قال الله تعالى في محكم تنزيله “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا”، والطاعة هنا هي طاعة الجهل والمعصية، طاعة القطيع، انظروا اليوم فبينما نحن غارقون في رش ورود المديح لهذا، ونفخ كير الذم لذاك، وبينما نسبح تارة باتجاه التخوين وتارة أخرى باتجاه التسليم، وبينما نطفو حينا على سطح الوعي ونغوص أحيانا إلى قاع الجهل، وبينما نرفع مرة أيادينا لندعو الله أن يهلك الأعداء، نجد من يدعونا لرفع أيادينا مرة ثانية أملا من الله أن يرينا سقوط الأصدقاء، وبينما يخوض الأحرار معارك التحرر والاستقلال ومحاربة الفساد، هناك من يحرض شعبنا على القتال هنا وهناك على مناصب السلطة والثروة، ونجد إعلام دول العدوان والحصار لا عمل وهم له غير تشويه الأحرار والشرفاء واستهداف حكومة صنعاء، وحث وتحريض الشارع على الثورة ضدهم، فيعلن وينشر ويكتب ويقول – تضليلا وكذبا وافتراء – عما يسميها مظاهرات في صنعاء، مستغلا كل قضية مهما كانت، حتى وان كانت قضية في منشور واحد فقط، ومركزا بين كل هذه الأخبار خبراً تحريضياً واحداً عن تصريح فخامة الرئيس مهدي المشاط حول تجربة الصواريخ اليمنية إلى بعض الجزر اليمنية المحتلة.

.
وما بين هذا وذاك بين كل الأخبار التضليلية لا تخلو اخبار العدو من خبر تحليل اقتصادي يحث الناس على المطالبة بالرواتب، وكلنا نعلم أن الرواتب في البنك الأهلي السعودي، وفي ذات السياق يربط الخبر محاربة الحكومة للقطاع الخاص، إن دلائل تلك الاخبار وترابطها يؤكد أن غرفة المؤامرات الإعلامية لتحالف العدوان والحصار غرفة عالمية، هدفها تثوير الشارع اليمني وتحييده عن قضيته الأساسية وهي مواجهة العدوان والحصار والانتصار في معركة العزة والكرامة، لتقوم هذه الأخبار أحيانا بالاستغلال لحدث هنا وقضية هناك، واغلب الأحيان بالتضليل والكذب والتدليس، وكل هذه محشورة ببعضها، وهذا يعني انها لا تأتي الينا من فراغ، بل نتيجة مخرجات سابقة وتبعات تسوقها أولا هرولة دول وممالك ومشيخات التطبيع السعودي والإماراتي والبحريني والسوداني والمغربي مع إسرائيل، وثانيا محاولة إشغال الشارع اليمني بحقوقه التي تنهبها دول العدوان والحصار، وثالثا تصوير طريق الملاحة الدولي في البحر الأحمر وباب المندب والجزر فيهما على أنها منطقة خطرة، بهدف مطالبة المجتمع الدولي بإصدار قرار من مجلس الأمن يطلب حماية ممر باب المندب وطريق الملاحة الدولية، ثم إصدار قرار دولي يمنح أمريكا وإسرائيل وبريطانيا من إقامة قواعد عسكرية في الجزر اليمنية من جزيرة الطير شمالا مرورا بجزيرة ميون بباب المندب جنوبا وحتى جزيرة سقطرى شرقا..
لذلك إن الوعي اليوم هو إعمال العقل في كل ما ينشر من خبر، بل انه واجب على كل يمني حر وشريف ومناط التكليف، ونتائج التفكير بوعي أيا كانت لا يجب أن تكون عرضة للمحاصرة، لأن نتائج التفكير ليست دائما مضمونة الصواب، والأمر الواعي في النهاية مرتبط بنية صاحبه السليمة، ولا يعلم النية إلا الله، العدو وزبانيته يحاولون أن يجعلوا من أخبار التحريض لنيل الحقوق التي سلبوها هم من ثروات الشعب اليمني، ان لا رقيب من أحد على عقل أحد وكل واحد حر نفسه ولا يسمع لكلام العقل والوعي الذي يحفظ له كرامته ويستعيد حقوقه، لذلك إن كنا فاعلين شيئا فلا 1بد أن نحثّ على إعمال العقل ونشر الوعي ضد مخططات العدو، أي أن يكون الوعي ضد العدو وعياً شعبياً ومجتمعياً، لأن التوقف اليوم عن إعمال العقل والوعي لما نتعرض له من حرب أمريكية وإسرائيلية مباشرة، جريمة يعاقب عليها الله تعالى ربما عقابا لا يقل في شدته عن عقاب فاعل الشر والعدوان والحصار والمحرضين عليه والذين يصدقونهم ويتبعونهم، وتوقيف العقل وتدمير الوعي والسير مع قطعان قضايا نجوم الفيسبوك ومواقع التواصل ولو حتى باسم وحجة أن الآخرين يفكرون أفضل أو بالنيابة عن الكل، لن ينجينا، بل ربما يوردنا كلنا موارد التهلكة..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوأمريكي وأدواته يشعلون معركة جديدة في اليمن .. والشعب متأهب للرد

يمر الوطن في هذه المرحلة الحساسة بمنعطف تاريخي خطير، في ظل تصعيد جديد ينفذه تحالف العدوان السعودي الإماراتي على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية، ضمن مخطط أمريكي _صهيوني يهدف إلى خلط الأوراق وإعادة تموضع قوى العدوان في المشهد اليمني بعد سلسلة الإخفاقات الميدانية والسياسية التي مني بها خلال السنوات الماضية.

يمانيون / تقرير / خاص

 

وتبرز مؤشرات واضحة على تصعيد جديد في العدوان السعودي الإماراتي، ومحاولات محمومة لإعادة إشعال نار الحرب بعد أن فشلت كل رهانات قوى العدوان في كسر إرادة الشعب اليمني.
تترافق هذه التحركات مع تحولات إقليمية ودولية متسارعة، يختلط فيها صوت الميدان بصدى السياسة، وتُدار فيها المعارك من دهاليز المخابرات الصهيوأمريكية التي لا تزال تتعامل مع اليمن كساحة اختبار لمشاريعها الاستعمارية وأجنداتها في المنطقة.

تقوم هذه التحركات على محاور متعددة، عسكرية على الأرض عبر تعزيز التموضع في المحافظات المحتلة، وسياسية عبر محاولات الالتفاف على الاتفاقات السابقة، وإعلامية عبر أدوات مأجورة وأقلام مدفوعة الثمن تعمل على تضليل الرأي العام وتبرير جرائم العدوان.

ويؤكد مراقبون أن المرحلة الحالية ليست مجرد تصعيد ميداني فحسب، بل تمثل محاولة جديدة لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، عبر تنفيذ أجندة أمريكية _ إسرائيلية تسعى إلى تفكيك الموقف الوطني اليمني وإشغال القوى الثورية والوطنية بمعارك جانبية تخدم مصالح الخارج.

إنها مرحلة اختبار حقيقية لوعي اليمنيين وصلابتهم، أمام مشروع عدواني لا يتورع عن استخدام كل الوسائل القذرة لفرض الهيمنة والسيطرة، من الحرب الاقتصادية إلى التضليل الإعلامي، مرورًا بتجنيد العملاء وتحريك الجيوش الإلكترونية لإرباك المشهد الداخلي وتشويه المواقف الوطنية.

 

تفاصيل التحركات العدوانية 

تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن غرف العمليات التي تدير العدوان على اليمن تشهد هذه الأيام نشاطًا محمومًا، تقوده أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من وراء الكواليس، عبر أدواتها في الرياض وأبوظبي، في محاولة لإعادة إشعال جبهات الصراع وتحريك أوراق جديدة بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها خلال السنوات الماضية.

وتشير المعلومات إلى أن دول العدوان تسعى إلى تنفيذ توجيهات أمريكية جديدة تهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية اليمنية، مستغلة بعض العملاء والأقلام المأجورة في الداخل والخارج، في إطار حملة تضليل إعلامي ممنهجة تسعى لتبرير جرائم العدوان، وتلميع صورة السعودية والإمارات أمام الرأي العام العربي والدولي.

 

نهب الثروات والتهرب من استحقاقات السلام

وفي الوقت الذي تتحدث فيه قائدة تحالف العدوان السعودية ، عن السلام، تمضي عبر أدواتها في نهب الثروات الوطنية النفطية والغازية في المحافظات المحتلة، وتهريب العائدات إلى بنوك أجنبية بإشراف مباشر من شركات أمريكية وسعودية وإماراتية، كما تواصل قوى العدوان عرقلة أي مساعٍ حقيقية لتحقيق السلام، ورفض الالتزام بالاتفاقات السابقة، في محاولة لفرض واقع اقتصادي وسياسي يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب معاناة الشعب اليمني.

 

تجاهل للتحذيرات وتصعيد خطير

تأتي هذه التطورات في تجاهل واضح لكل التحذيرات التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، والقوات المسلحة اليمنية، بشأن خطورة التمادي في التصعيد العسكري والسياسي، محذرين دول العدوان من مغبة التورط في تنفيذ أجندات أمريكية وصهيونية تستهدف أمن المنطقة واستقرارها.
وقد أكد السيد القائد في أكثر من خطاب أن الشعب اليمني وقواته المسلحة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي اعتداءات جديدة، وأن الرد سيكون مؤلمًا وموجعًا في حال استمرار العدوان أو المساس بسيادة اليمن وثرواته.

 

محاولة بائسة لتغيير الموازين بعد غزة

ويرى مراقبون أن هذا التحرك العدواني الجديد يأتي في سياق التغيرات الإقليمية بعد وقف إطلاق النار في غزة، إذ تسعى واشنطن وتل أبيب إلى نقل أدوات الضغط إلى جبهات أخرى، ومنها اليمن، في محاولة لتعويض خسائر الكيان الصهيوني على المستوى السياسي والمعنوي.
ويؤكد المراقبون أن السعودية والإمارات تحاولان ،بتوجيه أمريكي، استثمار الهدوء النسبي في غزة لتصعيد العدوان في اليمن، ظنًا منهما أن بإمكانهما فرض وقائع جديدة على الأرض، غير مدركتين أن اليمن اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأكثر استعدادًا لردع أي تصعيد مهما كان حجمه.

 

أخيراً

يقف اليمن اليوم أمام مرحلة دقيقة تتطلب من كل القوى الوطنية الوعي الكامل بخطورة المرحلة، والحذر من الحملات الإعلامية والسياسية التي يقودها العدو وأدواته لتشويه الموقف الوطني المقاوم.
ومهما حاولت دول العدوان إعادة تدوير مشاريعها التدميرية، فإن إرادة الشعب اليمني وصموده ستظل الحصن المنيع في وجه كل المؤامرات، حتى تحقيق النصر الكامل ورفع الحصار وإنهاء العدوان بشكل نهائي.

مقالات مشابهة

  • صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (7)
  • 65 شهيدًا منذ بدء العدوان الصهيوني على جنين
  • ارتفاع شهداء الإبادة الإسرائيلية بغزة إلى 68 ألفا و 527 والتعرف على جثامين 72 شهيداً
  • خريس: لماذا لا يتم الضغط على العدوّ الاسرائيلي لوقف عدوانه وخروقاته؟
  • في عيترون... إنفجار جسم مشبوه من مخلفات العدوّ بأحد المواطنين
  • الحاج حسن: العدو يستبيح سيادة لبنان والدولة ما زالت غير جدية لردع العدوان
  • خطاب الجنون و خطاب العقل .. هل نحن في حالة ضياع كبير ؟
  • العدو الصهيوأمريكي وأدواته يشعلون معركة جديدة في اليمن .. والشعب متأهب للرد
  • من شعارات ’’التحالف دمّر اليمن’’ .. إلى تبرير العدوان وموالاة العدو الإسرائيلي
  • صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (6)