نائبة بالكنيست تنفعل على إيتمار بن غفير: أمك هي الناطقة باسم حماس
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
مشادة حادة شهدها اجتماع لجنة الأمن القومي في إسرائيل بين الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، وشقيق أسير محرر، بالإضافة إلى عضوات في الكنيست.
وخلال اجتماع للجنة الأمن القومي، دافع بن غفير عن نفسه بعد تعرضه لهجوم حاد من يوتام كوهين، شقيق الأسير المحرر نمرود كوهين، الذي قال: "من أجل الإعجابات على تيك توك الخاص بك، تعرض شقيقي الصغير للضرب والتعذيب – كنت تعلم واستمررت رغم ذلك.
ورأى بن غفير أن السجون الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة أصبحت كابوسا للمخربين وأنه فخور بذلك، واصفا "قانون إعدام المخربين" بأنه "أخلاقي وعادل".
وأضاف وزير الأمن القومي المتطرف: "هناك حملة أكاذيب ضدي"، وعندما واجهته عضوات كنيست من المعارضة باتهامات بأن أفعاله تسببت في تعرض الأسرى للتعذيب، وصفهن بأنهن "ناطقات باسم حماس".
فردت عليه عضوة الكنيست ياسمين ساكس فريدمان من حزب "يش عتيد" بقولها: "أمك هي ناطقة حماس، لا تتحدث معي بهذه الطريقة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ايتمار بن غفير الكنيسة حماس بن غفیر
إقرأ أيضاً:
رفائيل كوهين ولعنة الاسم!
لم تتوقع الجامعة الأمريكية في القاهرة وهي تُعلِن مطلع أكتوبر الجاري أسماء لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في دورتها القادمة، أن يُقيم الاسم الأخير في اللجنة الدنيا ولا يقعدها: رفائيل كوهين! نعم. اشتعلت النيران في الوسط الثقافي المصري لمجرد الاسم! فهو يُحيل إلى قائمة من الأعداء التاريخيين للأمة العربية، ابتداء من الجاسوس إيلي كوهين الذي أعدمته سوريا في ستينيات القرن الماضي، وليس انتهاء برئيس جهاز الموساد الأسبق يوسي كوهين.
في ساعاتٍ قليلة، تحوّل المترجم البريطاني المقيم في العاصمة المصرية إلى مادةٍ لبياناتٍ غاضبة، وكتاباتٍ نارية تتّهم الجامعة الأمريكية بمحاولة تمرير التطبيع عبر أبواب الثقافة الخلفية. أكثر من 200 مثقف مصري وعربي وقّعوا على بيانٍ يرفض وجوده في اللجنة، وهم يتساءلون: «هل خلت الساحة الثقافية المصرية والعربية من أدباء جديرين بعضوية اللجنة فلم يبقَ سوى كوهين؟». ومن يقرأ هذا البيان الخالي من أي دليل على «صهيونيةِ» المترجم البريطاني كما يدعي صائغوه، يتذكر على الفور بيت الشاعر صلاح عبد الصبور الشهير: «الناس في بلادي، جارحون كالصقور»!
لكنّ رفائيل كوهين الذي أُدين بسبب اسمه، لم يكن في الحقيقة طارئًا على المشهد الثقافي العربي، رغم ادعاء بعض المثقفين المصريين عدم معرفته أو السماع به من قبل. فمنذ ما يقارب العقدين يعيش في القاهرة، يترجم ويحرّر ويشارك في الحياة الأدبية. ونقل إلى الإنجليزية أعمالًا روائية وشعرية لعددٍ من الكتّاب العرب: «حارس الموتى» لجورج يرق، و«زهور تأكلها النار» لأمير تاج السر، و«قصائد الإسكندرية ونيويورك» لأحمد مرسي، و«إني أحدثك لترى» لمنى برنس، كما ترجم نصوصًا للروائية العُمانية غالية آل سعيد، وأعمالًا فكريةً صدرت عن مؤسساتٍ عربيةٍ ودولية. وترأّس عام 2024 لجنة تحكيم جائزة «بانيبال» للأدب العربي المترجم، التي يشرف عليها أديب عراقي ذاق هو الآخر الأمرّين بسبب اسمه الذي يوحي لهواة التنميط بأنه إسرائيلي هو الآخر: «صموئيل شمعون»!
وأظن أن المثقفين المصريين والعرب استندوا في بيانهم ضد كوهين، على حملة صحفية كاذبة شنتها عليه صحيفة «الأحرار» المصرية في منتصف التسعينيات، حين كان يعمل محررًا في صحيفة «الأهرام ويكلي»، عندما نشرت خبرًا عن «ترحيل المترجم الصهيوني الذي زرعته إسرائيل وسط المثقفين المصريين»!، وسرعان ما تلقَّفت صحيفة الحياة اللندنية هذا الخبر ونشرته عربيا. والحقيقة أن كوهين كان قد غادر القاهرة في ذلك الوقت بمحض إرادته عائدًا إلى لندن لسبب شخصي هو وفاة والده، ولا علاقة للأمر بترحيل ولا اتهامات بالتجسس، وقد رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة أمام المحكمة العليا في لندن، وكسبها. وهي بالمناسبة ليست المرة الوحيدة التي يكسب فيها دعوى ضد صحيفة تُشهِّر به وترشقه باتهامات باطلة، ففي عام 2008، وبعد نحو 5 سنوات من حادثة تفجير حانة في تل أبيب في أبريل من عام 2003، أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 50 آخرين وهي الفترة التي كان فيها كوهين موجودًا في الضفة الغربية، اتهمته صحيفة «جويش كورونيكل» البريطانية، وهي من أشهر الصحف اليهودية الناطقة بالإنجليزية في العالم، بأنه استضاف منفِّذَيْ التفجير هناك (وهما بريطانيان مسلمان) قبل وقوعه بأيام. وقد رفع قضية ضد الصحيفة وكسبها أيضًا، واعترفت «جويش كورونيكل» بأن الاتهام كاذب، ودفعت له تعويضًا قدره ثلاثون ألف جنيه استرليني. وحين تسلّم المبلغ، (وهنا مربط الفرس وبيت القصيد) تبرّع بمعظمه لمؤسساتٍ تُعنى بإغاثة الفلسطينيين.
كان كوهين قد ذهب إلى الضفة الغربية في أكتوبر من عام 2002 للمشاركة في موسم حصاد الزيتون لمدة 4 أسابيع صور خلالها فيلمًا وثائقيًا عن معاناة المزارعين الفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية، وقد عُرض هذا الفيلم لاحقًا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وانضم بعدها إلى حركة التضامن العالمية من أجل فلسطين (ISM)؛ وتوجه إلى رفح مشاركًا مع المتطوعين الدوليين في حماية الفلسطينيين. وكان شاهدًا على اغتيال قوات الاحتلال مواطنه الناشط البريطاني توم هورندال برصاصة قنّاصٍ إسرائيلي، وهو على مبعدة أمتار قليلة منه، وحين عاد إلى لندن أنشأ دورات تدريبٍ للمتطوعين من أجل فلسطين، التي حاول العودة إليها من جديد لكن سلطات الاحتلال منعته من الدخول واحتجزته أربعة أيامٍ في المطار، لأنه رفض التعاون معها بتقديم معلومات عن زملائه في حركة التضامن. ويروي كوهين لموقع «المنصة» أنه بكى قبل ذهابه إلى الضفة حين حدث نفسه بأنه ذاهب لمواجهة دولة باطشة وجيش محتل، وأنه قد يدفع حياته ثمنًا لذلك، ويضيف: «لم أبكِ مرة أخرى إلا أثناء الإبادة الحالية في غزة».
يخبرنا الروائي النمساوي ستيفن سفايج في روايته «فتاة مكتب البريد» (ترجمة: يوسف نبيل) أن «للأسماء قوة غامضة قادرة على التحويل. كخاتم في الإصبع، يمكن أن يبدو الاسم في البداية أمرًا عرضيًا تمامًا، لا يورطك في شيء، ولكن قبل أن تدرك قوته السحرية يتسلل تحت جلدك، ويصبح جزءًا منك ومن مصيرك». وهكذا كان اسم كوهين في بلادنا العربية، كافيًا لرفض صاحبه، ونكران جميله، حتى من نخبة المثقفين، دون أي نظر لمواقفه المشرفة تجاه قضيتنا الفلسطينية.
سليمان المعمري كاتب وروائي عُماني