بعد كل هذه الدماء عار علينا ان ندخل الى بلاط العسكر سجدا!
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
الحرب حالة مؤقتة وتوقفها حتمي، نتمناه سريعا ،وكمدنيين دورنا في ايقاف الحرب هو نزع المشروعية السياسية والاخلاقية عنها والتبصير بطبيعتها وكشف اسبابها الحقيقية ومحاربة اي خطاب كراهية او عنصرية او سرديات مضللة تهدف الى تزيين الحرب واستنفار الشباب للقتال!
هذه ليست حرب الشعب السوداني بل هي صراع سلطة بين قوى عسكرية متفقة على قهر ونهب الشعب السوداني ومختلفة حول انصبتها من كعكة السلطة!
العداء الاكبر والمغلظ الذي يستبطنه مشعلو هذه الحرب ولا سيما الكيزان هو في الاساس ضد القوى المدنية الديمقراطية التي تجتهد في مساعدة الشعب السوداني على استخلاص الدرس الصحيح وولادة الوعي الجديد من هذه التجربة القاسية التي دفع فيها اثمانا باهظة.
هذا الشعب الذي تنفق ٨٠% من موارده المالية على الامن والدفاع مطلوب منه ان يخرج من تحت الانقاض مضرجا بدمائه ممزق الاوصال وهو يهتف بان القوات المسلحة صمام امان البلد ! واي صوت يتساءل اين هو الامان والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع افزعونا بداناتهم وطيرانهم ورصاصهم في صراعهم على السلطة، اين الامان والشعب هائم على وجهه هربا من رعب الاشتباكات وانتهاكات الدعم السريع والجيش هارب من الميدان تاركا المواطنين مكشوفي الظهر والشرطة فص ملح وداب منذ اول يوم في الحرب!
كل من يطرح اسئلة منطقية كهذه خائن وعميل ومرتزق اما الوطنية فهي التسبيح بحمد القتلة!
الدرس الصحيح المستفاد من هذه الحرب هو ان المؤسسة الامنية و العسكرية السودانية من جيش ودعم سريع وجهاز امن وشرطة كلها معطوبة وتحتاج الى اعادة بناء على اسس جديدة تجعلها فعلا مؤتمنة على حياة وكرامة المواطنين!
مذلة الحرب يجب ان تفرز وعيا يرفض بل يحتقر الحكم العسكري ويتطلع لحكم مدني ديمقراطي مستوفي لشروط الحكم الراشد ، والحكم المدني المنشود هو نسخة ديمقراطية مرسومة من وحي المعاناة ومخاض التجربة العسيرة ممثلة في هذه الحرب، بمعنى انه ليس عودة الى اي نموذج ماضوي بل اجتراح نموذج مستقبلي.
ربما تتوقف الحرب على اساس صفقة بين المجرمين ينتج عنها استبداد عسكري كامل الدسم او نصف دسم ، هذا ليس مستبعدا ، والشعب المسحوق بالحرب سيرحب بالسلام لان غايته اسكات البنادق والعودة الى منازله ومزارعه وحياته الطبيعية ولا يمكن لومه على ذلك، كل ما يجب قوله للشعب في هذه الحالة: السلام مبروك ، تمسك به فهو حقك الاصيل الذي عاد اليك ، ولان السلام عزيز وغالي احرص ايها الشعب على استدامته واياك ان تسمح لهؤلاء العسكر ان يسلبوك هذه النعمة مجددا كما سلبوها اول مرة! والطريق الى استدامة السلام هو طريق الديمقراطية والحكم الراشد .
اهم معيار لنجاح القوى المدنية والديمقراطية هو ان تفرض اجندة التحول الديمقراطي على اي مشروع للسلام بحيث يكون سودان ما بعد الحرب في حالة قابلية للتحول الديمقراطي، وهذا يتطلب ان تكون اي مساومة مع القوى العسكرية محصورة في مصائرهم الشخصية ومصائر امبراطورياتهم الاقتصادية ولا تتجاوز ذلك الى تقرير مصير البلاد سياسيا والمشاركة في الحكم.
بحسابات الواقع ، الراجح ان لا تمضي الامور في خط مستقيم سياسيا واخلاقيا، فالتعرجات والالتواءات والانحرافات واردة بكل اسف تحت اكراهات الواقع المعقد، ولكن الشيء الوحيد الذي يجب ان لا نسمح بانحرافه او التوائه هو بوصلتنا الوطنية الاخلاقية والفكرية والسياسية التي يجب ان تكون مضبوطة في اتجاه الضفة الصحيحة من التاريخ، ولو كانت كذلك فعلا، حتى لو فرض علينا خيار الحكم العسكري البائس باي مؤامرة داخلية او اقليمية وتواطؤ دولي فلن ندخل الى بلاط الحكم العسكري سجدا! بل سندخله وايدينا مطبقة على انوفنا من رائحة الجثث المنبعثة من بزاتهم اللامعة، وعيوننا سترسل لهم نظرات الغضب النبيل المستحق والوعيد الشعبي الصارم باستئناف الثورة.
هؤلاء العسكر اثبتوا على مدى ٥٤ عاما من عمر الاستقلال انهم فاشلون عاجزون حتى عن اقامة نموذج " مزرعة الحيوان" حيث يحرم الناس من الحرية مقابل السلام والطعام!
ومع ذلك تجتهد ابواق التضليل والتجهيل في ان تجعل من هذه الحرب مشنقة للقوى المدنية الديمقراطية ومحرابا لتقديس المؤسسة الامنية والعسكرية الفاسدة والفاشلة التي اشعلت كل هذا الجحيم في اجساد الابرياء في الصراع على السلطة بين اجنحتها!!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
جنوبٌ مفخّخ بعد الحرب.. قنابل صامتة تؤجّل السلام
لم تنتهِ الحرب في الجنوب مع صمت المدافع وتراجع الطائرات عن السماء. ما تركته خلفها لا يُرى بالعين المجرّدة دائماً، إذ تنتشر قنابل غير منفجِرة مدفونة في الحقول وبين الركام، تنتظر لمسة فلاح، أو جَرف جرّافة، أو خطوة طفل، لتكمّل ما بدأته الغارات من موت ودمار.على امتداد الاشهر الماضية من العمليات العسكرية الأخيرة، تحوّل الجنوب إلى مسرح لضربات جوية كثيفة وقصف مدفعي متقطّع لكنه مستمر، استهدف المنازل والطرقات والبنى التحتية والمرافق الحيوية، وتمدّد أحياناً إلى البقاع ومناطق أخرى بعيدة عن خط التماس التقليدي. لكن الوجه الأكثر خطورة لهذه الجولة ليس الدمار الظاهر، بل "التلوّث الخفي" بالذخائر غير المنفجرة، الذي بدأ يأخذ شكل أزمة قائمة بذاتها، تعرقل العودة، وتعطّل إعادة الإعمار، وتضع خطاً أحمر تحت كل خطوة في القرى والحقول.
قنابل الحرب الطويلة: ما لم ينفجر بعد
في قلب المشهد، تبرز القنابل والصواريخ والقذائف التي لم تنفجر عند ارتطامها بالأرض. هذه الذخائر تتحوّل عملياً إلى ألغام عشوائية.. لا خريطة لها، ولا أسلاك ظاهرة، ولا شريطاً أحمر يحيط بها. المعنيون بإدارة المخاطر في الجنوب يتحدّثون اليوم عن مئات الحوادث القتالية خلال الأشهر الماضية، نسبة كبيرة منها غارات جوية، والبقية قصف مدفعي وضربات متنوّعة، في نمط قتال يخلّف عادة معدّلات مرتفعة من الذخائر غير المنفجرة.
الأخطر أن جزءاً من هذه الهجمات جرى بقنابل عنقودية في الوديان والأحراج المحيطة بعدد من القرى الحدودية. هذه الذخائر الصغيرة التي تتناثر على مساحات واسعة، يفشل عدد كبير منها في الانفجار فوراً، فتختلط بالعشب والحجارة والركام. تجربة ما بعد "حرب تموز 2006" لا تزال حاضرة، سنوات من عمل فرق نزع الألغام، ودماء مزارعين وأطفال وعمال، فقط لأنهم اقتربوا من جسم معدني غريب في أرضٍ افترضوا أنها عادت آمنة. اليوم، يبدو أن الجنوب يدخل حلقة مشابهة، إن لم تكن أشد تعقيداً.
فلاحون يخافون الأرض، ونازحون يخشون طريق العودة
الحقول التي كانت تُزرع تبغاً وزيتوناً وقمحاً تحوّلت اليوم إلى مساحات مشكوك فيها. الفلاح الذي كان يدخل أرضه مع أول خيط ضوء، بات ينتظر من يخبره إن كانت "آمنة". الرعاة الذين اعتادوا الانحدار إلى الوديان مع مواشيهم، صاروا يحسبون ألف حساب لمسار كل خطوة.
النازحون من القرى الجنوبية يعلّقون آمالهم على العودة مع أول فرصة، لكن الطريق نفسها أصبحت جزءاً من المعركة، طرقات فرعية وجسور صغيرة استُهدفت، ومسالك ترابية كانت تُستخدم للوصول إلى البيوت والحقول، تحوّلت إلى ممرات يحتمل أن تكون ملوّثة ببقايا قذائف وصواريخ.
وإلى جانب القصف التقليدي، استُخدمت ذخائر حارقة وفوسفورية في بعض المحاور الحسّاسة، خصوصاً في محيط الأحراج والوديان وعلى ضفاف الأنهر. هذه القذائف لا تكتفي بحرق الأشجار وتدمير الغطاء النباتي، بل تترك وراءها طبقة كثيفة من الرماد والركام تغطي الأرض وتخفي تحتها ما تبقّى من ذخائر غير منفجرة. وفي مثل هذه الظروف، تصبح مهمة فرق نزع الألغام أكثر تعقيداً، حيث أن أجهزة الكشف تواجه تشويشاً من كثافة المعادن والركام، والرؤية المباشرة للعناصر الميدانيين تنخفض بسبب تراكم الحطام والرماد. عملياً، كل متر مربع يحتاج إلى وقت أطول وجهد أكبر ليُعلن آمناً.
قبل الحديث عن ترميم مدرسة أو إعادة تشغيل مستشفى أو إصلاح شبكة مياه، هناك معركة صامتة يجب أن تُحسم، حيث يجب أن تبدأ من تنظيف الأرض من القنابل الصامتة. فمن دون خرائط ميدانية دقيقة لمناطق التلوّث، ومن دون برامج توعية واسعة النطاق للسكان والعاملين في الميدان، تصبح كل ورشة إعمار مغامرة غير محسوبة.
خبراء في إدارة المخاطر يلفتون إلى ضرورة التعامل مع بعض القرى والحقول كـ"مناطق ملوّثة افتراضياً"، إلى أن تقوم فرق مختصة بمسحها وإعلانها آمنة. هذا ينطبق خصوصاً على المناطق التي شهدت قصفاً عنيفاً أو استعمالاً للقنابل العنقودية والذخائر الحارقة، وعلى السهول التي سقطت فيها صواريخ كبيرة ولم تُسجَّل انفجارات موازية لعدد الضربات.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة جيش الاحتلال يضع مدرّعات مفخّخة محيط مسجد السلام في حي الصبرة جنوب غزة Lebanon 24 جيش الاحتلال يضع مدرّعات مفخّخة محيط مسجد السلام في حي الصبرة جنوب غزة 05/12/2025 11:01:25 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 الحدث: الجيش الإسرائيلي يفجر 3 عربات مفخخة بمنطقة المُغربي جنوب غزة Lebanon 24 الحدث: الجيش الإسرائيلي يفجر 3 عربات مفخخة بمنطقة المُغربي جنوب غزة 05/12/2025 11:01:25 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 جيش الاحتلال يفجّر مدرّعة مفخّخة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة Lebanon 24 جيش الاحتلال يفجّر مدرّعة مفخّخة في حي الصبرة جنوب مدينة غزة 05/12/2025 11:01:25 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس الأوكراني: على العالم ألا يبقى صامتا بعد الهجمات الروسية الأخيرة Lebanon 24 الرئيس الأوكراني: على العالم ألا يبقى صامتا بعد الهجمات الروسية الأخيرة 05/12/2025 11:01:25 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 سنوات من المعادن الغارات البقاع الحجار الطويل الظاهر المجر تابع قد يعجبك أيضاً تحذير من الدفاع المدني للمواطنين.. التزموا بهذه الإرشادات في العواصف والأعياد Lebanon 24 تحذير من الدفاع المدني للمواطنين.. التزموا بهذه الإرشادات في العواصف والأعياد 03:52 | 2025-12-05 05/12/2025 03:52:54 Lebanon 24 Lebanon 24 خلط اوراق بين التقدمي والديمقراطي Lebanon 24 خلط اوراق بين التقدمي والديمقراطي 03:45 | 2025-12-05 05/12/2025 03:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كتل هوائية باردة وعواصف رعدية وأمطار غزيرة.. استعدوا للمنخفض الجوي الجديد Lebanon 24 كتل هوائية باردة وعواصف رعدية وأمطار غزيرة.. استعدوا للمنخفض الجوي الجديد 03:38 | 2025-12-05 05/12/2025 03:38:52 Lebanon 24 Lebanon 24 أداء على مستوى المسؤولية Lebanon 24 أداء على مستوى المسؤولية 03:15 | 2025-12-05 05/12/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 نقابة مستخدمي الضمان تمنح مهلة أسبوع قبل الإضراب بسبب الرواتب Lebanon 24 نقابة مستخدمي الضمان تمنح مهلة أسبوع قبل الإضراب بسبب الرواتب 03:08 | 2025-12-05 05/12/2025 03:08:48 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعدما ألزمه المرض البقاء في المستشفى... الفنّ العربيّ يخسر فناناً شهيراً (صورة) Lebanon 24 بعدما ألزمه المرض البقاء في المستشفى... الفنّ العربيّ يخسر فناناً شهيراً (صورة) 13:22 | 2025-12-04 04/12/2025 01:22:51 Lebanon 24 Lebanon 24 أمر عاجل يخصّ لبنان.. قرار أميركي لإسرائيل وصحيفة من تل أبيب تعلنه! Lebanon 24 أمر عاجل يخصّ لبنان.. قرار أميركي لإسرائيل وصحيفة من تل أبيب تعلنه! 08:30 | 2025-12-04 04/12/2025 08:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل ستتمكن هذه الدولة من إغراق حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد؟ Lebanon 24 هل ستتمكن هذه الدولة من إغراق حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد؟ 10:30 | 2025-12-04 04/12/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد إنفصالها عن وديع الشيخ... هل تعيش هذه الممثلة الجميلة قصّة حبّ جديدة؟ Lebanon 24 بعد إنفصالها عن وديع الشيخ... هل تعيش هذه الممثلة الجميلة قصّة حبّ جديدة؟ 15:22 | 2025-12-04 04/12/2025 03:22:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل يؤجل التفاوض المباشر الحرب فعلا؟ Lebanon 24 هل يؤجل التفاوض المباشر الحرب فعلا؟ 10:01 | 2025-12-04 04/12/2025 10:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب جاد حكيم - Jad Hakim أيضاً في لبنان 03:52 | 2025-12-05 تحذير من الدفاع المدني للمواطنين.. التزموا بهذه الإرشادات في العواصف والأعياد 03:45 | 2025-12-05 خلط اوراق بين التقدمي والديمقراطي 03:38 | 2025-12-05 كتل هوائية باردة وعواصف رعدية وأمطار غزيرة.. استعدوا للمنخفض الجوي الجديد 03:15 | 2025-12-05 أداء على مستوى المسؤولية 03:08 | 2025-12-05 نقابة مستخدمي الضمان تمنح مهلة أسبوع قبل الإضراب بسبب الرواتب 03:05 | 2025-12-05 جعجع التقى وفد مجلس بلدية بريح فيديو بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر في مزار سيدة لبنان - حريصا (مباشر) Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر في مزار سيدة لبنان - حريصا (مباشر) 04:38 | 2025-12-01 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 تغطية مباشرة لليوم الثاني لزيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان (مباشر) Lebanon 24 تغطية مباشرة لليوم الثاني لزيارة البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان (مباشر) 01:34 | 2025-12-01 05/12/2025 11:01:25 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24