الذكرى التاسعة عشرة: لاستشهاد الدكتور جون غارانغ دي مابيور
النص: يَتَمَلْمَلُ في قَبْرِهِ
---
إدوارد كورنيليو
---
.
I
في ليلةٍ سوداء...
تهبُّ الرياحُ وتضربُ السيولُ في قلبِ المدينةِ
هناكَ قبرٌ وحيدٌ يحملُ اسمًا عزيزًا
اسمًا كانَ يرنُو في الآذانِ ويحركُ الأفكارَ والمشاعرَ
اسمًا كانَ يمثلُ الأملَ والحلمَ والنضالَ والتضحيةَ والتحريرَ
اسمًا كانَ غارانغَ البطلَ القائدَ الشجاعَ والمؤسسَ الحكيمَ
الرائدَ النبيلَ والمناضلَ العظيمَ الذي حاربَ الظلمَ والقهرَ
وأنشأَ دولةً جديدةً من النورِ ووضعَ خطةً للمستقبلِ الزاهرِ
وتمنى لشعبهِ السلامَ والوئامَ والحريةَ والديمقراطيةَ والرفاهَ
II
لكنهُ لم يدركْ.
أنَّ الخيانةَ تتربصُ بهِ من حولهِ
وأنَّ الموتَ ينتظرُهُ في السماءِ في رحلةٍ لم تكتملْ
وأنَّ الفوضى تنتشرُ في الأرضِ في بلادٍ لم تستقرْ
فقد تركَ خلفهُ فجوةً عميقةً لم يستطعْ أحدٌ ملؤها
واندلعتْ نيرانُ الحربِ بينَ أصدقائهِ وأعدائهِ
وتحولتْ أرضهُ إلى ساحةٍ للتدخلاتِ والمؤامراتِ
وتعرضَ شعبهُ للمحنِ من قتلٍ وتهجيرٍ وجوعٍ ومرضٍ
وضاعتْ رؤيتهُ في ضبابِ الحروبِ والانقسامِ والفساد
III
في قبرهِ الهادئِ...
كانَ قلبهُ ينزفُ من الحزنِ والأسى
كانَ يتمنى أنْ يحيا من جديدٍ ويصلحَ ما أفسدهُ الذينَ جاءوا بعدهُ
كانَ يريدُ أنْ يخرجَ من قبرهِ ويقودَ ثورةً أخرى ضدَّ الظلمِ والاستبدادِ
وينقذَ شعبهُ من الهاويةِ ويحققُ رؤيتهُ في التنميةِ والازدهارِ والعزةِ
tongunedward@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وقفة.. نتنياهو يقود شعبه للانتحار معه
وقفتنا هذا الأسبوع يمتد فيها الحديث عن آثار حرب إسرائيل على فلسطين وانضمت إليها حربه على إيران، فنتنياهو أدرك تماما الآن أظن ذلك يعنى أنه انتهى سياسيا واجتماعيا بالنسبة لشعبه، وحتى لكل من يدعمه.
فالصورة اتضحت الآن تماما وأصبحت غير خافية على أحد، فبعد السقوط المدوي منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن في وحلة المقاومة الفلسطينية التي نصبتها له ولجيشه بخطط اقتربت من الامتياز سقط في مستنقع أعمق وأشد، ألا وهو مستنقع الحرب مع إيران فنتنياهو عمل طبقا للمقولة المصرية الشهيرة: جه يكحلها عماها وسقط في وحلة إيران سقوطا مدويا.
ولم لا فهو لا يريد أن ينتهى وحده بل يريد أن ينتهي ومعه جيشه وشعبه، حتى لا يبقى أحد شاهدا على جرمه وأخطائه القاتلة في حق شعب فلسطين وحق نفسه وحق شعبه، فكلما فكر في طريق نجاة ودخل فيه لم يجد إلا طريق أدغال كله وحوش كاسرة لا يقدر عليها، حتى وصل أظن لأيامه الأخيرة إن شاء الله.
وحاليا يريد أن يورط أمريكا وجيشها وترامب معه في الغرق، كارت أخير لعله يكون الإنقاذ الأخير له ولكن معه، لكن هيهات كانوا نجحوا في فلسطين علشان ينجحوا في إيران، فهو نفس الخطأ عندما فشل نتنياهو في شل حركة المقاومة الفلسطينية دار ولف على قتل المدنيين العزل الفلسطينيين.
الآن يحاول أن يفعل نفس الكلام في إيران فعندما بدأت إيران ترد على حملته ردا مؤلما موجعا، لم يجد إلا خطته الساذجة باستغلال الخونة في قتل قيادات إيرانية، وهى خطة فاشلة لأن أي منظومة قتالية في العرب والمسلمين بتاع قيادات صف تاني وثالث ورابع وخامس، يكون الجميع جاهزا ليحل محل زميله وبقوة أيضا، وهو الحادث الآن وإن غدا لناظره قريب. فأين قد بدأت ساعة العد التنازلي تعد تنازليا على نتنياهو، فشر أجدع حلقة ملاكمة هواة وليس حلقة ملاكمة محترفين، بالنسبة لنتنياهو.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع المقبل إذا أحيانا الله وإياكم إن شاء الله.
اقرأ أيضاًكتاب حدث في زمن الإخوان «الطريق إلى ثورة 30 يونيو».. يجسد الأحداث السياسية في فترة حكم الإخوان
الحرب الإيرانية الإسرائيلية تدفع البنك المركزي لرفع متوسط سعر العائد على أذون الخزانة
مستشار الجمهورية يتفقد أعمال تطوير منطقة القاهرة الخديوية