ظهرت الفنانة زينب صدقي، في بداية القرن العشرين، ودخلت عالم التمثيل، ولُقبت بـ«جوليت المسرح»، بعدما لاقت نجاحا كبيرا وإعجاب المئات بها وبفنها، وصفتها مجلة الكواكب في عدد 10 يوليو 1956، بأنها «شكسبيرة الزمالك» التي غيرت تاريخ المسرح، لذا نعرض حكايتها مع «أبو الفنون» وأبرز أعمالها المسرحية.

 سيدة غيرت تاريخ المسرح

كانت خشبة المسرح لا تسمح بدخول صاحبات القوام الممشوق أو «العود الفرنسي» كما يُطلق عليه، حتى ظهرت زينب صدقي، فنانة المسرح قبل أن يكون لها إرث فني خلدته شاشات السينما، ظنها الناس في البداية شقيقة السياسي إسماعيل صدقي، لكنها لم تكن كذلك، فهي من أصل تركي ولدت عام 1895، وفق ما ورد في عدد «الكواكب».

في بدايتها على خشبة المسرح أدخلت الكثير من "التقاليع" التي أعجب بها الكثيرون، ولأول مرة قبلوا بأن تكون البطلة ممشوقة القوام على عكس المعتاد، وبفضلها تغيرت الكثير من التفاصيل في الفن المسرحي، كانت تتمتع بشخصية قوية ومواهب فنية ممتازة، ما جعلها تحصل على شعبية كبيرة، تسببت في تلقيها مئات الرسائل من المعجبين حتى أنها قررت تعيين سكرتيرة خاصة للرد على الرسائل التي كانت عبارة عن مباريات شعرية في وصف جمالها وطلب الزواج منها.

خلاف زينب صدقي وفاطمة رشدي 

غارت الكثيرات من فنانات السينما من زينب صدقي، وبدأت الخلافات تشعل بينها وبين زميلتها فاطمة رشدي، حتى نشب خلاف بينهن على خشبة المسرح، وكان السبب هو أن اتهمت الأخيرة زينب صدقي بالسخرية منها ومن تمثيلها وطلبت من يوسف وهبي طردها لكنه رفض.

نتيجة الخلاف وخروج فاطمة رشدي تسبب في تكوين فرقتين مسرحيتين متنافستين، تقدم كل واحدة أقصى جدها لجذب الجمهور والفوز بلقب الأفضل، لكن جمهور زينب صدقي كان في زيادة حتى أنه في إحدى المرات عام 1930، أقامت مجلة أجنبية مسابقة ملكة جمال حضرتها زينب صدقي دون الاشتراك بها، لكن الجمهور أصر على أن تنال اللقب ورفضت اللجنة حتى ثار الجمهور عليها.

وسر لقب شكسبيرة الزمالك، كان لأن زينب صدقي كانت دائما ما تعقد صالونا أدبيا في بيتها بالزمالك وتتحمس لأدب شكسبير، لذا أُطلق عليها شكسبيرة الزمالك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المسرح زينب صدقي سيدة المسرح فن المسرح زینب صدقی

إقرأ أيضاً:

حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد 

بعد أن غرز  الجوع  انيابه في أمعاء أطفالهم في خيام النزوح ومراكز الايواء في رحلة نزوح مؤلمة حملتهم من بلدة بيت حانون التي طالما كانت تتربع بزهوٍ على سلة خضار  طيب المذاق تعرفه قرى ومدن محافظات غزة ، حمل عشرات  الالاف من ابناء البلدة كسواهم ما خف من امتعتهم نزحوا في بداية العدوان إلى الجنوب لكنهم عادوا إلى بلدتهم التي ترعرعوا في مروجها الخضراء حاولوا ترميم بيوتهم المدمرة وزراعة  حواكيرهم ومئات الدونمات لكن العدوان باغتهم مرة اخرى واضطروا لتجرع كأس النزوح مرة اخرى وهذه المرة نصبوا خيامهم  البالية في شوارع مدينة غزة وحطوا الرحال في بعضٍ مراكز الايواء المزدحمة .
 الشاب / اشرف احمد شبات 
ورفيق رحلته الأخيرة الدكتور / عماد عبد الجواد ابو زريق ، مع اشتداد جائحة المجاعة وبعد أن بات الجوع ينهش أمعاء أطفالهم ، ذهبوا عدة مرات يبحثون عن ما يمكن العثور عليه لسد الرمق في منطقة تطل على بلدتهم بيت حانون نجحوا مرات رغم ازيز الرصاص ودوي المدافع، لكنهم صباح يوم الجمعة الموافق ٢٠ / ٦ /٢٠٢٥ ذهبو بصمتهم المعتاد  جمعوا ما تيسر لهم من أوراق الشجر وبعضٍ مما زرع ، لكنهم لم يعلموا ان شبح الموت يخيم فوقهم في طريق العودة وهناك على شارع صلاح الدين  حيث تتمركز في السماء  طائرات الموت باغتتهم  بصاروخ مزق اجسادهم  التي تناثرت وغدت أشلاء دون أن يعلم أحد عن هذا المصير مثلهم مثل المئات الذين يقتلون يومياً بقصف وقنص لا يتوقف، على وقع الامل كان الأهل ، آبائهم وأمهاتهم اخوتهم وزوجاتهم واطفالهم والجوع ينهش أمعائهم ينتظرون بقلق لهذا الغياب المقلق  ، اهالي غزة اعتادوا  أن مثل هذا الغياب لما بعد غروب الشمس وحلول الظلام ينبىء بالخبر  السيئ فبدأ ذوي اشرف وعماد  بالبحث والتحري عن المكان المتوقع توجههم اليه ناشدوا  الجهات الدولية الصليب الأحمر والهلال الأحمر  البحث عنهما والمساعدة في الحصول عن اي معلومة يمكن الاستفادة منها لكن دون جدوى ، حينها قررت عائلة اهل الشهيد اشرف شبات البحث بأنفسهم عنهما وفي صباح يوم السبت ٢١/٦/٢٠٢٥ ذهبا تحت هدير الطائرات وأزيز  الرصاص تحت غطاء من الكواد كابتر  اللعينة  وبعد استفسارات من بعض سكان المنطقة الذين ما زالوا تحت الخطر تبين ان المنطقة تعرضت لقصف عنيف وان جثثٍ لمجهولين تطايرت في المكان عصر  يوم الجمعة مما زاد من  الريبة والشك لمصير أبناءهم المتوقع ،في ساعات مساء الجمعة كان الليل يلف المنطقة  وتنتشر بها عدد كبير من الكلاب الضالة  التي تنهش جثامين الشهداء كل يوم وبسبب صعوبة الوضع عاد الشباب دون العثور عن من يبحثون ، لكن بعض الشباب من ال شبات قرروا المحاولة  يوم السبت  رغم شبح الموت وقد عززت شكوكهم المحزنة عندما شاهدوا الكلآب تتقاطر مجموعات على زوايا معينة تلتهم الأشلاء ، خاطروا  بحياتهم وتنقلوا من بيت لبيت بحذر شديد وبخطر أشد حملوا معهم ادوات تساعدهم على حمل جثامين الشهداء  مثل كروسة يد وبطانية وعصي لمواجهة الكلآب  التي باتت تسرح وتمرح في  المنطقة دون رادع  وقد غدت منطقة تسكنها الأشباح ، بحث الشباب على اطراف الشوارع وجذوع الشجر هناك  كانت اشلاء الشهيد  اشرف شبات متناثرة حيث تعرف شقيقه عليها  من هويته الشخصية وبطاقة الصراف  التي مزقتها الشظايا  وعلى بعد أمتار قليلة تم العثور على جثة رفيقه الدكتور عماد ابو زريق متناثرة الأشلاء على اطراف الطريق ، جرى كل ذلك في مغامرة تتكرر كل يوم للبحث عن مفقود سرعان ما يكون قطيع الكلاب هو الدليل القاطع على وجود اشلاء بشرية في الجوار ، جمعوا اشلاء من احبوا لفوها بالبطانية ووضعوها على الكروسة  وطائرات الاكواد كابتر تزأر وترشق رصاصها المسموم في كل صوب ،   لكن بفعل عزيمة الشباب وقوة روابط الاخوة نجحوا في تأمين وصول جثث الشهيدين إلى غرب مستشفى الدرة ، لكن المفاجئة التي تدمع لها العيون كانت   اثناء تجميع الجثث كل على حدة بان قدم احد الشهداء لا زالت ناقصة وبقيت في المكان فقرر شقيقه الا  يتركها  لتنهشها الكلآب وعاد مخاطراً  إلى ان استعادها لتكتمل الجثة باطرافها الاربع  ، انها قدم الشهيد هذه هي اشرف من رأس كل الذين يستخفون  بأرواح الناس ودماء الأطفال ويعتبرونها من شرفات فنادقهم خسائر تكتيكية يمكن اعادة إنتاجها ،،  وبعد ان تمت عملية استعادة الجثامين بدت  إجراءات التشييع والدفن في وداع مؤلم وقاسٍ من ذوي الشهداء ومواراتهم الثرى في مقبرة الشيخ رضوان ،، هنا حيث كما قلت في مقال سابق ( انه موت وخراب ديار ) ، حيث لايمكن ان تضع الميت في قبره ليستريح الا بعد دفع مبلغ 1000 شيكل ثمن لكل قبر وبالطبع دون ان تحصل على ايصال ولا حتى معرفة هوية الجهة التي تتحصل هذا المبلغ دون وصل دفع لأي جهة رسمية  يمكن  مساءلتها، اليوم الثلاثاء ذهبت لعزاء اسرة شبات التي اعرفها واعتز بها منذ ان كنت ازروهم في بيت حانون حيث العز وحسن الاستقبال وكرم الضيافة زرتهم اليوم معزياً باستشهاد نجلهم في مركز ايواء والده المكسور غلبت التجاعيد جبينه والدموع كادت ان تتحجر في مقلتيه و الابتسامة وخفة الظل التي كانت تميزه غابت ، ويبدو انها لم تغب عنه وحده بل عنا جميعاً، بعد ان ترك مصيرنا بيد الجهلاء والمراهقين والمراهنين على الأوهام .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من مقالات وآراء الكُتاب أميركا لا تزال دولة إمبريالية إيران إلى أين؟ الضــربــة الأمـيركـيـة بأدواتها الاستراتيجية الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق في خانيونس حماس تكشف حقيقة وجود "تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 18 يونيو بالصور: 34 شهيدا وعشرات الإصابات برصاص وقصف إسرائيلي على غزة اليوم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • فنانة لبنانية شهيرة تستخدم الذكاء الاصطناعي للترويج لأغانيها
  • من الثورة إلى الرعاية.. كيف غيرت 30 يونيو خريطة الحماية الاجتماعية في مصر؟
  • فنانة لبنانية تُحذر من لعبة شهيرة
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • موعد وتفاصيل المؤتمر الصحفي لـ مسرحية «الملك لير» على خشبة المسرح القومي
  • حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد 
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • جاي زي يفاجئ الجمهور في إحدى محطات جولة بيونسيه الباريسية
  • قبل عرضها.. التفاصيل الكاملة لمسرحية الملك لير ليحيي الفخراني