سودانايل:
2025-08-06@02:14:54 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الثالث)

وكانت الخدمات في شتى المجالات متوفرة، وفي البداية كانت هنا سينما واحدة (كلوزيوم) ومعها سينما الجيش الانجليزي(النيل الازرق)، وكانتا تعرضان الأفلام الأوربية، وبعد ذلك جاءت سينما الخرطوم غرب، وهي سينما سودانية اسسها ناس سنجاوي ومعه مجموعة من الناس، كانت تعرض افلام مختلفة، فسينما كلوزيوم كانت تعرض افلام رعاة البقر (الكاوبوي)، والهنود الحمر والهونق كونق، وسينما غرب كانت تعرض افلام روائية كالزنبقة السوداء، وكانت الأفلام تأتي من شركة اسمها يونيفرسال ( universal)، وكلوزيوم كانت تعرض افلام شركة الاخوة وارنر (.

warner bros)، وهما شركتان امريكيتان من مؤسسي السينما في العالم، وكانت هذه الأفلام تعرض في الخرطوم في نفس التاريخ الذي تعرض فيه في لندن ونيويورك.
وكانت توجد دور اخرى للأنشطة الثقافية ومكتبات، وكانت سودان بوكشوب (Sudan bookshop) وكان فيها stationary وكانت مكتبة للخاصة وتنشر الكتب المصرية لطه حسين والعقاد والرافعي وكذا، وكانت هناك دار اخرى، سودانية، اسمها مكتبة النهضة وأصحابها ناس ابو الريش، وكانت تعرض الكتب المطبوعة في بيروت والكتب اليسارية وفي شتى ضروب العلم. وأسست مكتبة ثالثة كانت تبيع الكتب الماركسية الصرفة، ولا يوجد بها كتب اخرى غير ماركسية، وكان اسمها مكتبة المواطن وهي ملك للحزب الشيوعي وكانت مسجلة باسم المرحوم بابكر محمد علي بوب، وكانت تقع في شارع السيد عبد الرحمن وكانت كتبها مقروءة في ذلك الوقت.
المحرر: شارع السيد عبد الرحمن كان اسمه شنو؟
- كان اسمه شارع السلطان.
وكانت مكتبة المواطن عامرة قدمت ناس جوركي وتولستوي وأمهات الكتب الأوربية في علم النفس وفي التاريخ، وكانت تترجم سريعا جدا وتنزل المكتبات، كتب كبيرة وفخمة (مش كتب ساكت)، كمقدمة ابن خلدون وعلم النفس لفرويد وتجد فيها مثلا جون بول سارتر والأسماء الكبيرة دي، وانتهت المكتبة على أيام الهجمة والهيجة التي صاحبت حل الحزب الشيوعي (1965م- المحرر)، هوجمت ونهبت ولم تقم لها قائمة مرة أخرى.
وكانت كلا الصحف المصرية والبريطانية ترد إلى الخرطوم وتباع في الأسواق، وكانت هناك أشياء اخرى تشي بارتباطنا الوثيق بأوروبا، فمثلا تذاكر الديربي (derby) السباق الانجليزي المعروف والمشهور كانت تباع في الخرطوم، وكان الناس يشاركون ويربحون واذكر أني ربحت في مرة سبعون قرشا.
وبوجه عام يمكن القول بأن الخرطوم كانت قطعة من أوروبا وليس لها علاقة بالعالم او الخرطوم الحالية.
كان العمل ينتهي في الثانية ظهرا، ويستمر وجود الناس فيها حتى الخامسة، ولكن بعد الخامسة فما بعد لا يوجد سودانيون إلا لعمل محدد او منسوبي الطبقة العالية أو لديه أصدقاء أوربيين، وكان ليل الخرطوم يشبه ليالي المدن الأوربية، وكان الأوروبيين يمرحون كيفما حلا لهم في الخرطوم.
أما بالنسبة للسودانيين والآخرين جنوب الجامع الكبير (يفصل بين السوق العربي جنوبا والافرنجي شمالا)، وكان بالسوق العربي قهوة الزيبق، وقهوة التجاني، وقهوة العيلفون، وسوق العناقريب، وزريبة العيش وسوق الحمير ومختلف البضائع السودانية... وكانت البضائع محددة ومفروزة، وأنت تخرج من بيتك للسوق تعلم بالضبط أين ستذهب، ولم يكن هناك (حوامة)، فلو أردت شراء ساعة فوجهتك بومباي بازار، وإذا أردت نظارات فتذهب إلى موريس جولدنبيرج، وإذا أردت عجلة فتقصد مخازن البسكليت. ولم تكن المحال كثيرة العدد ولكنها كانت متخصصة.
وفيما بعد حدث بعض التداخل فصارت سلع السوق الافرنجي تباع في محلات السوق العربي.
وكما ذكرت لك فان العجلات والساعات والمراتب والكراسي كانت هناك محلات متخصصة، بخلاف الاشياء الكبيرة، وكانت البضائع في الغالب أوروبية أو إن شئت إنجليزية على وجه الخصوص، ولم تكن الأسواق مثل الخلطة الموجودة اليوم، أن تشتري كل ما تريد من مكان واحد، لا! كل محل وله تخصصه.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أنا أيضًا كنتُ هناك

كثيرةٌ هي النصائح التي سمعتها طوال حياتي، لكن عبارة قرأتها في كتاب جاك كانفيلد «مبادئ النجاح» كان لها الأثر الأكبر؛ صحيح أن كل المبادئ في الكتاب أثّرت فيّ تأثيرًا بالغًا، فقد نقلني هذا الكتاب من سباتٍ عميق، ومن فوضى مالية ونفسية وحياتية، إلى ما أنا عليه اليوم.

العبارة الأقوى التي غيّرت مسار حياتي، والتي قرأتها في لحظة ضعف ويأس، كانت: «أنت مسؤول مسؤولية تامة عن حياتك. أنت من أوصلت نفسك إلى ما أنت عليه الآن، بالقرارات التي اتخذتها، والخيارات التي فضّلتها. وبالتالي، أنت وحدك من يستطيع أن يغيّر هذا الواقع. توقف عن الشكوى والتذمر، وخذ زمام الأمور في حياتك».

حينها نهضتُ فعلًا. نفضتُ عني غبار الإحباط الذي كان يغطيني. أذكر أن أول قرار اتخذته هو تنظيم شؤوني المالية. كنتُ يومها غارقة في الديون، مفلسة، أقود سيارة صغيرة رغم وضعي الوظيفي، وكانت مصدر تهكّم زملائي.

لكن سبحان الله، فقد أدّى تغيير الوضع المالي إلى تغيير في أسلوب الحياة، ما منحني ثقةً بالنفس، ورفع من تقديري لذاتي، وجلب لي بهجةً وشعورًا بأنني أستطيع أن أفعل المستحيل. وهذا ما فعلته بالفعل: المستحيل. فمن فتاة خجولة مترددة، إلى مدرّبة ومتحدثة دولية ومقدمة برامج إذاعية. ومن رئيسة قسم صغير، إلى رئيسة وحدة، وممثلة لبلادي في إحدى منظمات الأمم المتحدة، ورئيسة لإحدى أكبر اللجان في جمعية من الجمعيات التابعة لها في جنيف.

كل هذا بدأ بنصيحة واحدة قرأتها في لحظة استعداد، وبقرار صغير واحد بأن أخذ زمام الأمور في حياتي. اليوم، وحتى بعد قراري بالتقاعد من عملي، أعيش أثرى أيام حياتي.

لماذا أكتب هذا الموضوع الآن؟ لأنني أعلم أن كثيرين ما زالوا قابعين هناك، في المكان الذي كنتُ فيه، ينتظرون كلمة تُوقظهم، تمامًا كما صفعتني عبارة جاك كانفيلد فأيقظتني. ولأن فتاةً أرسلت لي قبل أيام رسالة استغاثة، تطلب فيها كلمة تنهض بها، تتغلب بها على الخوف والتسويف، وتستخرج بها الطاقة الكامنة بداخلها. هذه الطاقة التي أنا على يقين بأنها قادرة، من خلالها، أن تُحدث تأثيرًا جبارًا في من حولها.

أحيانًا كل ما نحتاجه هو خطوة صغيرة، وبعدها ستنكشف لنا الطريق.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • فك شفرة الجين القاتل.. العلماء يقتربون من منع سرطان القولون باستخدام مكتبة جينية ضخمة
  • مكتبة الإسكندرية تفتتح ملتقى أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير
  • حكم شراء الكتب الخارجية المستعملة لأبنائي لأن سعرها أرخص.. الإفتاء تجيب
  • قائمة أسعار الكتب الخارجية 2025 - 2026 للمرحلة الابتدائية
  • «مكتبة قطر» تطلق جولة افتراضية شاملة لاستكشاف مرافقها
  • رابطة الكتبيين بالمغرب تحذر من تخفيضات "باطلة" على الكتب واللوازم المدرسية
  • أسعار الكتب الخارجية للصف الأول الابتدائي 2025-2026
  • الوفد التقني لوزارة الخارجية السورية إلى ليبيا لـ سانا: هناك 43 اتفاقية سابقاً بين سوريا وليبيا والسوق السورية كانت الوجهة المفضلة للمواطن الليبي، وأبلغتنا السفارة الليبية في دمشق العمل على تفعيل منظومة التأشيرات قريباً
  • ليلى عز العرب: تركت العمل في البنك من أجل التمثيل.. وكانت مخاطرة محسوبة
  • أنا أيضًا كنتُ هناك