المراكز الصيفية بالداخلية.. تنمية لمهارات علوم المستقبل وغرس القيم الحميدة
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
يقترب البرنامج الصيفي لطلبة المدارس «صيفي همم وقيم» بمحافظة الداخلية من الوصول لليوم الختامي وسط أجواء من الفعاليات المتنوّعة التي تُسهم في تحقيق رسالة وهدف البرنامج في تقديم مناشط تربوية تمتزج فيها المعارف بالتطبيق والترفيه بشكل مرن وغرس مفاهيم الاعتزاز بالوطن وقيادته وبناء شخصية إيجابية متزنة في جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية والدينية والقيمية، من خلال تعميق دور البرنامج ومضامينه؛ للمساهمة بشكل مباشر في تأهيل الطلبة لخدمة مجتمعهم.
وتحتضن محافظة الداخلية أربعة مراكز ففي المركز الصيفي بمدرسة نصراء اليعربية بولاية سمائل قالت هيفاء بنت سيف الهشامية رئيسة المركز: تم تنفيذ العديد من البرامج الإثرائية المتنوعة كالبرامج الثقافية والعلمية والفنية والإبداعية وبرامج في ريادة الأعمال لتواكب تطلعات رؤية «عمان ٢٠٤٠»، وتعزيز مهارات الطلبة في العديد من الجوانب العلمية والعملية، وصقل شخصية الطلبة وغرس القيم الحميدة وتعزيز الهوية الوطنية. وأضافت: البرنامج يوفر فرصا واضحة للطلبة لاكتشاف مواهبهم وتنميتها، ويساهم في توحيد الجهود والشراكة بين مختلف المؤسسات لتدريب ودعم متطلبات الإبداع.
وعن أهم البرامج التعليمية التطبيقية التي تم تنفيذها أوضحت أنه تم تطبيق برامج الذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وبرامج الصناعات الفنية المختلفة مثل الفواصل اللونية وفن الرسم والبرامج الرياضية الكشفية وورش خاصة بحقوق الطفل وفن التصوير؛ كما تخلل البرنامج العديد من الرحلات الميدانية التعليمية كرحلة إلى مركز العلوم في نزوى حيث تعرف الطلبة على ماهية الطاقة المتجددة واستخداماتها وتعرفوا أيضا على تقنية النانو وتطبيقاتها والعديد من تقنيات الزراعة الحديثة أثناء زيارة دائرة التنمية الزراعية بسمائل، وتنوعت الزيارات الميدانية بين المتعة والتعليم. كما ترسخت لدى الطلبة العديد من المبادئ العمانية مثل الافتخار بالزي العماني، وتعلم مبادئ التطوع في المجتمع العماني.
وعن مركز الطوق بولاية إزكي تحدثت منى بنت سليمان السواقية: المركز استقطب العديد من المدربين المتخصصين لإثراء المشاركين بالمعرفة والمهارة المطلوبة وتحقيق أهداف البرنامج، ومن ضمن حلقات العمل التي نفذها المركز تقنية النانو والطاقة المتجددة وحلقة «كن واعيا» وصنعة وحرفة وتوليد الأفكار والذكاء الاصطناعي ومهاراتي الكشفية وحقوق الطفل العماني والحافظة الإلكترونية المتنقلة وأساسيات المسرح وبرمجة الأوردينو وعدسة الإبداع وتشكيلات حروفية ورائد الأعمال الصغير وبرنامج «وطني ولاء وانتماء» والطباعة ثلاثية الأبعاد وفن القيادة وبديل البلاستيك وصنع وتصميم لعبة ومجسمات ورقية.
أما مركز فاطمة بنت الخطاب بولاية الحمراء فتضمن العديد من البرامج التي تسعى إلى صقل مهارات الطلبة وفق ما أشارت إليه هدى بنت خلفان الحنشية رئيسة المركز موضحة أن المركز سعى منذ انطلاقه إلى تحقيق الأهداف المتعلقة به من خلال اختيار وانتقاء الحلقات التدريبية التي تساعد على تنمية مهارات الطلبة وتتوافق مع متطلبات العصر وترسخ مبادئ المواطنة لديهم ومن بين البرامج المنفذة: لتبدع في التصميم مع (canva) وبرنامج ريادة الأعمال ومهارات الفروسية وركوب الخيل والهوية العمانية من خلال تدريب الطلبة على لبس الزي العماني الأصيل (التمصيرة والخنجر العماني) وورشة الطاقة المتجددة وتقنية النانو في حياتنا وبحر الذكاء الاصطناعي وورشة الفنون والمهارات الحياتية باستخدام العصي والحبال ومهارات فنية ومدخلك لعالم التصميم الجرافيكي وبرنامج ماليات في إدارة الأعمال والتدريب على المهارات العلمية في الإرشاد السياحي والأمن السيبراني وفن الخزفيات والتصوير والمونتاج ومهارات رياضية في الكاراتيه وورشة في الصناعات والمصوغات الفضية وورشة الابتكار في برمجة المايكروبت وورشة في مسرح العرائس.
أما في مركز صفية أم المؤمنين بولاية أدم فقالت لمياء بنت محمد المحروقية رئيسة المركز: يأتي البرنامج لاستغلال أوقات الفراغ وتنمية قدرات المشاركين واستثمارها بما هو مفيد، مشيرة إلى أن المركز نفذ خطة تضمنت برامج تدريبية منها: التصوير والمونتاج والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والطاقة المتجددة والابتزاز الإلكتروني وحقوق الطفل وريادة الأعمال والأمن السيبراني وتوليد الأفكار للابتكار العلمي وأساسيات ركوب الخيل والربطات بالعصي والحبال وصناعة السعفيات والتدريب على مهارات في نحت الصخور والكهرباء والميكانيكا ونغمات شعرية وتزيين الكعك وورشة صناعة الأساور ومهارات الخط العربي وورشة عمل صناعات بالكروشيه وصناعة المخمريات والبخور وورشة في صناعة الجبس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العماني والذكاء الاصطناعي
خلفان الطوقي
لا يختلف اثنان في العالم، وخاصة العالم المتحضّر، عن أهمية الذكاء الاصطناعي في كل مفاصل الحياة. وبالرغم من الفرص والآفاق التي سوف تنتجها هذه الثورة التكنولوجية، إلا أنه في المقابل، هناك تحديات ليست عادية، بل معقدة ومخيفة، ولا بد من إعداد العدة لها على كافة المستويات: الفردية والمجتمعية، وعلى مستوى مؤسسات القطاع الخاص، وحتى على مستوى الدول.
ولأن الجميع يعلم بأن هناك ثورة جارفة قادمة ليست اعتيادية، فإنه لا بد من الاستعداد لها، والخبر الجميل في الموضوع أن معظمنا يعلم بقدومها ويشعر بها في حياته اليومية، لكن المحزن في ذات الوقت أن الكثير من هذه الفئات المذكورة أعلاه لم يستعد لها بما فيه الكفاية، والبعض الآخر ما زال يُقاومها، ويُقاوم الاعتراف بها أو بآثارها الرهيبة.
في عُمان، بلغت نسبة التحول الرقمي حتى نهاية يوليو من هذا العام 80%، وهو رقم قياسي وأفضل مما هو مخطط، ولا أحد يُنكر الجهود المتنوعة والمتطورة والمكثفة التي تقوم بها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات منذ عام 2021م وما زالت مستمرة، إلا أن التحديات تفوق في مجابهتها جهة واحدة، بل تحتاج إلى جهود متكاملة من كافة الجهات لتتكامل مع جهود الوزارة، وخاصة في جانبي الاتصالات وتقنية المعلومات.
الفرص عظيمة في الذكاء الاصطناعي، ولا بد من تحرك جماعي من المُشرّعين المؤهلين وفريق وطني من جهات مختلفة، فبالإضافة إلى جهة الاختصاص المباشرة ممثلة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، لا بد أن يكون هناك متخصصون من وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة العمل، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومجلسي الشورى والدولة، والبنك المركزي العُماني، وهيئة الخدمات المالية، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والمراكز البحثية والاستراتيجية، والأكاديمية السلطانية للإدارة، وغيرها من الجهات التخصصية التي تستطيع استشراف المستقبل، واكتشاف الفرص الهائلة لهذه الثورة الجارفة، التي يجب التعامل معها بكل جدية.
فإما أن تستفيد عُمان منها، أو أن تُشكّل تحديًا خطيرًا يجعلنا متخلفين عن الركب، وليس هذا فحسب، بل هناك تحديات لا حصر لها في جميع الجوانب: الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية. والحل هو الاستعداد العلمي والعملي المُبكر، الذي سيضمن لنا مقعدًا في الحاضر والمستقبل، وفرصًا لا حصر لها، وأي تأخير سوف يكون مكلفًا، ومخاطره أكثر مما نتصور.
رابط مختصر