شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا عالميًا وإقليميًا ومحليًا متزايدًا بقضايًا البيئة، إذ عُقدت الندوات ونظمت اللقاءات على مختلف المستويات لمناقشة هذه القضايا، كما صدرت القوانين وتم اعتماد البرامج والمشروعات التى تهدف إلى المحافظة على البيئة ومعالجة قضاياها التى أصبحت محل اهتمام الأمم المتحدة من خلال ما عُرف ببرنامجها للبيئة والتنمية الذى تم فيه إقرار الدور المهم الذى يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة فى التفاعل مع مشكلات البيئة.
وتواجه مصر، كغيرها من دول العالم، مشكلات بيئية مهمة تصل إلى حد الخطورة، وقد بدأت هذه المشكلات فى الظهور مع الاتجاه نحو التصنيع والتحول إلى النشاط الزراعى الأكثر تقدما والذى يعتمد على استخدام الميكنة والأسمدة الصناعية والمبيدات. وإذا كانت الزراعة تحتل مكانة كبرى وتمثل مصدرًا أساسيًا للموارد الاقتصادية فى الدول الزراعية، فإن البيئة الريفية، وهى الغالبة فيها، تعانى من مشكلات خطيرة وتدهور سريع يجب الإسراع لمواجهته والتصدى لخطورته المتزايدة نتيجة لتفاقم هذه المشكلات واستمرار التدهور.
ويتوقف نجاح كل جهد يهدف إلى مواجهة مشكلات البيئة الطبيعية فى الريف على المشاركة الجماهيرية الفعالة فيه، وهذه المشاركة لا يمكن أن تتحقق إلا بإدراك الفرد خطورة تلك المشكلات وعلاقته بها، وتأثير سلوكه وقراراته على البيئة، وضرورة ترشيد هذا السلوك، ويتطلب ذلك تنمية وعيه البيئى بإثراء الجانب المعرفى لديه بتبصيره بالحقائق والمعلومات عن البيئة والمشكلات والمخاطر التى تتعرض لها ودوره فى حمايتها ومعالجة مشكلاتها، وهنا يأتى دور وسائل الإعلام المتنوعة من راديو وتليفزيون والتى تقوم بدور مركزى فى تشكيل الوعى البيئى لدى الجمهور العام.
لكن نجاح الإعلام فى أداء دوره فى تنمية الوعى البيئى فى القرية يتطلب مواجهة مشكلة مهمة تتمثل فى وجود فجوات فى المعرفة والاتجاهات والسلوك نحو البيئة بين أفراد مجتمع القرية، بالإضافة إلى فجوة بين الاتجاهات والسلوك؛ فهى فجوات من أكثر من نوع وعلى أكثر من مستوى.
وتتطلب مواجهة هذه المشكلة ضرورة الاهتمام ببرامج البيئة فى مختلف وسائل الإعلام وزيادة أعدادها وحلقات كل برنامج، مع تقديم هذه البرامج بأسلوب شيق وجذاب، واستخدام كلمات وجمل واضحة حتى يتمكن سكان القرية من فهمها بسهولة، ومن الاستمرار فى متابعة هذه البرامج.
فضلًا عن الاهتمام بمشاكل البيئة الريفية ومناقشة أسباب كل مشكلة ونتائجها والحلول المقترحة لمواجهتها مع متابعة تنفيذ هذه الحلول والإشادة بما يتم إنجازه منها، ولفت الانتباه إلى أوجه القصور ومناقشتها، مع الأخذ فى الاعتبار أن مشكلات البيئة الريفية قديمة ومتراكمة تتطلب مواجهتها فترات طويلة وجهود مستمرة، كذلك ضرورة الاهتمام بتدعيم السلوك الإيجابى وتعديل السلوك السلبى نحو البيئة، مع توضيح دور الفرد فى مواجهة مشكلات البيئة وحمايتها.
وفى النهاية، تظل كلمات تتر برنامج «سر الأرض» الذى غنته المطربة أنغام، فى مطلع التسعينيات: «الأرض نادت وقالت.. دا أنا جيد على اللى يدى..اديله طرحى وخيرى.. دى الغربة زادت وطالت.. يا ولدى بينى وبينك»؛ تظل رنانة فى الآذان لتُذكِر بأول برنامج تليفزيونى يوجه بالأساس للفلاحين، ويهتم بشئون الزراعة، مؤكدة قدرة وسائل الإعلام، بوجه عام، والتليفزيون، بوجه خاص، على القيام بدور توعوى ناجح فى هذا المجال.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة سر الأرض د أحمد عثمان مشکلات البیئة
إقرأ أيضاً:
محافظ القليوبية يعقد اللقاء الجماهيري الإسبوعي لحل مشكلات مواطني شبين القناطر والخانكة والخصوص
عقد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، لقاءه الجماهيري الإسبوعي اليوم بمقر مجلس مدينة شبين القناطر، لمناقشة وحل مشكلات مواطني مدن شبين القناطر، والخانكة، والخصوص. وأسفر اللقاء عن حلول فورية ومساعدات عاجلة لعدد من الحالات الإنسانية والمطالب الخدمية.
ومن أبرز قرارات اللقاء، استقبال المحافظ لسيدة لديها طفل من ذوي الهمم، حيث وجه فورًا بتوفير معاش للطفل، والتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي لتوفير كافة المستلزمات الشخصية اللازمة له. كما وجه المحافظ بمساعدة السيدة في تحسين ظروف معيشتها عبر توفير مشروع صغير عبارة عن ماكينة خياطة، إضافة إلى توفير فرصتي عمل لها ولزوجها لدعمهم في تحمل أعباء المعيشة.
وفي ملف تشغيل الشباب، وافق المحافظ على توفير فرص عمل لعدد من الشباب في أحد المصانع بالقطاع الخاص. كما وافق على إنشاء مسجد بالجهود الذاتية (بالتبرع من أحد المواطنين) بعد تخصيص قطعة أرض مناسبة لخدمة سكان مساكن عرب العليقات.
وفي الجانب الخدمي، قام المحافظ بالتنسيق المباشر مع شركة الغاز لتسهيل الإجراءات اللازمة لتوصيل خدمة الغاز الطبيعي لعدد من المواطنين في نطاق شبين القناطر، في إطار خطة المحافظة لتوصيل المرافق الأساسية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.