الجزيرة:
2025-07-12@22:10:27 GMT

لماذا غيرت فرنسا موقفها بشأن الصحراء الغربية؟

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

لماذا غيرت فرنسا موقفها بشأن الصحراء الغربية؟

باريس- بالتزامن مع الذكرى الـ25 لاعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في رسالة موجهة إلى العاهل المغربي الثلاثاء الماضي- الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء الغربية.

وأكد ماكرون في رسالته أن مخطط الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 هو "الأساس الوحيد" لحل "التنافس الإقليمي" بين الرباط والانفصاليين الصحراويين التابعين لجبهة البوليساريو التي تأسست عام 1973 على الأراضي الصحراوية المتنازع عليها.

وأثار الموقف الفرنسي غضب الجزائر المعارِضة للمغرب في هذه القضية منذ حرب الرمال عام 1963، وقررت سحب سفيرها من باريس بعد ساعات قليلة من نشر الرسالة، في خطوة مثلت فشل "سياسة مصالحة الذاكرة" التي أطلقها ماكرون في السنوات الأخيرة.

توقيت الاعتراف

لطالما تجنبت باريس الاعتراف الصريح بـ"السيادة المغربية" على الصحراء واعتبرت بدلا عن ذلك أن المنظور الذي تطرحه المملكة يشكل "أساسا جيدا وذو مصداقية للنقاش"، حتى بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب في ديسمبر/كانون الأول 2020 على هذه المساحة البالغة 266 ألف كيلومتر مربع والواقعة على حافة المحيط الأطلسي.

وتقول مديرة معهد دراسات العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، ليزلي فارين، إنه كان على فرنسا الارتكاز على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء الغربية منذ البداية. وبرأيها، اتخذت باريس هذا الموقف في أسوأ لحظة في تاريخها حيث لديهم حكومة مستقيلة فيما قصر الإليزيه "لا يزال يتخذ القرارات التي سيكون لها تداعيات ضارة على البلاد بلا شك".

وعن رمزية توقيت الاعتراف في ظل عدم الاستقرار السياسي في فرنسا وفي منتصف الألعاب الأولمبية، لم تستبعد ليزلي -في حديثها للجزيرة نت- فرضية وقوف إسرائيل وراء ما حدث وضغطها على باريس للقيام بهذه الخطوة، بسبب مصالحها الخاصة المرتبطة بملف التطبيع، مضيفة أن "كل شيء سريالي في عهد ماكرون".

من جانبه، وصف المؤرخ الفرنسي والمتخصص في الشأن الأفريقي برنارد لوغان الاعتراف الفرنسي بـ"الثابت" و"الغامض" في الوقت ذاته، معتبرا أن باريس اعترفت بهذا الواقع دائما لكنها كانت ترغب في تعديل الموقف الجزائري قليلا.

وأضاف لوغان للجزيرة نت أن رسالة الرئيس ماكرون إلى ملك المغرب محمد السادس -بمناسبة الذكرى الـ25 لحكمه- جاءت لتزيل هذا الغموض وتؤكد موقفا فرنسيا قديما.

لغة المصالح

وقد مهد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الطريق لهذا الاعتراف خلال زيارته للرباط في فبراير/شباط الماضي، قائلا إن "الصحراء قضية وجودية بالنسبة للمغرب وفرنسا تعرف ذلك، لقد حان الوقت الآن للمضي قدما".

أما وزير التجارة المستقيل فرانك ريستر، فقد تحدث عن فرص اقتصادية بين البلدين، في أبريل/نيسان الماضي، لفتح الباب أمام استثمارات الوكالة الفرنسية للتنمية في الصحراء الغربية.

ومن وجهة نظر أرقام التجارة الخارجية الإجمالية، يعتقد المؤرخ لوغان أن فرنسا على المستوى نفسه تقريبا مع الدولتين الأفريقيتين (المغرب والجزائر)، لكنه يرى أن "الإمكانيات المغربية أكثر أهمية من الجزائرية، لذا فإن التقارب بين باريس والرباط سيصبح منطقيا أكثر في المستقبل على الصعيد الاقتصادي".

ولا يأخذ المتخصص في الشأن الأفريقي احتمالية وقف الجزائر صادراتها على محمل الجد، موضحا ذلك بالقول "لا يمثل الغاز الجزائري سوى 8% من الاستهلاك الفرنسي، بينما لا يتجاوز النفط نسبة 9%، كما أن الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الجزائر تحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وإيطاليا".

ويعتبر لوغان أنه "إذا كان هناك أي رد فعل انتقامي يعقب هذا الاعتراف، فستكون فرنسا السباقة لفعل ذلك من خلال إبطاء منح التأشيرات -التي تُعتبر باهظة للجزائر مقارنة بالمغرب أو تونس– أو فرض ضريبة على التحويلات اليومية التي تقوم بها الجالية الجزائرية والتي تسمح بتضخم الميزانيات الجزائرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الصحراء الغربیة

إقرأ أيضاً:

ماكرون يدعو إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب باريس ولندن

وجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس نداءا عاجلا بضرورة اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبرا أنه الطريق “الوحيد الذي يؤدي الى أفق للسلام” بين دولة الإحتلال والفلسطينيين.


وذكر ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “اؤمن بمستقبل حل الدولتين الذي سيتيح لدولة الإحتلال العيش بسلام وأمن مع جيرانها. 

وختم : اؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها الى أفق للسلام.

وشهدت القمة البريطانية-الفرنسية في لندن بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ملفات متعددة تمس قضايا الأمن والهجرة والدفاع، حيث أعلن الزعيمان فتح "فصل جديد" في العلاقات الثنائية، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات استراتيجية متزايدة.

وفي تصريحاته، شدد ماكرون على أهمية التعاون الدفاعي بين باريس ولندن، قائلاً: "قواتنا المسلحة تمثل معاً حجر الأساس للركيزة الأوروبية داخل حلف الناتو، مما يمكننا من العمل كدول إطار قادرة على الانتشار في عدة مسارح عملياتية والدفاع عن الأرض الأوروبية إلى جانب حلفائنا."

وأضاف أن القمة تمثل لحظة مفصلية "لتعزيز القدرات الاستراتيجية المشتركة، لا سيما في الملفات الحساسة مثل الردع النووي"، مشيداً بما تحقق من تقدم في هذا السياق.

وبخصوص أوكرانيا، أعلن ماكرون عن "تصميم مشترك" مع بريطانيا على مواصلة دعم كييف عسكرياً وسياسياً في مواجهة الغزو الروسي، كاشفاً أن ستارمر وماكرون سيشاركان بعد ظهر اليوم في اجتماع افتراضي ضمن ما يعرف بـ"تحالف الإرادة"، وهو تجمع من الدول الداعمة لأوكرانيا بقيادة بريطانيا وفرنسا.

وفي حين يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضورياً في "مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا" المنعقد في روما، سيتحدث ماكرون وستارمر من مقر عسكري في شمال لندن خلال الاجتماع الافتراضي الذي يهدف إلى تنسيق الجهود العسكرية وتعزيز الدعم اللوجستي والدفاعي لـ كييف.

وبينما تصدرت أزمة الهجرة غير النظامية المباحثات، خصوصاً مع تعثر التوصل لاتفاق نهائي بشأن إعادة طالبي اللجوء، شكّل التعاون الدفاعي والدعم المشترك لأوكرانيا محوراً مهماً في تعزيز المحور البريطاني-الفرنسي كقوة أمنية وسياسية في أوروبا ما بعد البريكست.

وبذلك، تضع هذه القمة أساساً جديداً لتحالف متعدد الأبعاد، لا يقتصر فقط على ملفات الهجرة والحدود، بل يمتد إلى الأمن الأوروبي المشترك، والردع النووي، ودعم الحلفاء في زمن الأزمات.

قمة ماكرون – ستارمر.. تفاصيل تحالف أوروبا الجديد على أنقاض الأزماتماكرون يلوم رئيس الوزراء البريطاني على أزمة المهاجرينماكرون: يجب على لندن وباريس إنهاء الاعتماد على أمريكا والصينعضو حزب النهضة الفرنسي: زيارة ماكرون لبريطانيا تاريخية وتحمل رسائل إستراتيجية طباعة شارك ايمانويل ماكرون فرنسا دولة فلسطين المملكة المتحدة دولة الإحتلال

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الفرنسي السعودي بشأن حل الدولتين ينعقد نهاية يوليو في نيويورك
  • ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى أفق للسلام
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بتأكيد الرئيس الفرنسي على «الاعتراف بفلسطين»
  • ماكرون وستارمر يدعوان لوقف الحرب على غزة وتبني حل الدولتين
  • فرنسا وبريطانيا: لا سلام دون الاعتراف بدولة فلسطين
  • ماكرون يدعو إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب باريس ولندن
  • عاجل. ماكرون يدعو إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب باريس ولندن
  • موقف مثير للسخرية..المغرب يسرق علم الصحراء الغربية !
  • ماكرون وستارمر يعززان تحالف الردع النووي.. وقناة بريطانية تقطع خطاب الرئيس الفرنسي!
  • اندلاع حرب البيض بين ترامب وكاليفورنيا.. لماذا يعارض الرئيس حرية الدجاج؟