“الخيارات والتحديات في مفاوضات السودان: قراءة نقدية واستراتيجية”
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
زهير عثمان
تقييم تجربة فولكر والمواقف السياسية , أن تجربة المبعوث الأممي فولكر في السودان أثارت ردود فعل متباينة بين الأطراف السياسية. ظهرت حفيظة بعض الأطراف بسبب قربه من التيار الديمقراطي، مما أدى إلى تباين في المواقف وضعف الأسس التوافقية في العملية السياسية السودانية. هذه الحالة تعقد جهود التفاوض، وتجعل من الصعب تحقيق توافق شامل بين الأطراف.
توجه توم بيريلو والمقابلات مع المنظمات الشبابية
توجه توم بيريلو للقاء منظمات شبابية محايدة في دول الجوار يعكس رغبة في تحقيق حيادية في التفاوض. لكن فعالية هذه الاستراتيجية في الساحة السودانية تظل محل تساؤل، خاصة إذا لم تُتبع بخطوات حاسمة وجادة لتحقيق التوافق.
تفهم المبعوث الخاص لمخاوف مصر
تقدير الأمريكيين لمصالح مصر وتعاملهم مع مخاوفها هو خطوة إيجابية. مصر تلعب دورًا محوريًا في الإقليم، وأخذ وجهة نظرها بعين الاعتبار قد يساعد في تحقيق توافق أقوى وضمان استقرار أكبر في العملية التفاوضية.
رغبة الأمريكيين في جذب الجيش لطاولة التفاوض
الأمريكيون يسعون لجر الجيش إلى طاولة التفاوض، وهذا يعكس ضغطًا دوليًا متزايدًا على الجيش للجلوس للتفاوض. هذه الرغبة تشير إلى محاولة لتحقيق حل سلمي للنزاع، وهو ما يتطلب من الجيش الاستجابة لضغوط المجتمع الدولي.
تقديم تسهيلات للبرهان والجيش
قد يقدم الأمريكيون تسهيلات كلامية للجيش وحلفائه لتقليل ذرائع رفضهم للتفاوض. هذه التسهيلات قد تفتح أبواب التفاوض وتجعلها أكثر جاذبية للجيش، على أمل تجاوز العراقيل وتحقيق تقدم ملموس.
الخيارات المتاحة للبرهان والجيش
البرهان والجيش قد لا يمتلكون خيارات ذات جدوى غير التفاوض. استمرار الحرب يعني المزيد من الخسائر وتعقيد الوضع. مقارنةً بالمفاوضات السابقة، تبدو كروت التفاوض للجيش تتضاءل، مما يزيد من الحاجة للتفاوض كخيار منطقي.
السيناريوهات المحتملة إذا فشلت مفاوضات جنيف
إذا فشلت مفاوضات جنيف في تحقيق وقف لإطلاق النار، قد يشهد السودان تدخلات إنسانية لحماية المدنيين أو قد يتجاهل المجتمع الدولي السودان لفترة. هذا قد يؤدي إلى ضغوط متزايدة على الأطراف المتعنتة حتى تتوصل إلى اتفاق.
الحرب الحالية كمأزق تاريخي للحركة الإسلامية في السودان
الحرب الحالية تمثل مأزقًا تاريخيًا للحركة الإسلامية في السودان، والتي وضعت نفسها فيه نتيجة تقديرات خاطئة. سيكون من الضروري للأطراف قبول خسائر اليوم لتجنب المزيد من الخسائر غداً، حيث لا يوجد أي احتمال للربح بالمعطيات الراهنة.
الرؤية للمفاوضات والنتائج المتوقعة
إجبار الأطراف على التفاوض: من المحتمل أن ينجح الضغط الدولي، وخاصة من الأمريكيين والمجتمع الدولي، في إجبار الجيش وقوات الدعم السريع على الجلوس لطاولة التفاوض. ستكون الحاجة ملحة للوصول إلى حل توافقي لتجنب المزيد من التصعيد.
الضغط الدولي والمحلي: ستظل الضغوط الدولية والمحلية تلعب دوراً كبيراً في توجيه الأطراف نحو التفاوض. إذا لم يتم التوصل إلى حل، فقد تواجه الأطراف مزيداً من العزلة والضغط.
التسوية والتنازلات: من الضروري للطرفين تقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق شامل. قد تشمل التسويات شروطاً تتعلق بالسلطة، والموارد، والترتيبات الأمنية.
النتائج المحتملة , في حالة نجاح المفاوضات: قد يؤدي التفاوض إلى تحقيق وقف لإطلاق النار، وتنفيذ خطة سياسية شاملة تعالج القضايا الأساسية.
فشل المفاوضات و قد يستمر النزاع، مع تزايد التدخلات الإنسانية وفقدان الدعم الدولي.
الاستعداد لمراحل ما بعد التفاوض وهي
إعادة الإعمار و سيكون من الضروري وضع خطة لإعادة الإعمار وتنمية الاقتصاد واستعادة الاستقرار.
المصالحة: يجب العمل على مصالحة شاملة تعالج التوترات السياسية والاجتماعية الناجمة عن النزاع.
التفاوض هو الخيار الأكثر منطقية للأطراف المتنازعة لتجنب المزيد من الأضرار والخسائر. من الضروري للجيش وقوات الدعم السريع التوصل إلى تسوية تعكس واقع القوى وتحقق السلام والاستقرار المستدام.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من الضروری المزید من
إقرأ أيضاً:
السودان: الأمم المتحدة ترحب باستمرار فتح معبر “أدري” وتحذر من مخاطر في دارفور
الأمم المتحدة حذرت من أن العوائق البيروقراطية والصراع المسلح لا يزالان يعرقلان جهود الإغاثة، ويشكلان تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني.
بورتسودان: التغيير
رحبت الأمم المتحدة بإعلان استمرار فتح معبر “أدري” الحيوي على الحدود بين شرق تشاد وإقليم دارفور، ما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية للعالقين في غرب السودان.
جاء هذا الترحيب على لسان كل من توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وكليمانتين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان.
وأكد فليتشر أن المعبر يُعد شريان حياة رئيسي منذ إعادة فتحه قبل ثمانية أشهر، حيث دخل عبره نحو 1600 شاحنة محملة بـ 52,500 طن متري من المساعدات الإنسانية، استفاد منها حوالي 2.3 مليون شخص.
ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، شكّلت المساعدات الغذائية الطارئة الجزء الأكبر من هذه الإمدادات، إلى جانب دعم مجالات الصحة والتغذية والمأوى والمياه والتعليم.
وفيما شددت الأمم المتحدة على أن استمرار فتح المعبر أمر بالغ الأهمية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، إلا أنها حذرت من أن العوائق البيروقراطية والصراع المسلح لا يزالان يعرقلان جهود الإغاثة، ويشكلان تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني.
وأعرب مكتب “أوتشا” عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث أسفرت الاشتباكات والقصف العنيف خلال الأيام الماضية عن تضرر مرافق إنسانية، منها مقر تابع لمنظمة غير حكومية، فيما دمرت نيران المدفعية شاحنة مياه تدعمها اليونيسف كانت تنقل مياهًا آمنة لنحو 1000 مريض في المستشفى السعودي.
وقد تسببت الاشتباكات المتجددة في نزوح ما لا يقل عن 1700 شخص خلال الأسبوع الجاري نحو مناطق مكتظة مثل مدينة الطويلة، لينضموا إلى 2000 نازح آخر فروا من مخيم أبو شوك والفاشر في الأسبوع الماضي.
ورغم التحديات، أكد مكتب “أوتشا” أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات المنقذة للحياة، حيث غادرت قافلة لبرنامج الأغذية العالمي من مدينة الدبة شمال دارفور، محملة بإمدادات تكفي لما يقارب 100 ألف شخص في الفاشر، وتقطع القافلة أكثر من 1000 كيلومتر للوصول إلى المتأثرين بالجوع والنزاع.
ودعا المكتب مجدداً إلى تأمين وصول إنساني آمن وغير مقيد، عبر جميع الطرق الممكنة، سواء عبر الحدود أو خطوط التماس، ووقف الهجمات على المدنيين والمرافق الإنسانية.
وفي شرق البلاد، حذر المكتب من تصاعد حدة الصراع في بورتسودان، حيث أدت الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة إلى إتلاف البنية التحتية ونزوح أكثر من 2600 شخص خلال أسبوع، ليرتفع عدد النازحين الجدد في المدينة إلى أكثر من 3000 نازح خلال مايو الجاري.
وشددت الأمم المتحدة على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، وحماية المدنيين والمرافق الحيوية، وضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور الأمم المتحدة معبر أدري الحدودي