كانت مديحة ست بيت بمعنى الكلمة وذلك رغم عملها في وظيفة إدارية بموطنها الثاني (ألمانيا)، وكانت تحب الطهي وتفنن في صنع الاطعمة، وأذكر انها كانت نظيفة وانيقة عندما كنت أزورهم في البيت الكبير. وكانت تتضايق من عدم اهتمام عماد بالاستحمام بعد تمارين الفروسية او العاب الكارنيه التي كان مواظبا عليها، بالذات خلال عطلاته المدرسية.
وقد انتهرتني في يوم على غير العادة والتوقع عندما ارسلت لها صورة نهارية لي وقد نبتت ذقني؛
- انا ما راح اتكلم معاك الا تمشي الآن الا تتخلص اولا من هذه الذقن القبيحة وتحلق شعرك وترجع لشكلك الطبيعي: (محمد ود الناس).
ووعدتها خيرا، فهدا روعها قليلا ولكنها رغم ذلك انهت المحادثة وقالت لي:
- مع السلامة، لي بعدين... بعد الحلاقة!
وذهبت من فوري للحلاق، وحلقت ذقني وشعر راسي كما طلبت، ولما فرغت من الاستحمام في البيت تعطرت ثم ارسلت لها صورتي وانا منتعش؛ شعري محفحف وحليق الذقن.
ولكنها لم ترد على رسالتي بالسرعة المطلوبة وانتظرت إلى أن جاءني تنبيه رسالتها ورفعت السماعة واتصلت بها... وكان ذلك هو الاتفاق بيننا: الا اتصل بها الا بعد رسالة منها.
وواصلنا الحديث.
وأذكر في ذلك اليوم سألتها عن تجربتها مع الولادة: آلامها وفرحتها وقدوم طفل جديد... وهل تتشابه الولدات وما الى ذلك... وكانت ردودها عامة وعادية لا تحمل جديدا، ولا تختلف كثيرا عما سمعناه من الجدات والأمهات عن الولادة او ما شاهدناه وخبرناه من تجارب الأهل والجيران.
وعندما كثرت عليها اسئلتي، قالت لي:
- خليك من صداع الولادة وما الولادة... انا عايزة اسمع منك غنوة.
واستجبت لطلبها على الفور وغنيت لها مقطع من اغنية (مرت الايام) للفنان عبد الدافع عثمان... فانتشينا نحن الاثنان حد الثمالة.
وابدت إعجابها بالمقطع وبأدائي وصوتي... وتنهدت وهي تقول لي:
- حقيقة واقعة في ورطة، من زمن كنت ساكنة مع انصاريات سنة في الداخلية، خوفوني من الاغاني فامتنعت عن سماعها وبقيت الا يترجموا لي كلمة... كلمة، وبعد زمن طويل ضاع، و بعد ان اكتشفت الخداع الديني بقيت بحاول افهم واولادي يساعدوني، طبعا القصة ما وقفت على الاغاني بس فقد كنت برسم وبكتب شعر.
لقد اطاروا كل شيء جميل من راسي والان ندمت.
وبعد يومين او ثلاثة من تلك الأمسية البهيجة ارسلت لي مقطع فيديو قصير، تبين فيه وهي ترقص على أنغام (مرت الايام) في الخلفية وهي ترتدي فستان بيت احمر.
كانت ترقص فوق الكنبة، وعلى البساط، رقصا مجنونا ولكنه أعجبني وصرت أشاهد الفيديو مرات ومرات في الأيام التالية... واعتبرت انه هدية قيمة بحق. رغم انها بخلت علي، ولفترة طويلة، بصورتها الفوتوغرافية، مع انها ارسلت لي صورا لها وهي تتوسط أخواتها وأخري تتوسط فيها بناتها وصورتين او ثلاثة لها على انفراد. ولكنها ضاعت ومسحت من ذاكرة الهاتف، ولما اخبرتها بذلك وطلبت منها بعض صورها الحديثة، ردت علي باقتضاب ولكن بشكل حاسم:
- انسى!
ولم ترسل صورا، ولم الح عليها في الطلب.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: الحملة ضد الحوثيين كانت طريقاً مسدوداً بلا مكاسب
الجديد برس|
قالت مجلة “أميركان كونسيرفاتيف” الأمريكية إن اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات صنعاء والولايات المتحدة يمثل اعترافاً من إدارة ترامب بأن الحملة العسكرية ضد اليمن كانت تسير في طريق مسدود وبلا أي مكاسب.
ونشرت المجلة، هذا الأسبوع، تقريراً اعتبرت أن “قرار ترامب بوقف القصف على اليمن يشكل اعترافاً بحقيقة أن هذا كان طريقاً مسدوداً دموياً لا يوجد فيه أي نوع من المكاسب في الأفق”.
وأشارت إلى أن “الحملة العسكرية كانت تفتقر إلى مكاسب استراتيجية واضحة، وتزيد الضرر على الإدارة الأمريكية نفسها”.
ووفقاً للمجلة فإن الحملة “أسفرت عن نتائج كارثية وسط نجاح عملياتي محدود”.
وأوضحت أنه “رغم الهجوم الشرس، فإن الحوثيين لم يُظهروا أي تراجع، بل كثّفوا هجماتهم على إسرائيل والسفن الحربية الأمريكية، وأما في أمريكا، فقد لعبت الحرب على اليمن دوراً في تقويض إدارة ترامب نفسها من خلال فضيحة (سيجنال جيت)”، في إشارة إلى حادثة تسريب خطط الهجوم على اليمن في دردشة على تطبيق (سيجنال).
وأشارت المجلة إلى أن “الاتفاق الظاهري مع الحوثيين لا يشمل إسرائيل، فقد واصل الحوثيون هجماتهم على أهداف إسرائيلية تضامناً مع فلسطينيي غزة، ولم يأتِ إعلان ترامب على ذكر حماية المصالح الإسرائيلية، بل بدا أنه ركّز فقط على السفن الأمريكية”.
وأضافت: “هجوم إسرائيل على غزة يتصاعد، وعزم الحوثيين على قتال إسرائيل حتى توقف هذا الهجوم لا يزال قائماً، وبينما يختار ترامب التركيز على المصالح الأمريكية، يبقى أن نرى ما إذا كان سيقاوم ضغوط الصقور المؤيدين لإسرائيل المتبقين في إدارته لاستئناف القصف إذا تصاعدت حرب إسرائيل مع الحوثيين”.
واعتبر أنه “برغم ذلك، فإن استعداد ترامب الواضح لاختبار الاتفاق المتبادل مع الحوثيين، بدلاً من إدامة دوامة العنف، يُعدّ خطوةً عمليةً وحكيمةً تعكس التزاماً بالأولويات الأمريكية”.