صراحة نيوز- بقلم أنس العدوان

حين يترجل القادة عن مواقعهم، تبقى بصماتهم شاهدة على مسيرة من العطاء والإنجاز، وهكذا هو الدكتور عبدالرزاق عربيات، الذي حمل راية هيئة تنشيط السياحة الأردنية لسنوات طويلة، فكان فيها قائداً ملهمًا وواجهة وطنية أعادت للسياحة الأردنية بريقها، وجعلت من الأردن وجهةً حاضرةً على خارطة السياحة العالمية.

منذ توليه إدارة الهيئة، عمل الدكتور عربيات برؤية واضحة وإصرار لا يلين، واضعاً نصب عينيه هدفاً أساسياً: أن يرى العالم الأردن كما نراه نحن، بلد الأمن والجمال والتاريخ والإنسان. فقاد الحملات الترويجية الذكية التي أعادت للأردن مكانته في الأسواق الأوروبية والعربية والعالمية، وساهم في استقطاب أعداد غير مسبوقة من السياح، رغم التحديات السياسية والاقتصادية والإقليمية التي مرّت بها المنطقة.

كان الدكتور عربيات إداريًا من الطراز الرفيع، يجمع بين الفكر الاقتصادي والإعلامي والترويجي، ويؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من خلال العمل الجماعي. لذلك شكّل نموذجًا في إدارة الفريق، ففتح الأبواب أمام الكفاءات الشابة، وأطلق مبادرات نوعية في التسويق الرقمي، وعزّز الشراكات مع القطاع الخاص، لتصبح الهيئة بيتًا جامعًا للسياحة الأردنية بكل أطيافها.

وكإنسان قبل أن يكون مسؤولًا، كان الدكتور عربيات الأخ والصديق، القريب من الجميع، المتواضع رغم المناصب، الذي يمدّ يده بالعون ويمنح من وقته بابتسامة لا تغيب. عرفناه رجل المواقف الصلبة والروح الطيبة، يجمع حوله المحبة والتقدير من كل من عمل معه أو تعامل معه، مؤمنًا أن النجاح لا يكتمل إلا بالعلاقات الإنسانية الصادقة.

كما كان حريصًا على أن تكون هيئة تنشيط السياحة شريكًا حقيقيًا في نهضة القطاع، فقاد مشاريع وطنية ضخمة ، ونجح في نقل صورة الأردن الإيجابية عبر أكبر المنصات الإعلامية العالمية، مما أسهم في رفع ثقة الأسواق السياحية الدولية بالمملكة.

اليوم، ومع إعلان انتهاء مهامه مديرًا عامًا للهيئة، يودّع الدكتور عبدالرزاق عربيات موقعه، لكنه لا يودّع رسالته. فالرجل الذي أعطى من وقته وجهده وخبرته ما يستحق التقدير والاحترام، سيبقى رمزًا من رموز النجاح السياحي في الأردن، وواحدًا من الذين صنعوا الفرق، في مرحلة تحتاج إلى الرجال الذين يعملون بصمت ويؤمنون أن الوطن أولاً وأخيرًا.

شكرًا دكتور عبدالرزاق عربيات…
كنت القائد والإداري، والأخ والصديق، ورجل الإنجاز الذي خدم الوطن بإخلاص وترك أثرًا خالدًا في ذاكرة السياحة .

* مدير الاعلام والعلاقات العامة هيئة تنشيط السياحة

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

العقبة الرقمية… البوابة الأردنية إلى اقتصاد البيانات العالمي

#العقبة_الرقمية… #البوابة_الأردنية إلى اقتصاد البيانات العالمي

الأستاذ الدكتور #أمجد_الفاهوم

يشكّل افتتاح الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لمشروع العقبة الرقمية (Aqaba Digital Hub) نقطة تحوّل استراتيجية في مسار التحول الرقمي الوطني، وخطوة نوعية تضع الأردن في قلب شبكة الاقتصاد الرقمي العالمي. فهذا المشروع لا يقتصر على كونه أول مركز بيانات متكامل في المملكة، بل يمثل نموذجًا هندسيًا وتقنيًا متقدمًا للبنية التحتية الرقمية الإقليمية، بما يتضمنه من مركز بيانات عالي السعة، ومحطة إنزال كابلات بحرية، ونقطة تبادل إنترنت، ومنظومة ألياف ضوئية تمتد عبر الحدود لتربط ثلاث قارات في منظومة واحدة.

من الناحية التقنية، يُعد مركز العقبة الرقمي أول منشأة محايدة للناقلين (Carrier-Neutral) في الأردن، بقدرة تشغيلية أولية تصل إلى 6 ميغاواط قابلة للتوسع حتى 12 ميغاواط، وبمعايير Tier III العالمية التي تضمن الاعتمادية التشغيلية بنسبة 99.982%. يتيح المركز استضافة خدمات الحوسبة السحابية، وتخزين البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحلول المالية الرقمية، إلى جانب خدمات التعافي من الكوارث، والأمن السيبراني، والمعالجة عالية الأداء. إن امتلاك الأردن لمثل هذا المركز يرفع تصنيفه في مؤشرات الجاهزية الرقمية ويؤهله ليكون عقدة إقليمية لنقل البيانات والخدمات السحابية عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة سندويتشات محلية 2025/10/23

الأهمية الاستراتيجية للمشروع تتجاوز حدوده التقنية إلى بعدها الجيو-اقتصادي. فالعقبة تمثل نقطة التقاء بين الكابلات البحرية الآتية من آسيا وأوروبا وإفريقيا، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لإنشاء محطة إنزال بحرية (Cable Landing Station) تعزز الربط الدولي وتخفض كلفة نقل البيانات إلى الداخل الأردني. كما يشكّل نظام التبادل المحلي للإنترنت (Aqaba IX) منصةً حيويةً لتبادل البيانات بين مزودي الخدمة المحليين والإقليميين، ما يقلّل زمن الوصول (Latency) ويرفع كفاءة الأداء بنسبة قد تتجاوز 40%، وهي قفزة نوعية للمستخدمين والمؤسسات على حد سواء.

اقتصاديًا، يُعد المشروع محفزًا قويًا لنمو الاستثمارات الرقمية في المملكة. فقد أعلن صندوق الاستثمار الأردني (JCIF) عن مساهمة استراتيجية في المشروع، ضمن رؤية تهدف إلى جعل العقبة مركزًا إقليميًا للبنية التحتية الرقمية، وجاذبًا للشركات العالمية في مجالات التكنولوجيا المالية (FinTech) والتجارة الإلكترونية وإنترنت الأشياء (IoT). ويُتوقع أن يخلق المشروع مئات فرص العمل في مجالات التقنية، ويعزز الناتج المحلي الإجمالي الرقمي بنسبة تتراوح بين 1 إلى 1.5% خلال السنوات الثلاث الأولى من التشغيل، وفق تقديرات أولية استندت إلى تجارب مراكز بيانات مماثلة في سنغافورة ودبي.

على المستوى الوطني، يفتح مشروع العقبة الرقمية آفاقًا جديدة للتحول الحكومي الإلكتروني، إذ يتيح للحكومة الأردنية استضافة أنظمتها وخدماتها ضمن بيئة وطنية آمنة تتوافق مع أعلى معايير حماية البيانات (ISO 27001 و GDPR). كما يمكّن المؤسسات التعليمية والبحثية من الوصول إلى موارد حوسبة متقدمة تدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، مما يرسّخ مكانة الأردن كمنصة علمية وتقنية في الإقليم.

إن إطلاق هذا المشروع يشير إلى تحوّل نوعي في فلسفة الاستثمار الوطني من البنية التحتية التقليدية إلى البنية التحتية المعرفية التي تخلق القيمة من تدفق المعلومات لا من السلع. فالعقبة لم تعد فقط ميناءً بحريًا، بل بوابة رقمية تربط الاقتصادات والابتكارات، وتحوّل موقع الأردن الجغرافي إلى ميزة تنافسية في عالمٍ تتحكم فيه سرعة البيانات أكثر مما تتحكم فيه حركة البضائع. إنها بداية فصلٍ جديد في الاقتصاد الأردني، عنوانه: من عبور السلع إلى عبور المعرفة.

مقالات مشابهة

  • انتهاء مهام مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات
  • انتهاء مهام مدير عام تنشيط السياحة
  • خطاب العرش… هندسة السلطة واتجاهات الدولة الأردنية
  • الحكومة الأردنية تؤكد عدم مشاركتها بقوات في غزة
  • بتنظيم من هيئة تنشيط السياحة … وفد إعلامي بريطاني يختتم زيارة إلى المملكة
  • العقبة الرقمية… البوابة الأردنية إلى اقتصاد البيانات العالمي
  • أحمد موسى: الجالية المصرية صنعت ملحمة وطنية خلال استقبال الرئيس السيسي ببلجيكا
  • سفير مصر بالمغرب يبحث مع أبناء الجالية المصرية بطنجة تنشيط السياحة بين البلدين
  • موسى: الجالية المصرية صنعت ملحمة وطنية خلال استقبال الرئيس السيسي في بلجيكا