الحرب على غزة ومستقبل الشرق الاوسط على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
الإسكندرية فى 20 يوليو- نظمت اليوم مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان «الحرب على غزة ومستقبل التوازن الإقليمى فى الشرق الأوسط»، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافى لمعرض مكتبة الإسكندرية.
شارك فى اللقاء الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، وقدم اللقاء اللواء أحمد الشربينى، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية.
وفى البداية قال اللواء الشربينى، إن ما يحدث فى غزة حالياً هو فى قلب المصالح العليا لمصر وفى قلب أمنها القومى، لافتاً إلى أن مصر ترى أن منطقة الشام هى جزء من أمنها القومى.
وأوضح أن مصر تحركت تاريخياً نحو منطقة الشام لحماية أمنها القومى وعلى سبيل المثال تحرك مصر لصد التتار فى معركة عين جالوت، لافتاً إلى أن مصر تعاملت مع الحرب الإسرائيلية على غزة وفقاً لسياسة متوازنة تسعى إلى وقف هذه الحرب.
وأشار إلى أن مصر راعت خلال هذه الفترة مصالحها العليا الداخلية والخارجية وكذلك طبيعة التوازنات الإقليمية، مبيناً أن كل المؤشرات تقول إن شكل المنطقة قبل الحرب على غزة لن يكون كما هو بعد انتهاء الحرب.
بدوره، قال الدكتور على الدين هلال، إن الصراع العربى الإسرائيلى كان له تأثير تاريخى بالغ على التوازن الإقليمى والدولى، لافتاً إلى أن المقصود بالتوازن الإقليمى هو العلاقات بين القوى الدولية فى المنقطة وشكل هذه العلاقات ونوعها.
واستعرض أستاذ العلوم السياسية، تاريخ قيام دولة إسرائيل وتأثير ذلك على المنطقة العربية وصولاً إلى انفجار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى أكتوبر الماضى.
وقال إن الصراع العربى الإسرائيلى هو أطول صراع فى التاريخ، فلم يحدث أن يستمر صراع لأكثر من قرن، وأضاف: «الصراع العربى مع اليهود بدأ رسمياً فى عام 1917 بوعد بلفور وهناك دراسات تتحدث أن الصراع بدأ قبل ذلك».
وقال إن حرب أكتوبر غيرت أسطورة إسرائيل التى روجت لها بأن جيشها لا يقهر بالنسبة لمصر، ولكن على باقى الساحات ظلت لإسرائيل اليد العليا فى الحرب.
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن الصراع العربى الإسرائيلى هو فى جوهره صراع اجتماعى ممتد.
وأوضح أن هناك عوامل إقليمية كثيرة تلعب فى المنطقة سواء فى إيران أو تركيا، وهم ليسوا دائماً يعملون لصالح العرب، لافتاً إلى أن الرؤساء الأمريكيين على اختلاف انتماءاتهم لديهم مواقف داعمة لإسرائيل حتى إن اختلفوا من حيث الشكل.
وقال إن إسرائيل ما كان لها أن تستمر فى حربها على غزة لمدة 10 أشهر لولا الدعم الأمريكى، لافتاً إلى أن إيران طرف غير مباشر فى هذه الحرب من خلال وكلائها المتواجدين فى المنطقة سواء (حزب الله اللبناني) أو (ميليشيا الدعم الشعبى فى العراق) أو (جماعة الحوثى فى اليمن).
وأوضح على الدين هلال إلى أنّ هناك غضب عالمى تجاه الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة على المستوى الشعبى، مُشيراً إلى الاحتجاجات الكبيرة التى تخرج أسبوعياً فى عدة مدن أوروبية لوقف تلك الحرب.
وأشار أستاذ العلوم السياسية أن توقع شكل المنطقة بعد انتهاء الحرب على غزة حالياً أمر لن يكون دقيقاً خصوصاً أن الحرب ما زالت مستمرة، ولكن ما سيحكم شكل المنطقة هو ما ستنتهى عليه الحرب.
وأوضح أن الحرب على غزة تسببت فى تراجع ما يسمى بنظرية «الردع الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن الفاعلين فى الحرب ليسوا دولاً، ولكنهم وكلاء إيران فى المنطقة سواء فى لبنان أو فى اليمن بالإضافة إلى حماس. وقال إن إيران عندما أطلقت مسيراتها على تل أبيب لم تكن تريد إشعال حرب إقليمية ولكنها كانت تريد توصيل رسالة إلى إسرائيل بأنها تستطيع أن تصل إلى تل أبيب.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن بنيامين نتنياهو حينما دخل الحرب قال إنه يريد تحقيق ثلاثة أهداف وهى القضاء على القدرات العسكرية لحماس واستعادة الأسرى ومنع أى هجوم محتمل فى المستقبل من غزة، لافتاً إلى أن الأهداف الحقيقية لم تكن معلنة وهى المتمثلة فى القضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها بدليل المعارك المستمرة فى الضفة الغربية بالإضافة إلى الحرب على غزة.
وتحدث عن دور مصر خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لافتا إلى أن مصر تعرضت لضغوط كثيرة ومحاولات لجرها إلى الصراع من خلال الأكاذيب الإسرائيلية المتواصلة.
وأكد على الدين هلال، أهمية أن تقوم مصر بطرح رؤية لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لافتاً إلى أن مصر أكثر دولة مؤهلة للقيام بهذه المهمة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد زايد، إنه حينما نتحدث عن الحرب على غزة يجب فى البداية أن نضع فى اعتبارنا مجموعة من العوامل التى تحكم المشهد السياسى فى المنطقة، مبينا أن الحرب فى غزة يمكن حصرها فى مسارين أحدهما متفائل ينتهى بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة فى غزة.
وأوضح أن هناك الكثير من الدول التى لها أدوار فى المنطقة مثل إيران وتركيا، لافتاً إلى وجود تصنيفات حالية بين الدول تحت مسمى دول المقاومة ودول أخرى ليست مقاومة وهذه التصنيفات ليست دقيقة.
وأشار إلى أن المشهد أيضاً يشير إلى تصاعد للجماعات غير الخاضعة للمجتمع الدولى مثل حزب الله والحوثيين، مشيراً إلى أن الصراع سوف يستمر لسنوات طويلة.
وحذر الدكتور أحمد زايد، من مخاطر تزايد جماعات التطرف والإرهاب خلال الفترة الحالية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، لافتاً إلى تزايد حدة العداء لإسرائيل فى الدول الغربية.
وقال إن هناك سيناريو متشائم أيضاً لمستقبل الصراع وهو استمرار الحرب دون الوصول إلى تهدئة بالإضافة إلى مخاطر اندلاع مواجهة مع حزب الله مع لبنان، لافتا إلى أن استمرار الحرب معناه وصول الدمار الحاصل فى غزة إلى الضفة الغربية.
وأوضح أن الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين مرشحة للزيادة والتوسع فى حالة استمرار الحرب على غزة، وهو من أخطر السيناريوهات التى تواجه القضية الفلسطينية، مبيناً أن هذا السيناريو بالتأكيد سيخدم أهداف الدول التى ترغب فى تفكيك المجتمعات من أجل استمرار السيطرة والتمكن.
وكشف أن مخطط الشرق الأوسط الجديد قائم بشكل كبير وتسعى الولايات المتحدة إلى تنفيذه، لافتاً إلى أن إيران من الدول التى تستخدم من أجل تنفيذ هذا المخطط.
وأشار إلى أن الصراعات فى المنطقة بدأت من العراق وانتقلت من دولة لأخرى بعدها، مؤكداً ضرورة أن يتم الانتباه إلى هذه النقاط حينما نتحدث فى الصراع ومستقبله فى منطقة الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب فى نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتى 28 يوليو الجارى، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادى الناشرين المصريين والعرب.
وقد أعلن الدكتور أحمد زايد عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب.
وقال إن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصرى، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتى 40.
وللتعرف على شروط التقدم وآلية التسجيل يتم الدخول على الرابط التالي:
https://readingcompetition.bibalex.org/Home/home.aspx
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحرب على غزة ومستقبل الشرق الاوسط معرض مكتبة الاسكندرية الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية اللقاء اللواء أحمد مصر الحرب الإسرائیلیة على أستاذ العلوم السیاسیة الدکتور أحمد زاید مکتبة الإسکندریة الصراع العربى الحرب على غزة الدین هلال إلى أن مصر أن الصراع وأوضح أن وقال إن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تتصدر قائمة فوربس لأقوى قادة السياحة والسفر في المنطقة لعام 2025
الإمارات تتصدر قائمة فوربس لأقوى قادة السياحة والسفر في المنطقة لعام 2025
دبي (الاتحاد)
تصدرت دولة الإمارات قائمة فوربس الشرق الأوسط، لأقوى قادة السياحة والسفر في المنطقة خلال العام 2025، وذلك بوجود 15 شخصية قيادية إماراتية ضمن القائمة التي تصدرها للعام الرابع على التوالي سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، كما هيمنت الإمارات على التصنيف بـ49 قائداً مقيماً فيها.
وقالت فوربس الشرق الأوسط إن الكشف عن القائمة يأتي في وقت يشهد فيه قطاع السياحة والسفر في الشرق الأوسط ترسيخ مكانته بين الوجهات العالمية الأكثر ديناميكية، مدفوعاً باستثمارات قياسية ورؤى حكومية طموحة. وفي هذا الإطار، جاءت قائمة أقوى قادة السياحة والسفر في المنطقة لعام 2025 لتجسّد هذا الزخم، مسلّطة الضوء على 101 شخصية قيادية تدير أبرز المشاريع في مجالات الضيافة، والوجهات السياحية، وسلاسل الفنادق، والمطارات، وشركات الطيران، وخدمات السفر، والمبادرات السياحية المبتكرة. وأعدّت فوربس الشرق الأوسط التصنيف، بعد تقييم قادة القطاعين العام والخاص استناداً إلى حجم أعمال شركاتهم، بما يشمل الإيرادات، وقيم الأصول، وعدد الفنادق والغرف، وأعداد الزوار. كما اعتمد التقييم على مدى خبراتهم المهنية، وإنجازاتهم، وتأثيرهم العام على المشهد السياحي في المنطقة. ويشمل التصنيف القادة المقيمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتصدر سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، التصنيف للعام الرابع على التوالي. وارتفعت إيرادات المجموعة 6% خلال العام المالي 2024/ 2025، لتبلغ 39.6 مليار دولار، بينما بلغت قيمة أصولها 49.7 مليار دولار. وحلّ في المركز الثاني فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، يليه في المركز الثالث بدر محمد المير، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية. ويمثل القادة المُصنفون ضمن قائمة العام 10 دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تتصدر الإمارات التصنيف ب49 قائدًا مقيمًا على أرضها، تليها السعودية بـ24، ثم مصر بـ7، وسلطنة عُمان بـ5. كذلك ظهرت الأردن والمغرب عبر 4 مشاركات لكل منهما، ثم قطر والبحرين بـ3 مشاركات لكل منهما، والكويت وتونس بمشاركة واحدة فقط لكل منهما، عبر الخطوط الجوية الكويتية، والديوان الوطني التونسي للسياحة. أما على صعيد الجنسيات، فيبرز 15 إماراتياً، و14 سعودياً، و9 بريطانيين، لتشكّل 3 جنسيات النسبة الأكبر من القائمة. فيما يسهم قادة السياحة في مختلف أنحاء المنطقة، في تدشين مرحلة جديدة من الإنجازات التاريخية. ففي يونيو 2025، قاد بندر المهنا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لطيران ناس، الشركة نحو إنجاز غير مسبوق، بطرح عام أولي في السوق الرئيسية لتداول السعودية، بلغت قيمته 1.1 مليار دولار، لتصبح بذلك أول شركة طيران مدرجة في تداول السعودية. وفي أبريل 2024، أطلق فرناندو إروا، الرئيس التنفيذي لشركة دبي القابضة للترفيه «ريال مدريد ورلد» وهو أول منتزه ترفيهي في العالم باسم نادي ريال مدريد. أما في مايو 2025، فكشف محمد عبدالله الزعابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ميرال، عن تطوير عالم ومنتجع ديزني الترفيهي في جزيرة ياس بأبوظبي، ليعد الأول من نوعه في المنطقة والسابع عالمياً. وفي المغرب، أشرفت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على إنشاء أول بنك للمشاريع السياحية في المغرب يضم أكثر من 200 مشروع جاهز للاستثمار.