البرهان.. وترويض المتناقضات (تعقيب على تعقيب)
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
د. فراج الشيخ الفزاري
===========
اشكرك أستاذنا الفاضل حمد النيل فضل المولي، أستاذ الأجيال، فأنا أعرف عنك الكثير الجميل من خلال مقالاتك الجسورة.. وعن سيرتك العطرة التي سمعتها من صديقنا المشترك الدكتور حامد فضل الله ' نجم ومنظم منتدى الحوار العربي في برلين منذ سنين..
وماكتبته من تعليق حول مقالي بهذه الصحيفة المقروءة تحت عنوان (ابن عمي البرهان .
بطبيعة الحال...البرهان ليس ابن عمي (لزم) ولكنه ابن منطقتنا وهو لا يعرفني اصلا.. فقد فارقت السودان مغتربا في منتصف ثمانينات القرن الماضي.. وأزور السودان لماما عند المناسبات.. ولا أكتب في السياسة الا عند المحن...مثل المحنة التي نعيشها الآن وموقفي معروف ومسجل عبر مقالاتي في هذه الصحيفة.. ضد الحرب وضد عسكرة السياسة، ولكنني لا أنكر وجودهم ولا اتناول مقاماتهم أو رتبهم العسكرية...فهذا ليس مجالي...مجالاتي.. ميادين الثقافةوالمسرح والمعرفة والبيئة بشكل خاص.. أما البوت والنبوت فله أقلامه، قدحا أو ذما...
وأصدقك القول. فإن مقالي الأخير كان متأثرا بثلاث متغيرات.. جعلتني أكتبه على عجاله كمن يريد توصيل الفكرة قبل انطفاء وميضها..
المتغير الأول، الذي جعلني أقول بأن البرهان قد كسب الرهان...اصراره على مرجعية اعلان جدة وجعله منطلقا لأي حوار جديد.. واليوم كما جاء في وسائل الإعلام ومنها صحيفتنا القراء (سودانايل) البيان الذي صدرمن الوفود المشاركة في محادثات جنييف، الذي شدد على ضرورةتنفيذ اعلان جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.. وهو رهان كنا نظنه خاسرا وعصي المنال في ضؤ الاستقطاب الإقليمي والدولي الذي حظيت به قوات الدعم السريع.. تري.. هل كنت مخطئا في هذا التوصيف؟
المتغير الثاني.. هو التهديد المتواتر من قوات الدعم السريع لمدينة شندي حيث مسنا الضر ودخل الكلام (حوشنا).. وأن حراير عيال جعل ستكون (سبايا) و(غنايم) لصبيان الجانجويد.
وقد كسب البرهان الرهان عندما وعد أبناء المنطقة بأن بلادهم ستكون آمنة من الغزو والدمار.. وهذا ما حدث حتى الآن...وكسب بذلك ثلة من المترددين الذين كانوا في شك في قدرة الجيش السوداني وحمايتهم من الجانجويد إذا غزوا.
أما المتغير الثالث ،فهو ...شخصية البرهان نفسه وما يلفها من غموض ..نراه متقلب المزاج..و يتهمه آخرون بأن لا وعد له..ويمكن أن يقول الشيئ وضده في ذات الوقت بدون حرج أو إعتذار..يقولون ذلك وأكثر منه، ولكننا نتجاهل بأنه يصول ويجول بين الألغام و وسط رمال متحركة..وبيئة مترعة بالدسائس والمكائد من اقرب الناس اليه مكانة..في الحركات المسلحة...في الأحزاب البائدة خاصة المؤتمر الوطني المنحل...فنحن نعرف ما يفعله مناوي وعقار وجبريل واردول..وقد اصبحوا تحت السيطرة...ولكنهم يطمعون في المزيد...و لا ندري ما يفعله احمد هارون وابوجاز وعلي كرتي وعلي عثمان طه في الخفاء وأحلام العودة لازالت تعشعش في تلافيف تفكيرهم...و غيرهم من طلاب السلطة من داخل وخارج الصندوق ..ورغم كل ذلك استطاع الرجل من تطويع هذه المتناقضات والكل يعتقد أنه أصبح من رجالات السلطة والا ما استطاع الابحار وسط تلك الأمواج العاتية والأرض اليباب قرابة الخمس سنوات...لقد نجح بالفعل في ترويض المتناقضات وكان الرهان أنه سيفشل ..ولكنه لا يزال واقفا علي خشبة المسرح السياسي والأمني حتي الآن...تري هل كنت مخطئا في هذا التوصيف..وأنه قد كسب الرهان في هذه المواقف؟
اخي وصديقي الاستاذ حمد النيل...أطمئن قراء هذه الصحيفة وأهلي واصحابي ...نحن كما كنا ولا زلنا مع الحكم المدني.. وروح ثورة ديسمبر المجيدة...وقد كتبنا في ذلك عشرات المقالات.. لا زلنا مع شعار الثورة الجيش للسكنات والجانجويد ينحل...وأن الذي كتبناه كان مقالا عارضا تناول جزئية محددة بأن ابن عمنا البرهان قد كسب الرهان.. علي النحو الذي سردناه وليس فيه تمجيد أو اشادة
بما حدث.. ولكنها وقائع وتحديات راهن عليها البرهان ولم يخسرها حتى الآن رغم خطور تها.. من هنا جاء عنوان المقال.
لك ودي ومحبتي أستاذنا الفاضل حمد النيل.. وقد سعدت كثيرا بمداخلتك والتعليق على المقال...تحياتي
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کسب الرهان
إقرأ أيضاً:
كبسولات في عين العاصفة : رسالة [179]
بقلم / عمر الحويج
كبسولة : رقم [1]
ضيوف الفضائيات :
كلٌ يمسك بحبل المنشقة وكلٌ بقوته يشد الحبل .
لإكمال دعوة نعم للحرب بقتل الجياد في السودان .
ضيوف الفضائيات :
كلٌ يمسك بحبل المشنقة وكلٍ لا يطلق سراح الحبل .
حتي يأتي بالسلام لنجاة الجياد من الفناء في السودان .
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]
***
كبسولة : رقم [2]
الحرب العبثية :
سارت في مرحلتها الأولى كل طرف من أطرافها
يعمل بأمل في نصر كامل لا فيه شق لا فيه طق .
الحرب العبثية :
سارت في مرحلتها الثانية كل طرف من أطرافها
اكتفي بنصفه ال- يقطر دماً وكلٍ به شقين وطق .
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]
***
كبسولة : رقم [3]
البرهان :
الحالم بحلم أبيه ردد أن شعبنا ضارب في جذوره البشرية
البرهان :
نسي أن هذا الشعب له فروع ضاربة في الخيانة البشرية .
البرهان :
يجب القصاص من هؤلاء الضاربين له في جذوره البشرية .
البرهان :
الحالم بحلم أبيه ردد أن شعبنا ضارب في جذوره البشرية .
البرهان :
النفس الامارتية الأمارة بالسؤ تحت جزمة عنايته البشرية .
البرهان :
إذا سألوا أين الرأس صَدِّق وتحسس .. كما الجذور البشرية .
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]
***
كبسولة : رقم [4[
ذكرى فائتة .. بدون تاريخ .. حتى لا ننسى .
البرهان : يفهم السياسة من فوهة متاهته .
حميدتي : يفهم السياسة من فوهة بندقيته .
مناوي : يفهم السياسة من فوهة نرجسيته .
جبريل : يفهم السياسة من فوهة إسلامويته .
أردول : يفهم السياسة من فوهة ذهب ثروته .
هجو : يفهم السياسة من فوهة تقمص لمبِّيته .
[نعم : للحرب يفهم السياسة من لحظة إزاحته] .
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]
***
omeralhiwaig441@gmail.com