٢٦ سبتمبر نت:
2025-06-10@20:06:33 GMT

قائد الثورة: الخروج المليوني غدا مهم

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

قائد الثورة: الخروج المليوني غدا مهم

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية "عملياتنا المساندة متواصلة في المرحلة الخامسة من التصعيد ولن نتردد في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ضد العدو الإسرائيلي حتى يوقف إبادته الجماعية في غزة ويوقف حصاره".

ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وسائر المحافظات والمديريات حسب الإجراءات المعتمدة، تأكيداً على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته وإسناد مقاومته.

وأضاف "غداً إن شاء الله يسمع العالم كله والصديق والعدو هتافات شعبنا العزيز في خروجه المليوني الأسبوعي، وبمواصلة العمليات، وبخروجه المليوني، سيؤكد شعبنا فشل العدوان الإسرائيلي في منع العمليات اليمنية المناصرة للشعب الفلسطيني".

وأوضح قائد الثورة أن الخروج يوم الغد هو مهم جداً للرد الشعبي على العدوان الإسرائيلي، مخاطباً أبناء اليمن بالقول "خروجكم يوم الغد هو ذو أهمية كبرى ليؤكد للعدو الإسرائيلي أن الشعب اليمني لا يرهبه أي عدوان مهما كان، وأنه مستمر على موقفه الإيماني المبدئي، الجهادي، الشجاع والحر والإنساني والأخلاقي لمناصرة الشعب الفلسطيني".

وتابع "شعبنا العزيز كان خروجه في الأسبوع الماضي عظيماً وكبيرا في 288 مسيرة تقريبا بهتافات مؤيدة لعملية "يافا"، وعملياتنا العسكرية ستستمر في البحار وإلى عمق فلسطين بإذن الله تعالى، والاعتداءات على بلدنا لن توقفنا عن التصعيد".

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أنه في المرحلة الخامسة نفذ الطيران الأمريكي غارات في الحديدة وحجة وتعز وصعدة، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي. وثمن التضامن الكبير مع اليمن بعد العدوان الإسرائيلي من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا الإباء، ومن خارج المحور كان هناك تضامن على المستوى الرسمي وبعض الأنظمة العربية والإسلامية عبرت عن تضامنها وإدانتها الصريحة.

واستهل قائد الثورة، كلمته بالحديث عن المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي في قطاع غزة وكل فلسطين، وأنه يركز في اعتداءاته على مراكز إيواء النازحين والمناطق التي يعلنها مناطق آمنة بعد نزوح الناس إليها.

وبين أن العدو الإسرائيلي يستمر في عدوانه الوحشي وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة للشهر العاشر والأسبوع الـ 42، والـ 293 يوماً، وبلغ عدد المجازر ثلاثة آلاف و475 مجزرة، نتج عنها شهداء ومفقودين بأكثر من 49 ألفاً و200 شهيد ومفقود، و90 ألفاً و500 جريح، بإجمالي مع المختطفين ما يزيد عن 155 ألفاً و500 فلسطيني.

واستعرض مجازر العدو الصهيوني لهذا الأسبوع التي بلغت أكثر من 28 مجزرة على مستوى المجازر الجماعية، أسفرت عن استشهاد وإصابة ألفاً و250 فلسطينياً أكثرهم من النساء والأطفال، ومن أبرز جرائم العدو لهذا الأسبوع، عدوانه المتكرر على الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس بعد أن كانت شهدت قليلاً من الهدوء والعودة البسيطة لمظاهر الحياة.

ووصف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حجم الإجرام في غزة بالفظيع، تشهد له مشاهد الفيديو والأطباء الذين يتواجدون في غزة حتى من البلدان الغربية، مبيناً أن طبيباً أمريكياً كان يعمل في غزة تضمنت شهادته ما يدل على أن الحرب استهدفت الأطفال بشكل كبير.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يجعل من الأطفال أهدافا متعمدة مقصودة بالقصف والقناصة وكل وسائل القتل.. مستشهداً بإفادة الطبيب الأمريكي الذي بين أن مجموع ما شاهده من كوارث طيلة 30 عاماً لا تعادل الدمار الذي شاهده ضد المدنيين في غزة لأسبوع واحد.

وقال "أطباء كُثر قدموا شهادات على تعمُّد جيش العدو قنص الأطفال في غزة وبأكثر من طلقة وفي مناطق قاتلة"، معتبراً ما يفعله كيان العدو هو إجرام وطغيان وهمجية ووحشية وكل الأوصاف المعبرة عن السوء والجريمة تنطبق على جريمة الإبادة بغزة.

وأضاف "كل المنتسبين إلى كيان العدو الإسرائيلي تجردوا من أي ذرة من المشاعر الإنسانية"، مشيراً إلى أنه على مستوى التجويع وحسب إحصائيات للأمم المتحدة هناك 96 بالمائة من الفلسطينيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتناول قائد الثورة، اعتداءات كيان العدو في الضفة الغربية ومواصلة هجماته على المدن والبلدات والقرى، والتصعيد الملحوظ كان في طولكرم، وتكثيف اقتحامات الأقصى والتدنيس لباحاته، وتقدّم المقتحمين بعض القادة الصهاينة للتباهي بجرائمهم.

وأشاد بالصمود الفلسطيني المستمر بشكل عظيم في غزة، والفصائل التي تقاتل ببسالة وتتصدى بثبات، للعدو الصهيوني الذي يشارك فيه الأمريكي ويدعمه الغرب، رغم حجم التدمير والاستهداف والإجرام والوحشية لكيان العدو.

ونوه بمواصلة المجاهدين في غزة استهداف آليات العدو بشكل فعّال ومتزايد وملحوظ ..

مضيفاً "المجاهدون في غزة تمكنوا من إصابة وتدمير 500 دبابة إسرائيلية وهذا عدد كبير عدا عن الآليات الأخرى، ويقدّم العدو إحصائية رسمية لجرحاه من جنوده بتسعة آلاف و250 من مقاتلي العدو وقد يكون الرقم قليلاً بالنسبة للرقم الواقعي".

وتطرق إلى الاتفاق الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع بين الفصائل الفلسطينية في مدينة بكين الصينية والتوقيع عليه من قبل 24 فصيلاً فلسطينياً، معتبراً هذا الاتفاق مهماً جداً لتعزيز حالة التلاحم والتعاون بين الفلسطينيين لمواجهة العدو الإسرائيلي وخطوة متقدمة في مقابل ما يشهده كيان العدو الإسرائيلي المجرم والمحتل من إنقسامات تزداد أكثر وأكثر.

وعرّج قائد الثورة على جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني وعمليات حزب الله التي كانت مكثفة هذا الأسبوع شمال فلسطين والجولان المحتل واستهدفت مواقع ومنشآت ومغتصبات جديدة لتوسيع دائرة العمليات.

وأشار إلى أن حزب الله نشر تسجيلاً جديداً يظهر استطلاع طائرة "هدهد" على قاعدة "رامات الجوية" التابعة للعدو شمال فلسطين المحتلة بكل تفاصيلها دون تمكن العدو من اكتشاف الطائرة أو استهدافها .... لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من حماية أجواء قاعدة عسكرية جوية ما يظهر عجزاً وضعفاً كبيراً لهذا العدو.

وتحدث السيد القائد عن دعم المقاومة الإسلامية في العراق التي أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات في حيفا وأم الرشراش بصاروخ الأرقب الجديد والمتطور، مبيناً أن مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراقية سيشهد تطوراً مهماً في المرحلة المقبلة.

وأضاف "في جبهة الإسناد من اليمن دشنا المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية "يافا" إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، والعدو اندهش من العملية وصُدم لأهمية الهدف المستهدف وهي "تل أبيب" مركز القرار، والمسافة الكبيرة التي قطعتها الطائرة".

وأفاد قائد الثورة بأن طائرة "يافا" قطعت مسافة أكثر من 2200 كيلو متر مخترقة كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو من قبل حماته ومن يتجندون لدعمه، مؤكداً أن استهداف "تل أبيب" الوكر الذي فيه أهم المنشآت والمراكز يمثل نقطة حساسة لألم العدو وتكبره وغطرسته.

وبين أن عملية "يافا" أصابت المحتلين بالهلع بخروج الكثير منهم إلى الشوارع لا سيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة، يمنية الصنع التي تميزت بقدرتها على قطع المسافة الكبيرة واختراق أنظمة الحماية المتطورة وقوة التدمير والتفجير التي هزت الحي بأكمله.

ولفت إلى أن عملية "يافا" كانت لاستهداف هدف محدد ومقصود، وتمت إصابته بدقة من المسافة البعيدة وهذا أرعب الإسرائيلي والأمريكي، وقادة الصهاينة عبروا عن صدمتهم من العملية وقال أكثرهم إجراما "لقد فقدنا الأمن في إسرائيل وتم تجاوز الخطوط الحمراء".

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن استهداف "تل أبيب" يعني أن فلسطين المحتلة لم يعد فيها مكاناً آمناً لليهود الصهاينة، وبعد عملية "يافا" تحدث موقع صهيوني عن وجود خلل عملياتي خطير وعمى كامل رغم التأهب في جميع الجبهات.

وذكر أن عملية "يافا" اعتبرها العدو بعداً جوياً جديداً يتحدى قدرات "سلاح الجو والجيش الإسرائيلي" بأكمله لاختراقها التقنيات والقدرات المعادية، وإعلام العدو اعترف بأهمية عملية يافا وقال إنها تمثل مرحلة جديدة في الحرب مما يجعلها صراعاً إقليمياً متعدد الجبهات.

كما أكد أن العدو يعرف مدى جدية الشعب اليمني وقواته وتوجهه الرسمي والشعبي الصادق لإسناد غزة بحديثه عن صعوبة ردع اليمن، مضيفاً "إعلام العدو تحدث عن أن اليمنيين أثبتوا بضربة "تل أبيب" أنهم يشكلون مشكلة خطيرة على "إسرائيل" وهذا ما نريده ونسعى له".

وتابع "إعلام العدو تحدث عن الصدمة الكاملة التي عاشتها مؤسستهم الأمنية بعد عملية "يافا"، وإن شاء الله ستأتي صدمات أكبر، والإعلام الأمريكي اعتبر العملية أخطر الهجمات تخريبا على أمن "إسرائيل" بعد عملية السابع من أكتوبر، في حين عبر الإعلام البريطاني عن اندهاشه من قدرة المسيرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية لدول وجيوش.

وأشار قائد الثورة، إلى أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة لن يحقق الردع لمنع العمليات المساندة لغزة، موضحاً أن العدو يعترف أن اليمن يصنع أسلحة متقدمة لضرب "إسرائيل" ويعترفون بتأثير العملية على وضعهم الاقتصادي وتراجع البورصة.

وبين أن إعلام العدو اعترف بأن الحرب في غزة هي المحرك الرئيسي لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني، ومن الجيد أن تكون نظرة العدو إلى الشعب اليمني وقواته بأنهم "عدو خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة" وهذا يدل على فاعلية ما نقوم به.

وقال "العدو اعترف باستهدافه بأكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة من اليمن، والصهاينة يقلقون من ذلك، ونحن نريدهم أن يقلقوا جداً، نريد أن يكون الصهاينة في منتهى القلق وألا يناموا ولا ينعموا أبدا بالاستقرار، لأنهم محتلون مجرمون وظالمون".

وجددّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على فشل الأمريكي في منع العمليات في البحر الأحمر وأكد ذلك "القائد الأعلى" للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط في رسالة سرية لوزير الحرب، وباحث في معهد أمريكي قال "إن عملية "حارس الازدهار" انتهت إلى فشل مهين".

وأضاف "الإعلام الإسرائيلي عبر عن قلقه من التهديدات القادمة وحث على ضرورة عدم تجاهل القوة البشرية "للحوثيين" وتدريباتهم العسكرية، ونريد أن يبقى دور شعبنا وقواته المسلحة بهذا المستوى من التأثير والفاعلية والحضور الكبير المساند لفلسطين".

وأفاد بأن عملية "يافا" وما يترتب عليها احتلت مكانة كبيرة في الإعلام الإسرائيلي وكذلك الأمريكي والبريطاني، ونجاح اليمن في إطلاق المسيرة المتفجرة إلى وسط "تل أبيب" اعتبره إعلام العدو فشلاً مدوياً لنظام الدفاع الجوي ونهاية عصر "السماء النظيفة".

ولفت قائد الثورة إلى أن الصهاينة يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته لذلك يعتبرونه "عدو" غريب لا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة.. موضحاً أن الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضياً وفي سياق الاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني ومحاولة لردع بلدنا عن مناصرة وإسناد فلسطين.

ومضى بالقول "قبل عملية "يافا" لم نكن في حالة ردع بل نسعى باستمرار إلى تطوير قدراتنا بشكل أكبر لتحقيق هذه الأهداف، وما نزال في تطوير مستمر بالاستعانة بالله سبحانه لتكون القدرات أكثر فاعلية، وأكثر تدميراً وضرراً وتنكيلاً بالعدو".

وأكد أن موقف الشعب اليمني قوي جدا، وهو ثابت عليه لن يتزحزح عنه مهما كانت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها، وكل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزاً أكثر على الانتقام ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني وهو الهدف الأساس.

وتحدث السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن خطاب نتنياهو أمس في الكونجرس الأمريكي، واصفاً إياه بأبشع المجرمين وأكبرهم في هذا العصر ويداه ملطخة بدماء الأطفال والنساء.

وقال "كان من الملفت حجم الاحتفاء بنتنياهو داخل الكونجرس وهو يلقي خطابه، وهو احتفاء لم يحظ به حتى الرئيس الأمريكي، وهو احتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية وهو يدل على مستوى الدور الأمريكي المشترك في هذه الإبادة الجماعية".

وأضاف "في الكونجرس وقفوا لنتنياهو 58 مرة، وصفقوا له بحرارة أكثر من 75 مرة يعني أكثر من القيام والوقوف للرؤساء في أمريكا"، معتبراً خطاب نتنياهو مأزوماً، ويظهر المأزق الذي وصل إليه كما يظهر عدوانيته وإجرامه، وحديثه بإن "الشرق الأوسط يغلي والصراع ليس بين حضارات، وإنما بين البربرية والتحضر"، وإذا أضفنا البربرية “الإسرائيلية” والتحضر “الفلسطيني” في جملة نتنياهو فستكون أصدق جملة في خطابه".

وأشار قائد الثورة إلى أن المنطقة العربية ومحيطها تغلي، لأن هناك أكبر إبادة جماعية تُرتكب في هذا العصر في نطاق جغرافي محدود، مؤكداً أن خطاب نتنياهو كان مشحوناً بالأكاذيب ومتنكراً للحقائق المعلومة قطعا والتي ملأت سمع الدنيا وبصرها. ومضى بالقول "نتنياهو أنكر القتل للمدنيين رغم المشاهد والحقائق الواضحة في قطاع غزة وعمد إلى التزييف والافتراء، وركز في خطابه على التحريض للأمريكي لدعمه بشكل أكثر ولاشتراكه في الجرائم وتوسيع نطاق العدوان".

وأفاد "بأن نتنياهو تحدث عن العرب بطريقة ساخرة وكلام سخيف، وكأنهم لا قضية لهم ولا لوجود لفلسطين والأقصى، ويطلب من العرب أن يتحالفوا مع العدو الإسرائيلي ضد إيران، ونحن نتساءل ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟".

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن إيران دولة إسلامية متحررة من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تدعم فلسطين وتساند العرب ضد عدو الأمة، ولا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنها في موقع القوة.

وقال "عندما استهدف العدو قنصلية إيران في دمشق، أمطرت إيران هذا العدو بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة"، لافتاً إلى أن إيران تساند وتدعم العرب لأن العدو الإسرائيلي احتل فلسطين وبلاد عربية إسلامية واستهدف لبنان وسوريا والأردن ومصر.

وأضاف "جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة على مدى 10 أشهر يقتل بها الشعب الفلسطيني أو الإيراني؟، وحتى لو كانت الجرائم ضد الشعب الإيراني فمن واجب المسلمين أن يقفوا مع إيران لأنه بلد إسلامي، لا مع العدو الإسرائيلي".

وبين قائد الثورة أن الكلام عن تحالف "إبراهام" يعني مطالبة العرب التعاون مع العدو ضد فلسطين وضد أنفسهم والمسلمين، وهو كلام سخيف، مضيفاً "الحديث عن التحالف يتناغم مع بعض العرب الذين يحملون راية التطبيع ويوالون الإجرام الفظيع ضد الشعب الفلسطيني".

وذكر أن اليهود يحتفون بشعار الموت للعرب وفي ثقافتهم ومعتقداتهم أن العرب مجرد "حيوانات".. مشيراً إلى أن نتنياهو شكا من عملية يافا، ونحن نؤكد له أن المزيد من العمليات التي تستهدف "تل أبيب" آت بإذن الله.

ونبه إلى أن العدوان الهمجي على غزة والإبادة الجماعية يكفيان في تقديم وفرض الحقيقة الواضحة الناصعة عمن هو العدو لهذه الأمة، مستعرضاً مظاهرات الاحتجاج التي خرجت في أمريكا ضد نتنياهو والعدوان على غزة، ومن العرب من يتغابى ويكرر نفس منطق العدو.

وقال "من يتناسى ما يفعله العدو في غزة أشد غباء من بني إسرائيل يوم قالوا "إن البقر تشابه علينا"، متسائلاً "كيف يشتبه على الإنسان من هو العدو الحقيقي للأمة؟ ومن هو الصديق، الأمور جلية وواضحة؟".

وأكد قائد الثورة أن الأحرار من أبناء الأمة، صنعوا معادلة جديدة، وفتحوا جبهات الإسناد المتصاعدة لدعم غزة، والتحرك الشعبي لكل الأحرار في كل الميادين مستمر في الجبهة الإعلامية في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

وتحدث عن المظاهرات المستمرة في المغرب والأردن ودول متعددة، وهناك دول غربية استمرت فيها المظاهرات هذا الأسبوع.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدرالدین الحوثی أن العدو الإسرائیلی العدوان الإسرائیلی الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الشعب الیمنی قائد الثورة إعلام العدو هذا الأسبوع کیان العدو أن عملیة أکثر من تل أبیب تحدث عن إلى أن فی غزة بین أن

إقرأ أيضاً:

قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤرخ الشاب زاخاري فوستر

في هذا الحوار المطوّل غير التقليدي يقدم المؤرخ والناشط الأميركي زاخاري فوستر قراءته لتاريخ فلسطين المعاصر والحديث ورؤية عميقة وشاملة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد حصل فوستر على درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأدنى من جامعة برينستون عام 2017، وهو مؤسس مشروع "فلسطين نيكسوس" الذي يأمل أن يكون المصدر المفضل لفهم ما يحدث في فلسطين.

يتتبّع الحوار الجذور التاريخية للصراع وتطوراته عبر القرنين الماضيين، ويستعرض فوستر، وهو باحث متخصص في تاريخ المنطقة، أبعادًا متعددة للقضية، مقدمًا تحليلًا نقديًّا للروايات السائدة ومفندًا بعض المفاهيم الخاطئة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي يمنح السلطة شرعيتها؟ كتاب يفتح الباب لمقاربة فلسفية جديدةlist 2 of 2كيف تفكر الدول في العنف المنظم؟end of list

يبدأ الحوار بتأصيل تاريخي للقضية، حيث يقول الضيف: "أعتقد أن جذور قضية إسرائيل وفلسطين تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر… عندما قرر اليهود تحويل دولة عربية، أي فلسطين، إلى دولة يهودية". هذا التحديد الزمني يضع القضية في سياقها التاريخي الصحيح، مؤكدًا أن بدايتها تسبق فترة الاستعمار التقليدي.

يتطرق الحوار إلى مقارنة الصهيونية بحركات الاستعمار الاستيطاني الأخرى، مع تسليط الضوء على خصوصيتها. يقول الضيف: "الصهيونية من بين جميع الحركات الاستعمارية الاستيطانية في جميع أنحاء العالم… هي نوع مثالي من الحركة الاستعمارية الاستيطانية". ويضيف موضحًا الفرق: "ما يميز الحركات الاستعمارية الاستيطانية عن الحركات الاستعمارية العادية هو أن الحركات الاستعمارية الاستيطانية تتخلى عن روابطها بوطنها الأصلي."

إعلان

يناقش الحوار أيضا تطور المواقف الأكاديمية اتجاه القضية، خاصة بين المؤرخين الغربيين واليهود. يشير الضيف إلى أن "هناك تقليدًا طويلًا من معاداة الصهيونية لدى اليهود. في الواقع، يعود هذا التقليد إلى أصول الصهيونية نفسها"، وفي المقابل يفنّد الادعاءات حول عدم وجود هوية فلسطينية قبل قيام إسرائيل.

ويختتم بتأكيد أهمية فهم الجذور التاريخية للصراع لإدراك تعقيداته الحالية. يقول الضيف: "يمكنك أن تفهم بشكل أساسي الكثير من التاريخ الفلسطيني إذا فهمت فقط إجابتهم عن هذا السؤال: ما هو الخيار المناسب كرد فعل على مجموعة من الناس تحاول الاستيلاء على أرضي وتدمير منزلي وتطهيري عرقيًّا من البلاد."

هل ترى جذور القضايا الحالية في الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين؟

أعتقد أن جذور قضية إسرائيل وفلسطين تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. لذا فهذه الفترة الزمنية تسبق فترة الاستعمار. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر، كان اليهود في أوروبا يتحدثون عن إنشاء دولة يهودية في فلسطين. وأعتقد أن هذا هو أصل قضية فلسطين بالنسبة لي. كان ذلك عندما قرر اليهود تحويل دولة عربية، أي فلسطين، إلى دولة يهودية. بالنسبة لي، كان هذا هو بداية قضية إسرائيل وفلسطين الحديثة.

في القرن التاسع عشر، أي قبل مئة عام من تشكل إسرائيل نفسها؟

نعم. نحن نتحدث عن سبعينيات القرن التاسع عشر أو ثمانينياته، أي ما يعادل 140 أو 150 عامًا، لقد تلقيت عمومًا ردودًا إيجابية جدًّا على فيديو يشرح ذلك. كان هدفي محاولة تغطية أكبر قدر ممكن من الأرض في مقطع مرئي قصير قدر الإمكان. والتركيز على محاولة فهم سبب حدوث الأشياء، والطريقة التي حدثت بها. وأعتقد أن الناس عمومًا قد قدروا ذلك لأنني أعتقد، أولًا وقبل كل شيء، أنني أحاول أن أكون موضوعيًّا. أنا أتحدث عن الإرهاب اليهودي. أنا أتحدث عن الإرهاب الفلسطيني. أنا أتحدث عن الجرائم، جرائم الحرب التي ارتكبتها كل من إسرائيل وحماس. صحيح. لذا، أعتقد أنني أحاول جاهدًا تقديم رواية موضوعية، فضلًا عن الجرأة التفسيرية لمساعدتكم على فهم كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

إعلان

وأعتقد أن الناس يقدرون ذلك. من الواضح أن لديَّ وجهة نظري الخاصة. ومن الواضح أنني أعتقد أنه لفهم حقيقة الأمر، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم؛ يتعين عليك أن تفهم حقًّا الفكرة الأساسية الكامنة وراء الصهيونية، التي تتلخص في أننا نريد تحويل هذا البلد من بلد عربي فلسطيني إلى بلد يهودي.

لذا كان على كل زعيم صهيوني أن يسأل نفسه هذا السؤال: ماذا سنفعل بالسكان الأصليين؟ لذا فأنا أحاول تسليط الضوء على وجهة النظر الفلسطينية، والتركيز بشكل خاص على محاولة إعطاء صوت لضحايا هذا الصراع، وللأشخاص الذين ضاعت أصواتهم في الروايات التقليدية.

أعتقد أنني أركز أيضا على إسرائيل وفلسطين بدلًا من الصراع العربي الإسرائيلي. الناس ظلوا لعقود طويلة يعتبرون هذا الصراع أشبه بصراع عربي إسرائيلي بين إسرائيل والدول العربية. وأعتقد أنه من الواضح أنه لم يكن هناك صراع حقيقي كبير بين إسرائيل والدول العربية. بل كان الصراع دائمًا في المقام الأول بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأعتقد أن هذا الأمر أصبح الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. لذا فهذه زاوية أخرى للقصة. أنا لا أتحدث عن حرب 1973. ولا أتحدث عن غزو سيناء. ولا أتحدث حقًّا عن اتفاقيات السلام بين الأردن ومصر في التسعينيات أو السبعينيات ثم التسعينيات.

هذه بالنسبة لي مجرد أحداث جانبية. بالنسبة لي، القضية الأساسية هي قضية إسرائيل وفلسطين، وهي المحاولة الصهيونية ثم الإسرائيلية للسيطرة على كل الأراضي الواقعة بين النهر والبحر. أعتقد أن هذا هو ما نحتاج إلى فهمه حقًّا، لفهم كيف وصلنا إلى حيث وصلنا اليوم.

من وجهة نظرك، فإن فترة الاستعمار أسست لهذا الصراع.. إذن ما هو الفرق بين الاستعمار في أستراليا، ثم العالم الجديد، في أميركا، وما حدث في الشرق الأوسط؟

أعتقد أن هناك بعض الاختلافات. أولًا وقبل كل شيء، لا أستطيع أن أسمي الصهيونية حركة استعمارية. بل أسميها حركة استعمارية استيطانية. وفي الواقع، قد تقول إن الصهيونية من بين جميع الحركات الاستعمارية الاستيطانية في جميع أنحاء العالم، في أستراليا، وفي الولايات المتحدة وكندا، هي نوع مثالي من الحركة الاستعمارية الاستيطانية.

إعلان

بمعنى أن ما يميز الحركات الاستعمارية الاستيطانية عن الحركات الاستعمارية العادية هو أن الحركات الاستعمارية الاستيطانية تتخلى عن روابطها بوطنها الأصلي، في حين أن الحركات الاستعمارية تريد الاحتفاظ بروابطها بوطنها.

فلنفكر على سبيل المثال في الفرنسيين، الفرنسيين في الجزائر. لقد كانت تلك حركة استعمارية، أليس كذلك؟ لأنهم أرادوا في واقع الأمر الحفاظ على روابطهم بوطنهم. قد تقول إن الولايات المتحدة كانت في مكان ما بين هذين الأمرين، لأن العديد من المستعمرين كانوا يريدون الحفاظ على ارتباطهم ببريطانيا العظمى، وكانوا يريدون العودة إلى بريطانيا العظمى. ولم يكونوا يريدون قطع هذه الصلة تمامًا.

أما في حالة الصهيونية، فقد تخلوا تمامًا عن بلدانهم الأصلية. ولم تكن لديهم أي نية للعودة أبدًا. أعني أن العديد منهم، بالمناسبة، عادوا، ولكن عندما وصلوا أول مرة إلى فلسطين، كانت فكرتهم أننا لا ننوي العودة إلى الوطن. نحن ننتقل إلى فلسطين، وسنقوم بتأسيس جذورنا هنا، وسنستولي على هذا البلد. لذا فإن هذا هو أحد الاختلافات الرئيسية.

والاختلاف الرئيسي الثاني هو أن الصهيونية متجذرة في العديد من الأفكار اليهودية. أليس كذلك؟ هناك فكرة في اليهودية مفادها أن اليهود سيعودون في نهاية المطاف إلى الأرض المقدسة. إنه نوع من الاعتقاد الأخروي بأن المسيح، سيعود في نهاية الأيام وسيجتمع كل اليهود من أنحاء العالم الأربعة ويعودون إلى فلسطين.

لذا فإن هذا يميزها عن الحركات الاستعمارية الاستيطانية الأخرى التي لم تكن متجذرة في تقاليد دينية عمرها 3000 عام. كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، ولديها نوع من الروابط الدينية، بالأرض واعتبرت هذه الأرض ذات أهمية دينية. لذا أعتقد أن هذا يميزها أيضًا.

لكن أودّ أن أقول بشكل عام، إن أوجه التشابه مذهلة للغاية. أعني، لديك هؤلاء الأشخاص المضطهدون، أليس كذلك؟ أعتقد أن هذا مهمّ حقًّا لفهم جوهر معظم الحركات الاستعمارية الاستيطانية. عليك أن تفهم أن هؤلاء الناس هم في المقام الأول الذين يشعرون بالاضطهاد في بلدانهم الأصلية. أليس كذلك؟ "لقد واجه البروتستانت الأميركيون الذين قدموا إلى العالم الجديد الاضطهاد في بلدانهم الأصلية. ولهذا السبب كانوا يجمعون أمتعتهم ويغادرون. هل تعتقد أنهم أرادوا ركوب القوارب؟ لقد كانت رحلة خطيرة للغاية وغادرة. إذ استغرقت شهرين عبر المحيط. وقد هلك العديد منهم على طول الطريق. هل كانوا يريدون فعل ذلك؟ لا، بالطبع لا. تمامًا كما لم يرد اليهود التخلي عن أوطانهم في الغالب. لقد أجبروا على المغادرة بسبب المذابح، ومعاداة السامية، وبسبب العنف الذي واجهوه في بلدانهم الأصلية.

إعلان

لذا أعتقد أن هذا يعني بهذا المعنى أن الصهيونية تشبه إلى حد كبير العديد من الحركات الاستعمارية الاستيطانية الأخرى.

ظهر مؤخرًا جيلًا جديدًا من المؤرخين الغربيين، ضد السياسات الإسرائيلية.. كيف نشأ هذا الجيل من الأكاديميين مثلك، داخل المؤسسات التي كانت تعتبر تقليديًّا مؤيدة لإسرائيل؟

أولًا وقبل كل شيء، أنا لست منتميًا إلى أي جهة أكاديمية. أنا لست أستاذًا في جامعة مقرها الولايات المتحدة. وأعتقد أن هذا يقطع شوطًا طويلاً في تفسير ذلك. وبالمناسبة، عندما أخذت شهادتي للدكتوراه من جامعة برينستون، كان هناك عدد من أعضاء هيئة التدريس في قسمي، بما في ذلك مستشاري الأكاديمي، الذي أصدر نداءً وإعلانًا يدعو الجامعة إلى تمرير قرار بالمقاطعة، قرار "BDS"، يدعمون ذلك الحراك ويطالبون الجامعة أن تسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من احتلال إسرائيل للضفة الغربية وحصارها لغزة.

وأود أن أقول إن الغالبية العظمى من أعضاء هيئة التدريس الذين يدرسون إسرائيل وفلسطين في الولايات المتحدة متعاطفون للغاية مع القضية الفلسطينية.

ولكن ما أود أن أقوله في الوقت نفسه هو أن هناك خوفًا مؤسسيًّا. إنهم يخشون أن تتعرض مؤسساتهم وإدارات جامعاتهم والأشخاص الذين يجلسون في أعلى التسلسل الهرمي للجامعة للانتقام من هؤلاء الأشخاص، لأن هؤلاء الأشخاص لديهم مصالح مختلفة. إنهم ليسوا مؤرخين. إنهم ليسوا علماء سياسة. إنهم لا يتابعون الأحداث على الأرض. إنهم لا يعرفون ما يحدث في إسرائيل وفلسطين. ولكن في الغالب، بدلًا من ذلك لديهم ولاءات للمانحين وما يريدونه، وبالتالي فهم مدينون لفئة المانحين، وهي مجموعة مختلفة جدًّا من الناس..

هناك فرق كبير بين هيئة التدريس في الجامعة، والإدارة، كما تعلمون، ثم هناك فرق أكبر بين هيئة التدريس وفئة المتبرعين. والحقيقة، أن الأشخاص الذين يتولون المسؤولية حقًّا عن الجامعة هم الإدارة وفئة المتبرعين. الأمر لا يتعلق بهيئة التدريس.

إعلان لاحظنا أن هذه الحرب كانت حدثًا مختلفا، في هذا السياق، وظهر كثير من المؤرخين التاريخيين المناهضين للصهيونية، داخل المجتمع اليهودي، في أوروبا والولايات المتحدة. هل يمكنك أن تعطينا نبذة مختصرة عن ذلك؟

انظر، يمكنك العودة بالزمن لعقود عديدة. أعني شخصيات مثل نعوم تشومسكي، نورمان فينكلشتاين. هناك تقليد طويل من معاداة الصهيونية لدى اليهود. في الواقع، يعود هذا التقليد إلى أصول الصهيونية نفسها، أليس كذلك؟ عندما ظهرت الصهيونية أول مرة على عتبات المنازل، في أوروبا والولايات المتحدة، كان اليهودي العادي، يعارض الصهيونية.

عندما ظهرت الصهيونية أول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، في الولايات المتحدة، كانت حركة الإصلاح، التي تعد اليوم أكبر الحركات اليهودية في الولايات المتحدة، تتألف من ثلث اليهود الأميركيين. وأنا أنتمي إلى حركة الإصلاح التي تأسست أول مرة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتبنت برنامج بيتسبرغ.

وبرنامج بيتسبرغ يقول في الأساس، إننا لا ندعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين؛ لأنها تتناقض مع اعتقادنا بأن اليهود يجب أن يندمجوا في المجتمعات التي يعيشون فيها. وكانوا في ذلك الوقت يحاولون الاندماج في الولايات المتحدة في مواجهة معاداة السامية. وكانوا يعتقدون أنه إذا ظهرت هذه الحركة اليهودية التي تقول إن اليهود ينتمون إلى فلسطين، فإنهم سيواجهون المزيد من الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، وسيواجهون اتهامات بالولاء المزدوج، وسيواجهون المزيد من التمييز لأن الناس سيقولون، حسنًا، إذا كنت تريد الذهاب إلى فلسطين، فماذا تفعل هنا؟

لذا كانت هناك حركة نشطة للغاية بين اليهود. هذا كان برنامج بيتسبرغ في ثمانينيات القرن التاسع عشر. ثم لديك العديد والعديد من المثقفين اليهود، طوال فترة ما بين الحربين العالميتين، الذين عارضوا الصهيونية. أعتقد أن السبب وراء معارضتهم للصهيونية هو أنهم رأوا أن الصهيونية باعتبارها حركة استعمارية استيطانية لن يكون لها سوى نتيجة حتمية واحدة، وهي في النهاية تهجير السكان الأصليين من الأرض. وقد كرر ذلك العديد من المناهضين للصهيونية، واليهود المناهضين للصهيونية في فترة ما بين الحربين العالميتين، من عام 1919 إلى 1939. العديد من اليهود يعارضون الصهيونية لهذا السبب.

إعلان

ثم كان لديك سلالة ثالثة من اليهود المناهضين للصهيونية، وكانت في الأساس من اليهود المتدينين المناهضين للصهيونية، وكان بعضهم مثقفين للغاية. أعني أنهم ربما لم يكونوا أكاديميين، لكنهم كانوا بالتأكيد غارقين في التقاليد اليهودية وكانوا يعتقدون أن أي محاولة لتسريع مجيء المسيح، تعدّ بالنسبة لهم محاولة من الصهيونية لتسريع المستقبل، وهي محاولة من اليهود للتدخل لتحقيق المجيء الثاني للمسيح.

كان هناك اعتقاد لاهوتي في اليهودية بأن اليهود سيعودون إلى فلسطين أو إسرائيل في آخر الزمن عندما يأتي المسيح مرة ثانية،، وكان اعتقادهم هو أنه إذا انتقلت إلى فلسطين، فإنك تنتهك قانون التوراة لأن الله وحده هو الذي يقرر ذلك. إن قرار الله هو عندما يأتي وليس قرار البشر. عندما يتصرف البشر لمحاولة تسريع هذا المستقبل، فهذا انتهاك لقانون التوراة. كانت هذه سلالة ثالثة داخل اليهودية، داخل الدوائر اليهودية. أعتقد أنه يمكن القول إنها كانت معارضة للصهيونية.

لذا كان هناك اليهود الذين أرادوا الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية وعارضوا الصهيونية. وكان هناك يهود ربما عارضوا الصهيونية لأنهم اعتقدوا أنها ستؤدي إلى طرد السكان الأصليين من الأرض. وكانوا قلقين للغاية بشأن ذلك. وكانوا على حق تمامًا. وهذه هي السلالة الثانية. ثم كانت هناك السلالة الثالثة، التي تمثلت في الصهاينة المتدينين المناهضين للصهيونية.

يهود متدينين اعتقدوا أنه عندما يتصرف البشر لمحاولة تسريع هذا المستقبل، فإن ذلك انتهاك لقانون التوراة (غيتي) ماذا عن اليهود القادمين من خلفيات قومية؟

أعتقد أن وجهة نظري هي أن المثقفين الذين يعارضون الصهيونية يعارضون على الأرجح معظم القوميات لأن الصهيونية هي شكل من أشكال القومية. إنها قومية يهودية. وأعتقد أن لديك العديد من الأكاديميين مثلهم، وخاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في أعقاب التطهير العرقي ضد البوسنيين، وفي ميانمار، والتطهير العرقي ضد السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، في أستراليا والولايات المتحدة.

إعلان

أعتقد أنه كان هناك صحوة في العقود القليلة الماضية، بأن الصهيونية كانت في الأساس مشابهة جدًّا للعديد من حركات الاستعمار الاستيطاني الأخرى. إذا عدنا إلى أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، فلن تجد الكثير من الأكاديميين يتحدثون عن الصهيونية كحركة استعمارية استيطانية. لم يدرك الأكاديميون إلا في العقود القليلة الماضية أن الصهيونية تشترك في الكثير مع كل هذه الحركات الاستعمارية الاستيطانية الأخرى، التي ارتكبت جميعها فظائع مروعة ضد السكان الأصليين.

لذا أعتقد أن القومية العرقية، وخاصة في أعقاب التطهير الذي حدث في البلقان في التسعينيات، عندما دخلت المليشيات الصربية إلى سربرنيتشا وذبحت 8000 من البوسنيين المسلمين، لارتكابهم جريمة كونهم بوسنيين، أعتقد أن هذا النوع أيقظ العالم على فكرة مفادها أنه عندما تحاول إنشاء دولة قومية عرقية، أي دولة تخدم مصالح مجموعة عرقية واحدة فقط، فإن ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية على المجموعات التي تقع داخل الدولة والتي تنتمي إلى عرقية مختلفة.

أنت تدرس الكثير من القضايا في تاريخ الفلسطينيين والإسرائيليين المعاصرين، كما درست أيضًا ردود الشعب الفلسطيني والتفاعل مع الصهيونيين في عدة مناسبات. كيف تقارن ما حدث في عام 1948، وقبل وبعد عام 1967، بما يقع الآن؟ وكيف تقارن ردود الشعب الفلسطيني اتجاه الاحتلال، قبل وبعد النكبة؟ لأنك تركز على ما قبل النكبة أيضًا. وهذا ليس شائعًا في الوقت الحاضر لأنه يبدو – لدى البعض- أن التاريخ بدأ في السابع من أكتوبر. لذا نريد أن نضع سياقًا تاريخيًّا.

يمكنك فهم الكثير عن التاريخ الفلسطيني إذا فهمت الإجابة الفلسطينية عن سؤال واحد فقط، وهو: ما هي الطريقة الشرعية؟ ما هي الطريقة المناسبة لمقاومة مجموعة من الناس تريد الاستيلاء على بلدك واتخاذ جميع القرارات المهمة بشأن حياتك؟ لأن هذا هو ما كانت عليه الصهيونية.

إعلان

وإذا كان من الواضح أن الفلسطينيين استجابوا بطرق مختلفة، وكانت هناك مجموعة من الردود. كان هناك فلسطينيون خلال فترة الانتداب في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين (يقولون) دعونا نعمل مع هؤلاء الناس. دعونا نعمل مع الصهاينة. كما تعلمون، دعونا نقدم ملاحظات احتجاج إلى البريطانيين، ونقول لهم إننا سنقاوم هذا سلميًّا. سنقدم احتجاجنا في شكل مكتوب. سنحتج سلميًّا في الشوارع. وهذا بالضبط ما فعله العديد من الفلسطينيين. كان هذا في الواقع، أحد أهم التيارات داخل الحركة الوطنية الفلسطينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. كان هذا الشكل من أشكال النضال غير عنيف بشكل كامل، وكانوا يطلقون عليه ما كانوا يسمونه المؤتمرات الوطنية طوال عشرينيات القرن العشرين، وكانت كلها سلمية.

واجتمع الفلسطينيون في أعوام 1919، و1920، و1921، و1922، و1923، و1924، و1925، وقالوا: انظروا، نحن ندعو إلى إنشاء دولة ديمقراطية في فلسطين. لقد دعونا البريطانيين إلى السماح لنا بانتخاب ممثلينا ديمقراطيًّا من السكان الأصليين اليهود والمسيحيين والمسلمين في فلسطين. وبطبيعة الحال، تجاهل البريطانيون كل هذه المقترحات تمامًا.

كان النظام البريطاني مناهضًا للديمقراطية. لقد انتهك الإرادة السياسية لـ85% من السكان. وبعد ذلك، بالطبع، كان هناك تيار أكثر تشددًا داخل السلطة.

يمكنك أن تفهم بشكل أساسي الكثير من التاريخ الفلسطيني إذا فهمت فقط، إجابتهم عن هذا السؤال: ما هي الطريقة المناسبة لمقاومة مجموعة من الناس تحاول الاستيلاء على أرضي وتدمير منزلي وتطهير البلاد مني عرقيًّا (الأناضول)

نحن هنا لا نتحدث فقط عن السياسات التي فشلت، بل عن كل سياسة نجحت خلال فترة الحكم البريطاني لفلسطين. نتحدث عن آلاف الفلسطينيين الذين عملوا في ظل الإدارة البريطانية، كل واحد منهم – من خلال هذا العمل – كان يقبل ضمنيًا النظام الذي فرضه البريطانيون، وهو نظام لم يكن ديمقراطيًا بأي حال، بل كان منحازًا بوضوح لمصلحة المشروع الصهيوني. هذا القبول، حتى وإن بدا براغماتيًا، كان يعكس موقفًا واسع الانتشار في تلك الفترة.

إعلان

لكن، في المقابل، لا بد أن أقول إن هناك تيارًا واضحًا داخل الحركة الوطنية الفلسطينية تبنى موقفًا أكثر صرامة. هذا التيار كان يرى بوضوح أن الاستعمار البريطاني لم يأتِ بالتوافق، بل فُرض بالقوة المسلحة. وبالتالي، فإن الرد عليه يجب أن يكون بالقوة أيضًا. فحين تواجه مشروعًا استعماريًّا عنيفًا يسعى لانتزاع أرضك، وطمس هويتك، وتحويل وطنك من بلد عربي إلى كيان يهودي، فإن الوسيلة الوحيدة لمقاومته هي الرد بالمثل، بالقوة.

وأعتقد أن هذا التوجه، رغم أنه لم يكن الغالب في البداية، إلا أنه بدأ يكتسب زخمًا متزايدًا، خصوصًا في أواخر الثلاثينيات، وتحديدًا مع انطلاق الثورة العربية الكبرى في فلسطين بين عامي 1936 و1939. ومنذ ذلك الحين، وعلى مدى العقود السبعة التي تلت نكبة عام 1948، وحتى يومنا هذا، يمكن القول إن هذين التيارين – السلمي والمسلح – ظلا حاضرين ومتداخلين في المشهد الفلسطيني.

هناك دائمًا من قال إن تحرير فلسطين لا يمكن أن يتم إلا عبر القوة. هذا الرأي لم يكن هامشيًّا، بل شكّل التيار المركزي في أوساط الشتات الفلسطيني، وتبنته جماعات كبرى مثل “فتح” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. بل إن منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، في بداياتها، تبنت الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة للتحرر الوطني، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى خيارات سياسية وسلمية، رافضة العنف في مراحل لاحقة.

وهنا أجد من المهم الإشارة إلى مسألة ديناميكية المواقف، لأن هذه التحولات لم تكن حكرًا على جماعة واحدة. بل إن الجماعات نفسها، بالأشخاص أنفسهم، والقيادات ذاتها، والبنية التنظيمية الأساسية نفسها، قد تنقلوا عبر الطيف السياسي بين العنف واللاعنف وفقًا للظروف، وتبعًا لطبيعة الاحتلال وتكتيكاته القمعية.

نفس التحول شهدناه مع حركة “حماس”. فهذه الحركة، التي بدأت في الأصل كامتداد لجماعة “المجمع الإسلامي” ذات الطابع الخيري وغير العنيف، تطورت لاحقًا إلى تبني الكفاح المسلح. وكما حصل مع منظمة التحرير من قبل، فإن المواقف تتغير وفقًا لتصاعد العنف من الطرف الآخر، ومدى البطش الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، وشروط البيئة السياسية في كل مرحلة.

إعلان

وبالتالي، لفهم التاريخ الفلسطيني المعاصر، لا أعتقد أنك بحاجة إلى قراءة كل التفاصيل الصغيرة، بل يكفي أن تطرح سؤالًا واحدًا وتتابع كيف أجاب عليه الفلسطينيون عبر الزمن: ما هي الوسيلة المشروعة لمقاومة مشروع استعماري يسعى إلى سلب أرضك، وهدم منزلك، وتطهيرك عرقيًا من وطنك؟ الإجابة على هذا السؤال وحدها كافية لفهم الكثير من التحولات والتوجهات التي شهدها هذا الشعب في مواجهة استعمار طال أمده.

هناك نقاش كبير حاليا عن الهوية الفلسطينية قبل النكبة، وهناك من ينكر هذه الهوية تاريخيا؟

لطالما سعى الخطاب الصهيوني إلى إنكار الهوية الوطنية الفلسطينية، من خلال تصوير الفلسطينيين كمجرد “عرب” أو “سوريين جنوبيين”، بهدف الطعن في فكرة أنهم شعب أصيل له وجود وطني وتاريخي. هذا الإنكار كان وسيلة لتسهيل الرواية الصهيونية التي تؤمن بقومية يهودية تمنح “إسرائيل” لليهود حصريًا.

ومن هنا جاءت جهود متعمدة لإعادة كتابة التاريخ، عبر أوراق أكاديمية ومؤلفات تنفي وجود “الفلسطيني” كشخصية قومية. ردًا على ذلك، حاولت توثيق استخدام مصطلح “فلسطيني” في السياقات المحلية، ليثبت بالأدلة اللغوية والتاريخية أن الفلسطينيين عرّفوا أنفسهم كأمة قبل ظهور الصهيونية بسنوات، بل وعقود.

في المصادر الإنجليزية، يظهر المصطلح منذ ستينيات القرن التاسع عشر، وفي المصادر العربية منذ أواخر القرن ذاته، تحديدًا عام 1898. ويؤكد الباحث أن استخدام هذا المصطلح لم يكن نتيجة رد فعل على الصهيونية، بل سبقها، وظهر في أوساط طلاب فلسطينيين في الناصرة، بعيدًا عن أي تأثير مباشر للحركة الصهيونية التي لم تكن قد انتشرت بعد في المنطقة.

كما يشير إلى أن هؤلاء الرواد من الفلسطينيين، مثل نجيب نصار وخليل بيدس وسليم قبعين، تلقوا تعليمهم في مدارس عربية وروسية، وشكلت مفاهيم الوطن والهوية بالنسبة لهم جزءًا من وعي ثقافي أوسع، لا علاقة له بالصراع اللاحق مع الصهيونية، بل بجذور وطنية ضاربة في الوجدان واللغة والخرائط التي علقت على جدران المدارس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • الصمود الفلسطيني والدعم المصري
  • متحدث فتح: نسعى بكل ما نستطيع لإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف الحرب على غزة
  • برلماني: 30 يونيو ستظل شاهدة على وعي الشعب لحماية الهوية الوطنية
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • عطيفي يطلع على أحوال المرابطين في جبهة الساحل الغربي بالحديدة
  • “الجهاد الإسلامي” : استهداف العدو الإسرائيلي للقيادة لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا ثباتا وعزيمة
  • قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤرخ الشاب زاخاري فوستر
  • تفقد أحوال الجرحى بمستشفى الشرطة بصنعاء