جنرال متقاعد: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
حذر جنرال إسرائيلي متقاعد من تداعيات رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصفقة التبادل المقترحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والتي استؤنفت المفاوضات بشأنها منذ أيام في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن الجنرال المتقاعد إسحق بريك القول إنه "إذا رفض نتنياهو الصفقة هذه المرة أيضا، فسنفقد المختطفين إلى الأبد وسنكون على شفا حرب إقليمية، ستكبدنا خسائر فادحة"، مشبها ما سيحدث "بتسرب إشعاعي أو إلقاء قنبلة نووية علينا دون قصد".
ويلقب بريك -الذي قاد سلاح المدرعات بين عامي 2009 و2018، ثم تولى قيادة "مفوضية شكاوى الجنود"- بـ"نبي الغضب" في إسرائيل، لأنه تنبأ بهجوم يشنه آلاف المقاتلين الفلسطينيين على مستوطنات غلاف قطاع غزة على غرار ما حدث بمعركة طوفان الأقصى، كما أنه تنبأ بهجوم فلسطيني عارم في المستقبل القريب على المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
لا يمكن وقف حماسوبدأ بريك بوصف وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، قائلا "إننا نواصل القتال في قطاع غزة ونشن غارات متكررة على الأراضي التي احتلت؛ غارات لا هدف لها، ولكن ثمن الدماء التي تدفع لأجلها باهظ".
وقال إن "الجيش ينجح في تدمير المباني، لكن ليس هناك ما يمكنه فعله لوقف حماس، التي تجلس بأمان في الأنفاق، والتي عادت بالفعل إلى حجمها قبل الحرب وملأت فراغ قتلاها بمقاتلين من الشباب".
وأضاف "لا تستطيع دولة إسرائيل أن تحقق أيا من أهداف الحرب، لأنها بعد أن قلّصت قواتها في السنوات العشرين الماضية، ليس لديها قوات للاستقرار بشكل دائم في الأراضي التي احتلتها، وفي هذه الحالة لن تكون إسرائيل قادرة على هزيمة حماس".
ووصل بريك إلى حد القول "يجب الاعتراف بأننا قد خسرنا الحرب، فاستمرار القتال لن يسهم إطلاقا في تحقيق النصر، بل على العكس: هزيمة إسرائيل ستكون أكثر إيلاما".
ثم ذهب لانتقاد حكومة نتنياهو في تعاملها مع الإدارة الأميركية التي تسعى لتسهيل التوصل لصفقة تبادل، قائلا "مع ذلك فإن المستوى السياسي الوهمي يضايق الرئيس الأميركي جو بايدن بعد هزيمته في المواجهة مع دونالد ترامب، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى مساعدة الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى".
وانتقد الجنرال المتقاعد تهديدات إسرائيل بشن هجوم واسع على لبنان، ليقول "لا يفهم قادتنا ما الكارثة التي سيجلبها الهجوم على لبنان، ففي نهاية المطاف، إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على هزيمة حماس، فمن المؤكد أنه لن يتمكن من هزيمة حزب الله، الذي يملك ترسانة قوامها 150 ألف صاروخ وقذائف ومسيرات".
وفي هذا السياق، كشف عن تصريحات لجنود تتحدث عن خيانة وفشل في تسيير المعارك وإحباط لدى القوات، وأيضا عن كذب وتلاعب في حجم الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال.
فرضيات استمرار القتالوأكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أن استمرار القتال في قطاع غزة، سيؤدي أيضا إلى استمرار القتال في الشمال، معتبرا أن ذلك لا يأتي بأي حل "بل يؤدي إلى تآكل الجيش والاقتصاد وعلاقات إسرائيل الدولية وقدرتها على الصمود الوطني، وسيؤدي إلى حرب إقليمية ستدمر البلاد".
وألقى بريك باللوم في الاستمرار بهذه السياسة، دون التوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب مع حماس على من أسماهم "الفرسان الثلاثة الباحثين عن المغامرة" وهم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وأمثالهم من السياسيين وأصحاب الرتب العالية في الجيش.
وقال بريك إن "استمرار الحرب هي ضمانتهم الوحيدة للاستمرار في مناصبهم، وإنهم يتركون المختطفين حتى الموت ويرسلون مقاتلينا ليقتلوا عبثا، وهذه جريمة لا تقل عن جريمتهم السياسية".
وخلص إلى المطالبة بوقف "القتال في القطاع فورا. وهذا أيضا سيجر حزب الله لوقف محاصرتنا بالنار، والسماح بعودة المختطفين عبر الاتفاق، لاستعادة الجيش والاستعداد لحرب إقليمية، عندما يكون الجيش جاهزا فإنه سيكون قادرا على مواجهة أي تحدٍ" على حد قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات استمرار القتال القتال فی
إقرأ أيضاً:
نتيجة الحرب بين إسرائيل وإيران.. انخفاض في أعداد السفن التي تمر عبر مضيق هرمز
كشفت هيئة بحرية رائدة، عن إنخفاض محدود في أعداد السفن التي تمر عبر مضيق هرمز، أحد أهم الممرات العالمية التي يمر عبرها ربع شحنات النفط العالمية، بالتزامن مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران.
وذكر مجلس البلطيق والملاحة البحرية الدولي وهو اتحاد شحن يمثل أعضاؤه 62% من حمولة العالم، أنه لاحظت "انخفاضًا متواضعًا" في عدد السفن التي تعبر مضيق هرمز، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، التي دخلت اليوم الأربعاء يومها السادس حيث قُتل أكثر من 220 شخصًا في إيران وأكثر من 20 في إسرائيل.
ونقل موقع المونيتور الأمريكي، عن جاكوب لارسن، رئيس الأمن في مجلس البلطيق والملاحة البحرية الدولي: "يبدو أن مستويات الصراع تتصاعد، مما يثير قلق مجتمع مالكي السفن. نشهد الآن انخفاضًا طفيفًا في عدد السفن التي تبحر في المنطقة".
وأشار إلى أن السلطات الأميركية أفادت يوم الاثنين بأنه لا توجد مؤشرات على وجود تهديد من جانب إيران للسفن التجارية باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل.
ويعد مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، أحد أهم ممرات النفط في العالم، إذ يمر عبره حوالي ربع إجمالي شحنات النفط. وفي عام 2023، بلغ متوسط تدفقات النفط عبر هذا الممر المائي 20.9 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يمثل حوالي 20٪ من استهلاك السوائل البترولية العالمي.
ويشهد مضيق هرمز أيضًا مرور نحو خمس شحنات الغاز العالمية عبره، وهو أمر حيوي لتجارة الحاويات العالمية.
وقال رئيس شركة ميتسوي أو إس كيه لاينز، ثاني أكبر شركة شحن في اليابان، إن سفنه تعمل كالمعتاد في الخليج بينما تراقب الوضع عن كثب، فيما ذكر تاكيشي هاشيموتو لرويترز على هامش مؤتمر آسيا للطاقة في ماليزيا "نحن نشغل الكثير من الحاويات وناقلات السيارات وناقلات الكيماويات بحيث يصبح من الصعب للغاية علينا تقليص الخدمة أو إيقافها".
وتأتي تعليقات هاشيموتو ولارسن في أعقاب حادثة اندلعت فيها النيران في ناقلتين في المياه الإماراتية بالقرب من مدخل مضيق هرمز في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
وحذر لارسن من أنه إذا استمر الضغط على إيران في التصاعد ــ وخاصة إذا أصبحت الولايات المتحدة متورطة بشكل أكثر مباشرة ــ فقد تبدأ إيران في استهداف السفن غير المرتبطة بإسرائيل.
وأشار إلى أن "القوات الإيرانية تتمتع بمهارات عالية في الحرب غير المتكافئة، واستعدت لعقود لسيناريو يتضمن هجمات ضد الشحن عبر مضيق هرمز والمياه المجاورة".
وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنسبة 1.37% إلى 74.22 دولار للبرميل بحلول الساعة السادسة صباحا بالتوقيت الشرقي يوم الثلاثاء، مقارنة بإغلاق اليوم السابق.
وحذر المحللون من أنه في حال إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بسبب الصراع، فقد تتجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل، وسترتفع تكاليف الشحن، وقد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات خطيرة، وبالرغم أن المضيق لم يُغلق بالكامل قط - بل كان مغلقًا جزئيًا فقط في الماضي - فقد هددت إيران مرارًا وتكرارًا بإغلاقه بالكامل.
ومع تصاعد الصراع، يقوم أصحاب السفن بإعادة تقييم المخاطر وسط حالة عدم اليقين المتزايدة، حيث قال لارسن: "يمكن لإيران أن تبدأ بمهاجمة السفن دون سابق إنذار تقريبًا، وبالتأكيد أسرع من الوقت الذي تستغرقه سفينة عبر مضيق هرمز". وأضاف: "تختلف الظروف ودرجة تحمل المخاطر اختلافًا كبيرًا بين مالكي السفن. ويبدو أن معظم مالكي السفن يختارون حاليًا المضي قدمًا، بينما يبدو أن بعضهم يتجنب ذلك".