الأورنج والقولنج والواوا
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كانت عدسة التلفزيون تتجول في شوارع بغداد. تسأل المارة عن معنى مفردة (أورنج). قال احدهم انه: (القولنج) من دون ان يعرف ما هو القولنج. ثم سألهم المذيع عن (الطحال)، فقال كبيرهم: انه قائد عربي شارك في الفتوحات الإسلامية، وقال آخر انه نوع منقرض من الطحالب المائية. وما إلى ذلك من الأجوبة الغبية التي تعكس مؤشرات الجهل في معظم المجتمعات العربية.
لا علاقة لموضوعنا بالعراق، فقد شعرت بألم كبير في ظل الهجمة الشرسة التي تقودها الحكومة المصرية لتهديم ركائز قلعة العلوم والفنون والآداب في ارض الكنانة، فعندما يقف وزير التربية مكتوف الأيدي (لا حول له ولا قوة). ويصطف معه وزير التعليم العالي ويقف الاثنان فوق التل، ويتدخل الحاكم العسكري في أدق تفاصيل الشؤون التعليمية، ليحذف ما يشاء من المواد، ويلغي ما يشاء من المقررات الدراسية، ويرمي مناهج التاريخ والجغرافيا والنحو والصرف واللغات في سلة المهملات، ويتلف مواد الإدارة والاقتصاد والفلسفة والمنطق والقانون والسياسة، ثم يشطب المراحل الأدبية كلها من الإعداديات والمعاهد والجامعات، بذريعة تحقيق النهضة الصناعية، وبحجة إحراز القفزات التنموية، فاعلم ان ذلك البلد سقط بمحض ارادته في مستنقعات الجهل والتخلف. .
فقد تخلت جمهورية مصر العربية عن برامجها المكرسة لمحو الأمية، وابتعدت تماما عن خططها العلمية والمهنية التخصصية، واعلنت الحرب على الثوابت التدريسية والمقررات التربوية بأمر من قادة الجيش والباشوات وأصحاب النياشين والرتب العالية. .
حتى اللغات لم تعد مصر بحاجة اليها، وسوف تعتمد على تطبيقات الترجمة الفورية في الهواتف والأجهزة الذكية، ثم خرجت علينا فضائيات الصوت الواحد بتبريرات عجيبة، اقترحوا فيها اقتناء كتيبات تعليم اللغة الإنجليزية او الفرنسية في خمسة ايام. والاستغناء نهائياً عن دراسة معظم المقررات، حتى لا يعلم المصري شيئا عن تاريخه وحضارته، ولا يعلم عن حدوده وتضاريسه الجغرافية، وينسى خارطته ومياهه النهرية والبحرية، وينصرف إلى الرقص والغناء والتلحين والموسيقى، تحت شعار: (بيت الطرب ما خرب). حتى الجيش نفسه تحوّل قادته إلى إدارة معامل تصنيع الحلوى والبسكويت وتعليب الفاصوليا، وتجميد الجمبري، وخياطة المحارم القطنية والملابس النسائية. والإنتاج السينمائي والمسرحي. وإدارة البارات والملاهي الليلية والمدن الترفيهية. .
نخشى ان تهب على العراق رياح الخماسين فتحمل معها لواقح الجهل والتجهيل، وهي من وجهة نظري غير مستبعدة، فقد ظهرت لدينا الأفواج المسلحة المكلفة بمكافحة الدوام المدرسي في معظم المدن العراقية الجنوبية. ثم ابتلينا بامتحانات الدور الثالث، وانتشرت لدينا الجامعات الأهلية المتقاطعة مع ابسط التعليمات والضوابط. حتى بات من غير المستبعد انتقال التجربة التعليمية البائسة من وادي النيل إلى وادي الرافدين. .
تأتي الانتكاسة التعليمية في مصر في الوقت الذي كسّرت فيه (هيفاء وهبي) الأرض تحت اقدام المتدافعين والمتدافعات في حفلتها الإسكندرانية الجنونية، وقفت وهتفت بأعلى صوتها: (أنا هيفا) ولم يبق احد هناك إلا وباس الواوا. (ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح. لما بست الواوا شلتو صار الواوا بح). .
ولله في خلقه شؤون د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
تحرك عاجل لدعم العملية التعليمية لأبناء الجالية اليمنية في مصر
استقبل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، السفير خالد محفوظ بحاح، سفير اليمن لدى مصر، وذلك لتعزيز سبل التعاون في مجال التعليم قبل الجامعي، والاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال.
وحضر اللقاء من الجانب اليمني، الدكتور هادى الصبان، الملحق الثقافي بالسفارة، والدكتور منيف الضبياني، بمكتب السفير، والسيد محمد بأفضل، بمكتب السفير.
وناقش اللقاء عدداً من الموضوعات المهمة ذات الصلة بمجال التعليم، من أبرزها سبل دعم العملية التعليمية لأبناء الجالية اليمنية في مصر، بما يتوافق مع القوانين والأنظمة المصرية، وذلك بهدف الحفاظ على جودة التعليم وتقديم خدمات تربوية متميزة من أجل مصلحة الطلاب.
تطوير برامج مشتركة تساهم في إعداد جيل من الكفاءات المهنية اليمنية المؤهلة لسوق العملوتناول اللقاء كذلك مناقشة تطوير وتحديث بروتوكول التعاون القائم بشأن البرنامج التنفيذي للتعاون التربوي، بهدف تحسين آليات التنفيذ وتعزيز التنسيق بين المؤسسات التعليمية في البلدين، فضلا عن تفعيل برامج التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، من خلال برنامج تنفيذى للتعاون يتيح نقل التجارب المصرية في هذا المجال، وتطوير برامج مشتركة تساهم في إعداد جيل من الكفاءات المهنية اليمنية المؤهلة لسوق العمل.
وفي بداية اللقاء، أكد زير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف على عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تربط مصر واليمن، مؤكداً أن علاقة التعاون والصداقة بين البلدين تتسم بالثقة والاحترام، وأنها تستند إلى أسس قوية من التفاهم المشترك والرغبة في تعزيز التعاون في جميع المجالات التعليمية، بما يهدف إلى مصلحة الشعبين الشقيقين.
ومن جانبه، أعرب السفير اليمني خالد محفوظ بحاح عن اعتزازه بالعلاقة الوثيقة والمميزة التي تجمع اليمن ومصر، مؤكدًا أن مصر تعتبر من أهم الدول الداعمة لليمن، كما أعرب عن تطلعه إلى توطيد التعاون الثنائي وتحديث آليات التعاون في المجالات التعليمية والتربوية، بما يخدم مصلحة الطلاب ويعزز تبادل الخبرات بين البلدين.
مشروعات وبرامج تدريبية مشتركة تساهم في تطوير القطاع التعليمي اليمنيوفي ختام اللقاء، أكد الجانبان على عزمهما على العمل المشترك لدفع مسارات التعاون التربوي، وتعزيز أواصر الأخوة والصداقة بين مصر واليمن، والتطلع إلى إقامة مشروعات وبرامج تدريبية مشتركة تساهم في تطوير القطاع التعليمي اليمني.