حقائق عن تعزيزات البنتاغون العسكرية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
تكثف الولايات المتحدة تواجدها العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوترات بسبب توعد إيران والجماعات الموالية لها بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأحد، اتصالا هاتفيا جديدا مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد خلاله على التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل الخطوات الممكنة للدفاع على إسرائيل، حسبما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون".
وكانت إيران توعدت بالانتقام في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، نهاية الشهر الماضي بطهران، بعد حضوره حفل التنصيب الرسمي للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وعقب وقت قصير أيضا من مقتل القائد العسكري الكبير في حزب الله اللبناني، بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى يتواجد فيه بالضاحية الجنوبية لبيروت مع مستشار عسكري إيراني.
والأحد، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر لم يكشف عن هويتها قولها إن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن إيران قد تهاجم إسرائيل خلال أيام.
ماذا نعرف عن التواجد العسكري الأميركي؟في اتصاله مع غالانت، شدد أوستن على ضرورة تعزيز وضع وقدرات القوات العسكرية الأميركية بجميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء تصاعد التوترات الإقليمية.
وتعزيزا لهذا الالتزام، أمر وزير الدفاع الأميركي بتسريع انتقال حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، المجهزة بمقاتلات "إف-35 سي"، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية بالشرق الأوسط (سنتكوم).
وتعد "يو إس إس أبراهام لينكولن" خامس حاملة طائرات من فئة "نيميتز" لدى البحرية الأميركية وتتميز بقوتها الضاربة مع قطع أخرى تابعة لها. كما أمر أوستن بنشر غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا".
وبحسب الموقع الإلكتروني لقيادة "قوة الغواصات الأطلسية"، فإن "يو إس إس جورجيا" غواصة لديها القدرة على إطلاق الصواريخ البالستية وتعمل بالطاقة النووية.
والاسبوع الماضي، عززت الولايات المتحدة من تواجدها في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعلنت "سنتكوم" وصول مقاتلات "إف-22 رابتور" التابعة للقوات الجوية الأميركية كجزء من تحركات تموضع القوات في المنطقة للتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران والجماعات التي تدعمها.
و"إف-22 رابتور" ليست مجرد طائرة حربية؛ بل هي "معجزة هندسية" تجمع بين التخفي والسرعة الفائقة والقدرة على المناورة العالية.
وتتميز هذه المقاتلة بالقدرة على الاشتباك مع أهداف متعددة، مما يجعلها عنصرا أساسيا في استراتيجية سلاح الجو الأميركي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويمكن للمقاتلة "إف-22 رابتور" أن تطير لمسافة تصل إلى 1850 ميلا باستخدام خزانات الوقود الخارجية، ويزداد المدى بشكل أكبر مع التزود بالوقود جوا.
وحققت المقاتلة أهم إنجاز لها في القتال الجوي بإسقاط بالون تجسس صيني قبالة سواحل ولاية نورث كارولينا في الثالث من فبراير عام 2023.
وقبل ذلك، أكد البنتاغون في وقت سابق من شهر أغسطس الجاري أنه سيرسل "المزيد من القدرات العسكرية الدفاعية إلى الشرق الأوسط"، تتضمن مقاتلات وسفنا حربية إضافية، ورفع الجيش الأميركي استعداداته لنشر المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي الأرضية في المنطقة.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، آنذاك، أن وزارة الدفاع الأميركية تستمر "في اتخاذ خطوات للتخفيف من احتمالات التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها".
وصلت مقاتلات إف-22 رابتور التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في 8 أغسطس/آب كجزء من تحركات تموضع القوات الأمريكية في المنطقة وللتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران والجماعات التي تدعمها. pic.twitter.com/fbf1g0p1WF
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) August 8, 2024واعتبارا من أوائل أغسطس الجاري، كان لدى البحرية الأميركية تشكيلات متعددة من السفن الحربية الكبيرة التي تجري عمليات في المنطقة، بما في ذلك مجموعة حاملة طائرات ومجموعة هجومية برمائية، وفق "مجلس العلاقات الخارجية"، وهو مؤسسة بحثية أميركية مرموقة، الذي أشار إلى أكثر من 12500 جندي بالبحرية الأميركية ينتشرون بمنطقة الشرق الأوسط.
حضور عسكري قويكانت الولايات المتحدة نشرت مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت"، وطرادات ومدمرات إضافية قادرة على التصدي للصواريخ البالستية في مناطق القيادة الأوروبية الأميركية و"سنتكوم".
وبحسب "سنتكوم"، فإن الحاملة "يو إس إس ثيودور روزفلت" هي موطن لجناح جوي متعدد الاستخدامات، وقادرة على حمل مجموعة متنوعة من الطائرات.
وعادة ما تستضيف الحاملة مجموعة من الطائرات، بما في ذلك المقاتلة "إف/إيه-18 سوبر هورنت" (F/A-18E Super Hornet)، وطائرة الحرب الإلكترونية "إي-18 جي غرولير"، وطائرة الإنذار المبكر "إي-2 دي هوك"، وطائرة الشحن "سي-2 إيه غريهاوند"، والمروحية "أم أتش-60 أس سي هووك"، والمقاتلة "إف-35 سي لايتنينغ إي".
وصلت حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت (سي في إن 71) إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأمريكي، والتي تشمل منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان وأجزاء من المحيط الهندي في 12 يوليو 2024.
إن نشر الحاملة روزفلت في المنطقة له أهمية استراتيجية قصوى. حيث تخدم عدة أغراض رئيسية، بما… pic.twitter.com/jSqmBRB7mb
ومنذ أسابيع، تتواجد بالقرب من المنطقة مجموعة "يو إس إس واسب" البرمائية الجاهزة ووحدة مشاة البحرية الاستكشافية (ARG/MEU) العاملة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفقا لبيان سابق لوزارة الدفاع.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحضور عسكري قوي في المنطقة منذ عقود مع نشر قوات في أكثر من 12 دولة وعلى متن سفن في جميع أنحاء مياه المنطقة، وفقا لتقرير "مجلس العلاقات الخارجية" الصادر قبل أيام.
وبحسب التقرير، فإنه اعتبارا من يونيو الماضي، كان لدى الولايات المتحدة عدة آلاف من أفراد الخدمة المتمركزين بالشرق الأوسط، وعدة آلاف أخرى على متن السفن في البحر بالمنطقة.
وتمتلك الولايات المتحدة مرافق عسكرية في 19 موقعا على الأقل في دول المنطقة، بما في ذلك البحرين ومصر والعراق وإسرائيل والأردن والكويت وقطر والسعودية وسوريا والإمارات، وفقا لتقرير سابق لمجلس العلاقات الخارجية.
كما يستخدم الجيش الأميركي قواعد عسكرية كبيرة في جيبوتي وتركيا، التي تعد جزءا من قيادات إقليمية أخرى، لكنها غالبا ما تساهم بشكل كبير في العمليات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط.
ووفق "مجلس العلاقات الخارجية"، فإن جميع الدول المضيفة للقواعد العسكرية الأميركية بالمنطقة، ترتبط باتفاقيات مع الولايات المتحدة.
وتستضيف قطر المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، فيما تستضيف البحرين أكبر عدد من الأفراد الأميركيين المعينين بشكل دائم، وهي مقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط العلاقات الخارجیة الولایات المتحدة الدفاع الأمیرکی حاملة الطائرات ثیودور روزفلت إف 22 رابتور فی المنطقة بما فی ذلک المزید من حقائق عن
إقرأ أيضاً:
مسؤولان بالبنتاغون يعرقلان ضغوط دفع أميركا لضرب إيران
واشنطن – بعد خبرة العراق وأفغانستان الأليمة، التي احتلت فيها أميركا الدولتين، وحاربت قرابة 19 عاما قُتل فيها نحو 7 آلاف عسكري أميركي، ووقع 52 ألفا من الجرحى والمعاقين، وتكلفة قُدرت بـ7 تريليونات دولار، إضافة لقتل وجرح أكثر من مليون عراقي وأفغاني، خرج تيار قومي انعزالي من رحم الحزب الجمهوري يعارض توجهات المحافظين الجدد العسكرية، ويطالب بضبط التورط الأميركي في الشرق الأوسط.
ويأتي نائب وزير الدفاع للسياسات ألبريدج كولبي، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط مايكل ديمينو على قائمة أبرز وجوه ورموز هذا التيار في البنتاغون حاليا.
وجاء تعيين هذين المسؤولين، اللذين يمثلان علنا تيار "ماغا"، في فريق السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب محبطا لأنصار إسرائيل ولوبياتها، خاصة بعد فشل الضغوط لإثناء ترامب عن ترشيحهما لمنصبيهما، اللذين أقرتهما أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ.
نفوذ الرجلينوفي خلفية انقسام الجمهوريين بين تيار انعزالي يخشى من أن تدخل واشنطن ضد إيران قد يجر أميركا إلى حرب جديدة في المنطقة، وتيار آخر من "الصقور" يؤيد الخطوات العسكرية ضد إيران، ويراها ضرورية لردع التهديد النووي الإيراني، يلعب المسؤولان دورا كبيرا في دعم التيار الانعزالي، ويعرقلان جهود الضغط على ترامب لمشاركة إسرائيل هجماتها على إيران.
إعلانورغم أن بعض المعلّقين يرون أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع أكثر تشددا تجاه إيران، فإن مسؤولين مثل ديمينو وكولبي يوفرون المعلومات ويطرحون البدائل أمام هيجسيث، وسيلعبون دورا رئيسيا في وضع السياسة.
وبحكم مناصبهم، سيكون للمسؤولين نفوذ هائل، إذ يتواصلون مع عواصم المنطقة، ويتحكّمون في الموارد والتحضيرات والخيارات، ودفع ذلك بعض أنصار إسرائيل للادعاء بأن "لديهم قدر هائل من القوة التي يمارسونها بطرق خفية، هذه السياسة الخارجية هي نفس سياسة باراك أوباما الخارجية في الشرق الأوسط".
كولبي ورؤيتهفي منصبه، يعد كولبي المستشار الرئيسي لوزير الدفاع في مسائل الدفاع والسياسة الخارجية، وتشمل واجباته قيادة تطوير إستراتيجية الدفاع الوطني والإشراف على تنفيذه، ومسؤول أيضا عن عدد من الإستراتيجيات والمراجعات ذات الصلة، التي تركّز على تخطيط القوة المشتركة وموقفها وإدارتها، ويمثل كولبي أيضا وزارة الدفاع في النقاشات بين الوكالات الأميركية المختلفة والحكومات الأجنبية.
ويعارض كولبي العمل العسكري الأميركي المباشر ضد إيران، ويجادل بأن احتواء إيران النووية "هو هدف معقول وعملي بارز".
وقبل توليه منصبه، كان كولبي مؤسسا مشاركا لمبادرة ماراثون، وهي مؤسسة بحثية تركّز على إعداد أميركا لعصر من المنافسة المستمرة للقوى العظمى، وفي الأثناء، شكّل كولبي أحد الأصوات الرائدة لاتباع نهج أكثر واقعية ومنطقية للسياسة الخارجية والدفاعية لأميركا.
وخلال حكم ترامب الأول، شغل كولبي منصب نائب مساعد وزير الدفاع للإستراتيجية وتطوير القوات المسلحة بين عامي 2017 و2018.
وقاد بمنصبه تطوير ونشر إستراتيجية الدفاع الوطني للإدارة لعام 2018، التي أعادت توجيه الوزارة لإعطاء الأولوية للتهديد الذي يشكّله الحشد العسكري التاريخي للصين، وأكدت الحاجة المُلحة إلى تقاسم أعباء الحلفاء بشكل أكبر.
ويؤيد كولبي تقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي يصفها بأنها "غير مهمة نسبيا" من وجهة نظر جيوسياسية، وكذلك سحب القوات الأميركية من الخليج العربي، بحجة أن أميركا يمكنها مواجهة إيران "بشكل أكثر كفاءة" عبر "تعزيز القدرات العسكرية لشركائها في المنطقة".
إعلانوقبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعا كولبي إلى "إعادة ضبط" علاقة أميركا مع إسرائيل، قائلا: إن على أميركا ترك إسرائيل تعتمد على نفسها بطريقة أكبر لمواجهة تحدياتها الأمنية، وأنه في حين يجب على واشنطن أن تكون مستعدة لتقديم الدعم المادي والسياسي لإسرائيل، يجب أن تؤكد لها أنها "لا تتحمل التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط، وستقوم فقط بدور داعم".
ديمينو والشرق الأوسطيشغل مايكل ديمينو منصب المستشار الرئيسي للسياسات بوزارة الدفاع في جميع القضايا الدفاعية والأمنية المتعلقة بالشرق الأوسط، وهو مسؤول عن أكثر من 12 دولة، بينها إسرائيل وإيران.
في السابق، عمل ديمينو محللا عسكريا في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ومسؤولا في وزارة الدفاع خلال إدارة ترامب الأولى، وكان باحثا في "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة فكرية قومية انعزالية تمولها عائلة كوخ الجمهورية الشهيرة.
وخلال تاريخه المهني، ركّز ديمينو على ضرورة تقاسم الأعباء في سياق التعاون الأمني الإقليمي، تمكّن الحلفاء من تحقيق أهدافهم الأمنية عبر زيادة قدراتهم المحلية.
ونشر دراسات تتعلق بإعطاء الأولوية لمصالح الأمن القومي الأميركية الأساسية، والدفاع عن الوطن، وردع الصين، وتنشيط القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.
كما عمل ديمينو على بلورة سياسات وسيناريوهات لتحييد التهديدات، التي تشكلها جماعات المليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط.
ويؤمن ديمينو بأن أميركا لديها مصالح حيوية "ضئيلة أو معدومة" في المنطقة، حيث دعا لتقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وجادل بأن أميركا ليس لديها أي مصالح حيوية في المنطقة.
وأعلن أن الشرق الأوسط ليس في الحقيقة منطقة ذات أهمية لمصالح بلاده الحيوية، بحجة أنه يمكن لأميركا منع التهديدات الإرهابية المنبعثة من المنطقة دون وجود عسكري كبير، وبدلا من ذلك يمكن تحقيق أهدافها باستخدام الدبلوماسية.
إعلان
رفض مهاجمة إيران
وقال ديمينو، في مقابلة إذاعية خلال فبراير/شباط 2024، إن "الأشخاص الذين يحاولون إخبارك أن إيران ستسيطر بطريقة ما على الشرق الأوسط، يثيرون الخوف، وأعتقد أنها مزحة لا تدعمها الحقائق".
ورفض، بعد الرد الإيراني بالهجوم الصاروخي الباليستي الثاني على إسرائيل في أكتوبر/تشرين أول الماضي، إدانة الهجوم باعتباره ردا "معتدلا إلى حد ما" على العمليات الإسرائيلية ضد طهران والجماعات الوكيلة لها، وأشار إلى أن إيران تتراجع.
وعارض ديمينو علنا مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن هجوما إسرائيليا قد يدفع إيران إلى إطلاق "ضبط النفس".
وأشاد في أماكن أخرى بالرئيس السابق جو بايدن لضغطه على إسرائيل لعدم مهاجمة المواقع النووية في أبريل/نيسان 2024، وحذَّر مرارا من أن الهجمات الإسرائيلية على إيران ووكلائها تعرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، بالحث على الانتقام المدعوم من إيران ضد القواعد الأميركية.