كشف سيناريوهات إسرائيلية حول المواجهة القادمة مع حزب الله
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
في ظل تصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان، سلطت كاتبة إسرائيلية الضوء على السيناريو الذي أعده جهاز الأمن الإسرائيلي استعدادا لاندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله.
وأوضحت ليلاخ شوفال، وهي مراسلة الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "مع استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل، تشهد الأحداث الحدودية الشاذة بين إسرائيل وحزب الله في الأسابيع الأخيرة على ارتفاع بارز في احتمال اندلاع الحرب بين إسرائيل ولبنان".
وأشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلي ترجح أن "الحرب لن تنحصر في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن تنضم غزة للمعركة، وحينها ستكون إسرائيل مطالبة بان تتصدى أيضا للعمليات في الضفة الغربية، والمظاهرات وإغلاق طرق داخل الخط الأخضر، وكذا تهديدات أبعد من إيران أو من دول أخرى في المنطقة".
ورأت أن "فهم السلوك الإسرائيلي تجاه استفزازات حزب الله، والتخوف من الحرب التالية، هناك حاجة للتعرف على السيناريو الذي يستعدون له في إسرائيل في المجال المدني، والذي تعرفه محافل الأمن بالسيناريو "الخطير- المعقول" للحرب، وفضلا عن الإصابات المحددة للبيوت وآلاف المصابين، التخوف الاستراتيجي في جهاز الأمن هو الضرر لتواصل أداء الدولة لمهامها، شبكة الكهرباء، الاتصالات، الانترنت، سلسلة توريد الغذاء والقدرة على توريد الخدمات للإسرائيليين عقب عدم الامتثال للعمل".
الساحة الداخلية
حسب السيناريو "الخطير- المعقول" للحرب، "في يوم واحد من القتال، ستضطر إسرائيل لمواجهة نار آلاف الصواريخ، وفي اليوم الأول من الحرب سيطلق على إسرائيل نحو 6 آلاف صاروخ، ولاحقا سيهبط العدد ويقل أثناء أيام الحرب حتى 1500 إلى 2000 صاروخ يوميا".
التقديرات في أوساط خبراء الأمن، أنه "في كل يوم ستكون نحو 1500 إصابة فاعلة في المناطق الإسرائيلية، علما أن هناك احتمالات طفيفة أن تنجح إسرائيل في تقديم معدلات اعتراض عالية كتلك التي اعتدنا عليها في جولات القتال الأخرى في الجنوب (غزة)".
وفي ضوء حجم النار المتوقعة، حسب آخر سيناريو لجهاز الأمن، "في المعركة التي سيقودها حزب الله، سيقتل نحو 500 إسرائيلي في الجبهة الداخلية (العدد لا يتضمن الجنود القتلى)، إضافة إلى إصابة الآلاف، لكن رغم الأعداد المذهلة، ما يقلق حقا جهاز الأمن اكثر من أي شيء آخر، هو القدرة الدقيقة المتعاظمة حولنا".
ونبهت محافل أمنية، أن "أحد الدروس الهامة من الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، هو فاعلية المسيرات الإيرانية، وفي إطار السيناريو المذكور، جهاز الأمن لا يستبعد إمكانية أن ينجح حزب الله، إيران أو مبعوثوهم، في أن يضربوا منشآت استراتيجية معروفة وثابتة في إسرائيل، مثل محطات كهرباء، بشكل يجعل إسرائيل تعيش في الظلام لساعات طويلة، وربما حتى أيام، وحسب السيناريو، ستعلق إسرائيل في الظلام بين 24 إلى 72 ساعة".
ولفتت الكاتبة، أن "التخوف الشديد؛ هو من ضربة دقيقة لمحطات توليد الطاقة بشكل يضر جدا بالقدرة الإسرائيلية على إنتاج الكهرباء، وبدون كهرباء، ستتشوش جدا الاتصالات، شبكة الخلوي وحتى قدرة الإخطار من نار الصواريخ، والجواب على هذا التحدي، كما تقول محافل الأمن، ليس مكتملا بعد، والنية ضمن أمور أخرى، زيادة الحماية الفاعلة لتلك المواقع وإلصاق منظومة "قبة حديدية" ووسائل أخرى بها، مع سياسة اعتراض متشددة".
كما أن هناك "تحدٍ لا يقل أهمية، الساحة الداخلية ومن غير المستبعد، أن تتصدى إسرائيل لعشرات عديدة من أعمال الاخلال بالنظام في نفس الوقت، ولأجل إخلاء المحاور لحركة السير للقوات وللتصدي لأعمال الإخلال بالنظام في الجبهة الداخلية وعدم عرقلة القتال في الجبهة، أقام الجيش الإسرائيلي 16 كتيبة في الاحتياط".
منع التدهور
ومن ناحية المواصلات، جهاز الأمن يشير إلى "إمكانية ألا يكون دخول إلى الموانئ والمطارات في إسرائيل، ستتوقف حركة الطيران الأجنبي وستكون المحاور مغلقة، تخوف آخر هو من عدم امتثال أبناء الأقليات لعملهم الحيوي كسائقي الشاحنات، هذه الوضعية ستقطع سلسلة التوريد في إسرائيل، والتقدير هو أن الضرر سيكون دراماتيكيا، وحسب التقديرات؛ نحو 50 في المئة من الإسرائيليين سيتغيبون عن عملهم، 60 - 70 في المئة سيتغيبون في مرافق تُعرف كـ "حيوية"، و "القطاع الحيوي" سيعاني من غياب نحو 20 في المئة".
ومن بين التحديات الداخلية، "محاولة بحث عشرات آلاف الإسرائيليين عن ملاجئ تحت أرضية (أنفاق الكرمل مثلا) أو ينتقلون جنوبا هربا من النار، كما لا تستبعد إمكانية آلاف بؤر الحرائق، عشرات آلاف من أحداث لمواد خطيرة، ولبضع موجات من هجمات السايبر، علما أن المسؤولية عن مواجهة التحدث العظيم في الجبهة الداخلية ترتبت منذ أكثر من سنة وهي تتوزع بين قيادة الجبهة الداخلية وبين سلطة الطوارئ الإسرائيلية".
ونوهت شوفال، أن "السيناريو موضع الحديث الذي يعرض هنا، هو سيناريو يتعلق بالمجال المدني ولهذا فهو لا يذكر بما يكفي من العمق خطة حزب الله للسيطرة على الجليل، وعمليا التسلل إلى المناطق في إسرائيل، الخطف، القتل والسيطرة على المناطق المجاورة للحدود".
وقالت: "على خلفية هذا السيناريو الكابوسي، يمكن أن نفهم انعدام الرغبة في الظاهرة للانجرار إلى الحرب، وسياسة الرد المعتدلة جدا في ضوء استفزازات حزب الله على طول الحدود"، منوهة أن "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يفهم جيدا صورة الوضع وكذا حقيقة أن "الشرعية الإسرائيلية" تلقى التحدي الشديد بسبب الشرخ والصدع الداخليين في إسرائيل، وبإذن إيراني يختار أن يرفع مستوى الرهان".
واعترفت أن "صورة الوضع المفزعة تردع إسرائيل، وفي القيادة يحاولون عمل كل شيء لأجل عدم التدهور لمواجهة وإن كان التقدير أن احتمال الحرب، أو على الأقل بضعة أيام قتالية ارتفع بشكل كبير، غير أنه عمليا التردد الإسرائيلي والوضع الداخلي المعقد يدفعان نصرالله لأن يزيد أكثر فأكثر الثقة بالنفس وإعداد التربة وأعمال أخرى من شأنها بسهولة أن تجر الطرفين للحرب".
وقدرت أن "إسرائيل في حال رغبت بالمبادرة بخطوة لتقلص التهديد على الجبهة الإسرائيلية الداخلية وتحسن شروط بدء الحرب التالية في صالحها، فهي لن تتمكن من عمل ذلك في المناخ السياسي الحالي، ولكن في ضوء الوضع الأمني المتحدي جدا، لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بأن تواصل المناكفة الداخلية، وفي جهاز الأمن قلقون جدا من آثار استمرار الشرخ الداخلي على الوضع الأمني".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة لبنان حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسرائیل فی جهاز الأمن فی إسرائیل فی الجبهة حزب الله
إقرأ أيضاً:
تلويح إيراني بانخراط حزب الله في المواجهة.. هل اقتربت الحرب الإقليمية؟
يبدو أن الحرب الدائرة منذ نحو أسبوع بين إسرائيل وإيران أصبحت قريبة جدا من التحول إلى حرب إقليمية علنية بعدما تزايدت التهديدات الإيرانية بضرب مصالح الولايات المتحدة في المنطقة في حال تدخل الأخيرة بشكل مباشر في المواجهة.
ففي حين واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء التلويح بالتدخل المباشر في الحرب لمساندة إسرائيل، زاعما رغبة الإيرانيين في التفاوض والذهاب إلى البيت الأبيض، أكدت طهران أنها لن تتفاوض كمهزوم وأنها ستضرب المصالح الأميركية ردا على أي تدخل صريح في المواجهة التي شنتها عليها إسرائيل فجر الجمعة الماضي.
لكن مسؤولا رفيعا في الخارجية الإيرانية نفى لمدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز مشاركة بلاده بأي مفاوضات خارجية، ولا طلبها الذهاب للبيت الأبيض لعقد مناقشات.
ولم ينف المسؤول الإيراني وجود اتصالات دولية وإقليمية مع طهران لتحقيق اختراق على طاولة السياسة، لكنه أكد أن طهران أبلغت كل من تواصل معها أنها غير معنية بوقف إطلاق النار ما لم توقف إسرائيل هجماتها على المدن الإيرانية.
وقال المصدر لمدير مكتب الجزيرة أيضا إن إيران لن تجلس على طاولة المفاوضات لتوقيع استسلام أو إعلان هزيمة، وإنما لتحقيق مصالحها العليا، وإنها مستعدة لأن تكون جزءا من أي مفاوضات عقلانية وتراعي مصالحها العليا.
كما نفى وزير الخارجية عباس عراقجي في اتصال مباشر مع فايز أن يكون قد سافر لأي بلد للمشاركة في أي تفاوض.
نعم واحدة وكثير من اللاءات
ويعني هذا الكلام -حسب فايز- أن المفاوضات لا تزال جزءا من خيارات كافة الأطراف وإن كان الشق العسكري في هذه الأزمة يحتل مساحة كبرى من تلك التي يحتلها الشق السياسي.
وتشي هذه المعلومات -وفق مدير مكتب الجزيرة بطهران- بأن الإيرانيين يصوغون الموقف من خلال قول نعم واحدة مع كثير من اللاءات الكبيرة، بمعني أنهم يقولون "نعم للدبلوماسية والتفاوض العقلاني المقبول، ولا للإذعان والاستسلام والراية البيضاء التي يريدها ترامب".
إعلانليس هذا فحسب، فقد أكد مسؤول إيراني رفيع للجزيرة أن بلاده ستتحرك بحريا ضد الأهداف الأميركية، وأن مواجهة تموضع من أسماهم الأعداء بالمنطقة "سيكون خيارا"، وإن حزب الله سيدخل إذا دخلت واشنطن على خط الحرب.
حرب إقليمية
ويعني هذا الكلام -حسب فايز- أن الحرب ستنتقل من الضربات الثنائية إلى صراع إقليمي مباشر، لاسيما أن المسؤول الإيراني الرفيع أكد للجزيرة أن حزب الله لديه قدرة التحرك على الأرض رغم ما تلقاه من ضربات، وأنه قد يذهب باتجاه هذا الخيار.
وسيعني تدخل حزب الله -في حال حدوثه- أن دائرة النار الأولى التي كانت تواجه إسرائيل من المسافة صفر والتي يفترض أنها أُوقفت، قد تنتعش مجددا وقد يصبح لبنان واحدة من جبهات الحرب، كما يقول فايز.
وإضافة إلى ذلك، فإن كلام المسؤول الإيراني يعني -وفق فايز- أن القواعد وحاملات الطائرات والقطع البحرية الأميركية الموجودة في الخليج وبحر عمان وباب المندب وصولا للمحيط الهندي، ستكون في دائرة التهديد، وأن إيران دولة وشعبا ليست معنية بتهديدات ترامب التي لن تخيف الإيرانيين، كما قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في وقت سابق اليوم الأربعاء.
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن سفير إيران بالأمم المتحدة أن طهران أبلغت واشنطن أنها سترد بحزم إذا تدخلت بشكل مباشر في الحملة الإسرائيلية عليها.
ومع تزايد حالة عدم اليقين التي تسيطر على مستقبل هذه المواجهة، أكد مسؤول أميركي للجزيرة أن طهران ستضرب مصالح الولايات المتحدة في المنطقة بقوة، وأنها سترد بطريقة غير مسبوقة، وأن حزب الله سينخرط في القتال.
وقال المسؤول الأميركي أيضا إن خيار توجيه ضربة عسكرية لمنشأة فوردو الإيرانية يتطلب دراسة التداعيات وردود فعل إيران، وأكد أن "لدى إيران ووكلائها بالمنطقة القدرات لمهاجمة قواتنا إذا دخلنا الحرب".
وترجح التقديرات في واشنطن -حسب المسؤول- أن "إيران ووكلاءها سيهاجمون القوات الأميركية في حال توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران". في حين لا أحد يعرف ما سيفعله ترامب بشأن إيران.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال ترامب إن الإيرانيين يريدون إبرام صفقة مع الولايات المتحدة، وإنهم اقترحوا القدوم إلى البيت الأبيض لأجل ذلك الغرض، مضيفا "لا يزال هناك وقت لوقف الحرب".
وكان ترامب أحجم في حديثه اليوم عن الإدلاء بإجابة حاسمة عن انضمام الولايات المتحدة إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، مؤكدا أنه أعطى طهران مهلة نهائية وأن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في هذا السياق.
وقال للصحفيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به"، في إشارة إلى احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة.