الحقيقي يكمن في الابتكار، والقدرة على المناورة، وتكتيكات الاستنزاف الذكي، وقبل ذلك كله ’’العقيدة القتالية المرتبطة بمشروع الثقة بالله وبتأييده ونصرة المستضعفين’’ .

ولهذا فإن ’’سكوربيون سترايك’’  ليست مجرد قوة جديدة، بل هي اعتراف أمريكي صريح بأن موازين القوى في القرن الحادي والعشرين لم تعد تُقاس بالكلفة، بل بالفعالية.

# القوات المسلحة اليمنية# الولايات المتحدةأمريكاالبحر الأحمرالدفاع الأمريكيحرب الدرون منخفضة التكلفةخطة هيمنة الدرون منخفضة التكاليفسكوربيون ستريك

مقالات مشابهة

  • أول شركة اتصالات على مستوى المملكة.. زين الأردن تحصل على شهادة ( ( EDGE للمباني الخضراء
  • الخطوط الجوية التركية والجنوب أفريقية توقّعان اتفاقية مشاركة بالرمز
  • جمعية غير ربحية للمصنعين.. تعزيز القدرات والخبرات السعودية في صناعة الطيران
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تعلن تأسيس جمعية مصنعي الطائرات غير الربحية
  • روسيا تقدم عرضا للهند لتوطين إنتاج مقاتلة الجيل الخامس “سو-57”
  • وزارة الصناعة تعلن تأسيس جمعية مصنعي الطائرات غير الربحية
  • تأسست 1958.. تعرف على تاريخ شركة بايك في صناعة السيارات
  • اليابان تطلق تحذيرات من حاملات الطائرات الصينية وتواجدها بالقرب من سواحلها
  • سكوربيون ستريك .. اعتراف أمريكي مرير بالهزيمة أمام اليمن يفرض عليها إعادة رسم استراتيجياتها الدفاعية
  • الضربات الدفاعية الروسية تتصدى لـ 116 مسيرة أوكرانية