أعطى أصحاب نظرية "عنزة ولو طارت" أكثر من تبرير لعدم مشاركتهم في اللقاء الوزاري التشاوري الذي عُقد بالأمس في الديمان. هذه التبريرات "حجج لا تقلي العجّة الرئاسية". فالمعطّلون هم أنفسهم أينما كانوا، سواء شاركوا في "لقاء الديمان" أو في أي لقاء آخر يسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة بين اللبنانيين لترسيخها عن طريق الإصرار عليها، أو لم يشاركوا.

وكما قاطعوا "لقاء الديمان" بالأمس يقاطعون أي لقاء آخر، وبالأخص الجلسات الحكومية، التي تُعقد في السرايا، والتي تحاول التخفيف من أضرار عدم انتخاب رئيس للجمهورية بالقدر الذي يسمح به الدستور.   فهؤلاء الذين يمسكون السّلم بالعرض لا يريدون أن يعملوا ولا يتركون غيرهم يعمل. وعندما يحاول هذا الغير أن يعمل بما يقدر عليه يرشقونه بكل أنواع الحجارة. وهذا ما هم فالحون به. وعوضًا عن مساهمتهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية نراهم يفعلون المستحيل لكي يفخّخوا هذا الاستحقاق بكل أنواع المتفجرات السياسية. 
فلو سلّمنا جدلًا بأن "لقاء الديمان" أو أي لقاء آخر في أي مكان آخر لن يتمكّنا من اجتراح المعجزات فعلى الأقل تكون ثمة محاولات، ولو متواضعة، لإيجاد بعض المخارج لسلسلة المآزق، التي يعيشها الوطن. فـ "حبّة الديمان" قد تسند خابية هذا الوطن، الذي يحتاج إلى كل مبادرة، داخليةً كانت أم خارجية، يمكن أن تساهم في شكل مباشر أو غير مباشرة في إبقائه صامدًا وواقفًا على رجليه، والحؤول دون انهياره بالكامل.  لا نقول جديدًا إذا قلنا إن سقف الهيكل عندما ينهار فسينهار على رؤوس الجميع، ولن يوفرّ أحدًا. وسيجد الذين يعطّلون أو يعرقلون أو يسيرون عكس السير أنفسهم محشورين في زوايا مواقفهم التعطيلية. فماذا استفاد هؤلاء عندما قاطعوا "لقاء الديمان"، وهو لقاء دعا في ما دعا إليه في بيانه الختامي القوى السياسية كافة إلى "التشبث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلي عن كلِّ ما قد يؤدي إلى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة."ولأنه لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة دعا "اللقاء" إلى الاسراع في  انتخاب رئيس للجمهورية "يقود عملية الإنقاذ والتعافي، فضلًا عن دعوته كل السلطات والمؤسسات التربوية والإعلامية الخاصة والرسمية وقوى المجتمع المدني الحيّة، والشعب اللبناني بانتماءاتِه كافةً، إلى التشبث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها المتوارَثة جيلًا بعد جيل، وقيمها الايمانية لا سيما قيمة الاسرة وحمايتها، وإلى مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يجمع عليها اللبنانيون"، وكذلك دعوته المواطنين إلى "حوار حياةٍ دائم بينهم، بحيث يسعى كل مواطن إلى طمأنة أخيه وشريكه في الوطن، على فكره وحضوره وحقوقه وفاعلية انتمائه الوطني".  ما بحثه هذا اللقاء التشاوري لم يخرج عن ثوابت لا تنفك البطريركية المارونية وسائر المرجعيات الدينية الحريصة على الوحدة الوطنية عن الدعوة إلى الحفاظ عليها، وهذا ما يؤمن به كل لبناني مخلص يريد بصدق أن يكون بلده في طليعة البلدان، التي تُحترم فيها الذات الإنسانية، وتكرِّس الحريات العامة كمبدأ لا يتجزأ عن السيادة الوطنية، وتعتمد الحوار كأساس لحل كل الخلافات، التي تطفو على السطح بين حين وآخر، وتُقبَل فيها آراء الآخرين، أيًّا تكن، ما دامت تعبّر عن الهواجس والتطلعات، ولا تُختصر مناهج التربية بمواد جامدة غير قابلة للتفاعل مع الحضارات الأخرى.  ما تطرّق إليه "لقاء الديمان" يعبّر في شكل واضح وصريح عن قلق جميع اللبنانيين التواقّين إلى رؤية بلدهم من بين أفضل البلدان. وهذا الأمر لن يتحقق بطبيعة الحال بمقاطعة أي مسعى للحلّ، ولن يكون بالتأكيد بعرقلة أي محاولة لجمع اللبنانيين على مواسم الخير.  فلو حضر أصحاب "العنزة ولو طارت" وشاركوا في لقاء الأمس فهل كان نقص من وزنهم بضع أوقيات من العنهجية والغرور والتشاوف؟  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لقاء الدیمان

إقرأ أيضاً:

لقاء حواري بين مجلس أمن محافظة العاصمة وتجارة عمان

صراحة نيوز-  بحث لقاء حواري نظمته غرفة تجارة عمان، اليوم الأربعاء، بمقرها مع مجلس أمن محافظة العاصمة العديد من القضايا التي تهم القطاعات التجارية والخدمية والزراعية العاملة في عمان.
وتركزت القضايا التي طرحها رؤساء نقابات وجمعيات وممثلي قطاعات تجارية وخدمية، بالانتشار العشوائي للبسطات وأهمية تنظيمها، وغياب مواقف المركبات ولا سيما لغايات التحميل والتنزيل والتسوق من المحال والمطاعم، ، وتحويلات الشوارع بالاعياد والمناسبات.
وأكد المشاركون باللقاء، ضرورة تكثيف الحملات الأمنية وتعزيز الرقابة على الأسواق لضبط التجاوزات الخارجة على القانون التي يمارسها البعض، وتوسيع الشركات المربوطة مع الأجهزة الأمنية، وتسهيل معاملات المستثمرين العرب.
وأكد رئيس المجلس محافظ العاصمة ياسر العدوان، أن الأمن والأمان عنصر أساسي في اقامة الأعمال ودعم النمو الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات، مبينا أن الامن الغذائي والاجتماعي جزء مهم من المنظومة الأمنية التي تحرص الدولة الأردنية على توفيرها.
وأشار ان منظومة الأمن التي يعيشها الأردن جاءت عبر عمل وتعاون مشترك بين المواطنين والأجهزة الأمنية، مشددا على ضرورة تعزيز التشاركية للحفاظ على هذه النعمة والميزة الكبيرة للمملكة التي تفتقدها الكثير من الدول.
وأكد العدوان أن مجلس أمن العاصمة حريص على التواصل مع مختلف القطاعات والشرائح بالعاصمة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، والاستماع للقضايا التي تهمها والعمل على معالجتها وفق الصلاحيات والأنظمة والتعليمات.
ولفت محافظ العاصمة للجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة المختصة بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى لوضع حلول ناجعة لقضية الانتشار العشوائي للبسطات والاعتداءات على الأرصفة والشوارع، وبما يكفل مصالح جميع الأطراف، مشيرا للمعالجات التي تمت بنجاح في بعض المناطق.
وشدد العدوان على ضرورة ان يكون هناك تعاون وتنسيق بين مجلس أمن المحافظة والنقابات والجمعيات التجارية بالعاصمة لمعالجة القضايا التي تواجه القطاع التجاري والخدمي، مشيرا للإجراءات التي تمت لتصويب أوضاع الكثير من المهن داخل حدود العاصمة.
بدوره، عبر رئيس غرفة تجارة عمان العين خليل الحاج توفيق، عن اعتزازه وشكره لمجلس أمن العاصمة ومبادرته التي وصفها بالسابقة للقاء الفعاليات التجارية والخدمية والمستثمرين ومنتسبي الغرفة، مشددا على أهمية الشراكة الامنية الاقتصادية.
وأكد أهمية توسيع مجالات التعاون والتنسيق بين الطرفين من خلال اللقاءات الدورية مع الهيئة العامة لتجارة عمان من خلال إنشاء قناة تواصل مباشرة ودائمة بين الغرفة والمجلس سواء عبر خط ساخن أو رقم واتساب مخصص للإبلاغ عن اية ممارسات خارجة عن القانون.

واقترح رئيس الغرفة تعيين ضابط ارتباط أمني مسؤول عن استقبال شكاوى وملاحظات التجار بشكل سريع وفعّال، ويمكن أن يتواجد في دار المحافظة أو قيادة أمن إقليم العاصمة لسهولة التنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية، إلى جانب تشكيل لجنة تنسيقية مشتركة تبحث قضايا التجارة ذات البعد الأمني.
وقال “نحن نؤمن بأن الأمن والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، مؤكدا أنه كلما زاد شعور التاجر بالأمان، زادت ثقته في السوق وازدهر النشاط التجاري وتعززت التنمية.
وأقترح  العين الحاج توفيق إطلاق مبادرات توعوية مشتركة بين الغرفة والأجهزة الأمنية، وتعزيز الرقابة على الجرائم الإلكترونية والاحتيال الرقمي، مع توسع التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي بالمملكة.

مقالات مشابهة

  • جورجينا تتجاهل أزمة أول لقاء وتنشر صور عائلية مع رونالدو.. صور
  • ريانة البرناوي: أكثر من 80 ألف طالب شاركوا في مسابقة “الفضاء مداك” ..فيديو
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: 30 يونيو ثورة شعبية أنقذت الدولة وأعادت لمصر هويتها الوطنية
  • ريال مدريد يستعيد مبابي قبل لقاء سالزبورج
  • لقاء حواري بين مجلس أمن محافظة العاصمة وتجارة عمان
  • ماذا دار في أول لقاء بين أردوغان وترامب؟
  • إعاده انتخاب سيد خليفة أمينا عاما لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة
  • انتخاب السعودية عضواً في مجال الإحصاءات لأجندة التنمية
  • انتخاب ابو كاروان أمينا عاما للحزب الشيوعي الكوردستاني
  • انتخاب الشفشق رئيسا لاتحاد بلديات جرد الضنية وحندوش نائبا له